أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - آلهة فاسدة أخلاقيا– نحن نخلق آلهتنا.















المزيد.....


آلهة فاسدة أخلاقيا– نحن نخلق آلهتنا.


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4085 - 2013 / 5 / 7 - 19:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


.
بالرغم من الميديا الهائلة التى روجت لفكرة الإله على مدار التاريخ فلن تجد ما يثبت وجوده كوجود..ورغما ًعن ذلك تحظى هذه الفكرة على حالة من اليقين والحماس تصل لدرجة من التشنج والعصبية والغرور المتعالى لدى مريديه فى ظل إفتقاد أى دليل ثبوتى , فالبناء الإيمانى يقوم على التصديق والإقرار فقط مساقاً بحالة ظنية إستنتاجية تتخذ فى أفضل الأحوال منطق السببية والتعسف معه على غرار قصة البعرة التى جاءت من بعير فسماء ذات بروج جاءت من إله قدير , يضاف لذلك حجة التصميم التى تفتح فمها للغموض ليكون لنا معها بحث آخر .
سيعنينا فى هذا البحث التعاطى مع ما يروجه المؤمنون كدلالة أخرى على وجود الله كونه المُنتج الوحيد للأخلاق الذى أرسلها للبشر عبر شرائع ونواميس بواسطة انبياءه ورسله , لتكون المغالطة الأولى فى هذا الإدعاء هو تصور أن الأخلاق مُنتج إلهى فهذا مناف للحقيقة , فأى باحث مبتدئ فى علم الإجتماع يدرك أن الأخلاق منتوج إنسانى لتنظيم العلاقات بين الأفراد معبراً عن الحالة المعرفية والتطورية وخريطة القوى والنخب وعلاقات الإنتاج التى رسمت وحددت مفاهيم ومعايير اعتبرتها حسنة وأطلقت عليها أخلاق ... الأخلاق منتج إنسانى بدأ تاريخه عندما خط الإنسان البدئى أولى خطواته على الأرض ضمن جماعة بشرية ومن خضم صراعه توصل لمفردات سلوكية رأى أنها تفيد وجوده وتمنحه حالة من السلام .
لا تكون الأخلاق منتج إحتكارى للإنسان فالحيوانات توصلت إلى مفردات بسيطة جدا من الاخلاقيات تأتى فى إطار الحفاظ على وجودها لنرى مظاهر التعاون والدفاع عن الجماعة وذاك المشهد الطريف للقردة المعتنى بصيغة اخلاقية " دعنى أحك ظهرك حتى تحك ظهرى ".

سنثبت خطأ فكرة الإله كوجود من خلال إثبات أن الله فكرة غير أخلاقية وفقا لحزمة الاخلاقيات التى تم الترويج لها من قبل الأديان والمعتقدات , فإذا كان الله سن الأخلاق كنمط سلوكى يقره ويعتمده فحرى بهذا الإله أن يكون أخلاقياً فهكذا هى منظومته التى ينشدها ... يقولون أيضاً أن الله منح البشر رؤيته للأخلاق وألزمهم بها وعلى هذا الأساس سيحاكمهم ليعاقب الغير اخلاقيين عذاباً سادياً ويمنح الأخلاقيين متع ونعيم بإسراف وهذا يعنى أن الله لابد أن يكون أخلاقياً بالضرورة فليس من المعقول أن يكون عكس ذلك ,فليس من المنطقى أن يوصى بأخلاق ويأتى بنقيضها فالتراث الدينى الذى يحوى تعاليمه وأوامره ونواهيه يقدم لنا شحنه من السلوكيات الغير أخلاقية للإله تبدد هذا المنطق البسيط لنجد الرب الذى يأمر بمكارم الأخلاق يمارس أفعال غير أخلاقية.

