أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وصفي أحمد - بين السبعاوي و قاسم حسن















المزيد.....

بين السبعاوي و قاسم حسن


وصفي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4084 - 2013 / 5 / 6 - 22:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


( الحلقة التاسعة من تأسيس الحزب الشيوعي العراقي )
كانت فكرة التوجه إلى الاتحاد السوفيتي طلباً للمساعدة قد نشأت عند عراقي دخل أكثر من مرة في خطط الشيوعيين دون أن يندمج بهم , إنه يونس السبعاوي .
كان السبعاوي , ذو الذهن التوقد و النشيط , قد ولد لأبوين فقيرين في مدينة الموصل حوالي سنة 1906 , و كان ينتمي إلى النواة القائدة لحركة 1941 , و كان يمثلها أكثر بكثير مما يفعل رشيد عالي , على الأقل في إخلاصه الذي لا يلين لأفكارها و مبادئها . و كان رشيد عالي سياسياً من النوع التقليدي يتميز بروح التوافق مع متطلبات اللحظة القائمة . و كان عروبيا مثله في ذلك مثل السبعاوي و العقداء الأربعة , و لكنه لم يكن كذلك أبداً بطريقة قاطعة أو عاطفية . و بالرغم من أنه كان أقل ليونة عندما يتعلق الأمر بالنفوذ البريطاني , فإنه كان مع ذلك قادراً على غض الطرف حتى في هذا المجال , إذا كان ذلك ضروريا من الناحية السياسية . و بغض النظر عن مرونته , فإن الواضح أن ارتباطاته بالعقداء الأربعة لم تكن تعود إلى ما قبل آذار ( مارس ) 1940 , و بالتالي فإن وجوده على رأس السلطة بعد سنة واحدة في قمة الحركة كان مجرد صدفة .
و لم يكن من هو اكثر التحاقا من السبعاوي مع أفكار , و مشاعر , ضباط الجيش العروبيين , و لا حتى أي مدني و إن كان مفتي فلسطين نفسه . و الواقع أنه كان على اتصال مع صلاح الدين الصباغ , ابرز العقداء الأربعة , منذ وقت مبكر يعود إلى سنة 1929 , ايام تشكيل نواة المجموعة العسكرية العروبية التي كان لها في النهاية أن تتولى السيطرة السياسية . وفي السنوات التالية عمق يونس اتصالاته بالجيش , و ربما كان لهذا , إلى جانب الآراء القومية المتعددة التي كان ينشرها كلما سنحت له الفرصة , ان يفسر ملاحظة نوري سعيد التي نقلت عنه و التي أدلى بها أثناء نفيه في القاهرة سنة 1936 إلى موفق الآلوسي , الذي كان ذات يوم سفيراً للملكة العربية السعودية في روما . قال السعيد مشيرا إلى السبعاوي : (( هذا الرجل سيقلب العراق رأساً على عقب يوماً ما )) . و على العموم فإن السبعاوي زج نفسه في الفترة 1936 – 1939 في مبادرات أكثر تواضعا من ذلك بكثير , حيث نظم – و بستر العقيد الصباغ على الأقل – تهريب السلاح و الذخيرة من مستودعات الجيش إلى المقاتلين العرب في فلسطين . و بلغ السبعاوي ذروة حياته المهنية المضطربة في ارتقائه الصاعق إلى (( لجنة السبعة )) السرية التي وجهت خلال شهري نيسان ( أبريل ) و أيار ( مايو ) 1941 مصائر العراق .
عند هذه النقطة ظهرت في خلفية الصورة شخصية قاسم حسن الغامضة , وهو من مؤسسي الحزب الشيوعي العراقي . و كان حسن على أكثر من معرفة بيونس السبعاوي , فقد درس كلاهما في مدرسة الحقوق بدمشق . وكان الاثنان معجبين بالأهالي وعملا فيها . و في سنة 1936 , عندما كان السبعاوي منهمكاً بتهريب السلاح اكتشف أن الشيوعيين المرتبطين بقاسم حسن كان لهم ما يفعلونه في إطار التهريب . وعرف السبعاوي أنه وجد ضالته في حسن وعمل الاثنان معاً و باتفاق تام لأشهر عديدة تالية , و مررا – بمساعدة ناظم حميد نائب مدير الجمارك في الرمادي – حمولاتهما غير المشروعة عبر الحدود الواقعة وراء الرطبة من دون متاعب . ومن هناك كانت مسؤولية نقل السلاح تقع على عاتق فؤاد نصّار , الذي كان يومها من قادة الثوار العرب ووسيطاً سريا بين الشيوعيين و القوميين , حيث كان يؤمن وصول السلاح إلى المواقع الفلسطينية التي يجب أن يصل إليها , علماً بأن نصّار أصبح فيما بعد سكرتيراً أولاً للحزب الشيوعي الأردني .
