أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - مجنونانِ مسلحانِ في الشارع!














المزيد.....

مجنونانِ مسلحانِ في الشارع!


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4087 - 2013 / 5 / 9 - 12:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



بدأت القصةُ بسيطةً خلابة رومانسية: تقول الشخصية (أ) للمواطن الفقير: هل تريدُ أكياسَ أرز وعلب دهن؟ فيستغرب ويُسر ويمنعه الحياء من الجواب لكن الأكياس والعُلب تصل إلى بيته، فيرفعُ يديه دعاءً وشكراً!
وحين يرى الشخصية (أ) في المسجد ويرى بساطتها و(نقاءها) يترك عياله في عهدتها، وتنهمر دعاية دينية مذهبية مستغلة للإرث الإسلامي وتشحنه بدعايات سياسية تفريقية بين المسلمين مشحونةً بالكراهية على الطرف الذي يعتبر في الفترة المعينة المحددة هدف الرمي والتصويب!
هدف التصويب خاضع للجماعة السياسية المتوارية وراء الآيات والستائر والخزائن، تشحنُ الضحيةَ بالعداء لهدفِ المرحلة، سواء كان يساراً أو يميناً أو دولة، أو طائفة، وغيرها بحسب المرحلة المحددة للجماعة.
ليس ثمة قراءةٌ للتراث الإسلامي فهو كيانٌ هائل غريب عنها، لكن التصويب السياسي العسكري هو تشكيل فرد كرصاصةٍ موجهة للعدو، هو استغلال الإرث لتكوين تنظيم، شمولي متوار.
ويحدث هذا كذلك في الجهة مع شخصية (ب) التي تتجه للفقير وتعطيه نقوداً خيرياً لإنقاذ عياله من العوز والتشرد في الشوارع!
العلاقة بين المُنظِّم والضحية تتكون على خلفية إسلامية غير حقيقية، فليس ثمة تحالف نضالي وعلاقة متساوية هنا، كما هو الحال بين الصحابة والعبيد، أو بين المهاجرين والأنصار، وببرنامج توحيدي نهضوي، بل هنا سيطرة من قوة فوقية غامضة متعالية، ظهرتْ للتفريق بين المواطنين والمسلمين، فكيانُ الشعب كان يتجه ضد الاستعمار ومن أجل النهضة والديمقراطية والعمل المشترك بين الشعب لأهداف مشتركة رغم الاختلافات بين الفرقاء، وهو ما يتساوق مع تاريخ المسلمين التوحيدي، لكن (أ) و(ب) لا يقومان بذلك، فرغم مطر الآيات والشعارات المنهمر تتوجه الرصاصة إلى هدف وطني داخلي، إلى كيان أهلي مختلف. فتعزلُ المواطنَ عن بقية المواطنين، تحرضُهُ ضد أجزاء من شعبه، بحسب اللحظات السياسية التكتيكية للجماعة التي لبستْ مسوحَ الدين ورفعتْ مسابيحَ القداسة، وربطت نفسها بالسماء، على أنها لا تنطق عن الهوى، وأنها صوتٌ إلهي!
تحويل المواطن إلى رصاصة موجهة ضد مواطنيه تتطلب العسكرة والعصبية والكراهية وإلغاء العقلانية، لهذا فإن الجماعات حين تتسع تتكهرب وتتشنج وتغدو عنيفة مسلحة، فإذا لم تصل إلى السلطات عن طريق الجيش، لا بد أن تصل إليها عن طريق الحرب الأهلية والعمليات العسكرية أو عن طريق خداع الثوار والشعب الذي ضم هذه الجماعات على أساس أنها جزءٌ من قوى الشعب المناضلة لكنها ما أن تستلم السلطة حتى تظهر عظامُ العصابات المسلحة وقوى الكراهية وتبدأ بالقمع الشامل!
من هنا تظهر سمات الطفولة المتشنجة فيها وعلامات الكراهية الموجهة للمواطنين والبشر، وعشق طريق العنف، حيث تتصور أنها من كيان سماوي عال ومن واجب الخدم وقوى الشر الشيطانية الخضوع لها.
في عالم المسلمين والعرب تمكنوا من هذا بقوة كبيرة وبسهولة نسبية، حيث تقاليد الشمولية عريقة، وذروة الموقف الآن هي تفخيخ خرائط بلدان عربية عديدة وبالنفخ فيها من جهات عدة.
قوى تفكيك المسلمين وفرق الإرهاب كثيرة جداً في تاريخنا العربي الإسلامي فالعالم الصحراوي امتلأ بها، وقبل الإسلام كانت غزوات البدو لا تتوقف.
وما أعطى البداوة المسلحة إمكانية أن تعود هو نمطُ رأسمالية الدول الحكومية المنتجة للمواد الخام الوحيدة وهذا ما جعل من نموذج رأسمالي ديمقراطي حر مثل الهند عصيا على الإرهابيين وعلى مئات التنظيمات الهندية الهندوسية المتعصبة بأن تقوم بذات الأعمال التي تقوم بها في الجانب الإسلامي. فالمسألة ليست مسألة عقائد بل نمط إنتاج!
ومع تصاعد التنظيم الرصاصة والعسكر السياسي، تحدث إزاحة للمترددين و(المعتدلين) وتُطرد الفئات المرنة وتغدو العسكرة على أشدها. ولهذا علينا أن نتوقع تفاقم الحروب وتفكك الخرائط السياسية في المنطقة مع استمرار تشجيع هؤلاء المجانين !
أو يتم تشجيع جماعات أخرى منهم لأنها قريبة لأنظمة ومنافسة لأنظمة أخرى، فيما المطلوب أن تتفق الأنظمة التيارات السياسية الديمقراطية على رفض الطائفية والصراعات الجانبية كلها وتغيير الطابع الطائفي المتخلف اقتصادياً وسياسياً وثقافياً.
تحويل المواطن إلى متسول مع أسلوب الانتاج الشمولي يتيح للبعض أن يتقدم ليقدم أكياس أرز وسكر للفقراء لكي يخطف أبناءهم للحروب ويخطف بناتهم لعالم الجواري



