|
هل تترقب أمريكا و اسرائيل سوريا قبل البدء بمحاسبة ايران ؟
ريهام عودة
الحوار المتمدن-العدد: 4084 - 2013 / 5 / 6 - 22:04
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
بدا المحللون و المعلقون السياسيون الاسرائيليون عبر البرامج الاخبارية و الصحف الاسرائيلية هادئون و متحمسون أثناء تعليقهم حول أسباب قصف اسرائيل لأهداف و منشآت عسكرية تابعة للنظام السوري الذي يرأسه الأسد ،و بدأت الصحف الاسرائيلية بوصف التقنيات العسكرية المتطورة التي استخدمها سلاح الطيران الإسرائيلي في تدمير مخازن السلاح و الذخيرة لجيش النظام السوري ، مما أعطى انطباع لدى العديد من المراقبين أن اسرائيل تبدو واثقة بنفسها بسبب إمكانياتها العسكرية المتطورة و رد فعلها القوي على أية تهديدات خارجية موجهة ضدها من قبل النظام السوري أو حزب الله أو حتى إيران.
إن ما قامت به اسرائيل مؤخراً من قصفها للأهداف العسكرية السورية ما هو إلا رسالة مباشرة موجهة لحزب الله و نظام الأسد و إيران ، بأنه لا يجب أن يتجرأ أي طرف على أن يهدد أمن اسرائيل القومي و أن اسرائيل لن تسمح لأي جهة كانت بأن تنقل أسلحة لقوات حزب الله في الجنوب اللبناني سواء كانت تلك الأسلحة كيماوية أو أسلحة تقليدية ، خاصةً عند ظهور بعض مؤشرات تدل على استخدام قوات الأسد لأسلحة كيماوية في الأراضي السورية،و أيضاً بعد الإعلان الذي أطلقه الأمين العام لحزب الله ، حسن نصر الله عبر وسائل الاعلام حول دعمه الشديد للنظام السوري و بأنه لن يسمح بأن تسقط سوريا بأيدي الثوار و أكد أن قواته مستعدة للدفاع عن سوريا ضد أي عدوان محتمل من قبل اسرائيل و قوى التحالف الغربية التي تدعم المعارضين و الثوار السوريين.
و نستطيع القول ، بأن الهجوم الإسرائيلي الأخير على سوريا ما هو سوى مؤشرات جدية لاحتمال حدوث حرب اقليمية كبيره تغير من موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط و تبدأ بمجرد بداية استسلام جيش النظام السوري التابع للأسد لمطالب المعارضة السورية و قد تتضح معالم تلك الحرب أكثر بعد ظهور نتيجة الانتخابات الايرانية المقبلة في شهر حزيران 2013 حيث لدى الولايات الأمريكية المتحدة أمل و لو كان ضعيف بأن يحدث ربيع ايراني و أن يقوم الشعب الايراني بتغيير النظام الإيراني الحالي عبر صندوق الانتخابات الإيرانية ،مما قد يؤدي إلي ظهور نظام حكم إيراني جديد قد يتحالف مع الغرب و لا يوجد له طموح كبير في إكمال المشروع النووي الايراني و هذا ما أشار إليه مؤخراً وزير الدفاع الأمريكي هيغل أثناء زيارته الأخيرة لإسرائيل عندما عرض على الإسرائيليين وصف للقنبلة الأمريكية المتطورة و عندما حاول إقناع الإسرائيليين بعدم التسرع للهجوم على إيران حتى يتم اعطاء فرصة للجهود الدبلوماسية و التعرف على نتائج الانتخابات الايرانية.
