منال جمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 1172 - 2005 / 4 / 19 - 08:24
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
يترقب الشارع السوري بتفاؤل حذر القرارات الاقتصادية التي ستتخذها الحكومة السورية قريباً، ولعل أهمها قرار تعويم الليرة السورية والسماح للمواطنين بشراء الدولار وبيعه بشكل طبيعي.
ويتوقع أن تنخفض الليرة السورية فور تطبيق القرار لبضعة أيام نظراً للإقبال الكبير الذي سينجم على شراء الدولار. وبعد حد معين ستنعكس الآلية حتى يعود التوازن ويصبح قانون العرض والطلب هو الحاكم الرئيس في سوق العملتين.
ولكن ما يحدث حالياً، وقبل تنفيذ القرار بوقت قصير، هو ارتفاع سعر الدولار في سوريا دوناً عن الدول المجاورة مما يدل على إقبال "البعض" على شرائه وتهريبه خارج الحدود السورية.
في الواقع يقوم هؤلاء "البعض" بعملية سلب ما تبقى من رصيد الاقتصاد السوري وتحويله إلى حساباتهم الشخصية في الخارج، حيث اعتادت هذه الشخصيات المنتفعة والطفيلية في النظام على انتهاك خيرات الوطن وحرمان المواطن السوري من الانتفاع بها.
إن قيام المواطنين السوريين بتحويل الفتات الذي سيتبقى لهم عشية القرار لن يؤثر بأي شكل على قلاع أسماك القرش المتينة، وإنما سيزيدها صلابة. وستكون النتيجة زيادة ثرائهم وتمكينهم من التحكم بالسوق المالية السورية التي لم تولد بعد.
على الرغم من تفاؤل الشارع السوري بالتغييرات الاقتصادية المرتقبة إلا أن الحلم قد حكم عليه مسبقاً، ومع الأسف، بالإجهاض. ولا ندري إلى متى سيبقى الاقتصاد حكراً على فئة من الأقلية تعتبر نفسها من الدرجة الأولى وتعتبر ما تبقى من الشعب السوري مواطنين من الدرجة الثانية!
#منال_جمال_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