|
الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح - 14
عبدالله اوجلان
الحوار المتمدن-العدد: 1173 - 2005 / 4 / 20 - 10:29
المحور:
القضية الكردية
في الحقيقة، أنا لا أنتظر توحداً أيديولوجياً وسياسياً كاملاً مكملاً، ولكنني طالما انتظرت أن تكونوا ذوي ممارسة عملية تنقذ كرامتكم بأقل تقدير. وأعرف كيف أبديتم ردود أفعالكم، وعلى رأسكم اللجنة المركزية. والشبان اليافعون أيضاً لم يفلحوا في إحياء ذواتهم مثلما عاهدوا عليه. تدركون أيضاً كيف بلغ بي هذا الوضع إلى حالة مشلولة. كان عليّ المجيء إلى ساحة الجبال بمجرد إحساسي بهذا الحدس. ولو كنت أدري أنكم ستكونون هكذا، لكنت سأكون بكل تأكيد في الوطن، وقبل الجميع، منذ بدايات الثمانينات. وأخص بالذكر أن الحقائق تجلت بنسبة ملحوظة في بدايات التسعينات. كان عليّ المجيء إلى هناك آنذاك. وإني أنظر بعين الخسارة الفادحة لعدم قيامي بذلك في تلك الأثناء. ولكن الدافع وراء كل ذلك كان حمايتكم وتأمين سيرورتكم، أنتم الذين رأيتكم رفاقاً. لكن، لم يعد ثمة جدوى في إحيائكم والانشغال بكم، مثلما كان سابقاً، حتى وإن شئت. لذا، فأنا مضطر للقول بأنكم أحرار في القيام بمحاسبة تاريخية تجاه العناصر والبنى التي فرضت البلادة والبطلان والعقم الكبير على دربكم؛ بقوة تجاربكم وخبراتكم وفهمكم العظيم المدَّخر، إن كنتم حقاً تملكون قليلاً من مفهوم الشرف بعقلية كمال بير وأمثاله. وهذا حقكم وواجبكم في آن واحد. نحن مضطرون لتأدية واجباتنا والتزاماتنا تجاه بعضنا بشكل متبادل. لكن، ومع ذلك، فالمهم في الحرب والسلم هو الحظي بحق الحياة الحرة. لا يمكن ممارسة سياستنا في "القتل والاقتتال"، ولا معنى لها سوى إزاء المهام التاريخية القصوى. وعلى حد تعبير كمال بير، فحتى هذا الطراز من القتل والاقتتال هو بدافع حبكم الشغوف للحياة المكرمة وأحقيتكم بها. قد يكون بعضكم محاربين أشداء، وقد صددتُهم. وكان من السهل أن يموت البعض منكم، فأعقتُهم من ذلك أيضاً، مثلما عرقلتُ الجهود التي لا فرصة لها في النجاح. وثمة الكثير مما أردته أنا فعرقلتموه أنتم. المهم، لم تَنَلْ الأشياء غير اللائقة بي وبكم على السواء، نصيبها الوافي من النجاح والتوفيق. لقد شاب أغلبكم. وتملكون خبرات مدّخرة جليلة. وحسب قناعتي، ثمة إمكانية لإحراز النصر المظفر، إن جعلتم ذلك مسألة شرف وكرامة عظمى. وعلى الأقل قد تبددون خطر الالتجاء المحدق بكم. وأظن أنكم لن تتركوا كل شيء وتنحطوا، بعد هذا الكم الذي يناهز عشرات الآلاف من الشهادات. حتى لو رغبتُ أنا ذلك، فعليكم أنتم لعنة كل أنواع التردي والانحطاط، وأن تصروا على العيش بحرية، ولو في بقعة معينة من وطنكم. مثل هذه القرارات لا تكون بالإجبار الخارجي، حتى لو كنتُ أنا المجبِر عليها. بل تكون بإرادتكم وعزيمتكم الحرة. ولأنني أخمن ذلك، طرحتُ في مرافعتي، دون أي تردد، صياغة "دولة + ديمقراطية" لأجل كافة أجزاء كردستان. كنا في قفزة 15 آب نقول بألا تبقى الدول. ولكنه لم يكن تقرباً واقعياً وموافقاً لجوهرنا. فحتى لو زالت