أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - الطائفيون واللاطائفيون واللامنتمون لطائفة 1/2















المزيد.....

الطائفيون واللاطائفيون واللامنتمون لطائفة 1/2


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4084 - 2013 / 5 / 6 - 15:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ملاحظتان أوليان: الأولى: ستكون لي مع هذه المقالة، أربع إلى ست مقالات ذات علاقة بالطائفية. الثانية: أكثر هذه المقالات كانت جاهزة من 4/5 وقسم منها من 5/5، إلا أن مشكلة في شبكة الإنترنت أخرت نشرها.
لا بد من توضيح مجموعة حقائق، أرى بيانها غاية في الأهمية، خاصة في مرحلة ما بعد (ثورة الربيع السني العراقي)، وخاصة وبدرجة أكثر خصوصية، من حيث التوقيت، لا من حيث الأهمية، ما بعد نشرنا نحن اللامنتمين لطائفة إعلاننا الموسوم «إعلان براءة من الطائفتين».
الحقائق التي أريد أن أبينها رأيت أن أجعلها في حلقتين، أو في مقالتين، تمثل حقائق، على أقل تقدير وفقا لوجهة نظري، والتي أعلم أنها تمثل على النحو العام توجهات الأكثرية من الذين وقعوا على إعلان البراءة المذكور، أو حتى من شريحة واسعة من غير الموقعين، لكن من المنسجمين فكريا ونفسيا بقدر كبير مع روح وجوهر (الإعلان).
أبدأ في هذه الحلقة ببيان الحقائق المتعلقة بشكل مباشر بإعلان براءتنا من الطائفتين، والتي نعني بها إعلان عدم انتمائنا لأي منهما، وليس معاداتنا، كما اتهمنا البعض.
1. يجب أن نقر - وهذا ما قلته وكررته منذ سنوات وغيري كثيرون مرارا - أن حقيقة وجود طائفتين، سنة وشيعة، يمثل اليوم أكثر من أي وقت مضى مشكلة حقيقية. وأرجو ألا ينطلق أحد المتربصين ليتهمني بأني أدعو إلى إبادة الطائفتين، وإنما أسجل حقيقة وحسب.
2. يجب أن نميّز بين ثلاثة فرق من المولودين من أبوين من هذه أو تلك الطائفة، أي المولودين من أبوين سنيين، أو أبوين شيعيين، أو من أبوين، أحدهما من هذه الطائفة والثاني من الأخرى، أو أحدهما من إحدى الطائفتين والثاني من دين آخر. فهناك الفريق السيئ وهو فريق الطائفيين، والفريق المقبول، وهو فريق العقلاء واللاطائفيين من أبناء الطائفتين. والفريق الثالث هو نحن الذين لا ننتمي لا للطائفة الشيعية ولا للطائفة السنية، لأننا نرفض أن تحدد الصدفة التي ولدنا عليها هويتنا، بل وحدها إرادتنا الحرة، ووعينا ورشدنا، بعد بلوغنا الرشد العقلي، ولو حسب تقديرنا، دون وصم الآخرين باللارشد، هو ما يحدد لنا هويتنا وعقيدتنا ومسارنا وانتماءنا.
3. حتى الطائفيون فهم درجات، فالطائفيون الأخف طائفية، فيما هي الطائفية السياسية، هم المنغلقون على أبناء طائفتهم، بانتمائهم إلى حزب، أو قائمة انتخابية، أو كتلة نيابية، كل أعضائه أو أعضائها من الشيعة، أو كلهم من السنة، باستثناء بعض التزويق. ثم هناك الطائفيون الأشد طائفية، هم الذين يحملون حساسية تجاه الطائفة الأخرى، وأشدهم من تصل حساسيته إلى درجة الكراهة، دون أن يترجم حساسيته أو كراهته إلى فعل طائفي. والأشد والأخطر من كل هؤلاء هم الطائفيون الذي يمارسون العنف والقتل ضد أبناء الطائفة الثانية، أو يحرضون عليه، أو يقبلون بممارسته ضد الطائفة الثانية، أو هم مستعدون نفسيا لممارسته، إذا أوتيت لهم الفرصة.
