|
إخفاقات و-انجـازات- حكـومـة أيــاد علآوي الراحلة
محمد الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 1172 - 2005 / 4 / 19 - 08:41
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
أوشكت حكـومـة أيـاد علآوي على الرحيل خلال الأيام القليلة القـادمـة و قـد جـرى تمـديد صـلاحيتهـا لأكثر من شـهرين إضافيين بـدون مـبرر حقيقي يذكـر سـوى تخبـط القـوى الفـائـزة في الانتخـابات وجرجرتهـا في المفـاوضـات وتلكؤهـا في بدء أعمال المجلس الوطني المؤقت. لقـد اسـتمـر حكم أيـاد علآوي لأكثر مـن تسـعة أشهر وهـو الذي جـرى تعينه من قبل حاكم العراق بول بريمر تنفيذا لأوامر البيت الأبيض بالاتفاق مع مجلس الحكم المؤقت وممثل الأمم المتحدة ، أما مؤهلاته التي دفعت الأمريكان لاختيـاره فهـي خدمته للمخابرات الأمريكية لسنوات طويلة لقاء ملايين الدولارات إضافة إلى كـونه بعثـي قـديم.
إن السـؤال الذي أود أن اطرحه مجـددا هو هل خلا العراق من العناصر العراقية الوطنية النظيفة الغير ملوثة ليتفق مجلس الحكم وبالإجماع على مرشح المخابرات الأمريكية ؟يبدو إن ذلك يعكس نوايا الأمريكان في حكم العراق بواسـطة البعثيين ولكن بدون صدام والتكارته هذه المـرة و قد نجحوا في تمرير ذلك في الغرف المغلقة وبغياب الإرادة الشـعبية ، أما وقـد جاءت نتائج الانتخابات الأخيرة ليسـت مطابقة تمـامـا للمخطط الأمريكي في إبقاء أيـاد علآوي وحكومته ، ممـا دفع الإدارة الأمريكية في إرسال رامسـفيلد بزيارة مسـتعجلة للتدخـل في إبقاء ولو بعض النفـوذ لأياد علآوي العناصـر البعثية التي اخترقت معظم الوزارات وخاصـة الأجهزة الأمنية ، وأصبح ألان أسلوب أيـاد علآوي مفضـوحا في عرقلة تشـكيل الحكومة الموقتة لأطول فترة ممكنة عبر طـرح مطالب ينخفض سـقفهـا باسـتمـرار .
لنتذكـر مـا قـام به الدكتـور أيـاد علآوي في الفترة التي سـبقت الانتخـابات التي جـرت في 30 كـانون الثاني حيث أساء اسـتخدام سلطته كرئيس وزراء ووظفـها بالكـامل لدعـم قائمته الانتخـابية وبشـكل منافي لأبسط القواعـد الديمقراطية ومبادئ المنافسـة الشـريفة والمتكافئة ، كمـا قـام بتوظيف قناة الفضـائية العربية لبرنامج اسـتمر لأسابيع طويلة افتخـر فيه بمـاضيه ألبعثي الغير مشـرف وامتدح فيه قـائده ميشـيل عفلق وترحـم على المجـرم ناظـم كـزار ، ويبدو ان ذلك اسـتهدف كسـب أصوات البعثيين ، هـذا بالإضافة إلى ملايين الدولارات التي صـرفت كمـا يقال لشـراء أصوات الناخبين .
لقد كان أيـاد علآوي وكثرة من وزرائه ولسـنوات طويلة أدوات ديمومة النظام البعثي الذي اسـتمر طيلة 35عـامـا كمـا إن قسـما منهم خدم النظام ليوم دخول قوات الاحتلال لبغداد وهزيمـة صـدام وانهيار السـلطة،وبالرغم أن ذلك لا يعني إقصاء البعثيين أو فصلهم من وظائفهم بالجملة وبدون تمييز ولكن المطلـوب إبعادهم من مراكز المسـؤولية الرئيسـية والإسراع بإجراء محاكمات عادلة وشـاملة لمعاقبة المجرمـين منهم، ولا ينبغي أن تسـقط الجرائم بالتقادم أو لانتقال قٍسـم من اؤلئك المجرمين لخدمة الأمريكيين عبر أجهزة علآوي والجلبي, إذ كيف يمكن للشـعب العراقي ان ينسـى بان الكثير من العناصر التي انضمت إلى جماعة إياد علآوي(الوفاق الوطني) وبعض جماعة احمد الجلبي (المؤتمر الوطني) هي عناصر بعثية قد تكون أياديهم ملطخة بالدمـاء وان لم يكونوا كذلك فكانوا في مراكز متقدمة لحكم صـدام والبعث وأجهزته الأمنية والاسـتخباراتية مـمـا سـاعد في إطالة حكمه واسـتباحته للعراق وأبنائه وبناتـه.
والسٍؤال هو كيف يمكن للشـعب العراقي أن يثق بنزاهة مثل هذه التشـكيلة السيئة وقـد أكد الدكتور محـمود عثمان من عـدم وجـود أية مصداقية لهذه الوزارة والتي نأمل أن تكـون تصرفاتهـا
موضع مسـائلة المجلس الوطني الموقت المنتخب حاليـا ، خاصـة وان العديد من الصحف العراقية قـد نشـرت عن فضـائح مالية بمئات الملايين من الدولارات لوزارات الدفـاع والكهرباء والعمـل والإسكان ...الخ .
