أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - لماذا مطالبة المالكي بالاستقالة؟ (تكملة)















المزيد.....

لماذا مطالبة المالكي بالاستقالة؟ (تكملة)


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4078 - 2013 / 4 / 30 - 14:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قلت مراراً، أن شعباً عاش طوال تاريخه تحت نير حكم الاستبداد لا يمكن أن تتحقق فيه الديمقراطية بسلاسة بين عشية وضحاها وبمجرد سقوط هذا الاستبداد، وخاصة في حالتنا العراقية حيث حكم البعث الفاشي لا نظير له في القسوة وإذلال الشعب. فهكذا شعب عانى ويلات الاستبداد والحروب والحصار الاقتصادي، لا بد وأن يمر بإرهاصات وآلام مرحلة المخاض العسير. إضافة إلى ما يواجهه العراق الجديد من حملات الإرهاب والصراع الطائفي، وتكالب دول المنطقة عليه لإفشال العملية السياسية لأغراض طائفية وسياسية واقتصادية، بإرسال الإرهابيين، وتأجيج الصراعات بين القوى السياسية وإشعال الفتن الطائفية. ولكن أحد أخطر العقبات التي تواجهها الديمقراطية هي لا أبالية شريحة من المثقفين الذين صاروا يسخرون أقلامهم لخدمة كل من يدفع لهم حتى ولو كان على حساب مستقبل الشعب والوطن، فيعرقلون العملية السياسية بلبوس الديمقراطية، على غرار رفع المصاحف في صفين على أسنة الرماح والصراخ (لا حكم إلا لله)!! وهذا ما يتكرر في ساحات الاعتصام مدعوماً بأقلام بعض الكتاب والصحفيين. (1)

في القسم الأول من مقالي الموسوم: (لماذا مطالبة المالكي بالاستقالة؟)، وتفادياً للإطالة، ركزت ردي على فقرة واحدة من مقال السيد عدنان حسين في المدى، بعنوان (تريدون الإنفصال...ليكون ودياً)، و التي طالب فيها المالكي بـ"النزول عن بغلته"، وبذلك في رأي الكاتب، يتحول العراق إلى سويسرا. فنصحته بأن أفضل طريقة للتخلص من المالكي هو سحب الثقة منه تحت قبة البرلمان، وليس بالصراخ والكتابات التحريضية.

في هذا القسم أود الرد على فقرة أخرى وردت في نفس المقال، جديرة بالمناقشة.
يقول السيد عدنان حسين في مداهنة واضحة للكرد والسنة: «الكرد أعادوا أنفسهم وإقليمهم الى الدولة بإرادتهم الحرة وقرارهم الحكيم، وكان يمكن لهم أن يمتطوا صهوة حصان التطرف القومي ويستغلوا انهيار الدولة وما فيها قبل عشر سنوات ليبقوا على كيانهم الذي تمتع باستقلال حقيقي. كان بإمكانهم أن يفعلوا ذلك لو خضعت قيادتهم لنزق، أو قصر نظر، بعض قومييهم.
«السنة (أو ما يطلق عليهم تسمية سكان المناطق الغربية)، كان في مستطاعهم هم أيضاً أن يدوّخوا الدولة الجديدة التي وُلدت كسيحة بفعل مرض المحاصصة الطائفية والقومية، فيواصلوا مقاطعة العملية السياسية وينضووا جميعاً تحت أعلام "القاعدة" وفلول النظام السابق، مستندين الى دعم فعال من وراء الحدود الغربية والجنوبية (1800 كيلو متر) المفتوحة على تضاريس صحراوية صعبة. لكنهم عادوا الى الرشد بعد حين قصير وانضموا الى العملية السياسية..»

لم يوضح لنا السيد عدنان لماذا «...عادوا إلى الرشد بعد حين قصير وانضموا إلى العملية السياسية». إن سبب إنضمامهم إلى العملية السياسية يا سيد عدنان هو ليفجروها من الداخل، مع استثناء بعض الشرفاء العقلاء من أهل السنة الذين انضموا بنوايا وطنية شريفة، وهؤلاء الآن معزولون مع الأسف، لأن صوت طبول الحرب في ساحات الاعتصام هو الطاغي. وبالطبع إن ما يجري الآن من تظاهرات واعتصامات في الحويجة والمناطق الغربية، وقتل الجنود العزل سببه المالكي في نظر عدنان حسين وأمثاله.