و أوجدت هذه الأعمال الجريئة المشتركة نقطة اتصال لفؤاد نصار و قاسم حسن بالسبعاوي , و أثرت في أفكاره . و لم يكن السبعاوي قد طور أي ميول يسارية و لكنه صار مقتنعاً بإمكانية الاعتماد على اليساريين في صراع النظام القومي مع بريطانيا , الذي أصبح صراع حياة أو موت . ومن الأمور ذات المغزى أنه في الأيام الحرجة الأخيرة من شهر أيار ( مايو ) , عندما حجب التجار القمح عن الأسواق وبدأت البدرة القصوى في الغذاء تهدد البلاد , عهد السبعاوي بكل (( علاوي )) – صوامع حبوب – بغداد إلى اليساريين , و بهذا يكون اليسار العراقي كان قد تمتع أيام وزارة رشيد عالي بدرجة معينة من النفوذ على أعلى المستويات .
وعندما برزت مسألة الحصول على السلاح من الاتحاد السوفيتي فكر السبعاوي بصديقه القديم قاسم حسن و اقترح ايفاده إلى موسكو مزوداً بالتعليمات الضرورية . وعلم الحزب الشيوعي بذلك عبر ناصر الكيلاني , أحد مؤيديه و ابن عم رئيس الوزراء , و أرسل إشارة إلى الحكومة تقول بأن قاسم حسن قطع منذ زمن علاقته بالحركة الشيوعية , و أن الحزب على استعداد لإرسال أحد أعضائه إلى موسكو – و كان يوسف سلمان يوسف هو المقصود – و من الأرجح أن يحقق نتائج أفضل .
وتوقف الامر يومها عند هذا الحد . و لم تكن مساعي الحكومة السياسية تجري بإيقاع الأحداث في ميدان المعركة نفسها . و لم تكد تمر عشرة أيام على تبادل العراق و الاتحاد السوفيتي لمذكرات الاعتراف المتبادل , إلا و بدا أن حركة 1941 تتجه حتما إلى أن تصبح حطاماً .
و لكن , حتى بعد انتهاء كل شيء وذهاب السبعاوي نفسه إلى المنفى في طهران فقد بقيت مشاعره ملتهبة بقوة , واعتقد أن الشعب بأكثريته الساحقة , كان إلى جانب الحركة الوطنية التي منحته التي منحته , في تحديها للانجليز , امكانية التعبير عن مشاعره التي بقيت تضطرم طويلاً في قلبه . و فكر في أنه لو كان الأمر بحاجة إلى برهان فإن هذا البرهان متوفر من خلال اندفاعات الجماهير التي سيطرت على بغداد يومي 1و 2 حزيران ( يونيو ) في أعقاب انهيار النظام الوطني . و ما من شك في أن أحداث الأشهر الماضية الخطرة و التي تحبس الأنفاس حملت الناس إلى ذروة الانفعالات الخطرة . و انغرس العصيان عميقاً و أصبحوا جاهزين الآن لعمل أي شيء و ولم تكن تنقصهم إلا الوسائل الملائمة . وكانت هذه الاستنتاجات المتفائلة التي توصل اليها السبعاوي و التي طرحها في حزيران ( يونيو ) أمام السفارة السوفيتية في العاصمة الإيرانية . جاعلاً منها أرضية لطلبه المساعدة من الاتحاد السوفيتي . و سارع السبعاوي إلى طمأنة المؤولين السوفيت إلى أن حركة 1941 (( حركة وطنية موجهة ضد الامبرياليين )) و (( ولا علاقة لها بالنازية )) . و إذا ما وفرالاتحاد السوفيتي السلاح بكميات كافية فإنه يمكن الثورة الشعبية أن تبدأ بسهولة . و شدد السبعاوي كذلك على مسألة الاعتراف بحكومة رشيد عالي في المنفى باعتبارها حكومة العراق الشرعية . ورد السوفيت بعد أسبوع معربين عن استعدادهم لاستقبال وفد عراقي في موسكو لمناقشة الأمور بشكل أعمق . وكان قاسم حسن قد لحق بالسبعاوي إلى طهران و حضر الاجتماع في السفارة السوفيتية , فغادر العاصمة الإيرانية متوجها إلى موسكو حيث وصلها في يوم 15 حزيران ( يونيو ) حيث اجتمع مع مسؤول كبير يتكلم العربية . ووعد هذا الأخير و سكرتيره – وهو مستشرق اسمه إيفان إيفنونفتش كوزلوف – بالنظر في المقترحات العراقية بأقصى اعتبارات الود و العطف .



