أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى القرة داغي - أحزاب الإسلام السياسي نَباتات سامة أتلفت تُربة مُجتمعاتِنا














المزيد.....

أحزاب الإسلام السياسي نَباتات سامة أتلفت تُربة مُجتمعاتِنا


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 4085 - 2013 / 5 / 7 - 14:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حتى الأمس القريب كانَت مُجتمعاتنا العربية والإسلامية تعيش بأمن وسَلام وتبات ونبات الى حُدود مَعقولة ومَقبولة كحال أغلب المُجتمعات في العالم، وكان الدين بالنِسبة لها جُزئاً مِن هَويّة ثقافية حَضارية، وطريقاً للتواصُل مَع خالقِها. حَتى جاء ذلك اليوم الأسوَد، الذي ظهَر فيه فِكر الإسلام السياسي مُحاولاً تعكير صَفو هذا الأمن والسَلام، لإحياء مَجد خِلافة وسَلطنة إسلامية عَفا عَليها الزمَن، وإنعدَمَت الظُروف المَوضوعية لوجودها، بحُجّة ظاهِرُها ديني وَرع هو نُصرة الدين وإعلاء شأنِه، وباطِنُها دُنيَوي جَشِع هو الوصول الى السُلطة بكل جاهِها وجَبَروتِها.
لقد كان حَسَن البنا هو أول مَن نَثر بذور هذه النَباتات السامة بتُربة المُجتمَعات العَربية، والتي لعِب الجَهل والتَخلف عامِلاً مُهمّاً بتقبّلها له وإنتشاره فيها، حتى طَغت اليوم على النباتات الصالِحة فيها، تلاه سَيّد قطُب ثم الخُميني. ورَغم رَحيل هذه الأسماء عَن عالمِنا منذ وقت طويل، إلا أنها ترَكت وَرائَها حُقولا ومَزارع مِن هذه النباتات لها أول وليسَ لها آخِر، فرّخَت في البَدء مافيات إستِثمارات وتوظيف أموال، تحَوّلت فيما بَعد الى حزاب إسلام سِياسي، تنتشِر اليَوم على طول العالم العَربي والإسلامي وعَرضِه، مِن باكستان الى موريتانيا، ومِن فلسطين ولبنان الى اليَمن والصومال، بَل وبَدَأت تنبُت اليَوم في جَميع أنحاء العالم كالوَباء، بحَيث لم تعُد تسلم مِنها أي بُقعة مِن بقاع الأرض، وباتَت أشبَه بشَبَكة عَنكبوتية مُترامِية الأطراف، تتلقى دَعماً لا مَحدود مِن جهات دولية مُتحالفة مَعها تسعى لأيصالها الى السُلطة في الدول العربية والإسلامية على حِساب الأنظِمة الكلاسيكية التي تحكمُها مُنذ عُقود. ففي إيران ضاقَت الدُنيا على الشاه ورَأينا الخٌمَيني يَهبط سُلّم طائِرة فرَنسا(الحُرّية!) في مَطار طَهران مُتأبّطاً ذِراع طَيّار فرَنسي! وفي العراق جَيّشَت أمريكا (حُقوق الإنسان!) جيوشَها لتستبدِل صدام بروزَخونيّة إسلام سياسي كحَليفها الحالي نوري المالكي! ونختُم بما سُمِّي بالربيع العَربي والـدَور المُريب الذي لعِبَه الغَرب(الديمُقراطي العَلماني!) لوجستياً وإعلامِياً في التحَكّم بأجواءِه، فمَرّة يُضَيّق على بَعض الرؤساء كما فعَل مَع مُبارك وبن عَلي لدَفعِهِم للتنَحّي وإستِبدالِهم بأخَوَنجيّة كالغنّوشي ومُرسي، ومَرّة يَصِف شَراذِم السَلفيين والقاعِدة في ليبيا وسوريا بالثوّار ويُؤازرُهُم بقِتالِهم ضِد الأنظِمة الحاكِمة، التي ورَغم سِلبيّاتِها الكثيرة تبقى لها أفضَليّة على عِصابات الإسلام السياسي الهَمَجية المُتوَحِّشة بكونِها عَلمانية.
كزَرع شَيطاني سام نبَتَ هذا الفِكر فجأة في تُربة مُجتمَعاتنا، وباتت سُمومَه تؤثرعلى وَعي شَرائِح واسِعة مِنها، وتدفعُها للهَلوسة. ولقد شاهَدنا قبل سَنوات تأثير هذه السُموم التي بثتها نباتات مِن شاكلة جلال الدين الصَغير وعَدنان الدليمي على شَرائِح واسِعة مِن المُجتمَع العِراقي، وكيف خدّرَتهُم ودفعتهُم لهَلوسَة كانت نتيجَتها حَرب أهلية، قتل فيها العراقيون بَعضهُم على الهَوية المَذهبية والدينية. وهانَحن نشاهِد اليَوم النتائِج الكارثية لهَلوسَة(ثورات الرَبيع) التي عاشَتها مؤخراً بَعض المُجتمَعات العَربية بفعل السُموم التي بَثتها فيها نَباتات مِن شاكِلة القرَضاوي واعِظ سُلطان قطَر، خصوصاً عِبر شاشة الجَزيرة التي تمَثل مَنبَعاً لسُموم الإسلام السياسي ولِسانُه الناطِق، والتي نجَحَت نيجة لخِبرتها بتزييف الحَقائق وترويج الأباطيل في خِداع الناس بَعد أن صَوّرَت لهُم خَريف الإسلام السياسي رَبيعاً للحُرية والديمُقراطية.
لقد باتَ الأمل بالتخَلص مِن هذا النباتات السامة، وإقتلاعِها مِن جُذورها التي باتَت ضاربة بعُمق في نفوس المُجتمَعات العَربية ضَعيف جداً بل وشُبه مَعدوم، في ظِل سُيول التَخلف التي تُغرق عُقولها وسُحُب الجَهل التي تُغطّي سَمائَها وتَروي هذا النَباتات السامة بما يُطيل عُمُرَها مِن الأسمِدة، وفي ظِل غِياب أي نوع مِن أنواع المُبيدات التي مِن شأنِها القضاء عَليها وعلى فِكر الإسلام السياسي الذي يَقف خلفها، وفي ظل دَعم إقليمي ودُولي لهذا الفِكر ورَغبَة بإيصالِهِ للسُلطة في مَنطقة الشَرق الأوسَط والعالم الإسلامي وتوليه لمَقاليد الأمور فيها في الوقت الحاضِر وعَلى المَدى القريب، فيما يَبدوا أنّه صَفقة دُبِّر لها بليل بَين أحزاب الإسلام السياسي والأطراف الدولية التي تدعَمَها. وفي الوقت الذي وَقفت فيه أغلب الأنظِمة العَربية بقوة بوَجه هذا النَباتات السامة وتَهديدِها لمُجتمَعاتِها التي مَثلت تَركيبَتِها الفِكرية الإجتِماعِية المُعَقّدة أرضاً خَصِبة لنمُوّها، كانَت المُجتمَعات الغربية بمَأمَن مِن هذا النَباتات وسُمومِها، الى حين قامَت حُكوماتِها بغباء ورُبما خُبث بزراعَتها بَين ظِهرانيها، عِبر إستِيرادِها لبُذورها وإستِقدامِها لأراضِيها بإسم الديمُقراطية وحُقوق الإنسان، مِثل أبو قتادة وأبو حَمزة المَصري والمُلا كريكار والمُهاجر وعمر عَبد الرحمن وهاني السِباعي وياسِر الحَبيب وغيرهُم مِن البُذور السامّة،التي كان لها دور كبير في تسميم نفوس المُجتمَعات العربية والإسلامية والغربية وأجوائِها، وتحويلِها مِن مُجتمَعات طَبيعية الى مُجتمَعات مَريضة لا أمَل بشِفائها حَتى في المُستقبل القريب.