-القتل .
أول وصايا الله للإنسان حسب الميراث الميثولوجى هى "لا تقتل" ليتوهم البسطاء أن لولا هذا الأمر لشاع القتل بين البشر بينما تحريم القتل فى المجتمعات الإنسانية جاء من داخلها ومن البدايات الأولى للحفاظ على الجماعة البشرية قبل تلك الوصية المزعومة دعنا من هذا التفسير فالمؤمن مبرمج على أن وصية القتل جاءت من الله لنقول له إذا كانت هكذا فبالحرى ان الله لا يقتل أو يُحرض على القتل .
عندما يبيد الله البشرية فى الطوفان والكوارث الهائلة من زلزال وأعاصير وفيضانات فهو هنا يقتل مع سبق الإصرار والترصد فكيف نفسر مقولة أن الله أخلاقى يوصى بعدم إزهاق الأرواح لنجده يقتل ببرود شديد بالرغم أنه إله لايحتاج لفعل القتل فالبشر سيأتون له فى ملكوته فحرى أن يكون القدوة فلا يقتل ولا يسفك الدماء بناء عن غضب أو هوى .

الله يكون لا أخلاقى عندما يأمر أحباءه من المؤمنين بقتل الآخر بل نجده يلح إلحاح غريب على إبادتهم لينشرح صدره واعداً القاتلين بنعيمه وجنته فهو هنا قد نسف أى علاقة له بالأخلاق كونه محرض على فعل الشر .
"فالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ (اقْتُلْ) رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلاً وَحِمَارًا. صموائيل الأول 15:
فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ (قَتَلَهُمْ) وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ -الأنفال.
(وَحَرَّمُوا) كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُل وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْل وَشَيْخٍ، حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ.-يشوع 6
(وَقَاتِلُوهُمْ) حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ-الأنفال 39.
مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ، وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ الدَّمِ.-ارميا 48
وَأَمَّا مُدُنُ هؤُلاَءِ الشُّعُوبِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا فَلاَ(تَسْتَبْقِ) مِنْهَا نَسَمَةً مَّا
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ( فَاقْتُلُوا) الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ -التوبة 5.
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ (حَرِّضِ) الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ-الأنفال 65.

عندما يأمر الله بقتل الأطفال فمن الخطأ القول أن الله غير أخلاقى فقط بل نحن امام صورة همجية لا تعرف أى شئ عن الرحمة والمفردات الأخلاقية الدنيا.
فالان (اقتلوا) كل ذكر من الاطفال و كل امراة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر (اقتلوها) .-عد 31 : 17
كُلُّ مَنْ وُجِدَ( يُطْعَنُ) وَكُلُّ مَنِ انْحَاشَ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ. وَ(تُحَطَّمُ) أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ. هَئَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْهِمِ الْمَادِيِّينَ الَّذِينَ لاَ يَعْتَدُّونَ بِالْفِضَّةِ وَلاَ يُسَرُّونَ بِالذَّهَبِ) فَتُحَطِّمُ) الْقِسِيُّ الْفِتْيَانَ ولاَ) يَرْحَمُونَ) ثَمَرَةَ الْبَطْنِ. لاَ (تُشْفِقُ) عُيُونُهُمْ عَلَى الأَوْلاَدِ.- أشعياء 13: 15-18
طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ! -مزمور 137: 9
لن يجد أى عقل منصف تبرير للإله الداعى للقتل فالفعل غير أخلاقى فى كل ثناياه والإله مفرط فى الحث والتشجيع على القتل وبدون أى تحفظ فإذا حاول المبررون أن يلقوا أمامنا بأنها آيات قتال ودفاع عن النفس فسنذكرهم ثانية بأنها لاهثة على قتل الآخر والتمدد والتوسع ونقول أن الدفاع عن النفس لا يحتاج لآيات فهى غريزة الإنسان فى الوجود.
صورة الإله القاتل اللحوح على القتل هو رؤية إنسان قديم رسم إله مقاتلا فى جبهته فلم يتوانى ان يسقط نفسيته البدائية الهمجية على إلهه فلا يعنيه قضية الأخلاق التى نحن بصددها فهكذا هى أخلاقه.

