|
عاش الأول من أيار- مايو !
جوزيف ستالين
الحوار المتمدن-العدد: 7235 - 2022 / 5 / 1 - 01:13
المحور:
الارشيف الماركسي
عاش الأول من أيار- مايو ! يوسف فيساريونفتش ستالين
ترجمه معز الراجحي و عبد المطلب العلمي
أيها الرفاق!
في القرن الماضي قرر عمال جميع البلدان الإحتفال بهذا اليوم من كل عام و هو يوم الأول من أيار . كان ذلك في 1889 ، خلال كونغرس الاشتراكيين العالمي ، المنعقد في باريس ، قرر العمال اختيار تاريخ اليوم ، تاريخ الاول من ايار- مايو ، عندما تستيقظ الطبيعة من سباتها الشتوي ، عندما تكسو الخضرة الغابات و الجبال ، عندما تتزين الحقول و المروج بالأزهار ، عندما تشتد حرارة الشمس و نتحسس في الهواء بهجة التجدد و تطلق الطبيعة عنانها للرقص و الحبور، لقد قرروا في هذا اليوم بالذات أن يعلنوا إلى العالم أجمع بصوت عال وعلانية أن العمال يقدمون للإنسانية الربيع و التحرر من أغلال الرأسمالية ، و أن العمال يرومون الى تجديد العالم على أساس الحرية و الإشتراكية . لكل طبقة اعيادها التي تبتهج بها . للنبلاء أعيادهم التي ينادون خلالها ب " حقهم " في سلب الفلاحين . البورجوازيون لديهم أعيادهم التي "يبررون" خلالها " حقهم " في إستغلال العمال . الكهنة أيضاً لديهم أعيادهم التي يمجدون خلالها النظام القائم ، الذي يهلك فيه العمال في البؤس ، بينما تغرق الطفيليات في الترف . العمال أيضاً ، يجب أن يكون لهم عيدهم ، و يجب أن يعلنوا خلاله ب : العمل للجميع ، الحرية للجميع ، المساواة لكل الناس . هذا العيد هو عيد الأول من أيار-مايو . هكذا قرر العمال منذ سنة 1889 . منذ ذلك الحين ، أصبح نداء النضال من أجل الإشتراكية العمالية مدوياً أكثر فأكثر، في اجتماعات و تظاهرات الاول من ايار- مايو . كموجات المحيط أصبحت الحركة العمالية تتصاعد أكثر فأكثر ، مكتسحة بلداناً جديدة و دولاً جديدة من أوروبا و أمريكا إلى آسيا و افريقيا و أستراليا . الاتحاد العالمي للعمال الذي كان ضعيفا فيما سبق ، نمى ليصبح في غضون بضعة عقود فقط ، إتحاداً أخوياً عملاقاً و اممياً ، يعقد بشكل منتظم مؤتمراته و يضم ملايين العمال من كل أصقاع العالم . إرتفع مستوى موجات محيط الغضب البروليتاري ، مرعبة أكثر فأكثر ، مهاجمه القلاع المتداعية للرأسمالية . إن إضراب عمال المناجم العظيم الذي إندلع مؤخراً في إنجلترا ، و ألمانيا ، و بلجيكا ، و في أمريكا إلخ ... ، إضراب زرع الرعب في صفوف المستغِلين و قياصره العالم بأسره ، يؤكد بوضوح أن الثورة الإشتراكية ليست ببعيدة ... "نحن لا نجل الوثن الذهبي !نحن لسنا بحاجة لممالك البرجوازية والطغاة ! الموت و اللعنة على الرأسمالية بكل أهوالها ، من بؤس وسفك للدماء ! عاشت سلطة العمل، عاشت الاشتراكية ! " ذلك هو ما ينادي به في هذا اليوم عمال العالم الواعون . على يقين من نصرهم ، هادئون و أقوياء ، يتقدمون بفخر في الطريق نحو الأرض الموعودة ، في الطريق إلى الإشتراكية المشرقة ، محققين خطوة بخطوة النداء العظيم لماركس : " "يا عمال العالم ، اتحدوا ! " هكذا يحتفل عمال البلدان الحرة بالأول من أيار-مايو. منذ أن بدأ العمال الروس يعون وضعهم ، رفضوا التأخر عن رفاقهم ، لقد اتحدوا مع رفاقهم في الخارج في الجوقة العامة ، محتفلين معهم بالاول من ايار- مايو ،بغض النظر عن كل شيئ ، على الرغم من تدابير القمع الشرس التي تتخدها الحكومة القيصرية. في الحقيقه ،في العامين او الثلاثه الاخيرين ، في ظل عربده الثوره المضاده ، و انهيار الحزب ، و الكساد الصناعي و اللامبالاه السياسيه المخدره للجماهير ،فان العمال الروس حُرموا من امكانيه الاحتفال بعيدهم كما درجوا على ذلك . لكن الانتعاش الملحوظ في الفتره الاخيره في البلاد ، الإضرابات الإقتصادية و الاحتجاجات السياسية العماليه ، على الاقل ،على خلفية إعادة محاكمة الأعضاء الاشتراكيين-الديمقراطيين في الدوما الثانية ، الاستياء الذي ظهر لدى شرائح واسعه من الفلاحين بسبب المجاعة في أكثر