|
بعدها .. هل يمكن أن يتوب علنا شيخ الأزهر ؟!!
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 1174 - 2005 / 4 / 21 - 11:23
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بسم الله الرحمن الرحيم د. أحمد صبحى منصور بعدها .. هل يمكن أن يتوب علنا شيخ الأزهر ؟!! طالعتنا صحيفة الأسبوع – الصفراء غير الغراء – بمقال تحتج فيه على شيخ الأزهرانه أذعن لمطالب مجموعة من كبار رجال الدين النصارى واليهود ووقع على وثيقة تؤكد حرية العقيدة. ننقل هنا ما احتجت عليه الصحيفة الصفراء غير الغراء:" تضمنت الوثيقة 17 بندا أيدها شيخ الأزهر جميعها دون قيد أو شرط تقول الوثيقة :" إن المجتمع الديني في العالم أجمع لم يعد يقبل بتسييس حقوق الإنسان الممنوحة من الله والتي تتمثل أهميتها في حرية الاعتقاد والعيش بسلام علي هذه الأرض.انطلاقا من ذلك فإننا نعلن هنا أن الجواب الوحيد للخلافات الدينية يكمن في الحوار المبني علي الاحترام المتبادل بين اتباعها وليس في اللجوء إلي العنف. نحن الموقعين نقرر ما يلي: 1 إن هناك متطرفين بين اتباع كل دين من الأديان. 2 إن اللجوء إلي العنف لتأكيد وجهة نظر دينية أو لإجبار آخرين علي اعتناقها هو أمر مرفوض. 3 إننا كممثلين عن جميع الأديان في العالم مشتركون معا في إنسانية واحدة، بإيماننا الشخصي بخالقنا نتفق هنا علي تقديس حق كل فرد في الإيمان بخالقه. 4 إننا نقر بوجوب احترام حقوق جميع الأفراد الممنوحة من قبل الخالق وبأنها غير قابلة للتبديل. 5 أن لجميع الأفراد أو الجماعات من مختلف الديانات الحق في أن يعرضوا بشكل سلمي علي الآخرين نظرتهم الخاصة بالأمور اللاهوتية أو الإنسانية أو الحياة الآخرة 6 إن لجميع الناس من كل المؤسسات الدينية، الحق في الإعلان عن معتقداتهم وفي مناقشتها في أي مكان عام وبعيدا عن العنف. 7 إننا نؤمن بحق كل فرد في الإيمان بأي دين يشاء. 8 إن لكل إنسان رجلا كان أو امرأة، حقا مقدسا في اعتناق أو رفض اعتناق دين من الأديان دون التعرض لأذي من قبل أي جهة دينية أو سياسية. 9 إنه لا يحق لأي جهة دينية أو سياسية أن تتدخل في الخدمات الروحية لاتباع دين آخر. 10 إن لكل فرد الحق في مناظرة حقائق دينية دون خوف من انتقام. 11 إن لكل فرد الحق في أن يستمع إلي غيره أو أن يسمع الآخرين صوته، كما أن لكل إنسان في العالم الحق في تعلم حقائق دينه والحصول علي الكتب المقدسة. 12 إن لكل إنسان بغض النظر عن انتمائه الديني أو العرقي أو الوطني الحق في أن يعيش بسلام مع جيرانه مهما كان معتقدهم. 13 إن لكل فرد من أي دين الحق في أن يستمع إلي فرد من معتقد آخر. 14 إنه لا يحق لأحد التدخل أو تعطيل خدمة روحية لغيره. 15 إن لكل ساع وراء المعرفة الحق في الذهاب إلي أي خدمة دينية لإرضاء معرفته. 16 لكل إنسان الحق في أن يشارك الآخرين معرفته. 17 وبناء علي ذلك فإننا نصر علي أن لاتباع جميع الأديان حقا مقدسا في أن يشركوا الآخرين في معرفتهم وأن يعيشوا بسلام مع حصيلة هذه المعرفة. وأيد شيخ الأزهر كل ما جاء في الوثيقة دون تدقيق ودون أن تعرض علي مجمع البحوث الإسلامية ليناقشها." انتهى ما قالته الصحيفة الصفراء غير الغراء، ويبدأ تعليقى على شيخ الأزهر . أبدأ بسؤال: هل وقع شيخ الأزهرعلى هذه البنود مقتنعا بها مؤمنا باتفاقها مع الاسلام ؟ أم أنه وقع عليها مجبرا مكرها مطيعا لأوامر عليا من الخواجات اليهود والنصارى؟. نفترض ان الاجابة :" نعم انه مقتنع بها ومؤمن باتفاقها مع الأسلام ". أو كما اكتشف أحد خدم شيخ الأزهر- طبقا لما نقلته عنه تلك الصحيفة الصفراء غير الغراء – ":أن ما جاء فى الوثيقة من حق كل إنسان في أن يعتقد ما يشاء أو يرفض ما يشاء من الأديان مبدأ أتي به الإسلام أصلا. ففي الإسلام لا إكراه في الدين وقد قال تعالي: أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين صدق الله العظيم ". أذا كانت الاجابة بنعم فان من حقنا أن نتساءل اسئلة أخرى: 1- اذا كان شيخ الأزهر مقتنعا فعلا بأنه لا اكراه فى الدين وأن الاسلام هو دين حرية الفكر والعقيدة وممارسة الشعائر بحرية وسلام ، فلماذا لم يأخذ زمام المبادرة بالدعوة لهذه القيمة الاسلامية العليا؟ ولماذا انتظر حتى يلزمه بها كبار اليهود والنصارى؟ أليس من العار – عليه هو – أن يؤمن بهذه الحقيقة – ثم يتوانى عن اعلانها وتطبيقها طيلة عمره المديد ويظل هكذا الى أن تأتيه الأوامر من الخواجات ؟ 2- اذا كان مقتنعا بأنه لا اكراه فى الدين اذن فلماذا يصدر فتاوى التكفير والردة وتهم العداء للآسلام لمن يخالفونه فى الرأى، وهو يعلم ان تصريحاته تلك تعنى تحريضا على القتل . منذ بضعة أشهر افتى- بالتاء وليس بالسين – ضد مركز ابن خلدون لأنه – اى المركز – عقد مؤتمرا للاصلاح الدينى وطالب فيه برفع الوصاية على الفكر الدينى وفتح باب الاجتهاد. وكل عدة اسابيع أوعدة أشهر يقوم مجمع البحوث بمصادرة احد الكتب ، وما يعنيه ذلك فى دولة بوليسية من متاعب وملاحقات وهموم واتهام للمؤلف فى دينه وعقيدته. 3- اذا كان مؤمنا بالاسلام دين الحرية فى المعتقد والفكر اذن لماذا حدث كل هذا الاضطهاد لى منذ 1977 وحتى الآن وأنا فى غربتى بعيدا عن وطنى وأهلى وجامعتى ؟ المرحلة الثانية من اضطهادى وانا على وشك الحصول على درجة استاذ مساعد كانت سنة 1985 وفيها تحولت أبحاث الترقية الى مضبوطات اتهام لأننى اجتهدت من خلال القرآن الكريم طبقا لما يمليه قانون الأزهر نفسه من الاجتهاد فى تجلية حقائق الاسلام. أحالونى للمحاكمة وكان الذى يرأس لجنة المحاكمة أو محكمة التفتيش وقتها عميد كلية الدراسات الاسلامية، واسمه الدكتور محمد سيد طنطاوى. كان شيخا مجهولا يسمع عنه أحد، كما لا يسمع كثيرون عن الكلية البائسة التى كان عميدا لها والتى لم تكن تجد مأوى لها وقتئذ الا بين أعمدة الجامع الازهر نفسه. وجد الشيخ المجهول القادم من اسيوط ان محاكمتى هى فرصته فى الصعود، لأن وراءها ريالات السعودية ونفوذها لذلك سعى لارضائهم بأن أوصى بأقصى عقوبة وهى العزل اذا صممت على أقوالى . بعدها بعامين كان ممن شارك فى مؤتمرات عقدها الوهابيون لمناقشة كتبى فى اسلام اباد تحت رعاية رئيسها ضياء الحق وأصدروا قرارا بردتى عن الاسلام، ثم عقدوا مؤتمرا آخر فى جدة تحت رعاية الشيخ نصيف ورابطة العالم الاسلامى اتخذ نفس الموقف ، كل ذلك للضغط على النظام البائس كى يضعنى فى السجن وهذا ما حدث. وكوفىء الشيخ المجهول سريعا فاصبح المفتى – بالتاء وليس بالسين – ثم أصبح شيخا للأزهر. هل يمكن لمن يؤمن بالاسلام دينا للحرية ان يكون تاريخه هكذا ؟ قد يقال : عفا الله عما سلف، لقد كان ذلك فى الماضى ، والشيخ الآن أصبح ملتزما بهذه الوثيقة ولا ينبغى ان نحاسبه عما سبق. أقول اننى اتمنى من صميم قلبى ان يتوب الشيخ طنطاوى ، ولكنه يعرف ان التوبة تعنى الاعتراف بالذنب والندم عليه والعزم على ألا يعود اليه. فهل ياترى يستطيع طنطاوى شيخ الأزهر ان يعلن توبته عن كل الأفعال التى تخالف الوثيقة التى وقع عليها واعلن التزامه بها ؟. اذا فعل هذا كان مستحقا لأن نثق فى توبته ، ومن ناحيتى فلن يتعرض له قلمى الا بكل خير وسأنسى ما لحقنى من أذى على يديه. الا أن الذى اعرفه حتى الآن أنه على شاكلة الحاكم العسكرى المستبد الذى يخدمه. المستبد يحتاج الى مؤسسة كهنوتية تبرر ظلمه وتسبح بحمده، وكلما بالغ الحاكم فى اذلال شعبه أضعف شعبه وازداد عنهم انعزالا وازداد منهم خوفا، وبالتالى ازداد ضعفا بضعف شعبه وبعزلته عنه، وبالتالى