أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - خطة الطرق الأمريكية تعج بالإشارات الإسرائيلية















المزيد.....

خطة الطرق الأمريكية تعج بالإشارات الإسرائيلية


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 288 - 2002 / 10 / 26 - 01:41
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أكتوبر 2002

خطة الطرق الأمريكية لا تصلح لتعبيد الطرق في الأراضي الفلسطينية, لأنها تعج بالإشارات الإسرائيلية  ولا يوجد فيها ما يرقى لحجم التضحيات الفلسطينية الباهضة و لطموحات الشعب الفلسطيني الوطنية و المشروعة, ذلك بعيدا عن تنظيرات وخطط مهندسي أوسلو من الجهة الفلسطينية. هذه الخطة صهيونية بثياب أمريكية ولا يوجد في بنودها ما يؤكد حسن النية الأمريكية, باستثناء دولة مؤقتة تشبه الوهم والسراب إذ لم تكن بالحقيقة مسخ من ويلات واستصغار وعذاب يحمل لشعبنا مستجدات حديثة ومستحدثة من صناعات الإرهاب التي تتميز بها أمريكا وتعيش بفضلها إسرائيل حليف أمريكا الإستراتيجي وأحد أهم ركائز الاستعمار والهيمنة الأمريكية على المنطقة العربية بناسها وثرواتها وعاداتها ودنياها ودينها.

حضر السيد بيرينز مساعد وزير خارجية أمريكا إلى شرق المتوسط حاملا الخطة ليعرضها على المعنيين بها من أهل المنطقة, وأشترط قبل مجيئه على الفلسطينيين ما يريد ومن يريد من الوزراء للقائهم في أريحا, وأكد على رفضه لقاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المحاصر بالدبابات والدمار والخراب في مقره المتداعي برام الله المحتلة. مؤكدا بذلك موقف إدارة بلاده التي  لم تعد تعترف بشرعية الرئيس الفلسطيني ودوره السلمي مهما بدر عته من مواقف معتدلة.

تم اللقاء في أريحا التي كانت أول مدن الضفة الفلسطينية المحتلة التي أعيدت للسيادة الفلسطينية بفعل سلام أوسلو, ومعروف أن اتفاقية أوسلو عرفت باتفاقية غزة وأريحا أولا. وفي أريحا التقى المبعوث الأمريكي بالوفد الفلسطيني الرفيع المستوى من حيث كثرة الأعضاء وأهمية أحجامهم في جسم السلطة, فباستثناء عرفات الذي رفض بيرينز لقائه لم يحضر من أهم رؤوس السلطة السيد محمود عباس أبو مازن المقبول أمريكيا وإسرائيليا لأسباب لا نجهلها وقد تعرف لاحقا, خاصة أن أبو مازن هو رجل الظل وعراب الصفقات الخطيرة والحساسة التي تترك دائما أثرها على القضية الوطنية والشعب الفلسطيني.

غريب أمر الفلسطينيين من أهل السلطة, يأتي مساعد وزير أمريكي بخطة سلام مفترضة وقبل أن يصل إلى المنطقة وبعد وصوله للمنطقة يعلن جهرا, ليلا وصبحا وظهرا ومرارا ويكرر الإعلان تكرارا مملا يؤكد عبره عدم رغبته كما أدارته بلقاء الرئيس عرفات لأنهم يعتبرونه قد انتهى وأنهى مهمته وأن المرحلة تجاوزته ويجب عليه الخيار بين الانسحاب أو الجلوس على الرف. غير آبهين بمكانته عند شعبه وأمته وفي وطنه, متناسين أنه جاء كرئيس للسلطة بانتخابات أشرفت عليها أمريكا نفسها ومراقبين من الاتحاد الأوروبي وإسرائيل ودول ومنظمات أخرى. وعلى الرغم من الموقف الأمريكي المتعالي والمهين والمعيب ألا أن الوفد الفلسطيني ذهب والتقى مع بيرينز بشروط الأخير التي أعلنها قبل اللقاء والتي تحددت في البيت الأبيض, واكتفى نبيل شعت بالتعليق على اللقاء بالكلمات التالية الوفد شكله الرئيس عرفات وهو يمثل مواقف الرئيس وسوف يخرج من هنا مباشرة إلى مقر الرئيس. قد يكون هذا صحيح لكن أليس في هذا اللقاء ما هو في مصلحة الشروط الأمريكية وخطة الطرق التي تحتاج لمزيد من الزفت الإسرائيلي حتى يتم قبولها من قبل حكام تل أبيب, وهؤلاء أكدوا مرارا على رفضهم للخطة كما هي وعدم قبولهم بالدولة الفلسطينية وأنهم لن يعترفوا بها وأكد شارون رفضه الالتزام بدولة فلسطينية سنة 2005 ونستطيع أن نقول بأن شارون وحزبه وحكومته لن يقبلوا بدولة فلسطينية حتى ولو سنة 2050 لأنهم لا يريدون للشعب الفلسطيني التحرر والاستقلال و للإسرائيليين تحمل المسئولية الأخلاقية والسياسية وتبعات احتلالهم لفلسطين. هم في إسرائيل يريدون حفظ أمنهم فقط مع بقاء جنودهم في المناطق المحتلة يقتلون ويدمرون ويمنعون العصافير من زقزقة الصباح والأطفال الصغار من النوم على الأسرة في غرف نومهم الهادئة . كما أنهم يريدون لخطة الطرق الأمريكية أن تمنحهم المزيد من الطرق الالتفافية المؤدية إلى المستوطنات غير الشرعية المقامة على أراضي الفلسطينيين المصادرة والمسلوبة بفعل الاحتلال وسياسة الاستيطان العنصرية التوسعية اللصوصية. أما السلطة الفلسطينية فكما عودتنا بقيت بلا موقف من الخطة مع أن المثل العربي يقول " المكتوب يقرأ من عنوانه".

