أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - الموقف من الأقسام الستة لكل من التشيع والتسنن















المزيد.....


الموقف من الأقسام الستة لكل من التشيع والتسنن


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4086 - 2013 / 5 / 8 - 11:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بينت في مقالات سابقة أن إعلان شخص أو مجموعة عدم الانتماء لعقيدة، أو مذهب، أو طائفة، لا يعني المعاداة لأتباع أي منها، بل كل ما في الأمر، هناك من لا يشعر بانتمائه لتلك العقيدة، أو ذلك المذهب، أو تلك الطائفة، ويريد أن يفصح عن عدم انتمائه، تعبيرا عن حقه في تحديده هو لهويته وانتمائه، وعدم قبوله بأن يسلب هذا الحق، فيحدد له ذلك المجتمع، أو العرف، أو الأبوان، أو الدولة، أو المؤسسة الدينية، أو الصدفة والقسمة والنصيب وحسن أو سوء الطالع.
كلامنا يدور في العراق، تحديدا عن الطائفتين، أو العقيدتين الشيعية والسنية، وأسمي ذلك بـ(التشيع) من جهة، و(التسنن) من جهة أخرى، أي أن يكون الشخص شيعيا أو سنيا. ومن هنا أحببت في هذه المقالة تحديد ستة أقسام من التشيع أي الانتماء الشيعي، والتسنن أي الانتماء السني. ذلك من أجل بيان الموقف من كل من هذه الأقسام. عندما أقول (الموقف) فليس باعتباره الموقف العام والوحيد الصحيح المطلوب أو المطالب باتخاذه. لكني تجنبت قول (موقفنا) لأني سأوحي وكأني مخول بأن أكون ناطقا عن مجموعة اللامنتمين، وهذا ما لا أمنحه لنفسي، لأن المواقف قد تكون متباينة في التفاصيل، وإن التقت في الخط العام. وتجنبت أيضا قول (موقفي)، ولو إنه هو الأدق، لأني لا أريد أن يتخذ الموضوع طابع التشخصن. إذن هو فهمي للموقف الذي أراه صحيحا، ويلتقي معه فيه من يلتقي، إما في الخط العام، أو ربما البعض حتى في التفاصيل.
رأيت عند تأملي ستة أقسام للتمذهُب، أو التطؤُف شيعيا أو سنيا، هي كالآتي:
1. التسنن والتشيع العقائديان: أن يكون الإنسان سنيا عن قناعة بالعقائد السنية، أو لنقل بعقائد الإسلام في ضوء المذهب السني، في الأصول والفروع، وذلك عن قناعة، أو يكون الإنسان شيعيا أيضا عن قناعة بالعقائد الشيعية. لا نملك هنا إلا أن نحترم عقائد الناس، التي يعتنقونها، عن تدبر واقتناع، وليس تقليدا أعمى، بشرط ألا يتعصبوا لعقائدهم، وبالتالي ضد عقائد غيرهم ومعتنقيها، فالتعصب لا يحترم من العقلاء، كما أنه يكون مقدمة لاختلال السلم الأهلي، إذا ما أدى التعصب إلى بعث روح الكراهة والعداوة. أما إذا بقي الاقتناع بعقيدة ما شأنا شخصيا لا ينعكس على الغير، أو إذا ما انعكس فعبر الحوار الموضوعي المبني على أساس الاحترام المتبادل، لاسيما إذا كان الحوار، حوار تعرف وتعارف واستماع وإسماع، لا حوار المغالبة، المنطلقة من شهوة حب الغلبة، وتسجيل انتصارات على الآخر. لكن بشكل عام ما كان مبنيا على قناعة، فهو محترم، وإن اختلفنا مع أصحاب العقيدة تلك. من هنا كما نحترم أصحاب العقيدة السنية وأصحاب العقيدة الشيعية، الذي ننتظره منهم أن يحترموا اتخاذنا قرار عدم اعتناق العقيدة السنية، لمجرد أنا ولدنا من أبوين سنيين، أو العقيدة الشيعية، كوننا ننحدر من أبوين شيعيين. لأن العقيدة هي قناعة، ولا تقليد فيها، فلا يمكن أن يقرر نسبي وأصلي، وتقرر الصدفة ما هي عقيدتي، بل الإنسان الراشد يعتنق أو لايعتنق عقيدة ما عبر الدراسة والتدبر والاقتناع أو عدم الاقتناع.
