أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - ماكو ولي، الا علي، واجانه حاكم سرسري!














المزيد.....

ماكو ولي، الا علي، واجانه حاكم سرسري!


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 4083 - 2013 / 5 / 5 - 13:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اثناء انتفاضة اذار المجيدة في البصرةعام 1991، التي ابتدأها الجنود، والضباط المحبطون المتراجعون من الكويت، بعد الاهانة، والاذلال اللذان تعرضوا لهما، وسحق كرامة الجيش العراقي، وتوريطه في احتلال دولة شقيقة، بعد سنتين من انتهاء حرب مع الجارة ايران. بدأت الانتفاضة باطلاق النار على جدارية لصدام حسين. فكانت الشرارة، التي اشعلت نار الانتفاضة في برميل البارود في البصرة. المدينة، التي عانت ويلات الحرب العراقية الايرانية لمدة ثماني سنوات. سبقتها الهجمة على القوى الوطنية، والديمقراطية، وخاصة الشيوعية. انتشرت الانتفاضة بسرعة مثل النار في الهشيم. خرجت الجموع لتسقط نظام القمع، والفاشية، والحرب. هبت المدينة كلها بمسلميها، ومسيحييها، وصابئتها، عربها، واكرادها. رجالها، ونسائها، بشيبها، وشبابها عسكريين، ومدنيين اهل الريف، مثل اهل المدينة. الزبير السنية، والحيانية الشيعية كلهم هتفوا ضد صدام بما فيهم المبعثيين المجبرين. هربت عناصر البعث، وهربت قوات الامن، والمخابرات، واستسلمت الشرطة، ولم تجد اثر للجيش الشعبي، او اي تنظيم مسلح تابع للنظام. سقطت المدينة كلها خلال ساعات قليلة، وتحررت من قبضة نظام صدام. تسلح الشعب كله، بعد ان سلم العسكر السلاح للاهالي، وفتح الجيش مشاجب الاسلحة للجماهير الثائرة.
كنا مجموعة شباب ـ يروي احد المشاركين في الانتفاضةـ نقف امام جامع للسنة في شارع الجزائر. كانت سماعاته تردد شعارات الانتفاضة، وتدعو اهالي البصرة الى اليقظة، والاستمرار بالثورة. كنا قد سمعنا، ان مجاميع عبرت حدودنا مع ايران، ودخلت التنومة، وهي ترفع صور الخميني. (وسائل الاعلام العالمية نقلت هذه الصور لايام طويلة، مما اثار قلق الجيران العرب، الذين ايدوا الانتفاضة في البداية. وخافوا بعدها من شعار تصدير الثورة الايرانية). يواصل صاحبي: كنا مجموعة شباب، وكانها تمثل الفسيفساء العراقية. عربا، واكرادا، سنة، وشيعة، صابئة، ومسيحيين. شيوعيين قدامى، واخرين. كنا مسلحين جميعنا نناقش كيف نحمي شارعنا، ومنطقتنا، والمدينة. وكيف نتصدى لاعمال النهب، والتخريب. كنا مصممين على المقاومة، مهما كان الثمن. فنظام صدام ساقط لا محالة بعد ان تبعتنا 14 محافظة اخرى. تفاجئنا بمجموعة مسلحة جاءت محمولة بسيارات غريبة، ومجاميع تهرول معهم من جهة "متنزه تموز" وهي تهتف: "ماكو ولي، الا علي، ونريد حاكم جعفري"! اصابنا الذهول، فمجاميعهم كبيرة، وسلاحهم اكثر، واكبر. كيف؟ نحن نقف هنا من كل الاديان، والطوائف. كيف تختصر الانتفاضة، والثورة، والشعب، والوطن بطائفة واحدة؟! بمذهب واحد؟ بخط واحد؟! حجمونا هكذا، بسرعة خاطفة، قبل الانتصار النهائي، كما اختزلنا صدام باسم البعث. ساد الخوف، والاحباط، والرعب، والتشاؤم. توجهوا نحونا، وطالبونا، ان نهتف معهم، ان نرفع اعلامهم! كيف؟ نحن بصريون، والمنطقة مختلطة، وهؤلاء الجيران تحملوا مصاعب الحروب، والديكتاتورية سوية. كيف نفرض عليهم ديكتاتوريتنا. انسحب بعض الشباب، سلموا سلاحهم الى من بقي، وذهبوا الى بيوتهم. بقينا مجموعة قليلة من انتماءات شيعية. المنسحبون كانوا هم الاغلبية. لكنهم لم يرفعوا شعار دينيا، او طائفيا، او قوميا. فهذا امر غريب على التقاليد البصرية، والاعراف النضالية، التي تميزت بها ايام المد اليساري، ولا زالت اثارها باقية. كانت الهتافات، والمشاعر، وطنية خالصة، قبل وصول هذه المجاميع المسلحة الغريبة. اثار دخول الايرانيين، وعملائهم فزع اهالي البصرة، وجيرانهم العرب، والامريكان. فجاءت الطائرات السمتية، بمباركة امريكية، لتسحق الناس، والمنتفضين، بعد ان، عاث الايرانيين وعملائهم، فسادا، ونهبوا الدوائر، والمؤسسات، وشجعوا الفرهود ليتستروا به لسرقة ما هو اهم من وثائق، وسجلات، وخرائط، واموال. ثم تبعهم حسن المجيد باساليبه الفاشية، واعدامات الشوارع الكيفية. تحول السراق، ورافعي الشعارات الطائفية ادلاء للامن، والمخابرات. يشخصون المنتفضين ليقتلوا، او يعذبوا على الفور، وامام الملأ. عاد الطغيان البعثي بفضل المندسين، والخونة، والجبناء، والتدخل الاجنبي. ضاعت الثورة، وسقطت الانتفاضة بالدم، والنار. وهرب "الجعفريون" الى الوهابيين "النواصب" في السعودية. بعد ان سمعوا ان السعوديين يعطون مخصصات لجوء رغم تركهم في البراري. ايران الجعفرية اعادت الكثير لمقاصل النظام، وابقت الاخرين اسرى معسكرات مذلة.
بعد سنوات طويلة صعبة قاسية من الحصار، والموت الجماعي، والتدمير المنظم لامكانيات، وقدرات، ونسيج المجتمع العراقي. بعد ان ارسل جورج بوش الاب طائراته لنجدة صدام ضد انتفاضة شعبنا. ارسل جورج بوش الابن جحافله واساطيله، وطائراته، واسلحته المخصبة نوويا لتدمير ما تبقى من العراق، وتمزيق وحدة ارضه، وشعبه. واحتلاله، وتدمير طاقاته الدفاعية، ومؤسسات دولته، وتسليمه لنفس العصابة التي عبرت الحدود العراقية من ايران لاجهاض انتفاضة اذار المجيدة. عبرت هذه المرة من كل الحدود، وعلى متن الدبابات الامريكية، والبريطانيىة. اختطفوا العراق رهينة، وتعاملوا معه كغنيمة حرب، تقاتلوا على تقاسمها. سرقوا كل شئ، وحولوا العراق الى نموذج للفساد، والتمزق، والخراب، والسرقات الاسطورية، والنهب العلني باسم الدين والطائفة. ومثلما اجهضوا بعمالتهم لايران انتفاضة اذار المجيدة عام 1991 اجهضوا غبطة العراق بسقوط الصنم، وسرقوا فرحة الشعب.
وصف العلامة هادي العلوي ديكتاتور العراق السابق بالسرسري. وهاهو العراق اليوم يبتلي بعد الاحتلال بألاف السرسرية يقتلون، وينهبون، ويسرقون باسم الدين، والطائفة. هذا ليس تجاوزا للاصول، بل ان "الجماهير الشيعية" في المدن ذات "الاغلبية الشيعية" هي التي هتفت، ولا زالت: "قشمرتنه المرجعية، وانتخبنه السرسرية" فالعتب اذن على السرسرية مو عليه، ولا على الجماهير الغاضبة!