ويرد قارئ لبيب باسم (مدقق) في قسم التعليقات في صحيفة المدى، على مقال عدنان حسين قائلاً: «لقد فاتك سيدي الكويتب بان العراق كله يعيش من خيرات أهل الجنوب .. وأن الاكراد لو كانوا يستطيعون الانفصال لما تأخروا في اعلان دولتهم، ولكن الهراوة التركية والعصا الايرانية هي من ارجعتهم مرغمين وليس بإرادتهم الى العراق... اما المناطق الشمالية والغربية فلا يستطيعون اعلان دولتهم لأنهم معدمون اقتصاديا ولا موارد لهم. اما ما يتكلمون عنه من تشكيلهم جيشا فهو مجرد ميليشيات ارهابية تريد عودة السنة الى الحكم وهذا هو الهدف الحقيقي غير المعلن لكل التظاهرات ... فهؤلاء وانتم معهم لديكم عقدة الحق التاريخي لحكم السنة ولا تستطيعون التعايش في دولة يشارك فيها الشيعة في الحكم ولا تبقوا تنظروا وتتحدثوا بكلام مزيف .. ».

والجدير بالذكر أن مقال السيد عدنان حسين في (المدى) جاء متزامناً مع مقال رئيسه السابق، طارق الحميد في (الشرق الأوسط، 28/4/2013) بعنوان: (لماذا لا يرحل المالكي؟) وبنفس المضمون تقريباً ولو بعبارات مختلفة، وكأنه بينهما اتفاق مسبق، إذ يقول الحميد: « ها هو رئيس الوزراء العراقي يسير على خطى جاره وحليفه الطائفي بشار الأسد، حيث تقوم قواته بقتل المتظاهرين العراقيين ثم يطالب بالحوار، محذرا من الطائفية و«القاعدة»، ... والحقيقة أن لا فارق بين المالكي والأسد؛ فكلاهما وجهان لعملة واحدة، حيث يحاولان التذاكي سياسيا، وكلاهما حليف لإيران، ويلعبان على ورقة الطائفية، ويريدان الحكم ولو بإراقة الدماء وتخويف الآخرين من الطائفية و«القاعدة» والمخططات الخارجية.».
وهذا يعني في رأي الحميد، أنه لا توجد في العراق طائفية، ولا «القاعدة» ولا المخططات الخارجية، ولا "جيش النقشبندية" بقيادة عزة الدوري، وإنما هذه كلها أوهام وأكاذيب سياسية من صنع المالكي لتخويف الشعب... وما أن يرحل المالكي على حد تعبير الحميد، أو "ينزل من بغلته" بتعبير عدنان حسين، حتى ويستقر العراق وكأن شيئاً لم يكن!!

نسي السيد طارق الحميد، أن المملكة العربية السعودية هي أكبر دولة مصدرة للإرهاب، وأكبر دولة في ممارسة الطائفية في العالم وشرعنتها، فالشيعة الذين يشكلون 20% من الشعب السعودي لا تُقبل منهم حتى شهادتهم في المحاكم، لأنهم وفق مذهب الدولة الوهابي هم كفار أخطر على الإسلام من اليهود والنصارى!! حسب فتاوى مشايخ الوهابية. والحميد مازال يريد من العراق أن يكون "حارس البوابة الشرقية للأمة العربية" ضد إيران كما كان في عهد المقبور صدام حسين، فلم تكفهم ثمان سنوات من الحروب العبثية الطاحنة، حين خاطب الملك فهد صداماً قائلاً له: "منا المال ومنكم الرجال"، غير مبالين بقتل مئات الألوف من العراقيين. وبعد سقوط صدام انتقموا من الشعب العراقي ثانية، باحتساب تلك المساعدات المالية ديوناً مع أرباحها المتراكمة التي فاقت الديون الأصلية.

