|
ديننا الحنيف وفعالهم
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 4082 - 2013 / 5 / 4 - 16:49
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ديننا الحنيف وفعالهم مع ما أتصف به الحكم الأموي من وحشية وبطش بكل صوت معارض للسلطة الأموية ، ألا ً أن هناك رجال واجهوا السلطة الغاشمة وأعترضوا على ممارساتها التي أنحرفت عن المبادئ الأسلامية . وكما أن الطير يجمع النسر والعصفور ،فأن الرجال لاتعني كل من حمل صفات البطولة والمبدء ، فهناك الكثير من يحسب على الرجال وهو يميل مع الريح حيث تميل ،ويغيير مبادئه وأفكاره بتغيير مراكز القوى ،ويتجه حيث الطمع ويسرق ناظريه بريق الذهب ، ولكن هؤلاء في حقيقة الأمر هم أشباه الرجال والرجال الحقيقيون هم الذين يتشبثون بالمثل ويموتون من اجل المبادئ . وحجر بن عدي بن معاوية بن جبلة بن عدي الكندي، المعروف بحجر الخير، كنيته أبو عبد الرحمن ، أسلم وهو صغير السن، ووفد مع أخيه هاني بن عدي على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في المدينة في آخر حياته ( ص ) . وكان شريفا ، أميرا مطاعا ، أمارا ً بالمعروف ، من شيعة الأمام علي بن ابي طالب (ع ) وكان ممن قاتل بين يديه وتنسم اريج الرسالة المحمدية عن كثب في مرافقته لعلي أبن ابي طالب الذي يقول فيه رسول الله : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا ً أنه لانبي من بعدي . ويقول فيه طه حسين : من غير الصواب أن نقول أن علي أول من أسلم فعلي والأسلام ولدا معا ً . بعد أن شدد والي الكوفة زياد بن ابيه على شيعة الأمام علي ومحبيه وكان يعرضهم للتهجير والتنكيل والمراقبة ،بحيث كان يعرضهم أما الـبراءة من علي وأما الســـيف فقد ارتأى ان يكتب الى معاوية في كيفية التخلص من من حجر بن عدي ، فأشار معاوية عليه أن يشده بالحديد، ويحمله إليه. اختفى عن الأنظار على إثر ذلك، ولكن سلم نفسه أخيراً بعد أن أحدق الخطر بعشيرته، فقامت السلطة باعتقال اثني عشر شخصاً معه وارسالهم إلى الشام ، تردد معاوية في بادئ الأمر في قتل حجر وأصحابه، خشية تذمّر المسلمين ونقمتهم عليه، فأرسل إلى زياد يخبره بتردّده فأجابه زياد : إن كانت لك حاجة بهذا المصر فلا تردّن حِجراً وأصحابه إلي وجّه معاوية إلى حجر وأصحابه وهم في مرج عذراء رسولاً فقال له حجر : أبلغ معاوية إننا على بيعتنا ، وأنه إنما شهد علينا الأعداء والأظناء، فلما أخبر معاوية بما قال حجر، أجابه: ان زياد أصدق عندنا من حجر . رجع رسول معاوية إليهم مرة أخرى وهو يحمل إليهم أمر معاوية بقتلهم أو البراءة من علي فقال حجر : إن العبرة على حد السيف لأيسر علينا مما تدعونا إليه، ثم القدوم على الله، وعلى نبيه، وعلى وصيه أحبّ إلينا من دخول النار، فقال له السياف عندما أراد قتله، مدّ عنقك لأقتلك، قال إني لا أعين الظالمين على ظلمهم، فضربه ضربة سقط على أثرها شهيداً سنة 51هـ ، ودفن في مرج عذراء وقبره معروف هناك .
