أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالرحيم الكريمى - يويا المصري .. ويوسف التوراتى















المزيد.....



يويا المصري .. ويوسف التوراتى


عبدالرحيم الكريمى

الحوار المتمدن-العدد: 288 - 2002 / 10 / 26 - 03:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


_1_

 

 

شاء القدر أن يجمعني مع الأستاذ/أحمد عثمان في لقاء تليفزيوني على القناة الثقافية في برنامج "المنتدى"، ولاحمد عثمان أكثر من منشور  يروج لأفكار غريبة عن تاريخ اليهود في مصر، يحاول فيها اثبات ان "يويا" الوزير المصرى فى عهد "امنحتب الثالث"، هو يوسف التوراتى، وان "احناتون" هو موسى.

 

ومن يقرأ هذه المنشورات لن يجد فيها مراجع يستند اليها الكاتب فى اثبات وجهة نظرة، كما تستدعى الامانة العلمية لمن يتصدوا لمثل هذه المواضيع، والموضوع الذى يثيره احمد عثمان موضوع فى الاساس ذو بعد سياسى أكثر منه موضوع من جنس البحث العلمى، فهو محاولة لتحقيق توراة اليعازر تاريخيا، وهى مهمة من أهم مهام السياسة الصهيونية، وأشدها خطورة، فلم يجد العلم فى المعثورات الفرعونية بردية أو أثر تصف قصة التوراة عن يوسف، حتى الآن، ورأى أحمد عثمان في احسن أحواله هو  افتراض، لا يرقى الى مستوى الحقيقة العلمية، فبينما "يويا" شخصية محققة تاريخيا، ف"يوسف" شخصية توراتية فقط، وهو ما يدفعنا نقول ان هذا اللبس الذى اثاره الاستاذ أحمد، بين شخصية "يوسف" و"يويا"، يمثل فى الواقع اشتباك بين ثقافتين، احداهما استيطانية احلالية غير مستقرة تبحث عن تاريخ ووطن، مرجعيتها الوحيدة التوراة، هى ثقافة القبيلة الاسرائيلية، وثقافة مستقرة لها تاريخ ووطن، ومحققة تاريخيا، هى الثقافة المصرية.

 

لم تفصح التوراة عن من هو فرعون يوسف؟ وفى المقابل لم تذكر البرديات المصرية ولا الآثار ولا الحفريات حتى الآن عن هذا التماس بين التاريخ المصري المحقق، وبين قصص التوراة، ولقد اتفق المجتمع العلمي منذ النصف الأول من القرن العشرين أن التوراة لا يمكن الأخذ بها ككتاب تاريخ، إنما هى كتاب عقيدة وقيم يختلف عليها من يختلف ويتفق عليها من يتفق، ومن ثم اعتبار التوراة مرجع تاريخي أمر قد انتهى منه العلماء خاصة حينما أخضعت قصصه إلى ابسط مناهج البحث ولم تصمد.   

 

فحتى منتصف القرن التاسع عشر ظلت التوراة المصدر الرئيسي للمعارف الدينية والتاريخية والعلمية والحياتية، للبشرية جمعاء، ونجح اليهود في أن يجعلوا من توراتهم كتاب مقدس يتمتع بحصانة تحميه من العلوم التطبيقية، من حيث نقده لغويا وتاريخيا،  والحقيقة انه أصبح من الصعب علينا بعد هذا الكم من الاكتشافات الأثرية الضخمة والتي تكاد تكون يومية، أن نبقى نصدق أن التوراة هي الفيصل في مسائل علم الكون، والأجناس، والانثربولوجى، والتاريخ والجغرافيا، كما كانت من قبل، فقد غدا من المسلم به أن التوراة هي عبارة عن مجموعة من الحكايات والأساطير والقوانين العرفية والتقاليد الطقسيه التي تعود مصادرها إلى عصور عديدة، تنتسب إلى فئات اجتماعية مختلفة، جمعها اليهود بعد سبى بابل في مرحلة متأخرة تحت ضغط الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي كانت تتعرض لها القبيلة الإسرائيلية آنذاك، مما كان له الأثر البالغ على صياغة هذه الأساطير والحكايات والقوانين والأعراف والطقوس في التوراة بالشكل والفلسفة المناسبين لإعادة تشكيل هذه القبيلة ثقافيا واجتماعيا ومن ثم سياسيا لتؤهلها لدور مستقبلي في المنطقة.