والأشنع من ذلك، أنه في الوقت الذي شكل الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش وفداً برئاسة وزير الخارجية الأسبق، جيمس بيكر، لمفاوضة الدول الدائنة بالتخلي عن ديونها أو بعضا منها على العراق، وحقق نجاحاً باهراً في مساعيه حيث أطفأ نحو 90% من تلك الديون البالغة 120 مليار دولار، راح عدنان حسين، يدبج المقالات في صحيفة (الشرق الأوسط) التي كان يعمل فيها آنذاك (عام 2003)، يطالب فيها السعودية والكويت وغيرهما من الدول الدائنة بعدم التنازل عن ديونها على العراق!! وتبريره، كي لا يتجرأ الشعب العراقي ثانية فينتج دكتاتوراً أخر مثل صدام في المستقبل!! فرددتُ عليه معاتباً بمقال ودي بعنوان: (هل من الإنصاف معاقبة الشعب العراقي بجرائم صدام؟) مذكراً إياه: وهل استلم صدام حكم العراق عن طريق الانتخابات الديمقراطية النزيهة، أو استفتى الشعب العراقي في حروبه لكي يتحمل الشعب تبعات حروبه العبثية". فغير المحرر عنوان مقالي إلى (العراق غير قادر على دفع الديون والتعويضات؟)، وهذا لا يهم، ولكن رد عليَّ عدنان حسين في نفس العدد من صحيفة (الشرق الأوسط، يوم 21/11/2003) بمقال عنوانه: (وهل الإنصاف في معاقبة ضحايا صدام؟). أضع روابط المقالات المتبادلة أدناه ليطلع العراقيون على الحقائق ومدى "حرص" عدنان حسين على مصلحة العراق. (روابط في الهامش: 1،2،3).

والسؤال الذي أود أن أوجهه إلى السيدين عدنان حسين، وزميله السعودي طارق الحميد، هل مجرد "نزول المالكي من بغلته" سيحيل فلول البعث وعلى رأسها عزت الدوري ومنظمته "النقشبندية" الإرهابية، وفصائل الموت الأخرى، و"دولة العراق الإسلامية" البعثية، والقاعدة في بلاد الرافدين، وجيش العز والكرامة بقيادة اللافي والبدران وغيرهم، إلى قوى ديمقراطية تقبل بصناديق الاقتراع؟ إذ كنت تعتقد ذلك فأنت في منتهى الجهل والسذاجة في أحسن الأحوال، وأنك أحدهم في أسوأها.

[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ـــــــــــــــــــــــ
مقالات ذات صلة بالموضوع
1-محمد عبدالجبار الشبوط: الزيتوني يعود مجددا
http://www.akhbaar.org/home/2013/4/146173.html

2- عدنان حسين : من يرفع الصوت ضد مقتدى الصدر؟ (عنوان المقال عن مقتدى الصدر، ولكن النصف الثاني منه يطالب الكاتب الدول الدائنة بعدم التخلي عن ديونها على العراق)
http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=197808&issueno=9087

3- عبد الخالق حسين العراق غير قادر على دفع الديون والتعويضات؟
http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=204105&issueno=9124

4- عدنان حسين .... وهل الإنصاف في معاقبة ضحايا صدام؟ http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=200375&issueno=9102



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا مطالبة المالكي بالاستقالة؟
- العراق إلى أين؟
- هل حقاً فشلت التجربة الأمريكية في العراق؟
- غيابهم أفضل من حضورهم
- هل كان إسقاط البعث يستحق كل هذه التضحيات (2-2)
- هل إسقاط البعث يستحق كل هذه التضحيات؟
- في الذكرى العاشرة لتحرير العراق من الفاشية
- قراءة في كتاب: إغلاق عقل المسلم
- ما مستقبل المرأة بعد الربيع العربي؟
- نحو علاقة عراقية-أمريكية متكافئة
- من وراء تظاهرات (العز والكرامة)؟
- تضامناً مع المفكر أحمد القبانجي
- في العراق فقط، الخيانة الوطنية عمل وطني!
- هل صححت السعودية سياستها من العراق؟
- هل الحل في تقسيم العراق؟
- العراق في مفترق الطرق
- رد متأخر على مقال: أسباب اضطهاد الشيعة
- لماذا يطالبون المالكي بالاستقالة؟
- إنتفاضة شعبية..أم فتنة بعثية طائفية؟
- أيها الديمقراطيون، هل اتضحت لكم الصورة الآن بما فيه الكفاية؟


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - لماذا مطالبة المالكي بالاستقالة؟ (تكملة)