أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نجيب الخنيزي - الفساد المالي والإداري














المزيد.....

الفساد المالي والإداري


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 4084 - 2013 / 5 / 6 - 05:33
المحور: المجتمع المدني
    


من الندوات الهامة التي حضرتها ، و التي تضمنها البرنامج الثقافي للمهرجان الوطني " جنادرية 28 " للتراث والثقافة، كانت ندوة تحت عنوان: الفساد المالي والإداري والتنمية المستدامة ، وقد شارك في الندوة التي أدارها الدكتور خليل الخليل كل من الأستاذ محمد الشريف رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والدكتورة أميرة كشغري واللواء عبد الله السعدون والدكتورة حسناء القنيعير . أهمية الموضوع تكمن في كون الفساد مع انه قديم ورافق المجتمعات والحضارات الانسانية المتعاقبة كافة ، غير انه أخذ بعدا خطيرا بل وكارثيا في العقود الأخيرة ليس على الصعيد الانساني و الأخلاقي و الديني فقط ، وأنما لدوره في تعطيل وتشويه وافساد الفرد والمجتمع ككل ، ومناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية كافة ، حيث لم تسلم من تجلياته المدمرة ( وبدرجات مختلفة ) البلدان المتطورة أو المتخلفة في الآن معا ، وهذا بالطبع يشمل بلادنا مثل غيرها من الدول ، خصوصا مع وجود وفرة مالية و موازنة ضخمة . الفساد إلى جانب الإستبداد مثل أحد محركات ودوافع التغيير وتفجر الانتفاضات والثورات في العديد من بلدان ومجتمعات العالم ، وهو ما ينطبق بالتأكيد على المنطقة العربية التي شهدت على مدى العامين المنصرمين تهاوي العديد من أنظمتها وقياداته التي كانت تعد قوية وراسخة البنيان من الخارج غير أنها كانت بفعل اليات الاستبداد والفساد هشة ونخرة من الداخل . السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : ما هي الأسباب والعوامل التي تكمن وراء استشراء وتفاقم ظاهرة الفساد في معظم البلدان والمجتمعات ولماذا احتل موضوع الفساد هذا الحيز الواسع من اهتمام الرأ ي العام العالمي والمجتمع الدولي بمنظماته وهيئاته الرسمية والأهلية ، ولماذا نجد العديد من الدول والكيانات التي كانت تبدو قوية وراسخة قد انهارت وتفككت تحت وطأة تفشي الفساد في كافة مفاصل الدولة والمجتمع؟في الواقع الفساد ظاهرة قديمة وتعود تاريخيا إلى المراحل الأولى لتشكل المجتمعات (العمران البشري) والدول، وكان متضمنا للصراع الأزلي بين الخير والشر، الحق والباطل، العدل والظلم،.. الحرية والاستبداد. كما احتل موضوع الفساد حجر الزاوية في النظام الأخلاقي/ القيمي لجميع الحضارات والأديان وفي مقدمتها الإسلام قال تعالى "ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين" الآية غير أن هذه الظاهرة (الفساد) في ظل نظام العولمة بمضامينها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والإعلامية أخذت بعداً متقدماً وحضوراً قوياً على المستويين العالمي والمحلي. شهد العالم على امتداد العقود الأخيرة خروج أو انتقال العديد من الشخصيات والقادة من المعتقلات إلى الرئاسة وسدة الحكم ، وكذلك سقوط وخروج العديد من الزعماء والحكام من سدة السلطة والزعامة إلى المعتقلات أو المنافي أو ملاحقين بتهم جنائية وقضايا فساد وتجاوزات وانتهاكات لحقوق الإنسان والحريات الديمقراطية . إذاً هنالك علاقة وثيقة بين الاستبداد والظلم من جهة والفساد من جهة أخرى - وهذا لا يعني أبداً انتفاء الفساد عن المجتمعات والدول المتقدمة غير أن انتشار القيم والمبادىء والتشريعات الديمقراطية وتجذر مفاهيم حقوق الإنسان ووجود وسائل الإعلام وقوة الرأي العام والاستقلال الحقيقي للقضاء كفيل بحصر واحتواء وفضح ومعاقبة المتلاعبين والمتورطين أيا كانت مواقعهم. الفساد باختصار هو الاستغلال البشع للوظيفة العامة أو الموقع الرسمي لخدمة المصالح الشخصية أو العائلية أوالقبلية أو الطائفية، وهو غالباً يكون على حساب تغييب معايير العدالة والنزاهة والمساواة والتكافؤ بين الناس والجماعات. لقد تنبهت الأمم المتحدة لحجم المشكلة الخطيرة (الفساد) التي تهدد الاستقرار ونظام القيم والأخلاق في العالم وأصدرت قراراً مهما حول وجوب مكافحة الفساد على المستوى الدولي وقد تشكلت في عام 1993م (منظمة الشفافية الدولية) ومقرها برلين. في الدول التي تفتقد الأطر السياسية والقانونية والقضائية أو تكون ضعيفة ومخترقة ، وتغيب مؤسسات المجتمع المدني ، فإن ثروات ومقدرات تلك البلدان تصبح لقمة سهلة في متناول أصحاب السلطة والنفوذ ويمتد الفساد ليشمل الحلقات العليا والدنيا ضمن الجهاز البيروقراطي المترهل.في الدول المتقدمة فإن الثروة هي المدخل إلى السلطة أما في معظم دول الجنوب ومن بينها الدول العربية فإن السلطة هي المدخل لتحقيق الثروة حيث يستغل رجال الحكم والشخصيات العامة مواقعهم بغرض الإثراء الشخصي غير المشروع عبر العمولات والسمسرة وسرقة وإهدار المال العام وعقد الصفقات المشبوهة.من هنا تنبع أهمية تشكيل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ، واصدار الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد ، غير أنه يتعين تفعيل صلاحياتها وقراراتها وذلك بمشاركة الجهات القضائية والأمنية ومؤسسات المجتمع المدني.