 

ومنذ احتلال إسرائيل لفلسطين وسيناء ظل علماؤها اليهود يحاولون بكل الطرق وما أوتوا من إمكانيات أن يثبتوا اركيولوجيا قصة واحدة من قصص التوراة ولم ينجحوا، وهنا يصبح سؤالنا إلى أحمد عثمان لماذا تجعل مرحعيتك التوراة؟؟ لماذا تريد أن تثبت أن "يويا" المصري هو يوسف العبري، وان اخناتون هو موسى؟ خاصة ان دلائلك لا ترقى ـ كما سنأتي إليها ـ الى مستوى أن تكون حتى قرائن، لماذا وقد أثبت المجتمع العلمى ان قصص التوراة لا ترقى إلى حد الحقيقة التاريخية، وان توراة اليعازر ذاتها في رأينا الشخصي بما احتوت من قصص، تجعلها وثيقة سياسية ومشروع صهيونى استيطانى أكثر من كونها وثيقة دينية أو تاريخية، مشروع لقبيلة ظلت في الشتات تبحث عن كيان ووجود سياسي لها في المنطقة، ولو اقتصر الامر على اعتبار هذه القبيلة جماعة إثينية تبحث عن وجودها العرقي والإنساني أو الدينى، لقبلناها كجزء من النسيج الثقافي للمنطقة، ولكن أبدا لن نقبلها كجزء من النسيج السياسي للمنطقة، لان هذه القبيلة أبدا لم تكن جزءا من هذا النسيج، ولأن دورها السياسي في المنطقة كان دائما مثار شك وريبة، بجانب عدوانيته المفرطة ومنطقة الاستيطاني الاحلالى، فكان كيانا سياسيا مرفوضا دائما من قبل الكيانات الأساسية السياسية في المنطقة، ونقول للأستاذ أحمد أن محاولة زرع الكيان السياسي تاريخيا لهذه القبيلة في تاريخ المنطقة، هىمحاولة لا تخلو أبدا من غرض سياسي واضح ـ وليس علمي ـ لتثبيت حق وجود هذا الكيان الصهيوني العدواني في فلسطين، وحقها في الأرض من النيل إلى الفرات.  

 

والآن نأتي إلى مقارعة الحجة بالحجة، فبعد حسابات معقدة ليس مجالها مقال صحفى محدود، تتعلق بالأعمار والأنساب فى نصوص التوراة، قام بين العلماء رأى مفاده أن يعقوب عاش بعد 250 سنه من زمن إبراهيم، وبذلك تكون أحداث يوسف التوراتية قد وقعت في القرن السابع عشر قبل الميلاد، بين 1730 – 1630 قبل المبلاد، ولعلى هنا أضع القارئ واحمد عثمان،  أمام إشكالية أخرى من إشكاليات التوراة وتناقض أحداثها مع الحقائق التاريخية، فهذا البنيان الذي استند إليه العلماء حول البعد الزمني بين يوسف وإبراهيم (250 سنه) أساسه أيضا التوراة وتواريخها، وأرى إن أي بنيان تاريخي وعلمي يبنى على اعتبار التوراة كتاب تاريخ، هو في الحقيقة مضيعه للجهد والوقت بلا طائل، كالحرث في الماء، ويبقى صحيحا فقط ذلك البنيان الذي يبنى على حقيقة اركولوجية أو أثر معروف وواضح تبدأ منه أبحاثنا، وهذا ما حاوله احمد عثمان، حينما اعتبر "يويا" المصري المحقق تاريخيا هو يوسف التوراتى، ولكن للأسف محاولة بلا دليل علمي يقيني.

 

ولعل ما يجعلني واثق إن مثل هذا الدليل والأثر الذي يثبت أحد القصص التوراتية الأساسية لن نجده، هو هذه المبالغة في أعمار أغلب الملوك اليهود وقضاتهم وأنبيائهم، وهى أعمار لو قورنت بمثيلاتها مع ملوك الفراعنة وحكام مصر الذين عاصروهم، الذين لم يتجاوز عمر أحدهم المائة عام، وهى مبالغة ترقى الى حد الاعتقاد أن هذه الشخوص خيالية، وانها فى الااغلب اسماء مدن وقبائل.

 

كان ذلك عن قصة يوسف التوراتيه 00 ولنأخذ الآن القصة من جانب يويا الفرعوني، لنرى المفارقة المذهلة، فيما أراد أحمد عثمان من أحداثه بمقولته من فوضى.