الدول الفاتحة، لكانت ستأتي محلها دولة كردية متسلطة. وكان سيلزمنا مجدداً صياغة "دولة + ديمقراطية". مثلما أقتنع يقيناً بأن لا دين للدولة، فلا قومية لها أيضاً. إنها – الدولة – دائماً ائتلاف مصالح حفنة نخبة. فأن يكون للدولة عربها وإيرانيوها وأتراكها، هو مسألة ظاهرية، أو مسألة توحيد وربط. أما المضمون فمختلف. وهو مثلما أسهبتُ فيه في مرافعتي. أياً كانت القومية، فما داموا هم موجودين بتنظيمات الدولة، نحن أيضاً سنكون موجودين بديمقراطيتنا. وأخص بالذكر هنا الديمقراطيات المحلية التي يجب أن تكون ساحات وجودنا الرئيسية. وسندافع عنها في أحضان جبالنا، إن دعت الحاجة. أينما يكون شعبنا، ستكون هناك وحداتنا الديمقراطية المتكاملة، التي ستكون علنية إن قُبِل بها، وإلا فسِرِّية أو نصف سرية. قد يتساءل البعض: أهذا ممكن؟ إنه ممكن، لأنه ما من حل غيره. بمعنى آخر لا خيار لنا سوى الموت أو الحياة بديمقراطيتنا. إذا كانت الدول المعنية ترغب حقاً في الوفاق، فستقوم باللازم. وإلا فالكفاح حتى الرمق الأخير هو الدرب المطور للحياة. علينا التقرب بإدراك وإيمان وطيدين بأن الديمقراطية تتطلب نضالاً تأسيسياً وبَنَّاءاً. وقد تطرقتُ لذلك مطولاً بجانبيه النظري والعملي. إذ بإمكاننا تعزيز أنفسنا كماً ونوعاً في كل ساحة ملائمة للتموقع وحماية الذات والاستمرار في الدفاع عنها بنجاح في الوطن. لم يتبقَّ خيار آخر أمام الشعب أيضاً. فمفهوم الهيمنة المطلقة للدول المعنية يجعل من السلطة الديمقراطية للشعب ضرورة لا بد منها. فهي لا تود إدراك في أي عصر نعيش نحن. والشيء الوحيد الذي تفهمه هو ممارسة المقولة: "الدولة الحاكمة ووطنها هما كل شيء، بينما الكرد لا شيء". ومثلما ذكرتُ آنفاً، لا ملاذ لنا من البرهان على خطأ هذه الصياغة، والانتقال إلى الصواب منها. وأنتم في حال تُؤهلكم للإدراك بأن هذه الحملة تتضمن العديد من التحديثات، ولتحديد استراتيجيتكم وتكتيكاتكم بموجبها. هكذا اختصرتُ عُصارة أفكاري بشأن المرحلة الجديدة وطرحتُها. ولا أدري ما هو موقفكم وموقف الدول المعنية. ولكن المهم هو ردي على الآمال العالقة عليّ بشمولية قصوى. ولا شك لدي بتاتاً في أنني أبديت أكثر المواقف نضوجاً. وفي حال العكس سيقع الجميع في حالة "صَدَّامية" على المدى الطويل. من المهم استيعاب دور الكرد الذين نظمهم صَدّام، على نحو جيد، وإدراك وجود إمكانية خيارات أخرى أيضاً. تَعتَبِر كل من تركيا وسوريا وإيران ذاتها ذات قوة صارمة تجاه الكرد. ربما كانت كذلك، ولكن هذا لا يزيل الخطر من الوسط، بل يؤججه ويثيره أكثر. وعناد صَدّام لم يُجْدِ نفعاً في الحقيقة. بيد أن عناد تلك الدول الثلاث أعتى مما لدى صدام. فهي لا تود فهم شيء من الفوضى السائدة في الشرق الأوسط. وتتعبد المناصب والقوة بشكل مفرط. وهي واثقة بإفراط بضعف الكرد. وهذا ما يثير حنقتي، ذلك أن هذا ليس في صالح أي شعب أو وطن. بل وأجد في تعلقهم بسحق الكرد بلاهة وحماقة. كما أن نظرتهم إليكم كإرهابيين أو جماعة ذعران، خطأ وخيم بحق. فالثعبان