4. نحن - وهذا ما أدعو له - لا نكره ولا نعادي أحدا، ربما باستثناء القتلة، وإنما لا نحب طائفية الطائفيين أبدا، أرجو أن تدققوا بالعبارة، قلت «لا نحب»، ولم أقل «نكره»، وقلت «طائفية الطائفيين»، ولم أقل «الطائفيين». ولا نقبل لأنفسنا أن نكون سنة أو شيعة، ولكن دون أن نمنح أنفسنا حق اتخاذ القرار عن غيرنا، ونحترم السني اللاطائفي والشيعي اللاطائفي، فهما الأقرب إلينا، ونرجو منهما أن يحترمانا، بوصفنا نمثل فريق (اللاسنيين واللاشيعيين) غير المعادين لا للسنة ولا للشيعة.
5. نرفض ما اتهمنا به البعض بأننا طائفيون أيضا، لأننا ندعو إلى تشكيل طائفة ثالثة تعادي الطائفتين. فنحن لسنا ضد أحد، سوى أننا ضد الطائفية والطائفيين، ولسنا ضد الطائفتين، وإن كنا كما بينت، ضد أن نحسب أنفسنا أو يحسبنا أحد على هذه أو تلك الطائفة، كما نسجل تشخيصنا بأن وجود الطائفتين يشكل مشكلة.
6. عندما نقول كمولودين من منحدر شيعي لسنا شيعة، وعندما نقول كمولودين من منحدر سني لسنا سنة، فهذا لا يعني أبدا، كما حاول البعض أن يلمز به أو يصرح، بأننا ضد الشيعة وضد السنة. فكوني لست مسيحيا لا يجعلني ضد المسيحيين، وكوني لست ملحدا لا يجعلني ضد الملحدين، وكوني لست دينيا - على سبيل المثال - لا يعني أني ضد الدينيين، وهكذا كوني لست شيوعيا، لا يجعلني ضد الشيوعيين. فإعلان البراءة لا يعني إلا أننا نريد أن نمارس حقنا في حرية العقيدة بإعلاننا أننا لسنا شيعة ولسنا سنة.
7. كذلك باطلة هي تهمة الإلحاد أو اللادينية الموجهة ضد الموقعين على إعلان البراءة. فهؤلاء الذين وقعوا معلنين لاشيعيتهم ولاسنيتهم، فيهم، كما بينت في مقالتي السابقة «لماذا وقعت على إعلان البراءة من الطائفتين»، فيهم الملحد، الذي لا يؤمن بالله، مع ملاحظة أن ليس كل الملحدين لاطائفيين، بل - وهذه هي المفارقة التي لا نملك تفسيرا لها - بعض الملحدين يبقون طائفيين، ويشعرون بانتمائهم اجتماعيا وسياسيا للطائفة، ويتبنون الدفاع عن طائفتهم أولا، وتمثيل مصالحها. وفيهم - أي الموقعين على الإعلان - الإلهي اللاديني، وبعض اللادينيين أيضا - كما ذكرت مع الملحدين - غير متخلصين من الطائفية. وفيهم المسلم اللامتمذهب، أي الذي يؤمن بالإسلام وفق رؤية تجعله في حل من الانتماء إلى أي من المذاهب أو الطوائف. وربما فيهم - اي الموقعين - الشيعة والسنة الذين طلقوا التمذهب على الصعيد السياسي فقط، مع بقائهم في العقيدة والعبادات شيعة أو سنة.
انطلقت بعض الأقلام لتحرض ضدنا، بل بعضها لا يخلو من التحريض على العنف والقتل ضمنيا. فمنهم من اتهمنا بالعمالة والتنفيذ لأجندات الغرب والصهيونية، بينما يستدلون هم على وطنيتهم وعدم عمالتهم، كونهم يدعون للإقليم الشيعي، أو الدولة الشيعية، كما يدعو الطرف الآخر للإقليم السني أو الدولة السنية. فلا أدري هل اللاطائفية والدعوة لوحدة العراق في ظل دولة ديمقراطية لاطائفية ولادينية، تؤمن بالمواطنة، وتلتزم بمبدأ المساواة، هل هذا يمثل تنفيذا لأجندة خارجية غربية وصهيونية، أم تقسيم العراق لدولة شيعية، ودولة سنية، ودولة كردية، ودولة للمناطق المختلطة مذهبيا وقوميا، متحاربة بين مكوناتها على هوية الدولة. هذا بالرغم من أننا لا يمكن لنا ولا يحق لنا أن نتهم حتى أصحاب الدعوة للتقسيم بأنهم منفذون لأجندات خارجية، مع عدم نفي الاحتمال للبعض منهم، بل كل ما في الموضوع، نرفض هذا الحل، لأننا نرى ضرره، وليس لتقديسنا للحدود والجغرافية، لاسيما السياسية. مع العلم إن بعض الرافضين للطائفية يدعون أيضا للتقسيم، مما أرفضه شخصيا، بالرغم من رفضي لتقديس الوحدة الوطنية، والحدود السياسية للوطن، فالمقدس عندي هو الإنسان وكرامته وحريته وحقوقه، بل لأني أرى في التقسيم هدما لحلم قيام دولة ديمقراطية إنسانية تحتضن التنوع بكل محبة وسلام واحترام للخصوصيات، فالتقسيم يعني فشلنا في أن نكون إنسانيين وعقلانيين، في ظل دولة واحدة موحدة ديمقراطية اتحادية حديثة.