 

سنبدأ القصة بأمنحتب الرابع "إخناتون" ابن أمنحتب الثالث من زوجته "تى" وهى بنت "يويا" وأمها "تويا" وهى عائله من مدينة "أخميم"من موظفي كهانه "مين" ،فقد كان يويا من كهنة الإله "مين" و"المشرف على ثيران"مين"في أخميم أما ألام فكانت "رئيسة حريم مين"،

     -   C.D. Noblecourt, Op j cit, P.116

     -   C. Aldert , Akhenaton, 1972 P.71

-          A.H. Gardiner, Op _ cit P. 206

 

هذا ونلتقى بألقاب الملكة "تى" في القبر الذي كشف عنه "تيدور ديفيز" 1837- 1915

التى تثبت نسبها إلي أصل نوبي نظرا للون بشرتها النوبية، ونراها مصرية، كم سنوضح فى سطورنا المقبلة.

 

-          A.Weigall, The Glory of the Pharaohs, London, 1936,P.139 _ 140

-          J. H. Breasted, A History of Egypt P. 329

 

لقد استند أحمد عثمان فى رأيه الذى ذهب اليه، ان يوسف التوراتى لقب فى التوراة ب "الأب الإلهي"، وفى اعتقاده  أن "يويا"هو الوحيد الذى لقب بمثل هذا اللقب، فهو إذن يوسف، ونقول له أن زيارة قصيرة إلى متحف "المتروبولتان" في نيويورك وسوف تجد تمثالان من الشوابتى لـ "يى"(YeY) "الذى كان ملقب ب"الأب الإلهي" و"قائد الجياد"، وكان اللقب الأول هو المفضل عند "يويا"، ومن ثم فاللقب لم يكن حكرا على يويا فقط، باعتبارة حما للفرعون "امنحتب الثالث"، اذ فى رأى عثمان أن هذا اللقب يطلق فقط على صهر الفرعون، أما اللقب الثاني "قائد الجياد لـ"يي"، فقد كان يحمله أيضا "يويا، ولعل أمنحتب الثالث الذي تزوج من "تى"، فتاة أخميم الذي أقامها ملكه على مصر، مخالفا بذلك التقاليد الفرعونية، التي كانت تلزم الملك أن يتخذ الزوجة الملكية الكبرى والدة وريث العرش من بنات فرعون، هو دليلي على أن "تى" مصريه من عامة الشعب من والد ووالده مصريين، فذلك التحدي في زواج الفرعون من عامة الشعب، وانه اصدر في يوم زواجه مجموعه من الجعلان التذكارية تحمل اسم الملكة وبيانا بأصلها المصري المتواضع، هو دليل دامغ أنها ليست ابنه الملك المتيانى.

 

ومره أخرى أعود إلي هذا اللقب الذى حول "يويا" المصرى الى يوسف التوراتى، وهذا إدعاء كما رأينا  غير محقق، فلم ينسب هذا اللقب فقط ل"يويا" و"يى" فى التاريخ الفرعونى، فهناك ثالث حمل نفس اللقب، ففي بلاط إخناتون قائد عسكري يدعى "آى" كان يحمل نفس الألقاب العسكرية التي كان يحملها "يويا"و"يى"، "الأب الإلهي" و"قائد العجلات الحربية".

 

والجدير بالذكر من جهة أخرى أن المؤرخين اختلفوا في تحديد معنى لقب "الأب الإلهي" ، فذهب بعضهم إلى أن حامله يجب أن يكون (حما الفرعون)، وذهب آخرون إلى أن الفرعون إنما كان يمنحه لمن تقدمت به السن من خاصة رجاله الذين يعملون فى خدمته بإخلاص لفترة طويلة .

-          A.H. Gardiner, Ancient Egyptian Onomastica, I, P. 47 – 53

 

هذا بالإضافة إلى أن "آى" شيد مقصورة صخرية للإله المحلى "مين" فى أخميم ، وهو ما نعتبره قرينه بعد جيلين من الزمان، يفصلا بين "آى" و"يويا"، أن لهما صلة قرابة خاصة،  وأن الأسماء "يى" و"يويا" و"آى"و"آيا" هي أسماء مصريه صحيحه، وتوحي بشيء من صلة القربى بين أصحابها، أضف إلى هذا الشبه الجسماني بين الرجلين "آى"و"يويا"، الذى اختلف العلماء على نسبهما، فقيل ان "يوي" والد "آى" وقيل انه أخوه.