-السرقة
لا تسرق وصية اخرى من الإله المزعوم تتصدر واجهة كل الأديان ويتم الإلحاح عليها بشدة ليعد السارقين بجهنم الأبدية ولا تكتفى الأمور بذلك فلابد من بتر ايديهم السارقة ولكن أى قارئ للتاريخ الإنسانى يدرك ببساطة أن تحريم السرقة وإعتبارها عمل غير أخلاقى والتهديد بعقاب السارق فى الأرض والسماء جاء من رغبة الملاك فى الحفاظ على أملاكهم ولكننا سنسير وفق إدعاء ان السرقة عمل غير أخلاقى كوصية إلهية ليكون الله غير أخلاقى عندما يدعو للسرقة ولن يجهدنا هذا الأمر كثيرا فالتراث الدينى حافل بدعوة الله للسرقة والغنائم والنهب والسلب فكلوا منها حلالاً طيباً بل تدخل بذاته فى تقسيم النهب .. النهب والسرقة حللها الله للمؤمنين به , فهل الله ذو نهج أخلاقى أم فاسد اخلاقياً .
" وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ
" فكلوا مما غنمتم حلالا طيباً واتقوا الله ان الله غفور رحيم "
"يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" [الأنفال: 1]
"وغنيمة المدن التي أخذنا ... الجميع دفعه الرب إلهنا أمامنا) [تثنية 2: 3536]، وفي سفر التكوين في صفات بنيامين: (في الصباح يأكل غنيمة، وعند المساء يقسم نهبًا)[تكوين 49: 27]
" لكن البهائم وغنيمة تلك المدينة نهبها اسرائيل لانفسهم حسب قول الرب الذي امر به يشوع 28 و احرق يشوع عاي و جعلها تلا ابديا خرابا الى هذا اليوم
"وكلم الرب موسى قائلا :احص النهب المسبي من الناس و البهائم انت و العازار الكاهن و رؤوس اباء الجماعة ونصف النهب بين الذين باشروا القتال الخارجين الى الحرب و بين كل الجماعة
الطريف أن الرب لا يرواغ ولا يجمل عملية السرقة فهو صريح ليذكرها بالنهب .!!
"واعلموا أن ما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرّسول"
فَأَنَّ للَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل}

فى موضع آخر نشهد مشهد طريف وشاذ فالله لم يكتفى بدور المحرض والمبارك لسرقة الآخر بل هو زعيم عصابة يخطط ويسهل لأتباعه السرقة والنهب بأن يسحر المصريين ويغيبهم عن الوعى ليقرضوا اليهود فضة وذهب وأوانى نحاسية "فيسلبون" المصريين -" وأعطى نعمة لهذا الشعب في عيون المصريين . فيكون حينما تمضون أنكم لا تمضون فارغين . بل تطلب كل امرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثياباً وتضعونها على بنيكم وبناتكم فتسلبون المصريين " سفـر الخـروج (3 : 21 – 22)" وفعل بنو إسرائيل بحسب قول موسى . طلبوا من المصريين أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثياباً . وأعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين حتى أعاروهم . فسلبوا المصريين " سفـر الخـروج (12 : 35 – 36)!!.
شئ فى منتهى المسخرة عندما نجد وصية لا تسرق تتساقط سريعا امام الدعوى لنهب الغرباء والكافرين ومسشاركة الرب فى عملية السطو .. فمن خطأ القول ان هكذا كانت الحروب أى التحلى بالفكر المنطقى للحظات للخروج من ورطة فلتكن الحروب هكذا ولكن من المفترض أن الله الأخلاقى أقر بأن السرقة عمل غير اخلاقى على الدوام فلا يمنع هنا ويسمح هناك بل يمكن أن ننسف هذه الإزدواجية السافلة بالقول أن المُفترض فى الإله أنه المانح للخيرات والرزق فلن يغلب فى غمر المؤمنين بالخيرات والبركات دون أن تمتد أيديهم على سلب أموال الآخرين .. ألم يوفر المن والسلوى لقبائل اليهود عند خروجهم من مصر فلماذا إذن يحلل نهب وسرقة الآخر وكلوا منها حلالا طيبا فهذا يعنى أننا امام فكرة إلهية غير أخلاقية .