مصطفى القرة داغي
[email protected]



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتخابات عِراق المالكي وشِراء الذِمَم بالبَطالة المُقنعة
- رَبيع خير أم خريف بؤس عَربي ؟
- العراقيون.. شَعب يَعيش التناقض حَتى في إختيار جَلاديه
- حَقيقة الثورات بَين خَيال مُنَظّريها الخَصِب و واقِعها البَش ...
- وعّاظ سُلطان الزمان ومُختار العَصر والأوان نوري المالكي
- كِذبة الرَبيع العربي وتلاشي الدَولة المَدنية العَلمانية
- العراق.. مِن دكتاتورية صَدام البائِدة الى دكتاتورية المالكي ...
- طيور ظلام الإسلام السياسي على أشكالها تقع
- المَركز والاقليم.. ومُقايَضة المالكي للدَم العراقي بكُرسي ال ...
- نوري سَعيد أفندي البغدادي.. سيرة عَطِرة
- هل إن الحل هو في تغيير الأنظمة العربية أم في إصلاح الشعوب ال ...
- جيل فريد ولكن.. بلا مَلامِح
- التيار الديمقراطي العراقي والإحتفال بإنقلاب 14 تموز .. ألمان ...
- ما هي قصة عِبارة (الشعب يُريد إسقاط النظام) ؟
- أزمة الأحزاب العراقية بين إرث تحالفاتها السابقة و واقع بناء ...
- المُتّهَم الأول محمد حسني السَيّد مبارك... أفندم أنا موجود
- القائمة العراقية رمز للمَشروع الوطني الليبرالي المَدني في ال ...
- السيناريو المُتوَقّع لإنتخابات العراق عام 2014
- ثورات الربيع العربي أم غزوات الظلام العربي ؟
- الشعوب العربية بين الخروج مِن حُفرة حُكامها والسقوط في هاوية ...


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى القرة داغي - أحزاب الإسلام السياسي نَباتات سامة أتلفت تُربة مُجتمعاتِنا