2. التسنن والتشيع الاجتماعيان: هذا النوع من الانتماء المذهبي، هو مجرد انتماء إلى مجموعة من المجتمع، ذات مشتركات، في التاريخ والمصالح. لكني شخصيا لا أستطيع أن أنسجم مع هكذا نوع من الإحساس بالانتماء، فما معنى أن أحس بانتمائي كسني إلى السنة أكثر من انتمائي إلى الشيعة، أو كشيعي بالعكس؟ إذا لم يكن الإحساس بالانتماء إلى مذهب أو طائفة مبنيا على أساس العقيدة التي تجعلني أشعر بأن حملة هذه العقيدة أقرب إلي فكريا ونفسيا، أفلا يعني هنا هذا النوع من الانتماء (الاجتماعي) أنه نوع من التعصب، فتتحول الطائفة إلى ما يشبه القبيلة، أو القومية، مع إن الانتماء القبلي أو القبائلي أو العشائري أصبح لا معنى له في زماننا، بل هو من موروثات المجتمع البدوي، الذي تتقدم عنده رابطة الدم والقرابة والأصل والجذر، مما لم يعد شأنا قيميا بالنسبة للإنسان المعاصر. ربما يكون الانتماء للقومية هو الأكثر مقبولية، بسبب اللغة المشتركة، وما تمثله اللغة عادة من وسيلة تجسير وتواصل بين القلوب والنفوس، لكن أن يتعدى الأمر إلى أكثر مما هي اللغة، فهو نوع من التعصب العرقي، الذي أصبح أيضا غير مقبول لعدم انسجامه مع روح العصر، فكيف بنا إذا تحول المذهب إلى قبيلة، أو قومية، أو ربما أمة، بحيث يشعر الإنسان الشيعي بانتمائه إلى الأمة الشيعية، والسني إلى الأمة السنية. مع هذا يمكن أن يكون الإحساس بالانتماء الاجتماعي، مع عدم الانغلاق وعدم التعصب أمرا مقبولا، مع تسجيل التحفظ على تلك المقبولية. وهنا أيضا ننتظر من المنتمين اجتماعيا إلى هذه أو تلك الطائفية أن يعذرونا لقرارنا الانتماء إلى الوطن أولا، وإلى المجتمع الإنساني ثانيا، إيمانا بالمواطنة الصغرى كعراقيين، والمواطنة الكبرى الإنسانية الكونية كبشر، أو بعكس الترتيب عند البعض بجعل المواطنة الكونية هي المتقدمة.
3. التسنن والتشيع التاريخيان: هنا بصراحة لا أفهم معنى أن يكون تشيعي أو تسنني تشيعا أو تسننا تاريخيا. ربما ينتهي هذا النوع من الانتماء إلى أحد القسمين الآنفين، أي التسنن والتشيع العقائديين، أو الاجتماعيين.
4. التسنن والتشيع السياسيان: هنا تبدأ المشكلة، هنا يبدأ تمزيق المجتمع، هنا يبدأ هدم أهم ركن للدولة الديمقراطية المدنية الحديثة، ألا هو ركن المواطنة، هنا تحفر الخنادق بين الطوائف، وهذا ما أسس له السياسيون الشيعة والسنة والكرد بعد 2003. هنا ليسمح لي القارئ أن أذكر عن تجربتي الذاتية، فإني حتى عندما كنت معتنقا العقيدة الشيعية، بل وقبل اكتمال تحولي إلى العلمانية بشكل واضح وحاسم، عندما كنت إسلاميا ديمقراطيا، ولاسيما في مرحلة المخاض في تحولي إلى العلمانية تخليت بكل صدق سياسيا عن أفكر شيعيا، وأصبحت أؤمن أن يفكر السياسي الشيعي في قضايا الوطن والسياسة والدولة شيعيا، وأن يفكر في المقابل السياسي السني سنيا، هو بمثابة الكفر بالوطن، وبقواعد العمل السياسي، وبالحداثة، وبمبادئ الديمقراطية، وبالسلم الأهلي، والإخاء في إطار الوطن. أن تكون شيعيا أو سنيا في شأنك الخاص، في عبادتك وفقهك فيما هي الشؤون الفردية الخاصة، فهذا لك، لكن أن تفكر في قضايا الوطن شيعيا أو سنيا، فبلا أدنى مجاملة أقول هذا كفر بالوطن والحداثة والديمقراطية، وعلاوة على ذلك هو عين التخلف، وإن كان هذا سيغضب عليّ الكثيرين.
5. التسنن والتشيع الطائفيان: وهذا له علاقة بما قبله، لكن هناك طائفية غير مسيسة، كالطائفية العقائدية، أو الطائفية الاجتماعية، وكل طائفية هي مقيتة ويرفضها ويدينها كل العقلاء، وأسوأها كما مر الطائفية السياسية، لكني فصلت بين الأمرين، باعتبار أنه من الممكن، وعلى سبيل الافتراض غير الراجح تحققه، أن يكون هناك تسنن سياسي غير طائفي، وتشيع سياسي غير طائفي، وإن كان هذا مستبعدا، لكن يمكن أن نفرض إمكانه، وكذلك يمكن أن تكون هناك طائفية لا شأن لها بالسياسة. وتبقى كل طائفية مقيتة ولاعقلائية.
6. التسنن والتشيع العقلانيان: هذا هو أكثر أقسام التمذهب مقبولية، فالعقلانية تعني الاعتدال، الانفتاح، التواصل، عدم التعصب، التعايش بمحبة وسلام، الحوار الموضوعي المؤسس للتآخي والتقارب، لا للتباغض والتباعد. من غير شك إن التشيع العقلاني بالضرورة تشيع لاطائفي، وهكذا التسنن العقلاني، هو تسنن لاطائفي. نحن نحترم العقلاء ما ما زالوا عقلاء، ولينتموا إلى ما يشاءون. لكن مع هذا نقول لهؤلاء العقلاء، وكونهم عقلاء، لا بد أن يقبلوا منا ذلك، مع كل احترامنا وحبنا لكم، نحن لا نريد أن نكون شيعة، ولا نريد أن نكون سنة. أتصور هذا ممكن، أليس كذلك؟