واليوم أصبحت تعلو الأصوات مسموعة أكثر من أي وقت مضى منذ التاسع من نيسان عام 2003، بالإقليم السني والإقليم الشيعي، بل أخذنا نسمع الدعوات الصريحة للدولة الشيعية والدولة السنية.
ثم كوننا أعلنا، وهذا ما أعلنته شخصيا منذ سنوات من على أكثر من فضائية، ولم يكن ذلك من يوم توقيعي على المبادرة الرائعة والشجاعة للصديق أحمد عبد الحسين، بإطلاق إعلان البراءة، كوني أعلنت أني لست شيعيا، مع تأكيدي أني أيضا لست سنيا، لا يعني عدم مبالاتي بما يمكن أن يصيب الشيعة من ظلم، أو ما يصيب السنة. لكني عندما أدافع عن الشيعة على سبيل المثال، فليس لكوني شيعيا، لأني منذ وقت غير قصير لم أعد أشعر ولا بنسبة واحد بالمئة بانتمائي للتشيع كعقيدة، وللشيعة كمكون، فتماما كما أدافع عن المسيحي، وأنا لست مسيحيا، وهكذا عن الصابئي والإيزيدي والبهائي، وأدافع عن الملحد، وأنا لست ملحدا، ولن أخاف من أحد لو كنت ملحدا في إعلان ذلك، لكني لست ملحدا، بل أعتبر إيماني بالله أرقى وأنقى من إيمان الدينيين مع احترامي لهم، وهكذا أدافع عن السني، وأنا لست سنيا، وأدافع عن الشيوعي، وأنا لست شيوعيا.
وسأتناول في الحلقة الثانية بقية الحقائق التي أرى وجوب تأكيدها، أرجع وأقول من وجهة نظري، لإيماني بنسبية الحقائق.
04/05/2013



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا وقعت على «إعلان البراءة من الطائفتين»
- ال 3653 يوما بين نيساني 2003 و2013
- مع جمانة حداد في «لماذا أنا ملحدة»
- قضية القبانجي تؤكد خطورة ولاية الفقيه علينا
- معارضة أحد طرفي الصراع الطائفي لا يستوجب تأييد الطرف المقابل
- يا علمانيي العالم اتحدوا
- لماذا تحميل (الشّيعِسلامَوِيّين) المسؤولية أولا؟
- الديمقراطيون بين السلطة الشيعية والانتفاضة السنية
- مجرد سؤال .. ماذا لو قيل: «الإسلام هو المشكلة»؟
- تصويت البرلمان ضد التجديد للمالكي
- أفتخر أني لست شيعيا ولا سنيا
- «كفى يا أبا إسراء ...» مقالة لي تاريخها 06/10/2010
- مع المعلقين بشأن خيار الانتخابات المبكرة
- بيد المالكي وحده مفتاح فكّ استعصاء الأزمة
- يحق لنا ولا يحق لنا أن نحتفل بالسنة الجديدة
- المشهد السياسي: قراءة للواقع واستشراف للمستقبل
- الشريعة والرئيس يغتصبان الدستور المصري 3/3
- الشريعة والرئيس يغتصبان الدستور المصري 2/3
- الشريعة والرئيس يغتصبان الدستور المصري 1/3
- المالكي والبرزاني إلى أين في غياب الطالباني؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - الطائفيون واللاطائفيون واللامنتمون لطائفة 1/2