أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال قرامي - الموازى














المزيد.....

الموازى


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4078 - 2013 / 4 / 30 - 13:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنّا نخال أنّ الحراك الذى شهدته المنطقة سيؤدى شيئا فشيئا، إلى الانتقال من عقليّة الفكر الواحد وهيمنة الحزب الواحد والزعيم الأوحد والخطاب الرسمى، و...إلى مناخ فرضته الثورات سمته الأساسية توفير الحريات وتمكين المواطنين والمواطنات من الاستمتاع بحقوقهم وأداء واجباتهم فى كنف الاستقرار والأمن ودفع الجميع إلى المساهمة فى إرساء أسس الديمقراطية التشاركية وثقافة العيش معا.

ولكن ما نعيشه اليوم هو مأسسة سياسة الموازى: الرئيس الموازى، الحكومة الموازية، الشرطة الموازية، الخطاب الموازى، الزواج العرفى الموازى للزواج الرسمى، والإعلام الموازى: قناة الزيتونة، قناة المتوسط،... التعليم الزيتونى الموازى، الخطاب الدينى الدعوى المسجدى الموازى للخطاب الدينى الرسمى، الجمعيات النسائية والجمعيات الخيرية الموازية للمجتمع المدنى الفعلى، والتى لا هدف لها سوى تدمير الهوية التونسية والإسلام التونسى المرن والمنفتح، واستبداله بإسلام وهابيّ المنبت وتغيير نمط العيش التونسى بنمط وافد تجلّى في: عطور وعباءات وأغانى ولهجات وكتب وممارسات وسلوك كنّا نعتبرها من مميزات بلاد المشرق.


إنّ كلّ هذه المظاهر والخطى الحثيثة التى تسعى إلى قلب الأمور رأسا على عقب مدعومة بنصرة الإخوان الوافدين من مصر والسعودية والكويت والبحرين وغيرها هؤلاء الذين شدّوا الرحال إلى قبلتهم المفضلّة: تونس لتحقيق «النصر المبين على بنى علمان». وهى جهود تثبت أنّ الإسلام السياسى فى المنطقة يتصارع مع الزمن من أجل تحقيق مشروعه الجوهرى المتمثّل فى تنميط الجميع تحت راية واحدة :»الأمّة» هو السعى الحثيث إلى السيطرة على إنتاج المعانى والتصوّرات وصهر الجميع فى خانة واحدة ضمانا للولاء والطاعة.

تبخّر أنموذج الإسلام التركى الذى روّج له حزب النهضة قبل الانتخابات فى محاولة لكسب فئة من اليساريين فى الداخل ومغازلة الغرب خدمة لمصالحه المتمثّلة فى بناء الشرق الأوسط الجديد. لم يعد الأنموذج التركى يغرى لأنّه لم يكن مبنيّا على توجّه عقدى مطابق لما يحمله النهضاويون من تصوّرات ولذلك لم ينتهج هؤلاء السياسة التى تبنّاها الإسلاميون فى تركيا والمتمثّلة فى عدم التورط فى تغيير نمط عيش الناس إذ لم يبدّد هؤلاء جهودهم ولا أموالهم فى فرض نموذج الجلوس والأكل والشرب والمشية والصلاة وتحديد موقع المرأة فى الأسرة... ولم يتلاعبوا بالمكتسبات ولم يحلموا بتدمير الدولة بل على العكس من ذلك عملوا على تطوير المؤسسات وخدمة الاقتصاد الوطنى.

أمّا حكّامنا الجدد فإنّهم ما رغبوا فى القطع مع الماضى بممارساته ومضامينه وآلياته وسياساته... خطّتهم الاختراقية تروم السيطرة على مفاصل الدولة وتوحى بهيمنة جديدة تحت غطاء الدفاع عن الدين والحفاظ على الهوية الإسلامية والتى ستؤدى إن كتب لها النجاح فى تثبيت قاعدة لا يسألون عما يفعلون... وهم يسألون».

إنّ تكريس سياسة الموازى والسعى إلى الاختراق عبر إعادة تشكيل المفاهيم وفق دلالات جديدة تكرّس مبدأ الازدواجية : ازدواجية الخطاب والسلوك والتوجّهات والمرجعيات والصورة التى نبنيها عن تونس الغد ونروّج لها ...وبيّن أنّ الجميع سيرتكز على دستور واحد ولكن كلّ سيؤوله بطريقته ووفق فهمه ومرجعياته لاسيما وأنّ النسخة الثالثة من الدستور حمّالة أوجه فيها ثوابت الإسلام ورعاية الدولة للمقدّس.

إنّ محاولة الاستيلاء على الدولة عبر صنع مجتمع بديل على مقاس حزب الأغلبية وتصوّره الأيديولوجى يذوّب تونس فى الأمة، والخصوصية التونسية فى الهوية العربية الإسلامية، ويسحق الفرد باسم الدفاع عن الأسرة فالأمة، ويذوّب كينونة المرأة فى متطلبّات الأسرة... مُحصّلة كلّ ذلك شخصيّات معطوبة وغير سوية تعيش ازدواجية السلوك والتفكير والعمل والحال أنّ بناء الديمقراطية يتطلّب الحسم وشجاعة «قطع الوصلة وإحداث القطيعة إذ لا يمكن أن نعتمد الشىء ونقيضه.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على الخطى «المباركيّة» نسير
- كل شىء بالسيف.. إلا المحبة بالكيف
- «ستربتيز» striptease.... أو عرى الثورة
- ارفعوا الوصاية عن النساء التونسيات
- حرمة المجلس التأسيسي
- حَملتمونا على أعناقكم ...ثمّ هويتم بنا أرضا
- كرّ وفرّ.. وإقبال وإدبار
- إن شعبا لا يُجيد الرقص لا يمكنه أن يُنجز ثورة
- مجلس حكماء.. غيّبوا فيه النساء
- دولة مدنية .. بشرطة سلفية
- حراك داخل المؤسسة الأمنية
- ثوابت الإسلام أم ثبات المواقف؟
- ربيع الثورات.. ربيع جنسى
- هل نحن فى تونس أم فى «تونستان»؟
- النسوية الإسلامية: حركة نسوية جديدة أم استراتيجيا نسائية لني ...
- استفزاز
- بشرى لرجال بلادي بإرخاء اللحى
- إن كان العهرفي شرعكم هو هذا ...فأنا عاهرة
- لا خوف بعد اليوم
- النساء والثورات والعنف


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال قرامي - الموازى