 

أما القرنية الثانية التي ساقها لنا أحمد عثمان ليثبت أن "يويا" هو يوسف، الخاتم والقلادة والعربة التي أهداها الفرعون ليوسف، حينما عينه وزيرا في البلاط الفرعوني، ونقول باكتشاف مقبرة "يويا" لم نجد فيها الخاتم الفرعوني الذي يتحدث عنه "عثمان".

وأخيرا ساق د. جاب الله في هذا اللقاء التلفزيوني بيننا، دليلا آخر على أن "يويا" ليس بيوسف، منطلقا من حقيقة تاريخية محققه ان "يويا" كان كاهن الإله "مين"، وقد وافقناه على ذلك .. فسأل أحمد عثمان كيف يكون يوسف النبي الموحد الذي جاء في القرآن والمؤمن بالله الواحد يكون كاهنا للإله "مين" الوثني في رأى الإسلام واليهودية، باعتبارهما دياناتين موحدتين، فكيف يكون يوسف الموحد هو يويا كاهن الإله "مين"؟

 

والى العدد القادم.

 ــــــــــــــــــــــــــــ د.عبد الرحيم الكريمى ـــــ 5 اغسطس 2002 ــــــــ

 

 

 

الى عناية الدكتور /وحيد عبد المجيد

رئيس تحرير مجلة "البداية" الغراء

  دفاعا عن الثقافة المصرية الوطنية

 

يويا المصري .. يوسف التوراتي (2)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

د. عبدالرحيم الكريمى

ـــــــــــ

 

 

التاريخ ليس حدوتة بلا دليل علمي أو برهان، وإلا صار حكاية من حكايات الأطفال قبل النوم، فقد أنطق العلم الحجر، واكتشفت أسرار اللغة الهيروغليفية، وأصبحنا قادرين على قراءة تاريخ أجدادنا  في النقوش والبرديات وعلى جدران المعابد والمقابر، ونستطيع اليوم أن نفحص المومياوات، ونحدد تاريخها وأعمارها وأنسابها ودرجة قرابتها بمعرفة الحمض النووي المكون لخلاياها، بل ونستطيع بدقة بالغة معرفة سبب الموت وبأي مرض أصيب صاحب أو صاحبة المومياء.

 

فحينما قلنا في المقال  الأول إن ما قدمه  أحمد عثمان في محاولته لإثبات أن "يوسف" التوراتى هو "يويا" التاريخي، لا يرقى إلى كونه دليل أو حتى قرينة، فقد كنا نريد أن نؤكد على أنها محاولة ليست علمية بقدر ما هي سياسية، لا تخلو من غرض. 

 

فاحمد عثمان في منشوراته من مكتبة الشروق، حاول أن يبرهن على رأيه  استنادا إلى تعبير جاء في التوراة وهو "أبا لفرعون"، ولم تقل التوراة وهى مرجعية عثمان، أن هذا التعبير كان لقبا أعطاه الفرعون ل"يوسف"، فقد قالت التوراة (فالآن ليس انتم أرسلتموني ـ تقصد اخوته ـ إلى هنا ـ تقصد مصر ـ بل "الوهيم"، وهو ـ والضمير هنا يعود إلى الوهيم وليس الفرعون ـ قد جعلني أبا لفرعون وسيدا لكل بيته ومتسلطا على كل أرض مصر)، إذن من أعطاه كل هذه السلطات في مصر هو "الوهيم" وليس الفرعون، من ثم فأساس فرضيته باطل.

 

أما لقب "الأب المقدس" أو "الأب الإلهي"الذي خلعه الفرعون "أمنحتب الثالث" على "يويا"، والذي وجدناه منقوشا في مقبرته، فهو الحقيقية التاريخية التي قصدنا توضيحها في سطورنا السابقة، فهناك مومياء، ونقوش على التابوت، وقبر محقق، فأراد عثمان أن يأخذ كل هذه البراهين التاريخية ل"يويا"، وينسبها بلا مبرر علمي ل"يوسف التوراتى، سوى أن "اليعازر" جاء به في كتابه الصهيوني العنصري النزعة.

 

وفى هذا المقام نضيف أن "يوسف" حين أطلق عليه  اليعازر في كتابه بأبا الفرعون، لم يكن بسبب كونه  (حما الفرعون) المجهل، فلم تذكر توراة عثمان أن فرعونها تزوج من بنت "يوسف"!!؟ بينما "يويا" حينما لقبه "أمنحتب الثالث" بالأب الإلهي فقد صدق، إذ تزوج الفرعون من بنت "تويا"، فهو لقب على مسمى، وقد اتفق علماء المصريات واختلف بعضهم، حول معنى هذا اللقب، فهو عند البعض يمثل (حما الفرعون)، وعند البعض الآخر لقب يمنحه الفرعون لاتباعه الشيوخ المقربين الذين خدموه بإخلاص.

