|
رد على مقالة احمد القبنجي! القمار مع الله
طلعت خيري
الحوار المتمدن-العدد: 4086 - 2013 / 5 / 8 - 02:29
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الكاتب ...
قالوا: لو لم تكن هناك جنة ونار فقد تساوينا في الدنيا، ولو كانت موجودة فقد ربحنا وخسرتم، اي ربحنا الجنة وكان مصيركم الى النار لأنكم لا تعتقدون بها، أما مع عدم وجود آخرة فنحن سواء من حيث التمتع بملذات الدنيا، وكل عاقل يرى باحتمالية وجود سعادة لا متناهية وثواب عظيم على عمل قليل فانه يخاطر بذلك العمل من أجل الحصول على ربح عظيم وان كان محتملا كالزارع الذي يبذر مقدارا معينا من البذور باحتمال ان يجني اضعافها لاحقا وربما تتلف هذه البذور ولكن احتمال الربح العظيم يدفعه الى ذلك.
وهذا الكلام ورد عن باسكال، وكذلك عن الامام الصادق في نقاشه مع ابن ابي الجارود. أقول:
1 - كيف أحرزتم أنكم في الجنة؟ وربما كان الحق مع المذهب الآخر، أو تصدر زلة في آخر العمر بدافع الحرص وحب الدنيا وتحبط أعمالكم وتسوء عاقبتكم وهناك ميزان الاعمال فربما زادت سيئاتكم او كانت اعمالكم الصالحة غير مقبولة لخلل في نياتكم فتكونون من اصحاب النار، وقد يصدر من احدنا عمل مقبول عند الله فيغفر له ويدخله الجنة ونكون متساوين حسب الفرض.
تعليق...
النية تعبير ديني سياسي تضليلي يواري المعصية بنوايا لسانيه صالحه.. فالقران لا يعترف بالنوايا .. بل هو مترجم للإيمان بأعمال واقعيه ضمن نصوص دينيه ثابتة.. فالنية ترانيم ابتكرها لصوص الأديان السياسية والمراجع الدينية لإعطاء القلب دور في الاستفتاء للحصول على فتوى نفسيه رغبويه متعلقة بالمصالحة الشخصية دون للجوء إلى نصوص شرعيه تحدد موقف الدين من ذلك العمل ..فالنية هنا أصبحت مطاوعة الدين للرغبات الداخلية لتحريم المنبوذ والمكروه تحت اسم الله .. قال الله .. {وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ الْنَّارَ وَأَنَّهُم مُّفْرَطُونَ }النحل62 أما النية هنا فقد لبت الرغبات الداخلية والمصالح الشخصية تحت اسم الله وان كانت جرائم وفواحش واضحة.. قال الله ..انتبه عزيزي القارئ إلى ما بين قوسين ..كيف ارتكبت الفواحش تحت اسم الله .. {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا ((وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا ))قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }الأعراف28.. فما عاد الاعتقاد بالجنة مقامرة على لسان من هب ودب
الكاتب....
3 - اذا لم يثبت وجود جنة ونار في عقل الشخص او لم يثبت وجود الله او ثبت له بطلان الديانات فهو قد عمل بعقله وقد جعل الله العقل حجة عليه والله أعدل من ان يعاقبه بعد ذلك بخلاف المؤمن الذي آمن تبعا لوالديه والمحيط الاجتماعي ولم يستعمل عقله في ذلك فهو أجدر بالعقاب الالهي، على فرض وجوده، وعندما خلق الله العقل في الانسان اراد منه استعماله وعدم تجميده فلو جمده والحال هذه واتبع في عقائده الآباء والأجداد فهو قد اذنب ولم يشكر نعمة الله عليه والله أجدر ان يعاقبه على ذلك لا أن يثيبه.
تعليق...
عندما أصبحت الجنة بأيدي رجل الدين لم تعد جنة الله بل أصبحت ملاذا مؤوى للصوص والقتلة ..فكل فرقة أدخلت أتباعها في جنة الخلد .. والله بريء منهم ومن أعمالهم ..عندما جاء الإسلام وجد الأحبار والرهبان يحتكرون الجنة لطوائفهم .. قال الله .. {وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }البقرة111 فلتأتي طوائف ومذاهب العالم كله برهان من الله بان لهم الجنة .. {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً }مريم... فما عاد الاعتقاد بالجنة مقامرة على لسان من هب ودب
الكاتب...
4 - العكس هو الصحيح، فما دام الانسان يسير في حياته الدنيا بوحي وجدانه ويتحلى بالفضائل ويترك الرذائل فهو من اهل الجنة لأن القرآن يقول: الا من اتى الله بقلب سليم. اي سليم من الحقد والحسد والانانية والتكالب على الدنيا وامثال ذلك. ومعلوم ان التدين لا يهتم لنقاء القلب بقدر اهتمامه بالقشور والطقوس فتكون النتيجة أن خسر الدنيا والآخرة ونكون قد ربحنا الدنيا والآخرة (حسب الفرض).
تعليق...
سبق أن قلت لا وجود للنية في القران ولا العمل بوحي الوجدان ..فالكثير ممن يرى سوء عمله حسنا .. قال الله..{أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }فاطر 8 فالمشركين كانوا يرون أعمالهم السيئة حسنه لأنها منسوبه إلى الله دون علم ولا هدى ولا كتاب منير إذن النية هنا أصبحت ظلاله رغم حسنها عند صاحبها.. نأتي إلى قول الله ..الا من أتى الله بقلب سليم .. لا يدل مفهومها إلى ما تطرق إليه الكاتب كالحقد والحسد والتكالب .. إنما دل على نبذ الأوثان وما شرع تحت اسمها من معاصي ..فرواية القلب السليم أحكمت العقيدة دينيا وحددت ماهية الجنة فما عاد الاعتقاد بها مقامرة على لسان من هب ودب
قال الله
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ{69} إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ{70} قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ{71} قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ{72} أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ{73} قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ{74} قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ{75} أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ{76} فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ{77} الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ{78} وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ{79} وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ{80} وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ{81} وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ{82} رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ{83} وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ{84} وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ{85} وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ{86} وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ{87} يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ{88} إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ{89} وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ{90} وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ{91} وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ{92} مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ{93} فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ{94} وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ{95}
الكاتب ...
5 - ان هذه الفرضية كلها بمثابة لعب القمار مع الله، لأنها تنزل بمستوى العلاقة مع الله الى الحضيض وتجعل من هذه العلاقة تجارة او قمارا، فالمتدين يصلي ويصوم.. بدافع احتمال وجود جنة ونار لا بدافع الايمان بالله والحب له والشكر لنعمائه، اي لو لم يكن هذا الاحتمال موجودا لا صلى ولا صام ولا ترك الرذائل. أما الوجداني فهو يعمل بالفضائل ويترك الرذائل لذاتها ويرتبط مع الله بدافع الحب له لا بدافع الخوف من النار والطمع في الجنة لأنه لا يؤمن بهما أساسا
تعليق...
شوًّهت الأديان السياسية والمعتقدات الوثنية صورة الله عبر الزمن حتى بات شماعة تعلق عليها الرذائل والجرائم المبيقات فبعث الله سبحانه أنبيائه لإبطال ما ارتكب تحت اسمه ..فالذين أصروا عليها بعد أن جاءهم العلم من ربهم فلهم جهنم خالدين فيها .. وأما الذين امنوا وانتهوا عن قول الزور فلهم الجنة ..لم نسمع عن حب مرتبط مع الله .. لقد قالت اليهود والنصارى ذلك من قبل فبَآؤُوْاْ بغضب من الله .. يكشف الله سبحانه ازدواجية الذين يتشدقون بمحبته للارتقاء بأنفسهم إلى رهبانية مزيفه استمدت من عقائدهم الظنية المحفوفة بمحبة الله مع كتمانهم لمعاصي داخليه يعلمون عاقبتها جهنم وبس المصير ... قال الله ... {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ... قل لهم يا محمد لماذا تخافون من عذاب الله وانتم أحبائه ..المفروض لا عذاب على ما اقترفتموه لأنكم أبنائه ..قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ }المائدة 18.. فما عاد الاعتقاد بالجنة مقامرة على لسان من هب ودب
#طلعت_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رد على مقالة كامل النجار !الإسلام منظمه سياسيه لا يمكن إصلاح
...
-
رد على مقالة كامل النجار!! الإسلام منظومة سياسية لا يمكن إصل
...
-
اعتماد أمريكا التطرف الديني والمذهبي والعرقي في العراق كمنهج
...
-
راعي الخراف يسوع يصلح إلها لرعاة البقر الأمريكان (يوحنا ) –
...
-
خارطة -الشرق الأوسط الكبير- و استراتيجية فليتمان في لبنان!
-
الديمقراطية !دين سياسي معمداني إنجيلي تبشيري تقوده الولايات
...
-
الديمقراطية !دين سياسي معمداني إنجيلي تبشيري تقوده الولايات
...
-
الديمقراطية !دين سياسي معمداني إنجيلي تبشيري تقوده الولايات
...
-
تعلم يسوع الإلوهية بمقدسات اليهود (يوحنا ) – 8
-
أكاذيب وطعون المسيح ابن الله بآباء اليهود (يوحنا ) –ج 2
-
الإلحاد في الكتاب المقدس .. رد على مقالة الناصر لعماري
-
الزنا في شريعة المسيح ابن الله (يوحنا ) - 8
-
نسب يسوع المزيف احد أسباب الصراع السياسي الديني القومي على ف
...
-
النصب والاحتيال اليسوعي على اليهود..(يوحنا 2)- 6
-
اله التوراة الأعوج خلق المرأة من ضلع اعوج !!! رد على مقالة ف
...
-
ومن آياته أن جعل لكم من الماء خمرا ومن والسماء سمكا مسكوفا (
...
-
الصراع السياسي اليهودي والمسيحي على يوم السبت (يوحنا ) - 5
-
لا شفاعة ليسوع وقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة (يوحنا
...
-
نداء السراة !!التحريف اليسوعي القومي لجغرافية الأنبياء (الجز
...
-
ما اكذب من مخلًّص المسيحيين إلا مخلَّص اليهود (يوحنا) -3
المزيد.....
-
الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو
...
-
السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة
...
-
السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة-
...
-
الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد
...
-
تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي
...
-
باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
-
-أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما
...
-
كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
-
مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
-
“خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|