تلدغ بحدة أكثر إن تركته مجروحاً. لا علم لي بما تودون فعله. وبقدر عدم الاستسلام، بإمكان بعضكم أن يحقق الحملات في الحرب أيضاً. ذلك أنكم لن تلعبوا دور البلهاء والحمقى دائماً. وإذا ما عرفتم كيف تسخِّرون طاقاتكم في التحمل وخبراتكم العظيمة، فستتغلبون حينئذ بـ300 أنصارياً على كل دولة. عليكم التعمق مطولاً في ذلك، وإفهام الدول المعنية به. وقبل الشروع بحرب شاملة، عليم إعداد كل أموركم في ضوء أحكام الحرب والسلم، وتقديمها لبعضكم، بدءاً من وقف إطلاق النار المتبادل، وحتى تحديد أصول الحرب، تأسيس وضعيات الإدارات المحلية وربطها بذاتكم، والرد بالمثل بشكل متبادل، والاعتقالات. وعليكم أن تعلنوا ذلك للشعب. وهذا ما كانت تفتقر إليه قفزة 15 آب. لطالما كنت أود حل المشاكل العالقة مع بدء مرحلة العملية الديمقراطية. ولكن القيم المتبنية للديمقراطية وطراز نشاطها ليست بالكثيرة. وسيقع الحِمْل مرة ثانية على الجبال. لا أتمالك نفسي من القول أن التاريخ والآلهة يودون تكرار ذلك ثانية. ولكن ذلك يندرج في نطاق القَدَرية. لا أدري إن كنتم ستُقتَلون وتَقتُلون على الفور أم لا. فالتاريخ الآن في نقطة يواجه فيها اتخاذ قرار حاسم؛ إما خطوة سلمية ديمقراطية، أو خطوة حربية ديمقراطية شاملة. بإمكانكم تنبيه كلاً من أمريكا وإيران أيضاً. إنهما من الدول العظمى، وقد تقترحان طريقاً معينة. ولكن إذا ما فُرِضَت عليكم الحرب بإصرار، فثقوا بقدرتكم على تحمل ذلك، وقوموا بحملاتكم المثمرة والمظفرة على التوالي.
#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح
...
-
الدفاع عن شعب الفصل السادس دور كل من محكمة حقوق الانسان الاو
...
-
الدفاع عن شعب الفصل السادس دور كل من محكمة حقوق الانسان الاو
...
-
الدفاع عن شعب الفصل السادس دور كل من محكمة حقوق الانسان الاو
...
-
الدفاع عن شعب الفصل السادس دور كل من محكمة حقوق الانسان الاو
...
-
الدفاع عن شعب الفصل السادس دور كل من محكمة حقوق الانسان الاو
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الخامس حركة ب ك ك ، النقد والنقد الذاتي
...
-
الدفاع عن شعب الفصل الخامس حركة ب ك ك ، النقد والنقد الذاتي
...
المزيد.....
-
الرئيس الإسرائيلي: إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق
...
-
فلسطين تعلق على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال
...
-
أول تعليق من جالانت على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار
...
-
فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقا
...
-
الرئيس الكولومبي: قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو منطق
...
-
الأمم المتحدة تعلق على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة ا
...
-
نشرة خاصة.. أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت من الجنائية الد
...
-
ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ
...
-
أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|