أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نعيم عبد مهلهل - روح ماركس وسبعينيات الذكريات














المزيد.....

روح ماركس وسبعينيات الذكريات


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4083 - 2013 / 5 / 5 - 11:49
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    



تمتد الروح بمساحة من الخيال والأطياف المرئية على شكل مشاهد ضوئية متخيلة تبدأ في مرحلتين ، واحدة ناشطة عندما يكون الكائن متحركاً ومستيقظا ويمتلك الوعي ، وأخرى وهي في مساحة أقل عندما يمتلكنا النوم والأحلام في فضاءات شهرزاد والسندريلا ... فيما نجهل مصير هذه المشاهد ووأبديتها عندما يحل الموت على الجسد ، ويقال أن الروح تظل هائمة فوق الجسد المسجى تحت التراب حتى قيام الساعة .....!
أمي افترضت في حكاياتها وهي تود ضبط سلوكنا الحياتي من أجل الصلاة والعلم والصلاح وهي ترمق بنظرة قلقة صورة لكارل ماركس التي وضعتها على الجدار الطيني لغرفتي بفضل حماس قراءة الكتب الأولى . عندماعلقت على الصورة : هذا الرجل أيضا له روح ولكنها معلقة في لحيته .
نضحك ونطلب منها تفسيرا لتعليقها .فترد بحكمة غريبة :رجل مثل نظرته العجيبة لابد أن يريَّ روحه لمن ينظر أليه... !
بقيت كل طفولتي أنظر الى تلك الروح فلم أعِِ منها غير معرفة عطر الخبز وتلمس أجفان الممثلات الجميلات في أحلام الليل . ولهذا كنت اعتبر روح الرجل الكوني بعض وقود اللحظة الفاتنة التي كنا نرى فيها رغبة الروح تفوق حتى رغبة الجوع ليتخلص من ألم الدمعة والحاجة والفقر والمظلومية ... !
كانت أمي تقول :عندما يطارد الشوق واحدة سيرغمها على النعاس حتما ..!
ولهذا كان شوقنا إلى تلك الروح يجلب لنا نعاس الكتب والتمني ، فكانت روح الرجل جزء من تواريخ تاهت بين براءة التعلق باللحى وبين رتب رجال الشرطة المصطفة على اكف بدلتهم الشتوية كما تصطف خطوط العبور في شوارع المارة... !
بين نعاس الأمس ونعاس اليوم تغيرت ثقافة الروح كثيرا .كانت روح ماركس في تلك الأزمنة هي روح الأباء الكرماء الذين يجاهدون من اجل قوت اليوم فقط . روح سارتر وجيفارا وزهور حسين وأم كلثوم وبرجيت باردو وهند رستم والسياب واراغون وملا عبود الكرخي وبابلو بيكاسو وألن ديلون ورشدي اباظة واناس خلقوا للمعنى كلاما ساحرا في دهشتهم وأشواقهم وكتبهم وأصواتهم وفرشاتهم .
هؤلاء كانت أرواحهم تفترش خواطرنا كما يفترش الوردة عطره لواحدة ملأها الغرام من أجفانها حتى أخمص قدميها. وربما هاجس حداثة الفلسفة الذي جاءت بها لحية ماركس هي من كانت توحد أرواح هؤلاء حتى مع اختلاف مذاهبهم وفلسفاتهم ومشاربهم .
لقد صنع الرجل عصرا أخرا من التفكير حرك حتى العقل الديني ليفتش ثانية عن محاججات الوجود الإلهي وهيبته وأزليته . لهذا كنا نستمتع كثيرا في محاورات الجدل القائم بين الدين والماركسية وكنا نعتبرها هاجسا صحيا للكشف عكس ما يعتقد اليوم انه هاجس لصناعة الإلحاد الذي مات مع موت الدولة السوفيتية .وبقى التراث الماركسي مثل خيال مآتم وليس ( مآته ) وربما تريد العولمة أن تجعله ذكرى وتراث ولوحة لزمن شاعري على جدران اللوفر مادامت الدبابات المتوشمة بأسم بحزن حلبجة وكابول وشارون وحسن نصرالله والقرضاوي قد زحفت بالرؤى الجديدة والفتاوى الحاسمة .!
مجد تلك الروح أنها كانت تعيش في الأمكنة التي يسحقها الفقر وفي ذات اللحظة كانت تعيش في موسيقى رقصات الباليه وعلى أجنحة البجعات .لكن هل عُممت أحلام الروح من قبل مريدها بالشكل الذي ترضي هذه الروح .فهذا صعب أن يجاب عليه ؟ بالرغم من إن الإجابة العاقلة تقول : إن المحاولات كلها وقعت في تعسف التطبيق ومزاج السلطة البنادق والحراب وأنانية البعض والمضاد الرأسمالي...!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دموع العراق وفقراء الكريستال..............!
- أيام ساكو وفانزيتي ..........!
- بعْ من دمكَ لتسقي عَطشَ عَمكَ.....!
- عقد متعة..!
- كن سمكة قرش..ولاتكن ملكا ظالما .......!
- عيون بان كي مون
- قل للدمعة : وحدكِ أنتِ الملكة .......!
- لاتقل لها أنت وردتي
- مرات يشعر اللص أنه نبي.....!
- يولسيس الأبحار للمفخخة.....!
- إبن لادن ورومي شنايدر
- الراين / الغراف / سنجاب / بغل / جوليا روبرتس...!
- خد رامبو وخد التفاحة ...
- يسوع في سوريا ...!
- النأي عن السياسة بالتصوف...........!
- نهدٌ تكتبهً يدً...!
- فصل من العلاقة البابوية بأبراهام
- طلبان تكرهُ بوذا ...بوذا لايكرهُ طلبان .......!
- الذكر الفحل والمرأة العسل
- قلْ لمِصرَ أنتِ مَصْرْ ....


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نعيم عبد مهلهل - روح ماركس وسبعينيات الذكريات