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهاد(6)
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهاد (5)
- إفلاسُ الليبراليةِ: هجومٌ عالمي
- نضال شعبي ضد الإرهاب ومن أجل الديمقراطية والسلام
- العراقُ ومسيرتُهُ إلى الوراء
- إفلاسُ الليبرالية: فلسفياً
- إفلاسُ الليبراليةِ: توطئةٌ
- بروليتاريا رثةٌ: برجوازيةٌ ضعيفة
- العلمانيةُ منعٌ للصراعاتِ الدينية
- العمال وواجب النضال والتوحيد
- حوارٌ تاريخي وليس حواراً وقتياً
- دوستويفسكي: الروايةُ والاضطهادُ (3)
- النظرُ إلى جهةٍ واحدة
- متسلقو السياسة!
- الشارقة ترفعُ ثقافةَ الأطفالِ إلى الذروة
- يمينانِ في صدام
- سهولةُ الهجومِ على اليسار!
- دوستويفسكي روايةُ الاضطهادِ (2-2)
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهادِ (1 -2)
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسيةُ (6)


المزيد.....




- مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا.. مهامه وأبرز أعضائه
- الرئيس بزشكيان: نرغب في تعزيز العلاقات مع الدول الاسلامية ود ...
- ضابط إسرائيلي سابق يقترح استراتيجية لمواجهة الإسلام السني
- المتطرف الصهيوني بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
- اكتشافات مثيرة في موقع دفن المسيح تعيد كتابة الفهم التاريخي ...
- سياسات الترحيل في الولايات المتحدة تهدد المجتمعات المسيحية
- مفتي البراميل والإعدامات.. قصة أحمد حسون من الإفتاء إلى السج ...
- إسرائيل تكثف غاراتها على غزة وتقصف المسجد الإندونيسي
- استقبلها الآن بأعلى جودة .. تردد قناة طيور الجنة TOYOUR EL-J ...
- منظمة: 4 من كل 5 مهاجرين مهددين بالترحيل من أميركا مسيحيون


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - مجنونانِ مسلحانِ في الشارع!