-هل يكون الله اخلاقياً عندما يدعو للسبى وإغتصاب النساء وملكات اليمين فأين ذهب نهره للزنا والإغتصاب
أن يدعو الله للسبى وإغتصاب النساء فهذا لا يكون عملا إخلاقيا بل الفساد الإخلاقى البشع.
" وَأَمَّا عَبِيدُكَ وَإِمَاؤُكَ الَّذِينَ يَكُونُونَ لَكَ، فَمِنَ الشُّعُوبِ الَّذِينَ حَوْلَكُمْ. مِنْهُمْ تَقْتَنُونَ عَبِيدًا وَإِمَاءً. وَأَيْضًا مِنْ أَبْنَاءِ الْمُسْتَوْطِنِينَ النَّازِلِينَ عِنْدَكُمْ، مِنْهُمْ تَقْتَنُونَ وَمِنْ عَشَائِرِهِمِ الَّذِينَ عِنْدَكُمُ الَّذِينَ يَلِدُونَهُمْ فِي أَرْضِكُمْ، فَيَكُونُونَ مُلْكًا لَكُمْ. وَتَسْتَمْلِكُونَهُمْ لأَبْنَائِكُمْ مِنْ بَعْدِكُمْ مِيرَاثَ مُلْكٍ. تَسْتَعْبِدُونَهُمْ إِلَى الدَّهْرِ. وَأَمَّا إِخْوَتُكُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ فَلاَ يَتَسَلَّطْ إِنْسَانٌ عَلَى أَخِيهِ بِعُنْفٍ." سفر اللاويين 25 : 44 – 46
" حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ، فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ. وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا. وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. " التثنية 20 / 10 – 15
"فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم"النساء

ألا يأتى رفض الزنا من رغبة الملاك فى الحفاظ على أوانيهم الجنسية من اختلاط الانساب وضياع الاملاك ولكنهم يرفضون هذا التفسير فالله اخلاقى لا يقبل الممارسات الجنسية خارج مؤسسة الزواج ولكن اخلاقه تسمح بإغتصاب الغريبات.!! -"كُلُّ مَنْ وُجِدَ يُطْعَنُ وَكُلُّ مَنِ انْحَاشَ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ. وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ. ( إشعياء 13: 15-16)

ألا يعتبر ممارسة الجنس بين المحارم عمل غير اخلاقى يرفضه الله ولكن الممارسات الجنسية بين المحارم من نسل آدم وحواء لم يزعجه واعتبره عمل اخلاقى فهل الله غير اخلاقى أم الانسان لم يكن امامه سبيل الا ذلك لتظهر مزايا الزواج من الغرباء بعد انتشار البشرية ليستحسن الإنسان هذا ويقبح العلاقات بين الأخوات بعد ان تلمس مساوئها ... لا تستطيع ان تقول ان الله قبح العلاقات بين المحارم لاحقا كونه مضطرا لتحليلها فى البدايات فهذا الكلام ينال من الإله ليصفه بالعجز وعدم القدرة ووقوعه تحت ظرف لا يستطيع أن يتجاوزه لينصرف عن العلاقات الجنسية بين المحارم رغماً عنه , ولكن من المفترض أن له رؤية أخلاقية ثابتة فلا مجال للتنازل عنها , فالامور غير مكلفة فما عليه سوى عجن بعض الطين الإضافى لينتج عدة نماذج من آدم وحواء ويوصى بعدها بعدم زواج المحارم كعمل غير أخلاقى .