 

ولعلنا في سياق ردنا على أحمد عثمان، نود لو دققنا في نسب "يوسف" كما جاء في التوراة، فيوسف هو الابن الحادي عشر ل"يعقوب" ويأتي بعدة "بنيامن" السبط الثاني عشر، والحقيقة أن "يويا" المسروق شخصه، لم يكن أخا لأحد عشر سبطا، بل لم نجد له غير أخت واحدة غير مؤكد نسبها اليه الى الآن، هى "موت إم ويا" أم "أمنحتب الثالث"، Cyril Aldred,A Khenaton, Pharaoh of Egypt, aNew study,London, 1972, P.71 .. هذا بالإضافة ان "يوسف" كما جاء في التوراة كان له أبنين "منسى" و"افرايم"، بينما "يويا" كانت له بنت هي "تى" أو "طاى" زوجة "أمنحتب الثالث" المفضلة، وأم "إخناتون"، وأبن يدعى "عانن" Anen، الذي نقش اسمه على قبر امه "تويا" L.Borchardt, AZ,XLIV, P.98. ، كانت له مكانة ممتازة في السلك الكهنوتي في طيبة، ومن المعروف أن "آى" كان ملكا لمصر بعد"توت عنخ آمون"، وكان إما ابن "آى" أو أخوه، ولكن أبدا لم يكن ل "يويا" أحد عشر أخا.. أما زوجة "يويا" فهي "تويا" Thuyu ، بينما زوجة يوسف كما جاء في التوراة هي "أسنات" بنت "فوطى فارع" كاهن "أون".. وحسب رواية عثمان يكون "يى" Yey هو "يعقوب" وجده يصبح "ابراهيم"!! إذ أن "يى" هو والد "يويا" أو "يوسف" كما يدعى عثمان، على غير الحقيقة.

 

وتصبح المشكلة أعقد بكثير إذا ما تتبعنا شجرة العائلة الإبراهيمية التوراتية وقارناها بشجرة ملوك وتاريخ الفراعنة، فستصبح النتيجة أضحوكة من أضحوكات الزمن إذا ما افترضنا حسن النية لدى أحمد عثمان، أو ستصبح النتيجة أكبر مؤامرة لسرقة تاريخ مصر القديم واثبات حق القبيلة الإسرائيلية في بر مصر وتاريخها بغير وجه حق.

 

وإذا ما اعتبرنا جدلا أن التوراة هي مرجعنا في رسم وتبيان الشجرة الإبراهيمية، ونحن نعترف منذ البداية بصعوبة تتبع هذه القصص في التوراة لما تصطدم به كباحث منذ اللحظة الأولى بالطرق المختلفة التي اتبعها كتاب التوراة في تدوين هذه القصص، فوجدت منهجين مختلفين كل الاختلاف في تناول التوراة لقصص القبيلة الإبراهيمية، أساس اختلافهما مدى الاقتراب والابتعاد من التاريخ المصري الفرعوني المحقق تاريخيا، فنرى بوضوح منهجا واضحا وأرقام صريحة حينما يكون الحديث عن العائلة الإبراهيمية بعيدا عن التاريخ المصري، فنرى كاتب التوراة يدقق في الأسماء والأعمار والأنساب ودرجات القرابة، ومسرح الأحداث وأماكنها ووصف جغرافيتها بكل التفاصيل الذي نحسده على دقتها، ولكن كاتب التوراة حينما أراد أن يدخل مصر بقصصه ويحاكى تاريخها المدون والمحقق، وجد صعوبة بالغة، وتعمد التشويش على القارئ، فتاريخ مصر الفرعونية مدون على جدران معابدها ومقابرها وبردياتها، ولا يمكن الولوج في هذا التاريخ بشكل عشوائي وإلا ما اسهل اكتشاف زيف المحاولة وكذبها، والأمثلة أيضا كثيرة، فأخفى اسم فرعون إبراهيم ويوسف وموسى، وحينما تحدثت التوراة عن واقعة محاولة فرعون إبراهيم أن يتخذ سارة خليلة، لم يقرن كاتب التوراة الحدث بعمر سارة، ومنذ دخول أسباط يعقوب مصر تختفي أعمارهم، مما يجعل تتبع التاريخ الزمني أمر بالغ الصعوبة ويستمر هذا الغموض حتى نهاية فترة القضاة، وتصبح طريقة كتابة هذه القصص عندما تقترن أحداثها بمصر أشبه ما تكون بالأحاجي والألغاز تدفعك إلى الاعتقاد بان كاتب التوراة أراد عامدا متعمدا تشويش الحقيقة لقبولها حين (يغلب حمارك) كما هي، كحقائق مسلم بها.

