أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - ارادة الله هي ارادة الانسان















المزيد.....

ارادة الله هي ارادة الانسان


احمد داؤود

الحوار المتمدن-العدد: 4086 - 2013 / 5 / 8 - 13:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما اعنيه بالارادة الالهية هنا هو مايريده الاله من الانسان .اوقل هي مجموعة الافكار والرغبات الالهية . اما ارادة الانسان فهي مايرغب فيه او ما يطمح اليه ذاك الانسان . ومن خلال التمعن في الجملتيين يتبادر الي اذهان البعض بانهما يتعارضان او ان هنالك بون شاسع بينهما ولكن مثل هذا الاعتقاد خاطي . قد يقول قائل باني قلت في مقال سابق بانهما يتعارضان .ولكن القاري لذاك المقال يدرك باني اعني بالارداة الالهية مجموعة الرغبات والامال الخاصة بمؤسسي دين ما والتي تتعارض بدورها مع رغبات العامة الذين يعتنقون ذاك الدين وهذا قد يؤكد عدم وجود اي تعارض بين ارادة الاله والانسان باعتبار ان تلك الارادة ما هي سوي رغبات وامال ذات الانسان .

ولكن يبرز السؤال ما الذي اعنيه بالاله : اعني به خالق هذا الكون او قل صانعه او المتسبب في وجوده غضا النظر عما اذا كان واحدا ام اكثر من ذلك .وهذا بالضرورة يعني انه ليس ذاك الخاص بالكتب السماوية ولكني سالجا الي اعتباره ايضا الها سواء كان اله هذا الكون ام اله اخر ابتكره مؤسسي تلك الاديان من بنات افكارهم .

اذاً هنالك الهان حسب فرضيتنا .ذاك الذي خلق هذا الكون وذاك الخاص بالكتب السماوية . الاول هو الخاص باللادينيين او الربوبيين الذي يرفضون القبول بفكرة ان ذاك الاله ارسل بعض عباده ليخرجوا الناس من الظلمات الي النور او قل فكرة النبوة .وهؤلاء بالتاكيد يقولون بان الدين بشري وليس الهي .ويمتلكون من الادلة ما تؤكد صحة ما يذهبون اليه. منها وجود فوارق كبيرة بين الالهين .فاذا كان اله الكون محبا للعدالة والمساواة فان اله الكتب السماوية يحب العنف والقتال . واذا كان الاول يدرك كل صغيرة وكبيرة في هذا الكون فان الثاني يجهل كل شي بل ويمنح اتباعه تفسيرا خاطئا للكثير من القضايا والظواهر الكونية .فيقول لهم ان هنالك سبع سماوات ومن الارض مثلهن كما ان هذه الاخيرة هي مركزية الكون . وان كان الاول غير متناقض ومحب للمساوة فان الثاني يتميز بالتناقض كما انه يتحيز ضد بعض الاجناس والامم .حيث يقول بان الرجال قوامون علي النساء بحجة انهن ناقصات عقل ودين كما ان المسلمين خير امة اخرجت للناس .

ما الذي يريده اله الكون :

حسب اتباعه وهم الذين لايؤمنون بفكرة وجود دين سماوي فانه يريد السلام والمحبة .ويزيد هؤلاء بالقول بانه لم يخلق البشر الا ليتكاتفوا ويعيشوا بسلام ويساعدوا في تطوير العالم .اي بمعني اخر فهو يدعو الي اعلاء كافة المعاني الانسانية السامية من خير وعدل وسلام . وهذا بالضرورة يعني بانه يرفض كل الافكار التي تضج بها الكتب السماوية من قتل وحرب واكراه وتحيز ومحاباة . لذلك نجدهم يعلنون من حين لاخر بان الله ليس كما تصفه الكتب السماوية .كما يؤكدون بان تلك الكتب شوهت صورة الاله وجعلته محبا للعنف والاكراه الامر الذي دعاهم يطالبون بضرورة فك الارتباط بين الاله والاديان باعتبار ان هنالك بون شاسع بينهما .