-الله يحرض على الفساد والشر
ألف باء أخلاق أن لا أحرض الأخرين على الشر والفساد وإلا يعتبر فعلى هذا غير أخلاقى لذا عندما يقول الله ( وإذا أردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول
فدمرناها تدميرا ) الاسراء 16 فالله هنا يحرض المترفين على الفسق بفعل الأمر "أمرنا مترفيها" أى يوفر الظروف للفسق ليقوم المترفين بتحقيق الفساد حتى يجد الله مبرراً لتدمير القرية .. لن نتوقف عند قضية التسيير والتخيير وماهو موقف " أمرنا" من الإعراب وماذنب المترفين فى إنسياقهم تحت مشيئة الله , وماذنب القرية أن تدمر بدون ذنب , وهل الله يبحث عن فرصة لتبرير التدمير ولكننا سنعتنى بأنه يحرض على الفسق لنحاول أن نجد لهذا الفعل موطأ قدم فى معنى الأخلاق .!

{ ثم قال الرب لموسى ادخل الى فرعون فاني اغلظت قلبه و قلوب عبيده لكي اصنع اياتي هذه بينهم } (خر 10 : 1)
هذا المشهد من سفر الخروج يأتى على لسان الإله لنتبين مشهد أخلاقى فاسد ومجحف فالله يغلظ قلب فرعون وأتباعه حتى يُمارس سيركه وعجائبه ليتمجد اسمه وسط احبابة من البدو اليهود – الله هنا يمارس صلاحياته فى القدرة على تضليل الإنسان رغما عن أنفه ولن نعتنى هنا ايضا بقضية القسوة والإفتراء واللاعدل ولكن سنتوقف كثيرا أمام من يضلل ويخدع ونسأل هل هذا يعتبر عمل أخلاقى ؟!.
الله الإسلامى لا يختلف شيئا عن الإله يهوه فهو يقر أن التضليل هى سمة من سماته وليست متعلقة بحادث عابر ( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً ) (الأنعام :125) و أيضا { قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ } (27) سورة الرعد,
لا يمكن تبرير من يضلل ويأمر بالفسق ويغلظ القلوب على العصيان أن يكون له أى علاقة بشئ اسمه أخلاق ولكنهم لا يرون فى ذلك شيئا فهل هذا نتاج سكرة الإيمان بالخرافة أم تغليظ العقول عن التفكير كما غلظ الله قلب فرعون أو أمره للمترفين بالفسق والضلال .

يقولون لولا ان الاخلاق إلهية لفسق البشر وانتشر الشر لنقول اذا كانت العصا والجزرة هى التى تدفع الانسان للأخلاق القويمة والبعد عن السلوكيات القميئة فهذا يعنى ان الانسان كيان بوهيمى نفعى لا تردعه إلا العصا ولنسأل هنا هل لو فقد المؤمن ايمانه بالله فهل سيضاجع اخته فى ذات يوم كفره –لاحظ صعوبة الاجابة هنا فلو قال نعم فنحن امام بهيمة لديها شهوات لايردعها الا العصا , ولو قلنا لن يقدم على ذلك فالاخلاق لا علاقة لها بالإله بل هى محصلة تأثيرات وقناعات مجتمعية وهذا هو المطلوب اثباته .
الأخلاق الدينية أخلاق منافقة لا تعتنى برقى الإنسان فإذا كان الإنسان تطور بحيث يميل للأخلاق والسلوك القويم دون أن ترهبه العصا مثل الذى يحافظ على نظافة الشارع والنهر دون أن يفكر فى عصا ستطاله فهو يرى الحفاظ على البيئة منهج سلوكى نابع عن ذاته عكس الأخلاق وفقا للمفهوم الدينى التى تعتنى بالعصا فى الاساس ليعيش القطيع المؤمن بهذه الفكرة على وهم صوابها فالأمور تحتاج عصا بترويض الحيوان الإنسانى بينما نجد شعوب لم تعد تمارس العصا مع الحيوان .