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان في وجه العاصفة
- الجنادرية 28
- في الذكرى العاشرة للإحتلال .. العراق إلى أين ؟ 2 / 2
- في الذكرى العاشرة للإحتلال .. العراق إلى أين ؟
- جولة أوباما .. هل من جديد ؟
- اليوم العالمي للمرأة .. واقع وتطلعات
- مابعد تشافيز .. فنزويلا إلى أين؟
- هل تعود الولايات المتحدة إلى عزلتها ؟ 3/3
- هل تعود الولايات المتحدة إلى عزلتها ؟ - 2-
- هل تعود الولايات المتحدة إلى عزلتها ؟
- اغتيال شكري بلعيد يصعِّد الأزمة السياسية في تونس
- العوامل المحركة للتغيير في العالم العربي
- الموازنة السعودية .. ومستلزمات التنمية المستدامة
- 2012 .. أمال عريضة ، وخيبات كبيرة
- الولايات المتحدة .. - هاوية مالية - أم أزمة بنيوية
- مصر الجديدة .. المخاض الصعب!
- تونس / مصر .. للصبر حدود
- مصر .. معركة الدستور
- مصر المحروسة .. عند مفترق طرق
- مصر .. العودة إلى ميدان التحرير


المزيد.....




- جنوب إفريقيا: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية خطوة نحو تحقيق ...
- ماذا قالت حماس عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو.. كندا: عل ...
- مدعي المحكمة الجنائية الدولية: نعول على تعاون الأطراف بشأن م ...
- شاهد.. دول اوروبية تعلن امتثالها لحكم الجنائية الدولية باعتق ...
- أول تعليق لكريم خان بعد مذكرة اعتقال نتانياهو
- الرئيس الإسرائيلي: إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق ...
- فلسطين تعلق على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ...
- أول تعليق من جالانت على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار ...
- فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نجيب الخنيزي - الفساد المالي والإداري