مالك العراب
الحوار المتمدن-العدد: 4086 - 2013 / 5 / 8 - 19:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الاعتصامات ودعاة الاقاليم
بين حلم لا يتحقق وقيادة متهمة
أخيرا طفت على السطح نوايا وخفايا لمن يقود تظاهرات واعتصامات في شمال وغرب البلاد وراحت تعلن عن أهدافها بإقامة أقاليم في هذه المحافظات بدءا من الأنبار ومرورا بتكريت وسامراء وانتقالا إلى كركوك والموصل وديالى، وكأن هذه الأقاليم هي الحل الهادئ المريح والسهل لجميع ما يعانونه من مشاكل وما يطالبون به من طلبات منذ أربعة أشهر مضت على اعتصامهم وهم يعتقدون ان (آخر الدواء الكي) إلا انهم صاروا يطالبون بالقطع والتقسيم وتحويل البلاد الى أقاليم متعددة.
هؤلاء المعتصمون كانوا وخلال أربعة اشهر، يطالبون بطلبات بعضها كان من الممكن تنفيذه ونفذته الحكومة فعلا، في حين كان الأغلب منها يتعارض مع القانون والدستور والعملية السياسية والمنطق، كالعفو عن المتهمين بقضايا الإرهاب وفي مقدمتهم المدانان (الهاشمي والعيساوي)، وإعادة كتابة الدستور لأنه كتب على (عجالة) ومن ثم اختتموها في يوم الجمعة الماضي بدعوة المتظاهرين إلى الاختيار بين خيارين، وكلاهما مرّ، بين تشكيل الأقاليم أو الحرب الأهلية ، دون ان يوضح قادة الاعتصامات للمعتصمين عن حقيقة ما سيترتب عليه خيار الأقاليم من آثار سياسية وأمنية واقتصادية وتجارية.
وبالطبع دون معرفة رأي المواطنين الآخرين في كل محافظة ، والذي عبر معظمهم عن رفضهم للمشروع بصراحة وشفافية دون إطالة تفكير أو تيهان بالمشاعر القومية .
مراقبون يؤكدون ان هذه الاعتصامات والتظاهرات ينبغي ان تكون خاضعة لقانون ينظم وجود قادتها وعدد عناصرها وأهدافها وحدودها المكانية والزمانية، وهو قانون التظاهر الحاضر الغائب، ولكن ان تكون هذه المسيرات والاعتصامات الاحتجاجية عشوائية وفوضوية وتسمح لكل من هب ودب ان يقودها ويعلن فيها ما يشاء فان مسيرتها ستكون عرجاء وأهدافها شوهاء ، وستنعكس نتائجها عليها ، وهو ما نراه الآن من ضجة كبيرة حول نوايا قادة الاعتصامات بإعلان الأقاليم ورفضها الشعبي في مدنهم قبل الحكومة المركزية في بغداد.
مالك العراب
#مالك_العراب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