أفكار تحت الشمس

واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 4086 - 2013 / 5 / 8 - 07:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

1
يقول المصريون ، إذا إنقسمت مصر الى دولة دينية وأخرى مدنية ، فأن 90% من الشعب يؤيد الدولة الدينية ويذهب ليعيش في الدولة المدنية ..!!،وهذا يذكرني بالعراق ، فكل العراقيين يتفاخرون بشارع المتنبي ومكتباته وكتبه المفروشة على الأرصفة ولديهم ما لايقل عن مليون شاعر وشاعرة في كل الأنواع الشعرية ومليوني كاتب وكاتبة في الشأن العام ،ودروع إبداعية متنوعة ، لكن مع كل ذلك يبقى السيد مقتدى الصدر والسيد عمار الحكيم والشيخ عبد الملك السعدي إضافة لشيوخ العشائر الأجلاء والمرجعيات الدينية ،هم أصحاب البلد الأوفياء ، ولهم القول الفصل ..!!
2
همّ يضحك وهمّ يبكي :بعض الأحيان أستمع لبعض برامج البث المباشر الأسترالية من إذاعتين متخصصتين في برامج ألـ توك شو على التحديد ، اليوم إستمعت لأحديهما وكان موضوع النقاش بين مقدمي البرنامج والمستمعين هو :لماذا يعزف المتزوجون أو الشركاء عن النوم في سرير مشترك واحد ، بل في غرفتين معزولتين وماهي الأسباب والحلول ؟؟ وكان غالبية المتصلين هم من النساء ، واحدة منهن قالت :زوجي يشخر في نومه وأنا لاأتحمل ذلك ،نمت على الأرض في البداية ، ثم قررت النوم في غرفة اخرى ، وأخرى قالت شريكي يشخر ويهذي ويرفس في نومه وانا أعمل ساعات طويلة ،لكنه يزعل إذا لم أكن بجواره وبسبب ذلك كنت أنام ساعتين او ثلاث على الأكثر لكني في النهاية وجدت حلاً للمشكلة وهي وضع صمامات الأذان مثل تلك التي يضعها عمال تفتيت الكونكريت ،وثالثة قالت :زوجي ينام بجواري ، فالنائم مثل الميت لايشعر بالأصوات والحركات ، بينما قال أحد المتصلين القلائل من الرجال: أنا وزوجتي نمارس الجنس كل ليلة لذلك ننام متعبين مخدرين ولا تخطر على بالنا افكار انعزالية ...!!
كنت استمع لعشرات من المتصلات والمتصلين وأنا اضحك وأتذكر هموم الشعب هناك ..هموم الركض من أجل المعيشة والسفر الى المقابر وزيارة المستشفيات والإدمان على الغيبيات..!!
3
حين إنفجرت أو إحترقت الطائرة التي كانت تقل عبد السلام عارف في أواسط ستينيات القرن الماضي قالت الناس تَفحّم عارف لكن نسخة صغيرة من القرآن كانت في جيبه لم يصبها أي ضرر ٍ بتاتاً ،وفي تفجير مدينة العمارة العراقية الذي إستهدف عمال بناء كادحين بالإجرة، إﻧﻔﺠﺮﺕ الأجساد وتحطمت المحلات وساحت الدماء ،لكن صورة كبيرة لرمز شيعي مقدس كانت قريبة من الإنفجار لم يصبها أي ضرر ٍ ،،فنسى الناس فعل البرابرة الذين مزقوا الحياة وإنشغلوا بإعجوبة البرابرة الذين غيبوا العقل وإغتالوا الحقيقة والوجدان ...!!
4
التيار الديمقراطي ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ المتكون من الحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي والحزب الوطني الديمقراطي الاول وحزب الامة العراقية والحزب الاشتراكي والعديد من الشخصيات العلمانية الليبرالية ،كل هذه اللمّة المباركة لم يحصلوا سوى على مقعد واحد في مجلس العاصمة العراقية بغداد المتكون من 58 مقعداً،فلماذا الصراخ وإتهام الناس بالفساد والتخلف والتراجع ،هذا هو الميدان ياحميدان كما يقول المثل الشائع، ثم من هم البرابرة إذن ؟ هل إنتخبهم الشعب ؟؟
5
أصبح العقل العراقي سلطوي إنفرادي متجبراً برفض الآخر المختلف ويشتمه ويسميه ( أنت شنو ...؟؟) بدلاً من الإستفاده منه؟؟ ثم ضباط مخابرات صدام حسين الخبراء من الشيعة المعزولين المتكومين في القاهرة هروباً من صنعاء ودمشق ، باتوا يشعرون أنهم مهمون لبلد الدم والدموع في عصر بزوغ الطائفية ،فهم يقتلون كما يشاء السيد الرئيس أو القائد أو شيخ العشيرة أو زعيم الميليشيا..،المهم القبض بالدولار ..!!
6
مالذي يدعو رجل دين في الخوض في نظريات ومسائل علمية شديدة التعقيد والأهمية ؟شاهدت فيديو لرجل دين عراقي ووجهه يتصبب عرقاً وهو يجتهد في تبسيط خرافي للنظرية النسبية لاينشتاين ،الدين والتخصص فيه يختلف عن التخصص في العلوم ،لأنه كما هو معروف العلوم نظريات يمكن نقضها وإبتكار وإكتشاف غيرها وتطويرها ،والدين أساسه نصوص مقدسة ثابتة أنتجتها الذات العليا وفقاً لفقهاء اللاهوت وغيرهم ولايمكن نقضها وتغييرها والحذف منها او الإضافة إليها ،مرة اخرى أشعر بالأسف للرجل الذي بدا مثيراً للشفقة ..!! .
7
المجاملات والأخوانيات وتوزيع الدروع بالمجّان مثل حصص التموين ،لاتنتج ﻣﺜﻘﻔﻴﻦ و كتاباً وصحفيين لهم كلمتهم وتأثيرهم وصوتهم أمام السلطات السياسية والدينية والعشائرية في العراق ،بل شللَ متفرقة تعتمد مبدأ (شيلني وأشيلك )، لذلك تكون سهلة اإنكسار والإختراق ثم غير ذات أهمية للآخر الشرس القوي الفاسد والعنيف.

#واصف_شنون (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات