أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحمّار - ما -الإسلاميات اللغوية التطبيقية- وما -اليسار المؤمن-؟














المزيد.....

ما -الإسلاميات اللغوية التطبيقية- وما -اليسار المؤمن-؟


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 4086 - 2013 / 5 / 8 - 02:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما انفكت قوى المحافظة الدينية توهم المسلمين أن لا أحد سوى الراسخين في علوم الدين بقادر على الخوض في المسائل الدينية. طيب هذا صحيح. لكن صحته قائمة على خطأ. والخطأ هو الأتي: لقد تشكلَ هذا الموقف في وقت توقف فيه عقل المسلمين عن الإبداع وهو مما جعل كل طرف عاقل أو عمل عقلاني يُعرقَل من طرف المجتمع بدعوى أنّ باب الاجتهاد مغلق والحال أنّ إعمال العقل اجتهاد.

من هنا تكونت عقيدة خاطئة مفادها أن ليس هنالك اجتهادا إلا بالدين وفي الدين. ونشأت أجيال وأجيال على هذه العقيدة، مما جعلها ترفض التفكير بتعلة غلق باب الاجتهاد وما صاحب الغلق من تعويل على علماء الدين دون سواهم لتحرير الاجتهاد.
وبطبيعة الحال لم يثمر لا الموقف ولا الظن الذي تأسس عليه. نرى الندوات حول المسألة الدينية تقام بإشراف أخصائيي الدين، وفي أفضل حالات الانفتاح، بمشاركة أخصائيي الحضارة "العربية الإسلامية". و بذلك تكون هاته الندوات مكرسة للخطأ الأزلي والمتمثل في أن لا تفكير ولا إعمال للعقل قبل أن يفتح الراسخون في علوم الدين والحضارة باب الاجتهاد. وهذا بنظرنا عين الاستبداد بالفكر وبالعقل عن طريق أهل الاختصاص الديني والحضاري. وهي ذروة التخلف.

لقد أنجزنا "الإسلاميات اللغوية التطبيقية" في هذه الظروف المتشبعة بالتخلف وأردنا بواسطتها كسر الحاجز القائم بين العقل واللاعقل، بناءً على أنّه لمَا كان لهذا الأخير ليدوم ويعشش لو لم يكن مغلفا بهالة من القداسة القشرية والمتمثلة في تزكية كل فكر بواسطة العلوم الدينية وإلا الحكم عليه بأنه ليس فكرا.

إذن نحن أمام تحدٍّ من الحجم الثقيل. كل المجتمع أمام هذا التحدي. بل كل الأمة. ونعتقد أنّ الوقت قد حان لتحرير العقل. وهو تحرير من الركوب على الدين ففرض السيطرة على العقل والتحكم بالفكر، لا تحررا من الدين. والركوب الذي شخصناه ركوب لا يضاهيه لا ركوب الحركات السلفية والإسلام السياسي على الدين. فهذه كلها لا تساوي قيد أنملة مقارنة بالركوب الأكبر: ركوب الدين من طرف القاصي والداني في المجتمع والأمة. كلنا راكبون الدين، لا فقط بمشايخنا ومؤدبينا ولا بمفسري الإسلام والسنة فحسب، وإنما بمعلمينا وأساتذتنا، بمهندسينا وأطبائنا، بشيوخنا وأطفالنا، برجالنا ونسائنا. كلنا غالقون لباب الاجتهاد العقلي، وطلنا نظنّ أنّ فتح العقل يمر عبر فتح الدين له.

إنّ "الإسلاميات اللغوية التطبيقية" تندرج في إطار التمييز الضروري بين ما هو عقلي وما هو ديني. وهي آلية لفك التعسف على الذات باسم أعز ما نملك ألا وهو دين الله وعقيدة التوحيد. هي منهاج لإعمال العقل حتى يتبين الإسلام للكبير وللصغير، للفلاح وللباحث، للبقال وللطيار، من خلال الفكر الذي سيثمره العقل المتحرر لا من خلال الشطحات الفكرية لـ "أهل الذكر"؛ منهاج استقراء لا استدلال؛ منهاج فردي وجماعي لكنه مضاد لاستحواذ الديني على العقلي؛ منهاج يرمي إلى الربط بين الاختصاصات بفضل تشريك كل الفئات في صياغة الأفكار وتصور الحلول للمشكلات الحياتية، إذن فهو منهاج مضاد للتخصص الديني في ما ليس دينيا إذ إنّ ملكة التفكير، مع أنّ أصحابها مسلمون، تقع تحت طائلة العقل المتدين اي تحت طائلة التجربة القولية والفعلية للإنسان المسلم، ولا تقع بأيّ حال من الأحوال تحت طائلة الدين ولا رموز الدين ولا علماء الدين.

لكنّ كسر الحاجز المنتصب بين المسلم والخيار العقلاني ليس بالعمل الهين. فهو يتطلب وعيا سياسيا منقطع النظير وفعلا سياسيا عضويا، وذلك بناءً على أننا ننتمي إلى أمة بحوزتها أقوى عقيدة سياسية على الإطلاق.

ففي هذا السياق أنجزنا "اليسار المؤمن". وقد أنجزناه على امتداد عقود لكن من دون نشر الكتب بخصوصه وبخصوص مفاصله المتعددة ("الثقافة الوسيطة" على سبيل الحصر)، لا لشيء سوى لأننا نعتقد أنّ أمة من الأمم لا تقرأ إلا في حال توفرت لديها فكرة دافعة على قراءة ما يكتب، بينما أمة المسلمين لم تملك مثل هذه الدوافع في تاريخها المعاصر. وتثبيت الفكرة الدافعة يكون سابقا لفعل الكتابة والقراءة أو لا يكون.

وهنا يأتي دور "اليسار المؤمن" حيث إنّ أتباعه مطالبون بإنجاز الرواج للمنهاج. ذلك أنه آلية سياسية لتطبيق المنهاج. أما "الثقافة الوسيطة" فهي حالة من التطبيق تكون دالة على العبور من طور الجمود إلى طور الحركة.



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجدلية المادية وتوحيد المسلمين
- فكرٌ بديل بلا بُدلاء، ومدرسة بلا علماء؟
- تونس: طبيعة الإصلاح التربوي وأجزاؤه
- إلى وزير التربية في تونس: كلا، يتوجب البدء في الإصلاح من الآ ...
- هل باستطاعتنا إنجاز الاختراق الحضاري؟
- تونس:اللغة الفرنسية تستبيح .. ثم تستغيث
- تونس: حتى لا يكون الإصلاح التربوي استمرارا للتجهيل
- تونس: السياسيون لا يفقهون في خطاب التحرر
- تونس: هل النهضة ستبقى النهضة؟
- تونس: حكومة بلا فكرة محركة؟
- تونس: أية حكومة جديدة في ظل فكر سياسي جامد؟
- هل عادت تونس إلى المربع الثوري الأول؟
- رحيل بلعيد والحاجة لحكومة تصلح الدولة قبل المجتمع
- استشهاد شكري بلعيد أو المنعرج نحو بناء الدولة التعددية
- المبادئ الأساسية لتعريب الحداثة
- الإعلام المحلي يقود تونس إلى الكارثة
- تونس: برنامجنا للإصلاح التربوي والعام
- تونس: حتى لا تكون التربية على المواطنة صفقة خاسرة
- تونس: منهجية الإصلاح متوفرة فماذا تنتظر وزارة التربية؟
- على -اتحاد تونس- استهواء أنصار النهضة وإلا فالفشل


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحمّار - ما -الإسلاميات اللغوية التطبيقية- وما -اليسار المؤمن-؟