ومن الجدير بالذكر ، أن اسرائيل حالياً تتشوق بشدة لشن هجوم عسكري على المفاعل النووية الايرانية ليس فقط من أجل انهاء المشروع النووي الايراني و لكن من أجل اضعاف وردع النظام الإيراني الحالي الذي يشكل خطر كبير على أمن اسرائيل القومي في الفترة الحالية والذي قد يستمر تهديده لعدة عقود زمنية في المستقبل في حال استمرار الحزب الإسلامي الإيراني (ائتلاف بناة إيران الإسلامية) الذي ينتمي إليه الرئيس الايراني محمود نجاد ، حيث يدعم النظام الايراني الحالي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة معظم الحركات الإسلامية الجهادية المتواجدة في الشرق الأوسط فهو من المعروف لدى الكثير أن إيران تعتبر من أهم المساندين لحركة الجهاد الاسلامي المتواجدة بقطاع غزة و التي تطلق عناصرها العسكرية بين الحين و الأخر عدة صواريخ تستهدف الجنوب الإسرائيلي ، كما أن لدى اسرائيل شكوك حول تدخل المخابرات الايرانية في دعم بعض المجاهدين البدو المتواجدين في سيناء و الذين يشكلون تهديداً لأمن الحدود الإسرائيلية مع مصر ، عدا عن الدعم الايراني لقوات حزب الله التي تهدد أمن الحدود الشمالية الإسرائيلية مع لبنان. لذلك ترى اسرائيل أن معظم حدودها محاصرة بأعداء شرسين مدعومين من النظام الايراني الذي يحاربها بطريقة غير مباشرة عبر حلفاؤه بالمنطقة .
أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فهي مجبرة لدعم اسرائيل أمنيا وذلك بناء على الاتفاقيات الأمنية الموقعة بينها و بين اسرائيل منذ عام 1952 حسب الوثائق الأمنية المنشورة في الموقع الالكتروني للمكتبة الافتراضية اليهودية، حيث تشير تلك الوثائق إلي تعهد الولايات المتحدة الأمريكية لتقديم الدعم اللوجستي و العسكري لإسرائيل و التعاون و التنسيق الأمني معها من أجل محاربة الارهاب حسب وصفهم.
لذلك يمكننا القول أن الولايات المتحدة الأمريكية تراقب حالياً عن كثب و بحرص شديد أحداث الثورة في الساحة السورية و تفاعلاتها بالمنطقة مستخدمة بذلك أسلوب إدارة الأزمة عن بعد و مستعينةً بشريكتها الاستراتيجية اسرائيل التي تقوم بتنسيق مباشر مع أجهزة المخابرات الامريكية من أجل الحصول على معلومات حول أماكن وجود الأسلحة الكيماوية السورية و مخازن الأسلحة و الذخيرة التي يمكن أن تصل ليد حزب الله أو الي أيدى قوات بعض الثوار السوريين المتطرفين الذين يتبنون فكر القاعدة حسب زعم كل من أمريكا و اسرائيل.
و أخيرا أعتقد أن اسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية يتبعان أسلوب "الكماشة " في تعاملهم مع الملف الايراني فهم يحاولان أن يحاصرا حلفاء ايران في المنطقة و القضاء عليهم قبل البدء مباشرةً بتنفيذ ضربات مباشرة لإيران إذا تتطلب الأمر فهم بكل بساطة يترقبا سوريا وحلفاء ايران قبل البدء بمحاسبة إيران نفسها.
#ريهام_عودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المطالبة بعودة المفاوضات : وسيلة لتحقيق السلام أم هدف لحفظ ا
...
-
الكنفدراليه في الواقع الفلسطيني بين جدلية الطرح و امكانية ال
...
-
الأخلاق و حرية التعبير عن الرأي
-
التويتر من عصفور مغرد إلي صقر محارب
-
خادمة جارتي السمراء
-
أيها اللبنانيون ...... الأمن أولاً
-
غزة بين طبول الحرب على إيران و الانقسام الفلسطيني
-
اتفاقية أوسلو و التفكير في البديل الثالث
-
المرأة الفلسطينية و المشاركة السياسية
-
غزة عام 2020 ، ناقوس يدق في عالم النسيان ...
-
أبعاد انضمام فلسطين كعضو مراقب بالأمم المتحدة
-
العرب في عيون يابانية
-
تناول العشاء مع أوباما مقابل 3 دولارات فقط
-
حلمي أن أكون وزيرا
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|