أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ريم ثابت - الحرية أم الجهل: من أين نبدأ؟














المزيد.....

الحرية أم الجهل: من أين نبدأ؟


ريم ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 4086 - 2013 / 5 / 8 - 22:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من أين نبدأ ؟؟!!
هل نبدأ بتحرير العقل المتخلف من قيود الهيمنة؟ أم نبدأ بتخليص الإنسان المتخلف من براثين الجهل؟؟ أم نتخذ كلا الاتجاهين معاً كبداية في وقت واحد ؟؟؟.. أسئلة يفترض أن تتبادر إلى ذهن كل من يستهدف التنمية، وكل من يضع نصب عينيه آليات التطوير، سواء كان ذلك على الصعيد الفردي أو المجتمعي، فهي أسئلة تطرح نفسها بقوة على ساحة التغيير، وتلقى صعوبة بالغة في إيجاد إجابة شافية لها خاصة من قبل مجتمعاتنا النامية التي هي من الأساس لم تعتاد ثقافة الاختيار أو الإجابة على مثل هذه النوعية من الأسئلة، الأمر الذي يجعلنا دائماً في مواجهة خطط تنموية ذات بدايات مشوشة غير واضحة المعالم، ونهايات لا تزال معقوفة على إرهاصات تتحكم فيها مقادير مجهولة.
وإذا قبلنا فكر أنصار الاتجاه الذي يذهب إلى الشروع في تحرير العقل المتخلف من قيود الهيمنة قبل البدء في تخليصه من براثين الجهل، فإننا بالطبع نكون أمام مأزق كبير، حيث إن تحرير العقل من القيود المهيمنة عليه يتطلب – بالضرورة في بنيته الأولية - الانطلاق نحو التفكير الانتقادي، الذي - وبطبيعة الحال – لا يجد له محفلاً في ظل وجود الجهل، وغياب إدراك الدور الحقيقي للتعليم، هذا ما لم نتجاوز التفسيرات الشكلية الساذجة المتعلقة بالمهمة الإنسانية للتعليم، وما لم نغفل دور التعليم – كعمل اجتماعي – سيظل في خدمة الفرد إما لتحريره أو لتطويعه.
أما إذا قبلنا فكر أنصار الاتجاه الذي يذهب إلى البدء أولاً في تخليص الإنسان المتخلف من براثين الجهل ثم تحرير عقله من قيود الهيمنة (وهو الفكر الراجح من وجهة نظري) – فسنكون بذلك في اتفاق مع مقولة: (تبدأ الحرية حينما ينتهي الجهل)، وهي المقولة التي أطلقها الأديب والشاعر الفرنسي (فيكتور هوجو)، ولمن لا يعرف (هوجو)، هو أحد أشهر أدباء فرنسا الذين ظهروا في الحقبة الرومانسية، وهو صاحب مؤلفات عدة كان أشهرها رواية (البؤساء) و(أحدب نوتردام) ... وغيرهما، وقضى طفولته - على حد قوله - : (مشدود الوثاق إلي الكتب)، أما في شبابه فقد اعتنق الفكر الاشتراكي تزامناً مع نشوء البروليتاريا الجديدة في فرنسا، هذا عن الـ (هوجو)... ماذا إذن عن مقولته؟؟؟!!
إن ترجيح فكرة تخليص الإنسان المتخلف من مناص الجهل أولاً ثم تحريره تتأتى - في رأيي - من قناعة مؤداها: (أن التعليم أبداً لا يمكن أن يكون محايداً)، إذ أن التعليم وفقاً لهذه القناعة لا يمكن أن يستهدف نفسه، ولا يمكن أن يكون بلا ضرورة إنسانية، فإما أن يكون من أجل تطويع المواطن للسلطة المهيمنة، أو أن يكون من أجل تحريره من هذه السلطة، وتأسيساً على ذلك فإنه أياً كان الغرض من هذا التعليم فلن يخرج عن كونه مجرد (وسيلة)، أما (التحرير أو التطويع) فلن يخرجا عن كونيهما (هدف)، وإن المنطق الذي يحكم العلاقة بين الوسيلة والهدف هو بطبيعة الحال منطقاً زمنياً، بمعنى أنه لا يمكن الوصول إلى الهدف دون الشروع في اتباع الوسيلة، وهذا يعود بنا مرة أخرى إلى تدعيم مقولة (هوجو) والاتفاق معها.
والسبب الثاني الذي يحملني إلى دعم مقولة (هوجو) وترجيح فكرة تخليص الإنسان المتخلف من براثين الجهل أولاً ثم تحريره، هو كنه الحرية ذاتها، ففي اعتقادي الحرية ليست مجرد شيئاً إضافياً يتم إيداعه في عقول المواطنين، أوهي ترفاً ينعم به مواطني المجتمعات المتقدمة فقط دون غيرها، إنما هي استجابة واعية نحو العالم من أجل تغييره، هذه الاستجابة حتى يستحضرها هؤلاء المواطنين يلزمهم مقومات عدة، أولها: العمل الحواري الذي يستلزم بالضرورة وجود علاقة تعاونية حوارية تجمع بين الأفراد المهيمن عليهم من جهة، وعلاقة جدلية حوارية تجمع بين الأفراد المهيمن عليهم والسلطة المهيمنة من جهة أخرى، وكلا العلاقتان لا شك أنهما لا يمكن تفعيلهما في وسط يشاع فيه الجهل من جانب الأفراد المهيمن عليهم. ثانيها: الوحدة والتنظيم: حيث أن التفرقة هي عمل من صميم أيديولوجية الهيمنة وفرض القيود على الحريات، في حين أن الوحدة هي عمل ثقافي يتأتي للمواطن المقهور وبموجبه يعي ويعرف كيف؟ ولماذا؟، أما التنظيم بالنسبة لقادة التحرير فيقصد به تنظيم أنفسهم مع المواطنين، وكلا من الوحدة والتنظيم يتطلبان بالضرورة وعي طبقي، وإدراك من قبل المواطنين المهيمن عليهم، وهذا الأمر لا يتماشى - بطبيعة الحال – مع بيئة الجهل.
هذا ويُلاحظ في فكرنا العربي الحديث أن قضية (الحرية والجهل) قد استأثرت باهتمام مفكر مثل (عبد الرحمن الكواكبي) الذي اتفق جملة وتفصيلا مع مقولة (هوجو) من حيث المبدأ، ويتضح ذلك جلياً من خلاصة كتابه (طبائع الاستبداد)، والذي عبر فيه عن خطورة الجهل على مسار التحرر بقوله: (الاستبداد والعلم حرباً دائمة وطراداً مستمراً، يسعى العلماء في نشر العلم، ويجتهد المستبد في إطفاء نوره، والطرفان يتجاذبان عامة الناس، ومن هم عامة الناس، هم أولئك الناس، الذين إذا جهلوا خافوا، وإذا خافوا استسلموا، وهم الذين متى علموا قالوا، ومتى قالوا فعلوا).



#ريم_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولع المغلوب بتقليد الغالب
- آليات الهيمنة ما بين الحب والغزو


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ريم ثابت - الحرية أم الجهل: من أين نبدأ؟