عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا
(Abdulrahman Matar)
الحوار المتمدن-العدد: 4085 - 2013 / 5 / 7 - 19:39
المحور:
المجتمع المدني
تشكل إدارة المناطق المحررة تحدياً كبيراً وأساسياً ، أمام المعارضة السورية، بمختلف مؤسساتها وهيئاتها ومفاصل الحراك السياسي في الثورة، وتبدو بمثابة اختبار لقدرتها على النهوض بالمجتمعات المحلية، بغية تلبية الاحتياجات الخدمية الأساسية للمواطنين بالدرجة الأولى، وإدارة الملفات الأمنية التي تقود الى الإستقرار.
مايدعوا إلى الكتابة اليوم بمثل هذا الوضوح هو الأوضاع الراهنة في " المناطق المحررة " ، والرقة هنا هي المثال، لكنها تنسحب على معظمها، فالإشكاليات تكاد تكون متقاربة، حيث يدور جدال كبير حول قضايا عديدة ، مثل الادارة المدنية والمجالس المحلية ، في ظل خلافات جذرية تتعلق بمسألتين :
الأولى تتصل بالمسألة الديمقراطية، فقد كان لافتاً ومستهجناً تسمية الائتلاف الوطني لمجالس محلية، بعيدا عن أبسط قواعد الممارسة الديمقراطية المتمثلة بالاختيار.
جاء ذلك بمثابة التعيين ، الأسلوب الذي عانى منه السوريون عقوداً في ظل نظام تستند طروحاته في الأصل إلى الممارسة الديمقراطية ثم صارت تلك الآلية ، واحدة من أسباب أساسية قادت إلى الثورة.
وفي علاقة هذا المجلس الذي أتبع نفسه للهيئة الشرعية، منتجاُ اختلاطاً غير متجانس، تلّفة غمامة تسلط ورياح استبداد جديد.
المسألة الثانية تتعلق بالقوى المسلحة من حيث وظيفتها اليوم داخل المدينة، ودورها في المساندة على اختيار مجلس محلي ينتجه الشارع الوطني في الداخل، من حيث توفير الظروف الطبيعية الملائمة، ليجيئ الاختيار شاملا لجميع القوى والتيارات ، في اطار ديمقراطي مدني، مهمته الأساسية إدارة الملفات الملحة، اضافة الى تسيير الأعمال المنوطة بالمجالس البلدية.
لقد كشفت التطورات عجزا فاضحاً في أداء قوى المعارضة، و خاصة تلك التي تنازعت على تمثيل السوريين، وما نعنيه هنا هو المجلس الوطني، والائتلاف الوطني.فلم يتمكنا حتى اليوم من خلق الثقة مع الشعب ، وهما يهدران فرص إثبات قدراتهما في قيادة المرحلة الانتقالية ، للوصول إلى بر الأمان.بل أضافا إخفاقاً أخر يؤكد غياب أية رؤية استراتيجة للمستقبل الوطني.
في حالة " الرقة "، ظهرت المعارضة وكأنها تخلت عن المدينة التي حققت إنجازا كبيرا في مسار الثورة، وأنها متروكة للأقدار. لكن الحقيقة أن المعارضة في حالة تشتت ووهن ، لا تملك ولاتستطيع فعل شيء .
كاتب سوري
[email protected]
#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)
Abdulrahman_Matar#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