صالح حمّاية
الحوار المتمدن-العدد: 4080 - 2013 / 5 / 2 - 18:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
برغم المسميات الكثيرة التي تطلق على الإسلاميين سواء أنهم تيار سياسي ، أو أنهم مدرسة فكرية ..الخ ، إلا أنها جميعا تبقى مسميات قاصرة عن إعطاء توصيف دقيق لظاهرة الإسلاميين ، فهذه التوصيفات تنطلق من اعتبارهم حالة سياسية أو فكرية ، بينما كان الأصح أن تنطلق في توصيفها من واقع كونهم خللا يصيب المجتمعات فالأسلمة في حقيقتها ليست لا فكرا ولا سياسة بل هي خلل يصيب كيان المجتمع .... لهذا فالأصح و هو ما يمكن اعتباره أفضل توصيف يمكن أن يطلق على الإسلاميين " أنهم عبارة عن مرض مجتمعي " مرض كما جميع الأمراض ، حيث وحين يصاب به الفرد يضعف و يهزل ، إلى أن يموت و يفنى .
لو تأملنا حال البلاد التي أصابها الإسلاميون لرئينا أنها في الواقع تطابق تماما حال أي إنسان يصيبه مرض ، فأولا يصاب المجتمع بعدوى الصحوة سواء عن طريق بعض الوعاظ أو بعض القنوات المروجة لهذا الفيروس ، وهنا يدخل فيروس الإسلاميين للمجتمع ، ثانيا أن يتفشى المرض في هذا الجسد حيث تنتشر التنظيمات الإسلامية الجهادية منها والدعوية بالإضافة إلى الخطب و الندوات الدينية و الجمعيات وغيره وهي حالة التغلغل و الكمون ، ثالثا و أخيرا وهي مرحله الهلاك ... حين يتمكن المرض من الجسد و يكشف عن نفسه سواء بفوز بالانتخابات أو بحرب أهلية ، وهنا نرى آثار الوباء الإسلامي واضحة على جسد المجتمع حيث يعم الخراب والدمار والقتل و الهمجية .
إن هذه الحقيقة تفرض علينا اليوم ضرورة إعادة النظر جذريا في طبيعة رؤيتنا للإسلاميين ، فما دمنا لا نزال نرى في الإسلاميين تيار سياسي أو تيار فكري فمن المؤكد أننا سنضل عالقين في هذه الدائرة المغلقة من دورة التخلف ، و هو ما لن ينتهي إلا إلى مزيد من التمكين لهذا المرض الذي سيسجننا في هذه الهاوية أكثر .
إن ما نحتاجه اليوم من أجل الخروج من هذا المأزق التاريخي الذي نعيشه هو إدراك كامل وشامل من الجميع أن الإسلاميين وما يروجونه هو إيدز حضاري يواجهنا ، لهذا وجب على الجميع ومن اجل مستقبل أفضل وجب اجتنابه بل و محاربته و اجتثاثه فهذا اقل ما يمكن لوقاية المجتمع من شروره .
#صالح_حمّاية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