ما الذي يريده اله الكتب السماوية :

في مقال سابق قلت بان اله الكتب السماوية يرغب من اتباعه الايمان به . وبينت ان شكل هذا الايمان دائما ما يكون اعمي قائم علي الفطرة وليس التدبر والتفكر .كما انه يطلب منهم تطبيق جميع افكاره وتعاليمه التي توجد في داخل الكتب السماوية .وتتمثل ابرزها في اضطهاد اصحاب المعتقدات الاخري وقسرهم للايمان به بل وتخييرهم بين الجزية والحرب وخاصة ذاك الخاص بالاسلام . بجانب انتهاك كرامة المراة والتقليل من شانها ومصادرة كثير من حقوقها التي اقرتها الطبيعة بحجة انها عورة والايمان بافكاره التي اثبت العلم عدم صحتها مثل فكرة ان هنالك سبع كوكب ارض .علاوة علي ذلك عدم مناصرة او تاييد كل من يؤمن به حتي لو كان اقرب الاقربين مثل الاخ او الام .والاعتداء علي الاخر المختلف والاعتماد علي الغنائم التي يتم الحصول عليها منه الاعتماد عليها كمصدر للرزق ووصفه بابشع الصفات من قرد وخنزير ودواب وحمير ومغضوب عليهم وضاليين .

ارادة الاله والانسان :

اشرنا في الجزء السابق الي وجود الهيين .الاول هو ذاك الذي يفترض ان يكون خالق هذا الكون والذي يؤمن به اللادينيين .اما الثاني فهو ذاك الخاص بالكتب السماوية .وبينا مالذي يريدانه .ولكن يبقي السؤال هل ارادة الله هي ارادة الله حقا ام هي ارادة الانسان ؟ .

في كتابات سابقة قلت بان الانسان يخلق الهه علي صورته . فان كان الانسان محبا للسلام والعدل فهو بالضرورة سيجعل الهه عادلا . اما ان كان ذاك الانسان انانيا ويتسم بالعنف فهو بالتأكيد سيجعل من الهه عدوانيا وباطشا . محمد علي سبيل المثال كان نرجسيا ومتلذذا بالام الاخرين لذلك جاءت صورة اله الاسلام مشابهة له اي انه نرجسيا ومستبدا .ولكن هذا لايعني ان الاله ان كان موجودا حقا فهو نرجسيا او مستبدا وانما تلك هي صورته التي وضعها الانسان عنه .

لنقرب الامر .بعض الناس مثلا يقول بان الله عادل او انه يريد العدل والسلام .ولكن اذا تأملت في الامر ستجد ان صفة العدل التي وصفو بها الاله ليست سوي ما يطمحون اليه . اي بمعني اخر انهم يريدون ان يعم الارض العدل لذلك فهم يقرنون بين صفة العدل والاله حتي يلبسوا ما يطمحون اليه لباس الشرعية . وهذا مثل ان يقول لك شخص ما بان الله يريد منا ان نقتل الكفار والملحدين .فمالم يربط ذاك الشخص بين الاله وبين مقولته فهو بالتاكيد لن ينجح في تحقيق ما يذهب اليه .وهذا ما يفسر اختلاف الناس حول الكثير من المفاهيم والافكار . فما يراه قوم ما بانه عادل وخير قد يراه اخرون خلاف ذلك رغم انه قد يكون عادل وخير في ذات الوقت .فالخير في بعض المجتمعات مثلا يعني تقبل الاخرين والاعتراف بهم بينما يعني في مجتعات اخري ان يكون هذا الاعتراف خاص بالمؤمنين اما الاخرين فهم بالضرورة لا يجب الاعتراف بهم بل ويحق لأي مؤمن ان يصادر حقوقهم طالما انهم ملحدين وكفار . ولكن هذا لا يعني ان احد تلك التفاسير الخاصة بالخير هي الهية .