#وصفي_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي العراقي و حركة 1941
- على حافة الهاوية
- يوسف سلمان يوسف يستقر في بغداد
- الميل إلى الشيوعية يبقى راسخاً
- بواكيبواكير التنظيمات الشيوعية في الجيش العراقي
- إعادة التاسيس ( الحلقة الرابعة من تاسيس الحزب الشيوعي العراق ...
- الشيوعيون ينضون تحت لواء اللجنة ( الحلقة الثالثة )
- تأسيس الحزب الشيوعي العراقي ( ارهاصات التاسيس )
- بواكير ظهور الأفكار المساواتية في العراق
- عجبا لأمر السلفية
- نوري السعيد و صالح جبر يعودان إلى بغداد
- حزب الاستقلال ينسحب من المواجهة ( الحلقة الثالثة من حدث في م ...
- الطلبة ينزلون إلى الشوارع ( الحلقة الثاني من حدث في مثل هذه ...
- حدث في مثل هذه الأيام ( الحلقة الأولى )
- ملاحظات حول مقالة (( أسباب اضطهاد الشيعة )) للكاتب عبد الخال ...
- رسالة إلى أبي إسراء
- الأسباب الكامنة وراء استشراء في العراق
- ما الذي يحصل في المناطق المصنفة سنية ؟
- إشكالية بناء دولة ما بعد التغيير في ال2003
- لا لأخونة الدولة المصرية


المزيد.....




- بعد غضب ترامب من بوتين.. أول مسؤول روسي يزور أمريكا منذ بدء ...
- حقيقة الفيديو المتداول لمقاتلات أمريكية تحلق على ارتفاع منخف ...
- مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون: نستعد لضربة كبيرة على إيران قر ...
- الحرس الثوري: تداعيات الرد الإيراني ستفتح فصلا جديدا في معاد ...
- ترند -لا أريد أن أكون فرنسيا- يغزو التيك توك.. فكيف رد الفرن ...
- فرنسا: المواجهة العسكرية تبدو حتمية إذا لم يتم التوصل لاتفاق ...
- من أوكرانيا لإيران.. سياسة ترامب المربكة
- طلاب جامعة موسكو يختتمون تدريبهم في العراق
- -بوليتكو-: ترامب أبلغ دائرة المقربين منه بأن ماسك سيغادر قري ...
- مصر.. مقتل شرطي في اشتباكات مع عناصر إجرامية شديدة الخطورة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وصفي أحمد - بين السبعاوي و قاسم حسن