أيضا ازداد خنوعا امام الأجانب. يركع أمامهم مستجيبا لكل أوامرهم السياسية والدينية طالما لن تخلعه من عرشه وسلطانه. فاذا جاءت نفس هذه الكلمات من ابناء بلده ثار عليهم وأذاقهم النكال. وهكذا يفعل الشيخ طنطاوى. يركع أمام الخواجات – وليس امام الله تعالى – يقول لهم :" لا اكراه فى الدين" . أما اذا قلناها له نحن " لا اكراه فى الدين " رفع فى وجوهنا حد الردة المزعوم. الذىأعرفه حتى الآن ان الذى يمضى معظم عمره داعيا للضلال صادا عن سبيل الله يبغيها عوجا لا يمكن أن يهديه الله تعالى حتى لو حرصنا على هدايته.يقول تعالى فى هذا الصنف المضل من البشر :" ان تحرص على هداهم فان الله لا يهدى من يضل. " النحل 37 ". ولقد امضى طنطاوى عمره – حتى الآن وهو يزحف نحو الثمانين ربيعا – فى مناصرةالحاكم الظالم الفاسد فى بلده وحكام أكثر ظلما وفسادا خارج بلده. فى سبيل ارضاء نزواتهم السياسية يغير فتاويه لتتراقص على انغامهم . والتوبة هنا تعنى أن يقول كلمة حق فى اولئك الظلمة الفاسدين الذين يخدمهم ويتلاعب بآيات الله تعالى وكتابه العظيم من أجلهم. هل يستطيع أن يفعل؟ اجيبوا انتم !! الذى اعرفه حتى الآن عن الشيخ طنطاوى أن له وجها آخر غير رقة الصوت وحنان الخطاب . هذه العذوبة النسائية تخفى خلفها شراسة فى الخلق وبذاءة فى السباب وعنفا فى المواجهة وقع ضحية له بعض سيئى الحظ ممن بهرتهم سماحته الظاهرية فتشجعوا وسألوه عن بعض تصرفاته وفتاويه المتضاربة فانهال عليهم سبا ولعنا – كما حدث مع احدى السيدات الصحفيات وكتبت عن ذلك فى الصحف، أو ينهال ضربا بالحذاء على السائل كما حدث مع أحد الصحفيين فقدم بلاغا أو كان على وشك أن يفعل. ونشرت الصحف الواقعة. هذا فى حد ذاته يوضح ان للشيخ طنطاوى وجهين يلعب بهما وفقا لمقتضى الحال كما يقول الأزهريون. أذا جاءه أسياده الخواجات تحدث معهم عن الاسلام دين السلام والمحبة والحرية والسماحة، فاذا قلنا له نحن هذا الكلام أرغى وأزبد وهاج وهدد. بسبب هذا التلون لا يزال محتفظا بمنصبه مرضيا عنه من أسياده الظلمة الفاسدين. يبقى السؤال الأخير : هل اذا قلنا له : اتق الله ياشيخ الأزهروتب اليه سيثور علينا ؟ الاجابة فى قوله تعالى يصف هذا الصنف من الناس: " ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله على ما فى قلبه وهو ألد الخصام. واذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد . واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالأثم . البقرة" 203- 206 " صدق الله العظيم.. هذا مبلغ علمى.. وقد أكون مخطئا ..
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انفجار الأزهر الأخير: نرجو من الله تعالى أن يكون الأخير
-
تمكين فهمى هويدى
-
تفكيك فهمى هويدى
-
من حق المرأة المؤهلة للامامة أن تؤم الذكورفى الصلاة
-
ردا على سجن الدكتور أحمد البغدادى فى الكويت
-
حتى ولد الزنا يلحق بأبيه فى تشريع الاسلام أدعوهم لآبائهم
-
لا ناسخ ولا منسوخ فى القرآن الكريم
-
اصلاح الدستور المصرى لا يكفى . لا بد من حكومة انتقالية لتوطي
...
-
لا زلنا نعيش فى عصر الخليفةالعباسى الناصر لدين الله بسبب توا
...
-
العملية الانتحارية الأخيرة فى اسرائيل ودلالاتها
-
حد الردة .. المزعوم
-
مرض الحسبة
-
ابو بكر الصديق
-
الاسناد فى الحديث
-
أكذوبة عذاب القبر والثعبان الأقرع
-
التأويل
-
المسكوت عنه من سيرة عمر
-
التسامح الاسلامى بين مصر وأمريكا
-
حريات لا يحميها القانون المصرى :
-
نداء الى على سالم : لماذا لا ترشح نفسك لرئاسة الجمهورية المص
...
المزيد.....
-
قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين
...
-
144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|