 

تبدأ القبيلة الإبراهيمية في التوراة بميلاد إبراهيم في "أور الكلدانيين"، وهنا أيضا يضعنا كتبة التوراة في حيرة من امرنا، حول السؤال متى؟؟ واختلف العلماء حول تحديد الإجابة على هذا السؤال، ولكننا سنعتبر تاريخ ميلاد إبراهيم  نقطة الصفر زمن، في محاولة لتخطى هذه العقبة متى ولد؟ ولكنه ذهب إلى ارض كنعان وعمره 75 سنة كما جاء في التوراة، وأخذ الوعد الإلهي الثالث بأن نسله الذي يخرج من صلبه هو الذي يرثه، وان نسله سيتغرب ويستعبد لمدة 400 سنة ثم يعود في الجيل الرابع، وهنا نصل بالقارئ إلى مأزق التوراة وإشكاليتها الكبرى في تاريخ الأسرة الإبراهيمية، هذا المأزق هو المدة التي أقامت فيها في مصر حتى الخروج الموسوي.

 

إذ تقول التوراة العبرانية في (خروج 12/40،41) "وأما إقامة بنى إسرائيل التي أقاموها في مصر فكانت أربعمائة وثلاثين سنة، وفى ذلك اليوم عينه أن جميع أجناد الرب خرجت من ارض مصر"، ولتأكيد هذه المدة قال الرب لإبراهيم في (تكوين 15/13-16) "اعلم يقينا إن نسلك سيكون غريبا في ارض ليست لهم ويستعبدون لهم، فيذلونهم أربعمائة سنة".

 

ولو أخذنا بهذه المده لكان لزاما علينا أن نقتنع جبرا أن كل أب قد انجب ابنه في اليوم الأخير من عمره ثم يموت، وان نقتنع غصبا بأن عمر "يوكابد" عند إنجاب موسى = 255 سنة، وهو الفارق بين فترة إقامة بنى إسرائيل في مصر حسب ما جاء في التوراة 430 سنة مخصوما منها (فترة إقامة لاوى في مصر 95 سنة مضافا إليها عمر موسى عند الخروج 80 سنة) = 255 سنة!!! وهو أمر يرفضه منطق العقل. 

 

لقد اهتممنا أن نوضح هذه الإشكالية الكبرى في التوراة للأسباب التالية، الأول: لتبيان عدم منطقية السرد التاريخي في توراة اليعازر، ومن ثم عدم إمكانية قبولها كسند ومرجعية علمية تاريخية جزئيا وكليا، ثانيا: أن هذه الفترة زادت أو قلت لا نجد لها في نص التوراة تاريخ بداية، وبالتالي كيف يمكن تسكينها في تاريخ المنطقة بشكل عام وتاريخ مصر بشكل خاص، ثالثا: وهى الطريقة التي تعامل بها احمد عثمان مع التوراة، فنراه يقبلها في بعض الأحيان في أحداثها، وفى أخرى يرفضها، ومنهجه فيما يرفض أو يقبل هو ما يفيد رأيه، وهذه نظره انتقائية تلفيقية غير علمية مشكوك فيها علميا بل ومرفوضة. ، ولعلى اقدم للقارئ بعض الأمثلة الشاهدة على رأينا.

 

ففي كتابه الجزء الأول ل"تاريخ اليهود" يقر بقصة "يوسف" في التوراة، ولكنه يرفض المدة التوراتية لبقاء القبيلة الإبراهيمية في مصر(400 أو 430 سنة)، فهو يقدرها بمائة سنة، لغرض في نفس عثمان، وهو  مطابقة "يوسف" بزمن وجود "يويا" التاريخي، ثم يبدأ عثمان رحله إثبات فرضيته.

