حنين المعموري
الحوار المتمدن-العدد: 4087 - 2013 / 5 / 9 - 01:03
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كتبت سابقاً بأنني أؤمن بأن الفرد هو أساس وجود الجماعه وهو أهم من الجماعة التي تتمثل بالمجتمع الذي يعيشنا قبل أن نعيشه ، أما اليوم فأنا اقول إن المجتمع له الدور الكبير في تأثيره على الفرد و له شركه وصفقات تعقد مع ذاتك دون أن تعلم ،أنه المؤثر الحقيقي على الفرد و يدخل حتى في تكوين شخصية ذلك الفرد فتتكون عندها عدة إستجابات و ردود أفعال نابعة من تأثير المجتمع عليه .
و يبدو أن قول سارتر بأن الاخر هو الجحيم الذي يقصد به إن الاخر يحد من حريتي و يقلقها ويرفض وجودي ليس مكتمل، فأنا أقول : بل تمتد تلك القيود الى خلق اسباب كثيرة لتغير الفرد عن طبيعته الفطرية ، فالمجرم نحن جميعنا نشترك بتكوين شخصيتة و جعله يبدو بهذا الشخصية الأجراميه فكلنا فاسدون و كلنا مجرمون ، نحن نهيء كل الوسائل ليصبح الفرد مجرم و في الأخير نقوم بمحاسبتة و معاقبته و في الحقيقه نحنُ من أوصلناه لهذا الطريق ، لحظة قدومه الينا و طلب المساعده فأعرضنا عنه !!
فلا يوجد أكثر نذاله وقبح مما نحنُ فيه ، هناك الاف المشردين في الشوارع و الاف المحتاجين الذي يقتلهم الجوع بصمت في بيوتهم ، والاف المجرمين المحكوم عليهم بالنبذ من قبل المجتمع و من قبل الاهل ، فلو احتضناهم من بادئ الامر لما حدثت كل تلك الكوارث .
يذكرنا بعض الباحثين بطرق غير عميقه بأن المجرمين في بعض البلاة تكثر فيهم دمامة الوجوه أو العاهه فأستنتجوا من ذلك أن المعية الدميم يميل بطبعه الى الأجرام أو العاهه لأنه على زعمهم يمثل بيولوجياً نحو الطبيعة الحيوانية الأولى ، كما ذكرها الدكتور على الوردي إن هذا الاستنتاج مغلوط من أساسه فليس هناك مجرم حدث فيه الميل الى الأجرام طبيعة . أن الأجرام أكتسابي في أغلب الحيان وسببه أجتماعي .
هناك حقيقه ربما يعلمها القليل منا ولكن علينا الاعتراف بها جميعاً ،
بأن كل فرد منا هو مشروع لمجرم !
عند لحظات الظلم والقهر سيظهر ولكن هناك من تتوفر كل الوسائل ضده وهناك من تخلق كل الوسائل لصالحه، علينا إن ننتبه كيف نحب بعضنا البعض وكيف نساعد بعضنا ، لأن كل فرد منا معرض لإن يكون مجرم !
#حنين_المعموري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