مازلت قضيتنا فى كون فكرة الله اخلاقية أم لا .. فبعد هذا الطرح الذى يفضح سلوك الله الغير أخلاقى الضارب بأبسط مفاهيم الأخلاق عرض الحائط نصل لحالة إله لا يفتقر للأخلاق فقط بل لها نهج معاكس تماما لما يتعارف عنه ويكون الادعاء بأن الأخلاق من الله أبسط الطرق لنفى فكرة الإله .
بالطبع لدينا ما يفسر هذا التدنى الأخلاقى الذى ينسب لفكرة الإله فالإله فكرة فى ذهن البشر وليست وجوداً حاضراً يتلمسه لذا فالإنسان القديم رسم فكرة الإله وفقاً رؤيته ومصالحه ومزاجه فهو يرى القتل عمل غير اخلاقى فى وسط جماعته ولكنه يريد تحقيق نزعته المتوحشة فى الآخر مع مصالح غايات يأملها فلا بأس ان يكون الإله الذى إبتدعه محرضا للقتل والذبح والهمجية وكذلك الحال فى النهب والسطو وإغتصاب النساء فهو عمل غير أخلاقى فى إطار الجماعة البشرية ولكن لا مانع من ممارسته خارج إطار الجماعة وليقف الله يحث تابعيه على النهب واقتناص الغنائم وكلوا منها حلالا طيبا وإغتصاب النساء ولا مانع أمام ازواجهم ليتبدد وهم الأخلاق عند من يتفقهون .

نحن خلقنا آلهتنا ورسمنا ملامحها واخلاقها ولم نتوانى عن تسخيرها وفقا لأمزجتنا ومصالحنا ووحشيتنا لتتشكل الفكرة التى أحطناها بالتبجيل لتنتج قاتل وسارق وقواد ومفترى فهو يتحرك وسط خيالاتنا ورغباتنات الهمجية
الله فكرة ووهم وخيال بلا وجود لا يخرج عن إطار أى فكرة فى جنوحها وتمددها لنسقط عليها رغباتنا الداخلية لذا من يتصور ان الله ذو وجود فليجدوا مخرجاً لكونه لا أخلاقى.

دمتم بخير .
- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام السياسى والغرب-مناطحة أم حب وغرام.
- فكرة تدمر شعوبنا-لماذا نحن متخلفون.
- صور ومعانى- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا.
- فيروس الإسلام السياسى المُدمر-مصر تحترق.
- شعوب لا تعرف معنى الحرية– لماذا نحن متخلفون.
- لا يجرؤون !–الأديان بشرية الهوى والهوية.
- هكذا يسألون وهكذا يجيبون وهكذا هم متخلفون-لماذا يعترينا التخ ...
- لا يفل الفنتازيا إلا الفنتازيا-خربشة عقل على جدران الخرافة و ...
- لماذا يعادون كل ماهو جميل وودود – الدين عندما ينتهك إنسانيتن ...
- تناقضات فى الكتابات المقدسة– تناقضات قرآنية–الأديان بشرية ال ...
- أفكار مدببة – خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم .
- يؤمنون ليحققون ألوهية الإنسان-لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون .
- وهم المطلق والكمال واللامحدود-خربشة عقل على جدران الخرافة وا ...
- قضيتان للمناقشة مع القراء حول مساوئ الديمقراطية .!!
- سحل حماده يُعرى ثقافتنا المستبدة –لماذ نحن متخلفون.
- إنهم يركلون الكرسى– لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون .
- ثقافة الكذب المقدس-لماذا نحن متخلفون .
- ثقافة القبيلة والقطيع-مُستبدون ومَقهورون– لماذا نحن متخلفون ...
- الله القوى- نحن نخلق آلهتنا.
- رؤية موضوعية للإسلام والمسلمين وعلاقتهم بالتخلف-لماذا نحن مت ...


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - آلهة فاسدة أخلاقيا– نحن نخلق آلهتنا.