 

فهو في ص 39 من نفس المنشور يعترف أن المشكلة الأساسية التي تواجهه عند محاولة التعرف على الزمن التاريخي المصري الذي فيه أصبح يوسف واحدا من وزراء مصر، هو عدم ورود اسم الحاكم المصري الذي عينه في منصبه هذا، ويختار عثمان (العجلات) الحربية دليلا بديلا لتحديد هذا الزمن، ولكنه يرتبك في استخدام لفظين مختلفين (العجلات الحربية) و(مركبات)، وهما لفظان مختلفان من حيث مدلولهما، فالعجلة الحربية استخدامها عسكري، بينما المركبة تستخدم في الانتقال والسفر، والفيصل في هذا الموضوع نوع المهمة في المناسبات الثلاث التي جاء ذكرها في التوراة، والتي استخدم فيها "يوسف" العجلة أو المركبة، فهذا هو منطق البحث  العلمي.. فالمناسبة الأولى كما وردت في التوراة، حينما أهداه الفرعون (مركبته الثانية) لما عينه وزيرا في بلاطه، بينما ما وجدناه في مقبرة "يويا" المصري هو (عجلة حربية) صغيرة الحجم جدا وكأنها نموذج،  وهى الدليل الذي حاول به عثمان إثبات أن "يويا" هو "يوسف"، أما المناسبة الثانية فكانت عندما وصل يعقوب وأبناؤه إلى الحدود المصرية "فشد يوسف (مركبته) وصعد لاستقبال إسرائيل أبيه إلى جاسان"، أما المناسبة الثالثة عندما مات "يعقوب" وحنط وصعد "يوسف" مع الجثمان إلى ارض كنعان لدفنه،"فصعد معه (مركبات) وفرسان"، وهنا يتضح كما جاء على لسان التوراة أن الحديث عن مركبات وليس عجلات حربية، كما أراد عثمان أن يقنعنا باستخدام هذا المصطلح (العجلات الحربية) لإثبات أن زمن "يوسف" في التاريخ المصري يكون في أيام "أمنحتب الثالث"، على أساس أن أول من استخدم العجلة الحربية هم المصريون، وليس الهكسوس.

 

ثم يقترح علينا "عثمان" بعد ذلك أن تكون زيارة إبراهيم لمصر مع سارة، دليلا آخر للاختراق التوراتى لتاريخ مصر الفرعونى، ويقترح علينا زمن هذه القصة النصف الثاني من القرن الرابع عشر قبل الميلاد، ويكون بذلك الملك "تحتمس الثالث" هو الملك المصري الذي قدم له  إبراهيم سارة زوجته على أنها أخته، وهى الواقعة التي استند إليها عثمان في إثبات حق أبناء سارة في ميراث الإمبراطورية المصرية من النيل إلى الفرات التي اعتبرها ملكتها لفترة قصيرة (نفس المنشور ص 21).        

 

وهو في سبيل هذا الهدف السياسي للصهيونية يخرج علينا بمنشور آخر من مكتبة الشروق الدولية تحت اسم "قصة الحضارة الفرعونية" ص 27، يقول بالنص : كما بينت أعمال الكشف الأثرى (ولا يقول لنا ما هي هذه الأعمال، ولا من قام بها، وما هي نتائجها، وأين نشرت؟) أن غالبية أماكن سكان الدلتا منذ أن جفت مستنقعاتها أصبحت صالحة للسكن والزراعة، في أيام الدولة الوسطى التي حكمت البلاد منذ ألفى عام قبل الميلاد، هاجروا إليها من سيناء، وتبين أن الهكسوس كانوا أول المهاجرين من سيناء إلى مناطق شرق الدلتا. ثم يفيض شارحا "كانت الفكرة السائدة في النصف الأول من هذا القرن، هي أن الحكام الهكسوس كانوا من الأجانب الذين غزوا مصر قادمين من كنعان في فلسطين، بل أن هناك من الباحثين من نسب أصل الهكسوس إلى مواطن مختلفة في إيران وأواسط آسيا، إلا أن الوضع تغير تماما الآن، بفضل الكشوفات التي تمت في مصر وفلسطين. إذ تبين أن الهكسوس كانوا أنفسهم مصريين ولم يأتوا من خارج البلاد.

 

وليبرهن عثمان على هذا الرأي يسلمنا من يد يهودي صهيونى  إلى آخر لتثبيت رواياتهم، فيقول أن كتابات المؤرخ اليهودي "يوسينوس" الذي عاش في القرن الأول للميلاد، هي التي أدت إلى خداع المؤرخين المحدثين وجعلتهم يعتقدون بمجيء الهكسوس من بلاد كنعان. والى هنا ينتهي هذا المقطع من كلام عثمان، ثم يستند في ص 28 من نفس المنشور إلى توماس تومسون أستاذ الدراسات التوراتية بجامعة كوبنهاجن ـ وكم من المصائب أتت وتأتى لنا من كوبنهاجن ـ الذي يرى أن حرب التحرير كانت تمثل الصراع بين حكام الصعيد وحكام الدلتا الذين فرضوا سيطرتهم على الصعيد. ويقصد بحكام الدلتا الهكسوس.