ذكر حجر بن عدي في رسالة للأمام الحسين بن علي الى معاوية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مقتطف من رسالة طويلة للأمام الحسين (ع)الى معاوية بعد ان استغل السلطة في الجور وملاحقة المؤمنين من شيعة آل بيت الرسول( ص) : ألست القاتل حجر بن عدي أخا كندة وأصحابه المصلين العابدين ، الذين كانوا ينكرون الظلم ، ويستفظعون البدع ، وبأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، ولايخافون في الله لومة لائم ؟ ثم قتلتهم ظلما ً وعدوانا ً ، من بعد ما أعطيتهم الأيمان المغلظة ، والمواثيق المؤكدة ألا ّ تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم ،جرأة على الله وأستخفافا ً بعهده . أحدثت جريمة قتل حجر وأصحابه ضجة واستنكاراً كبيرين في العالم الإسلامي ، وكان هناك الكثير من الشخصيات التي استنكرت ذلك اضافة الى الإمام الحسين . لشدة ورعه وتقواه، وتمتعه بصفات حميدة، كالشجاعة والعزة والعنفوان نذكربعض ما قيل بحقه : كان من فضلاء الصحابة . أبن الأثير . - هو راهب أصحاب محمد ( ص) . الحاكم . - هذا هو ديننا الحنيف وتلك هي فعالهم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يشددالدين الأسلامي الحنيف على ضوابط تحفظ جسد الميت طاهرا ً مكرما ً حيث : - يغسل ثلاث مرات ،الأولى بماء السدر والثانية بماء الكافور والثالثة بالماء الخالص . - تحنط مواضع السجود السبعة بالكافور . - يكفن بثلاث قطع من القماش هي المئزر والقميص والأزار ،حيث يغطي الأزار جميع جسده طولا ً بحيث يمكن شد طرفاه العلوي والسفلي . - يصلي جماعة من المؤمنين على الميت بصلاة تختلف عن الصلوات اليومية تعرف بصلاة الميت . - يشيع بالتكبير ثم يدفن في قبر يحفظه من الحيوانات المفترسة ،ويمنع أي رائحة قد تخرج من الجسد ،وعند ادراج الجسد في القبر يوجه وجهه الى القبلة ويسند على جانبه اليمن . واليوم يرى العالم كله فعال الأمويين الجدد الذي لاتنبعث عنهم سوى فضائح الأغتصاب وخطف وقتل المدنيين الأبرياء واستخدام الأسلحة المحرمة ،والذي يساندهم الغرب الذي يدعي الحضارة والتمدن لأجل قتل وتهجير السوريين واليوم يضيفون سيئة اخرى الى فعالهم بنبشهم قبر صحابي جليل ،ولانعتقد أن هناك ديانه أو معتقد يجيزان نبش القبور والتمثيل بالميت .انهم يحسبون على اولئك الذين ما فتؤا يسيئون للدين الأسلامي الحنيف والأساءة الى قدس رسولنا الكريم واولئك الذين تجاسروا على حرق المصحف الكريم . ما أعظم حجر بن عدي الذي أخاف بني أمية واميرها معاوية في ذلك الزمان فيما كان حيا ً يرزق وهو يخيف امويوا هذا الزمان وهو جسد تحت التراب .
[email protected]
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عيد العمال في مدينتي
-
تحية للطبقة العاملة بعيدها
-
البطالة مشكلة تولد مشاكل أخرى
-
لنعود الى منابع ديننا الصافية
-
أمير العرب والدين الكنسي الجديد
-
البطالة والجنة الموعودة
-
قروض العاطلين ..التجربة الأولى
-
الصداقة... أروع علاقة
-
لنقتل الفتنة قبل فوات الأوان
-
العراق .. المطلوب بعد الأنتخابات
-
الحكام العرب والأستراتيجية الأمريكية
-
قبل صندوق الأقتراع
-
احدث حكايات الف ليلة وليلة
-
مدارس تعلم الفشل
-
التحدي الأكبر للعراقيين
-
الأكثر أهمية من الأنتخابات
-
تدمير العراق كان هدفا- صهيونيا-
-
الوهابية والصهيونية.. تلاقح فكري وعسكري
-
هل يتحقق حلم مؤسس الصهيونية بتحويل مياه النيل الى اسرائيل ؟
-
هل يقع الأيرانيون في أخطاء صدام ؟
المزيد.....
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|