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفوضية الانتخابات ودولة القانون يهيئان لاعلان نتائج انتخابية ...
- المادة 4 ارهاب تطبق على طلبة كلية الهندسة في البصرة!
- امينة التونسية بصدرها العاري اشرف مليون مرة من بعض -التوانسة ...
- كل 8 اذار والنفاق مستمر!
- على التيار الديمقراطي ان يعقد المؤتمر الوطني في ساحة التحرير ...
- على التيار الديمقراطي التصدي لقيادة انتفاضة شعبنا وتصحيح مسا ...
- أزمات العراق مستعصية، ام مصطنعة؟!
- الصين والطريق الشيوعي للرأسمالية!
- مكتبة الطفل العراقي بادرة تستحق الاشادة والدعم
- ابوس الگاع جوه جدامچن!
- غزة رمز الصمود والتحدي. الملام هو المحتل، لا المقاوم!
- آن اوان الربيع الفلسطيني!
- نوري المالكي يقطع رؤوس الفقراء العراقيين!
- لا، لا، لا،لا لحازم القمرچي في الكاظمية!
- اختطاف ثورة الشعب السوري السلمية!
- وطن ضاع وايام مضت
- لماذا وكيف يحتفل المعذبون بالعيد؟!
- حذاء اليهودي السويدي برور فيلر افضل من رؤوس كل الحكام العرب ...
- خواطر على ضفاف الطفولة
- رابطة المرأة العراقية مصنع المعجزات!


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - ماكو ولي، الا علي، واجانه حاكم سرسري!