من عشرين منطقة ، و إحتجاج مئات الآلاف من الاجراء ضد النظام " المجدد " للرجعيين الروس ، كل هذا يؤكد أن الركود القاتل قد مضى ، تاركاً المجال إلى إنتعاش سياسي في كل البلاد ، و قبل كل شيء في صلب البروليتاريا . لهذا يجب في هذا اليوم على العمال الروس ،و هم قادرون على ذلك ، أن يمدوا يدهم لرفاقهم في الخارج ، و باي شكل من الاشكال عليهم ان يحتفلوا معهم بالاول من ايار -مايو . يجب عليهم ايضا أن يعلنوا ،انهم كرفاقهم في البلدان الحره ، لا يجلون و لن يجلوا الوثن الذهبي . و ان يضيفوا إلى المطالب العامة لعمال جميع البلدان، مطالبهم الخاصة بهم، المطلب الروسي المتمثل في الإطاحة بالقيصرية وإقامة جمهورية ديمقراطية. " نحن نمقت تيجان الطواغيت ! " " نحن تشرفنا أغلال الشعب المُضطهد! " الموت للقيصرية الدموية ! الموت لملكية النبلاء للأراضي ! الموت لطغيان أرباب العمل في المصانع و المعامل و المناجم ! الأرض للفلاحين ! من أجل يوم عمل بثماني ساعات للعمال ! الجمهورية الديمقراطية لكل المواطنين الروس ! هذا ما يجب أن ينادي به العمال الروس في هذا اليوم . كذب و رياء أمام نيقولا الأخير ، عندما يصرخ اللبيراليون الروس إلى إقناع أنفسهم و إقناع الآخرين بأن القيصرية قد تعززت في روسيا و أنها قادرة على تلبية الاحتياجات الأساسية للشعب . خداع و نفاق ، عندما يغني الليبراليين الروس بكل الألحان بأن الثورة قد ماتت ونحن نعيش في نظام "مُجدد". أنظروا من حولكم : هل تشبه روسيا المعانيه بلد " مُجدد " و "منظم بشكل جيد " ؟ عوضا عن دستور ديمقراطي ، نظام من المشانق و التعسف الشرس! عوضاً عن برلمان شعبي ، دوما سوداء ، دوما الاقطاعيين السود ! بدلا من ال "أسس الثابتة للحرية المدنية" ، بدلا من حرية التعبير والتجمع والصحافة وتكوين الجمعيات والحق في الإضراب، التي وُعد بها في بيان 17 أكتوبر ، نجد ترسانة من التدابير المستبدة "و" القمعية " الصحف اغلقت، و المحررون هُجروا ، دمرت النقابات ، و شُتت الاجتماعات ! بدلا من كرامه الانسان ،نجد إساءة المعاملة و الضرب في السجون، و الاستقواء على المواطنين ، والقمع الدموي ضد المضربين في مناجم الدون ! بدلا من تلبية احتياجات الفلاحين، سياسة نزع الملكية المستمر لجماهير الفلاحين! عوضا عن إقتصاد وطني منظم بشكل جيد ، هناك السرقة في المفوضيات العسكريه ، السرقة في إدارة السكك الحديدية ، و السرقة في ادارات الاحراش و الغابات ، السرقة في ادارات الخدمات البحرية ! بدلا من النظام و الإنضباط في الجهاز الحكومي هناك التزوير في المحاكم والابتزاز و الإنتزاع بالقوة في اقسام المباحث ، و الاغتيالات و الاستفزازات في اقسام ألاوخرانا! (البوليس السياسي السري . ملاحظة المترجم ) . بدلا من العظمة العالمية للدولة الروسية ، نجد الفشل المخجل ل"السياسة" الروسية في شؤون الشرقين الأدنى و الأقصى، ودور الجلاّد و المدمر في قضايا بلاد فارس الدامية ! بدلا من الهدوء و رفاه الشعب ، نجد حالات الانتحار في المدن ، و المجاعة المروعة التي أصابت ثلاثين مليونا من الفلاحين في الريف . بدلاً من تطهير الأخلاق و تنقيتها ، نجد عربده لم يسمع بمثيلها في الأديرة، قلاع الأخلاق الرسمية ! و حتى تكتمل الصورة ، نضيف إطلاق النار الشرس ضد مئات العمال في مناجم لينا . إن مدمري الحريات المكتسبة ، و انصارالمشانق وعمليات اطلاق النار ، و مبتكري ال " تدابير المستبدة " و " عمليات القمع " ، و المديرون اللصوص ، و المهندسون اللصوص ، و رجال الشرطة الناهبون ، و القتلة داخل الأوخرانا ، و الراسبوتينيون العربيدون (راسبوتين ،كاهن القصر القيصري ،اشتهر بالعهر و العربده .ملاحظه المترجم) ، هؤلاء هم " مصلحون " روسيا ! ومازال هناك أناس يجرؤون على القول بأن كل شيء يجري نحو الأفضل في روسيا، و أن الثورة قد ماتت ! لا ، أيها الرفاق : هناك حيث ملايين الفلاحين محكوم عليهم بالمجاعة ، هناك حيث يتم إطلاق النار على العمال بسبب الإضراب ، فإن الثورة سوف تعيش . طالما لم تمح من على وجه الكون القيصرية الروسيه ، هذا العار على الإنسانية . و يجب علينا أن نقول ، في هذا اليوم في الاول من ايار - مايو ، بشكل أو بآخر ، في اللقائات ، و التجمعات الجماهيرية أو في الاجتماعات السرية – حسب ملائمه الاوضاع - اننا نقسم بالنضال من أجل الاطاحة النهائية بالملكية القيصرية ، اننا نحيِّـي الثورة الروسية الوشيكة ، المحررة لروسيا ! لنمد ايادينا لرفاقنا في ما وراء الحدود و لننادي معهم : فلتسقط الراسماليه ! لنرفع بيرق الثوره الروسيه و نخط عليه : فلتسقط القيصريه فلتحيا الجمهوريه الدمقراطيه أيها الرفاق! نحتفل اليوم بالأول من ايار - مايو ! يحيا عيد العمال ! عاشت الإشتراكية الديمقراطية الأممية ! عاش حزب العمال الإشتراكي-الديمقراطي في روسيا ! نيسان -ابريل 1912 اللجنة المركزية لحزب العمال الإشتراكي الديمقراطي في روسيا
تم توزيعه في شكل منشور
الأعمال الكاملة لستالين المجلد الثاني عن النسخة الفرنسية NBE, 1976, pp. 188-192 : معز الراجحي عن النسخة الروسية : عبد المطلب العلمي
#جوزيف_ستالين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول اليوم العالمي للنساء - ترجمة عزالدين بن عثمان الحديدي
-
الذكرى الرابعة والعشرون لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى - ترج
...
-
تروتسكية أم لينينية ؟ - ترجمة عزالدين بن عثمان الحديدي
-
حول الانتخابات في الاتحاد السوفيتي والانتخابات في الديمقراطي
...
-
فوضوية أم اشتراكية ؟الجزء الثاني النظريه الماديه - ترجمه :مع
...
-
فوضوية أم اشتراكية ؟الجزء الاول-المنهج الجدلي - ترجمه :معز ا
...
-
حول موضوع الاستراتيجيه والتكتيك للشيوعيين الروس - ترجمه: علي
...
-
: الطابع العالمي لثورة أكتوبر / ترجمة عزالدين بن عثمان الحدي
...
-
عن المهام السياسيه لجامعه شعوب الشرق - ترجمه: عبد المطلب الع
...
-
القضية الوطنية « نشوءها تطورها حلولها »
-
القضايا الاقتصادية للاشتراكية في الاتحاد السوفييتي
-
تعريف اللينينية
-
مسأله الثورة (( الدائمة))
-
حول الماركسية في علم اللغة
-
أسس اللينينية
-
ثورة أكتوبر وتكتيك الشيوعيين الروس
-
في سبيل تكوين بلشفي
-
خطاب إلى الرفيق D-ov
-
خطاب إلى الرفيق مولتوف
-
كراس المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية - ترجمة :حسقيل
...
المزيد.....
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
-
شولتس أم بيستوريوس ـ من سيكون مرشح -الاشتراكي- للمستشارية؟
-
الأكراد يواصلون التظاهر في ألمانيا للمطالبة بالإفراج عن أوجل
...
-
العدد 580 من جريدة النهج الديمقراطي
-
الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تُعلِن استعدادها
...
-
روسيا تعيد دفن رفات أكثر من 700 ضحية قتلوا في معسكر اعتقال ن
...
-
بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
-
بلاغ صحفي حول الاجتماع الدوري للمكتب السياسي لحزب التقدم وال
...
-
لحظة القبض على مواطن ألماني متورط بتفجير محطة غاز في كالينين
...
-
الأمن الروسي يعتقل مواطنا ألمانيا قام بتفجير محطة لتوزيع الغ
...
المزيد.....
-
مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس
/ حسين علوان حسين
-
العصبوية والوسطية والأممية الرابعة
/ ليون تروتسكي
-
تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)*
/ رشيد غويلب
-
مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق
...
/ علي أسعد وطفة
-
من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين
/ عبدالرحيم قروي
-
علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري
...
/ علي أسعد وطفة
-
إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك
...
/ دلير زنكنة
-
عاشت غرّة ماي
/ جوزيف ستالين
-
ثلاثة مفاهيم للثورة
/ ليون تروتسكي
-
النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج
/ محمد عادل زكى
المزيد.....
|