هذا من جانب ،اما من الجانب الاخر فمقولة ان الله عادل او يرغب في العدل تشير الي ان قائلي هذه المقولة يقولون ذلك من منطلق سعيهم للفصل بين الذات الالهية والذات الانسانية .حيث غالبا ما يمنحون الاله صفات الخير المطلقة بينما يمنحون الانسان خلاف ذلك .ولكن هذا لا يعني ان الله خير مطلق وانما تلك وجهة نظر الانسان في الاله لا وجهة نظر الاله في ذاته وهذا بدوره لا يعني ان الله حسب ما يذهب هؤلاء .

اذا ما تالمت في احوال الذين يقولون ان الله يريد كذا وكذا تجدهم صنفان ؛الاول هو ذاك الذي يسعي الي تاكيد ان الله يرغب باشياء بعينها "خير او شر " دون وعي منه ،اي انه لا يعرف هل الله يريد ذلك حقا ام لا .والثاني هو ذاك الذي يسعي الي تاكيد ذلك مع ادراكه المسبق بان ارادة الله قد تكون مخالفة لما ينسبها له . الاول هم اللادينيين الذين يجعلون من الله عادلا لا لسبب سوي ان العدل المطلق يتعارض مع العدل النسبي الذي يتميز به الانسان .وكذا ايضا يقولون بان الله كامل لان الانسان خاطي كما ان الذي خلق الانسان الذي يطمح للكمال لابد ان يكون كامل . اما الثاني فهم الانبياء والرسل ورجال الدين بمختلف مذاهبهم واديانهم . وهؤلاء يقولون لك مثلا بان الله يرغب من عباده ان يقتلوا الكفار والملحدين مع ادراكهم المسبق بعدم امكانية ان يكون الله كذلك .

الي ماذا يشير ذلك ؟.

يشير عدم وجود اختلاف بين ارادة الذي يفترض ان يكون اله هذا الكون وارادة الانسان يشير الي عدم وجود حقائق مطلقة او وجهات نظر الهية للقضايا الانسانية .فان دعا شخص ما الي العدل والحرب فلا يعني ذلك ان الله يؤيد العدل او الحرب وانما ذاك امر انساني خاص باعتبار ان ذلك هو مايطمح اليه .وهذا بدوره يعني ان كل الافكار والتعاليم سلبية كانت ام ايجابية هي بشرية وليست الهية .وانما تشهده البشرية من حروب او سلام هو الاخر نتاج افعالهم وسلوكياتهم وليس للاله دور في ذلك .



#احمد_داؤود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما خفي في الربيع العربي
- حول مشروع السودان الجديد
- الثورة لايمكن ايقافها
- الحرب هي الحرب غض النظر عن مكان اندلاعها
- باي معيار تم تفضيل المسلمين
- لا شي يُميز محمد عن الاخرين
- التجميل وحده لا يكفي
- اما الاسلام او العالم
- نحو تعريف افضل -للخير والشر ..الصواب والخطأ-
- غياب الدليل والراي الاخر يدحض صحة الكثير من القضايا والروايا ...
- نحن -ماضويين- والتقدم لا يكون -بالماضوية -
- تعارض ارادة الله مع ارادة الانسان وابتكار فكرة الشيطان
- الردة العظمي والانهيار الاعظم
- الاصلاح لا يكون بانتقاد حامل الفكرة فقط
- التغير يبدأ بانتقاد الدين او محاكمته عقليا
- الازمة في الدين ام المتدين
- الي ماذا يشير عجز الاله ؟
- من الذي لا يحترم معتقدات الاخرين؟
- العالم سيكون افضل حينما يكون لادينيا
- مفارقة ...مسلم وعقلاني ....مسلم ومستنير


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - ارادة الله هي ارادة الانسان