 

ولكننا نفاجأ أن عثمان وبصيغة الأستاذ المعلم يقول لنا ص29 من تاريخ اليهود الجزء الأول: كلمة (هكسوس) أصلها كلمتان مصريتان "حك" بمعنى حكام، و"خاسوت" بمعنى البلاد الأجنبية، وعلى ذلك فمعنى الكلمة يكون  "حكام الأراضي الأجنبية"، ثم يقول لنا في نفس الصفحة بشكل يجعل التناقض بين أفكاره جليا لكل ذي عينين، يقول : وأهم الأحداث التاريخية في كنعان في تلك الحقبة هو ظهور الحكام الكنعانيين الذين عرفوا باسم "الهكسوس"، فمنذ بداية الألف الثانية ق.م. وعلى مدى ثلاثة قرون من الزمان، استغل بعض الأقوام عدم وجود رقابة فعالة على حدود مصر للتسرب إلى الأرض الخصبة في شرق الدلتا والعيش هناك. لقد وضعت تحت كلمات عثمان خط ولعل هذا الخط يكون فاصلا بين الحق والباطل في أقواله نفسها.

 

وقبل أن أغادر الأستاذ عثمان في هذا الجزء من البحث، أقول له ما رأيك وأنت المؤمن بالتوراة كمصدر تستقى منه معلوماتك وتستند إليه، بل وتحاول لي عنق التاريخ الفرعوني وتحويل مساره لإثبات قصص التوراة، بينما الموقف الصحيح هو التثبت فقط من الحقائق العلمية التاريخية اركيولوجيا وجيولوجيا واعتبار غيرها أساطير الأولين.. ما قولك أستاذ أحمد فيما جاء في التوراة عن رفات "يوسف"، فقد أوصى "يوسف" إخوته "بأن يصعدوا عظامه إلى ارض كنعان حينما يفتقدهم الله ويصعدهم من مصر"، وقد فعلوا، فقد دفنوا عظام يوسف التي اصعدوها من مصر في "شكيم" في الحقل الذي اشتراه يعقوب من بنى حمور أبى شكيم بمائة قسيطة فصارت لبنى يوسف ملكا، وهكذا نكون قد خلصنا مومياء "يويا" المصري  وتاريخنا الفرعوني من قصصكم الصهيونية.   

 

العدد القادم مع قصة إخناتون وموسى ومحاولة اختراق صهيونية أخرى لتاريخنا، ومحاولة منا للدفاع عن تاريخنا وثقافتنا الوطنية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ د.عبد الرحيم الكريمى ـــــــــــ 14/8/2002

 

 



#عبدالرحيم_الكريمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديكتاتورية والحرية ضادان لا يتفقان
- كوكب الأرض بين الأمركه والنظام العالمي الجديد
- حينما يختزل الوطن في رجل.. أو في لحظة تاريخية.. أو فكرة - مل ...
- التسوية السياسية مع إسرائيل بين الممكن .. والمستحيل


المزيد.....




- مشتبه به بقتل فتاة يجتاز اختبار الكذب بقضية باردة.. والحمض ا ...
- في ظل استمرار الحرب والحصار، الشتاء يضاعف معاناة نازحي غزة و ...
- قصف إسرائيلي عنيف يزلزل الضاحية الجنوبية لبيروت
- صدمة في رومانيا.. مؤيد لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الانتخابات ...
- البيت الابيض: لا تطور يمكن الحديث عنه في اتصالات وقف النار ب ...
- نائب رئيس البرلمان اللبناني: لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء ...
- استخدمت -القرود- للتعبير عن السود.. حملة توعوية تثير جدلا في ...
- -بيروت تقابلها تل أبيب-.. مغردون يتفاعلون مع معادلة حزب الله ...
- مشاهد للجيش الإسرائيلي تظهر ضراوة القتال مع المقاومة بجباليا ...
- ماذا وراء المعارك الضارية في الخيام بين حزب الله وإسرائيل؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالرحيم الكريمى - يويا المصري .. ويوسف التوراتى