هذه الخطة نستطيع اختصارها بالتالي :

 وقف الانتفاضة والمقاومة من العمليات الأستشهادية حتى رمي الحجر وكذلك وقف التظاهرات السلمية والاحتجاجات الشعبية على الاحتلال وسياساته وجرائمه واستمرار وجوده المرفوض في بلادنا. إنشاء سلطة فلسطينية على غرار سلطة كرزاي في أفغانستان ما بعد طالبان والقاعدة, في المقابل تجمد إسرائيل أعمال الاستيطان وتنسحب من المناطق" ألف" بحلول منتصف 2003.ثم حتى منتصف 2004  عقد مؤتمر دولي و أجراء مفاوضات حول أقامه دولة فلسطينية وتفكيك المستوطنات الإسرائيلية. وفي 2005 – 2006 تبدأ مفاوضات حول الحل الدائم بمشاركة دول عربية ( مصر والأردن بالأساس) , تطرح فيها مسألتي القدس واللاجئين. ركزوا هنا معنا أيها القراء على الجملة التالية " تطرح  فيها مسألتي القدس واللاجئين", وقبلها الجملة الغير مفيدة التالية," أجراء مفاوضات حول أقامه دولة فلسطينية", هذا جزء من العورات الكثيرة التي تحفل بها خطة الطرق الإسرائيلية وليس الأمريكية. ولو أن الإدارة الأمريكية فعلا تريد السلام للجميع في المنطقة كان بمقدورها تبني خطة الأمير عبد الله التي تبنتها القمة العربية الأخيرة التي عقدت في بيروت ربيع العام الحالي. لكن الحقيقة المكشوفة والمعروفة أن أمريكا غير معنية بسلام يعطي العرب حقهم و يعيد للفلسطينيين حقوقهم. إسرائيل في هذه الأيام لا يوجد لديها أي استعداد حتى للحديث عن السلام لأنها تشعر بعظمتها وقوتها من خلال الدعم الأمريكي غير المحدود ومن خلال الضعف العربي غير المحسود والشلل الرسمي الفلسطيني المعهود منذ تمت عملية تغييب منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها لتحل مكانها مؤسسات السلطة الفلسطينية الموبوءة بالفساد .

باحث فلسطيني مقيم في النرويج                         
           



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمم المتحدة من روزفلت إلى بوش
- للحيوان في العالم الغربي مكانة أكبر من مكانة الإنسان الشرقي. ...
- ثلج, أطفال وغربة
- الناموس في عالم السياسة..
- 16 أكتوبر يوم لنصر لبناني جديد
- جنازة الكندري والهاجري تختصر كل شيىء ..
- سفير بريطانيا يجرأ على الكلام
- رحلة أخرى على شاطئ قرطاج - الجزء الثاني
- رحلة أخرى على شاطئ قرطاج - الجزء الأول
- الإرهاب في كلام الإرهابيين من قادة إسرائيل الإرهابية
- السابع من أكتوبر تاريخ فلسطيني جديد
- نابلس 106 أيام من منع التجوال والحبل على الجرار..
- الى الطفل الشهيد محمد الدرة في يومه المشهود, يوم الطفل العرب ...
- هل أصبح العرب أكثر شعوب العالم عجزا؟
- تظاهرة في أوسلو
- الإرهاب الصهيوأمريكي لازال مستمرا
- الانتفاضة الثانية تسير واثقة الخطى
- شعب فلسطين أكبر من أن يهان..
- رابين كان إرهابيا محترفا ومات هكذا..
- من مجزرة إلى مجزرة ,إلى متى ؟


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - خطة الطرق الأمريكية تعج بالإشارات الإسرائيلية