عبد علي عوض
الحوار المتمدن-العدد: 4086 - 2013 / 5 / 8 - 00:13
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
الإعلام، هذه المهنة ألتي أصبحت تلعب الدور الرئيس في واقع الشعوب وأنظمتها الحاكمة، فبفضل الآلة الإعلامية سَقطَتْ أنظمة وظهرَتْ على أنقاضها أنظمة سياسية جديدة، بصرف النظر عن طبيعة تلك الأنظمة وتوجهاتها، ولا يخفى على أحد، إنّ الإعلام هو سلاح ذو حدَّين «التجهيل والتضليل والتقزيم الفكري من جهة وتنوير وتنمية العقل البشري الحداثوي العلماني الديمقراطي ونقل الحقائق بأمانة من جهة أخرى»، وهذا يعتمد على الجهة المالكة والمُسيطرة على الوسيلة الإعلامية، هذا فيما يخص الإعلام المملوك من قبل الجهات ذات الأجندات المحدَّدة والقوى السياسية صاحبة فكر معيَّن، لكن الحديث يدور حول وسائل الإعلام الحرة ،وفي مقدمتها فضائيات التلفزة، ألتي تؤمن ببناء عراق علماني ديمقراطي، وإيمانها هذا يجب أنْ يكون مقرون بأدائها المكتنِف لكل نشاط جماهيري يَمُتْ بصلة بتنمية مفاهيم الديمقراطية. علينا التوقف عند الفضائيات والصُحف والإذاعات الرسمية والتي يُطلَق عليها مصطلح «إعلام الدولة»، نحن نفهم إنّ الدولة تمثل كافة قطاعات الشعب، وهذا يعني إنّ إعلام الدولة يمثل كل شرائح المجتمع، وعلى هذا الأساس يجب أنْ ينقسم إعلام الدولة ،وخاصةً البث التلفزيوني، إلى نصفين، نصف يعكس نشاطات المؤسسات الرسمية، والنصف الآخر من مساحة البث الفضائي هو من حق الأحزاب السياسية الوطنية التي هي خارج السلطة ومظمات المجتمع المدني والمؤسسات النقابية والمهنية والشخصيات الوطنية المختلفة، لكن الذي جرى وكالعادة فإنّ أحزاب السلطة وبالرغم من إمتلاكها محطات فضائية خاصة بها، فإنها إستحوذَت على إعلام الدولة وسخّرته لصالح حملاتها الإنتخابية، ولم يُعطَ أدنى حيّز من البث التلفزيوني للقوى الديمقراطية كي تستطيع إعلان برامجها الإنتخابية أمام الناخبين الذين ينتظرون التغيير من خلال صناديق الإنتخابات.
يعلم الجميع، إنّ المشكلة الرئيسية ألتي تعاني منها قوى التيار الديمقراطي هي التمويل المالي، لأنها لاتمتلك المال السياسي الملوَث والمجهول المصدر كما هو الحال مع الأحزاب المتنفذة في الدولة. لذا أعود إلى تلك الفضائيات العراقية المستقلة ،وهي قليلة، ألتي تعلن دائماً مواقفها الداعمة لبناء عراق علماني ديمقراطي يؤمن بالتعددية الحزبية وتقف بالضد من الطائفية السياسية، أقول إنها وللآسف لم تقم بتخصيص بضعة دقائق مجاناً من ساعات بثها الفضائي لممثلي التيار الديمقراطي كإلتزام وطني وأخلاقي، لأنّ الجانب التجاري الربحي غطّى على كل ما تدّعيه من شعارات وطنية. أتمنى عليها أنْ تبادر بفتح أبوابها أمام التيار الديمقراطي في حملة الإنتخابات البرلمانية القادمة.
#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