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفيون واللاطائفيون واللامنتمون لطائفة 2/2
- الطائفيون واللاطائفيون واللامنتمون لطائفة 1/2
- لماذا وقعت على «إعلان البراءة من الطائفتين»
- ال 3653 يوما بين نيساني 2003 و2013
- مع جمانة حداد في «لماذا أنا ملحدة»
- قضية القبانجي تؤكد خطورة ولاية الفقيه علينا
- معارضة أحد طرفي الصراع الطائفي لا يستوجب تأييد الطرف المقابل
- يا علمانيي العالم اتحدوا
- لماذا تحميل (الشّيعِسلامَوِيّين) المسؤولية أولا؟
- الديمقراطيون بين السلطة الشيعية والانتفاضة السنية
- مجرد سؤال .. ماذا لو قيل: «الإسلام هو المشكلة»؟
- تصويت البرلمان ضد التجديد للمالكي
- أفتخر أني لست شيعيا ولا سنيا
- «كفى يا أبا إسراء ...» مقالة لي تاريخها 06/10/2010
- مع المعلقين بشأن خيار الانتخابات المبكرة
- بيد المالكي وحده مفتاح فكّ استعصاء الأزمة
- يحق لنا ولا يحق لنا أن نحتفل بالسنة الجديدة
- المشهد السياسي: قراءة للواقع واستشراف للمستقبل
- الشريعة والرئيس يغتصبان الدستور المصري 3/3
- الشريعة والرئيس يغتصبان الدستور المصري 2/3


المزيد.....




- قوات جيش الاحتلال تقتحم مدينة سلفيت في الضفة الغربية
- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - الموقف من الأقسام الستة لكل من التشيع والتسنن