إن من الغريب فعلا أن نشـاهد الدكتور أيـاد علآوي في الفضـائيات وهـو يمتدح ويفتخـر بانجـازات حكومته وهي التي فشـلت على كـافة الأصعدة وخاصـة في المجـال الأمني أو معالجة البطـالة او توفير الخدمـات ، أما قضية تفشـي الفسـاد الإداري والرشـاوى والسرقات وإساءة اسـتخدام الموقع الحكـومي ، فقد وصـلت لحدود 70% كمـا يشـير رئيس مفوضية محـاربة الفسـاد الحكـومي القـاضي محسن الراضي .
لقـد خدمت حكومة أيـاد علآوي بالفعل المصالح الأمريكية وخطتهم التي تستهدف تمزيق وحـدة الشعب العراقي وتقسـيمه على أسس طـائفية وعـرقية إذ اسـتخدمت حكومته كواجهـة لقصف المدن العراقية كالنجف والفلوجـة وفق سـياسة الغطرسـة الأمريكية التي فشـلت وبشـكل مزري في توفير الأمن للمواطن العـراقي وهي مهمة من المفروض أن تأتي في مقدمـة مهمـات قوات الاحتلال ، وكذلك قامت حكومة أيـاد علآوي بمنح عقود بملايين الدولارات لتدريب الشرطة والحرس الوطني للدولة العربية المجـاورة والتي كـانت مسـتفيدة على طـول الخط من حكم صدام المقبور ، في حين تقوم تلك الدولة بتصدير السيارات المفخخة والعناصر الإرهابية التكفيرية من أمثال المجـرم رائد ألبنا الذي قـام بتفجير نفسه بين المئات من خيرة شـباب العراق الخريجين في مدينة الحلة ، في حين يستمر أيـاد علآوي في علاقاته الوثيقة وزياراته المتواصلة إلى الأردن دون أن يقوم حتى بمجرد مطالبة الأردن بالتحقيق مع المحرضين على هـذه الأعمال الإرهابية الموجهة ضـد العراقيين والبعيدة كـل البعد عن أيـة مقـاومة شـريفة ضد قوات الاحتلال.
إن الأغلبية السـاحقة من أعضاء البرلمـان الحـالي هم من نواب قـائمة الائتلاف العراقي والقائمـة الكردسـتانية وكـان من المؤمـل أن يقومـوا بتشـكيل الحكومة المؤقتة منذ أسابيع لتقوم كتلة أياد علآوي بدور المعـارضة وهذا مـا هـو متعـارف عليه في البرلمـانات الديمقـراطية ولتكون خطوة متقدمـة على مـا جـرى لحـد ألان من أسلوب المحاصصة والتوافق الذي سـاعد على ازديـاد الرشـوة والفسـاد والمحسـوبية . إن المرحلـة الانتقالية الحالية هي مرحلة دقيقة وحسـاسة وتتطلب تضافر جهـود العراقيين الشـرفاء للخروج بالعراق من محنته الحالية وتخليصـه من الاحتلال وصياغة دسـتور دائم يسـتجيب لطمـوح وتطلعـات العراقيين في إقامة عـراق ديمقراطي فيدرالي تعددي وفق مبادئ سـيادة القانون والعدالة والمـسـاواة في حقوق المواطنة واحتراق حقوق الإنسان ، والسـير قدمـا في تحقيق التنمية والرفـاه الاقتصـادي والتحكم بثروات العراق وخيراته بعيدا عن نهب الشـركات الأجنبية .
إن من المؤسـف أن يتأخـر ويتعثر تشـكيل الحكـومة الجـديدة التي ينتظـرهـا العراقيون بفـارغ الصـبر ويعلقـون عليهـا أمالا كبيرة ، وائمل أن يكـون أدائها أفضل من طـريقة تشـكيلهـا وان تتمكـن من التصـدي بشـكل أفضل لتركـات الحكـم الدكتاتوري ألبعثي المقيت لصدام وأزلامه ومـا جلبوه من ويلات وماسي للعراق والعـراقيين لتضـاف لهـا مآسي الاحتلال ومـا جلبه من دمـار للدولة العـراقية ومؤسـسـاتهـا بالرغـم من تخليصه العـراق من حكم صـدام ولكن بثمـن باهظ قـد يستمر العراق من دفـع استحقاقاته لسنوات طويلة قـادمة
محـمد الموسـوي 18-04-200
#محمد_الموسوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حصـيلة عـامين مـن الاحتلال وسـقوط نظـام صـدام البعثي
-
العـدالة بالمحـاســبة ... فالمصـارحة ... فالحوار
-
الانتخــابات العـراقية ......مـالهــا ومـا عليهــا
-
يا أبناء النجف ... أنقذوا آثار مدينتكم القديمة
-
هل يتمكن النواب البريطانيون من انهاء حمـاقة العراق
-
لمـاذا يبقى الدم العراقي رخيصـا ؟
-
حصيلة مزرية لعام و ربع من الاحتلال
-
يوم سـعيد في بغداد
-
عن- السيـادة - والسـلطة في الثلاثين من حزيران
-
لا تهدمـوا سـجن أبو غريب
-
الجـلبي و عـلاوي وجـهـان -لعمـالة- واحـدة
-
حول -عودة-البعث الثالثة
المزيد.....
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|