|
البونس في القطاع المصرفي مرة أخرى
خليل زينل
الحوار المتمدن-العدد: 1171 - 2005 / 4 / 18 - 10:52
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
أثار موضوعي السابق والمعنون بـ (معاودة البونس ولكن في القطاع المصرفي) ردود فعل متباينة وايجابية بمجملها خاصة بين النقابيين وأصدقائهم الملتفين حول نقابة المصرفيين وهي نقابة شبه قطاعية تتعامل مع العديد من إدارات البنوك المتعددة المشارب والأساليب الإدارية عدا عن العقليات الجامدة والتقليدية والتي لا تعترف بالزمن ومتغيرات العصر وأدواته في حرية التنظيم النقابي وفق القوانين الدولية التي وقعتها البحرين وحرية التعبير وفق ميثاق العمل الوطني الذي أقره شعب البحرين بما يصل إلى إجماع وكذلك الدستور.
لهذا لم يكن غريباً أن نرى عدم القبول بل الامتعاض وردود الفعل السلبية من فئة المدراء المتنفذين ولسان حالهم يقول شجعنا مبدأ البونس وتقنينه في القطاع الحكومي بهدف زيادة المبالغ التي تضخ في أوردة البنوك وإذا بالموضوع يأخذ منحنى عكسي ، في حين أن مؤسسات الدولة المعنية بتنظيم آليات البونس والمعادلات المرتبطة بها كمكافأة تشجيعية وكحقوق مكتسبة فهي في سبات عميق وكأن حقوق الأفراد ومستحقاتهم لا تعنيهم من قريب أو بعيد وأخص بالذكر مؤسسة نقد البحرين والتي لا تنظم حق أو تصيغ قانون إلا بموافقة إدارات البنوك وتسعى نحو ترضيتهم بشتى الطرق وتستشير جمعية رؤساء البنوك - جمعية المصرفيين - والمعينين من قبل رؤساء مجالس إدارات البنوك في حين نصيب نقابة المصرفيين وهي ضمير هذا القطاع والمدافع عن حقوقهم ومنظم مطالبهم لا تزيد في أحسن الحالات عن مقابلات بروتوكولية لدى انتخاب كل دورة جديدة للنقابة كل عامين في حين الاجتماعات الرسمية والدورية مستمرة مع جمعية المصرفيين ولديها مقر في معهد البحرين للدراسات المالية والمصرفية بالجفير مع توفير كافة المستلزمات الإدارية والبشرية في حين تمثيل النقابة في المجلس النوعي للتدريب المهني في القطاع المصرفي لا يتعدى شخص رئيسها بين خمسة عشرة عضواً معينين وحضوره مجمد لرفض البنك الذي يعمل به ترخيصه لحضور هذه الاجتماعات في حين أن مديره يحضر تلك الاجتماعات – يا للمفارقة – و مفارقة أخرى حين وفرت وزارة المالية مشكورة مقراً لنقابة المصرفيين ولكن بإيجار شهري مع تحمل النقابة - والغير مدعومة إلا من نشاطات وتبرعات أعضائها - كافة المصروفات الشهرية المكررة والغير مكررة في الفعاليات المتعددة والمتنوعة التي تقوم بها والتي تراعي مصالح أطراف الإنتاج الثلاثة وبحس كبير للمسئولية والشعور الوطني تجاه الجميع وبدون أنانية في حين أن الأطراف الأخرى لا تمل من وضع العراقيل أما النشاط النقابي وليس أخرها عدم اعتراف بنك وطني بنقابة المصرفيين ما لم يتم تزويده بأسماء أعضاء النقابة العاملين في تلك المؤسسة في خطوة تراجعية تذكر بأساليب قانون أمن الدولة السيئ ، وسيف العقوبات مسلط على الأرزاق إن تقدم أو تجرأ أحداً ما إلى النقابة بشكوى أو حتى اقتراح لتطوير العمل وبيئته وهذا قليل من كثير نستطيع البوح به.
وفي الجانب الآخر سعدت بملاحظات زملائي النقابيين وتوضيحاتهم في حين أن خلافنا مع إدارات البنوك ليس على مفهوم البونس أو حتى المبالغ المخصصة لذلك ولكن خلافنا يكمن أساساً في التوزيع الغير العادل للبونس وهالني ما فعله بعض المدراء التنفيذيين خاصة المتنفذين ، من توزيع أقل ما يقال عنه غير منصف مانحين أنفسهم وبطانتهم ، خاصة بعض سكرتيراتهم الشيء الخيالي حارمين باقي الموظفين من كل شيء عدا الحسرة وموظف القهر. فهل يعقل أن يحصل مدير شئون الموظفين على أكثر من عشرة رواتب (بونس) وسكرتيرته على ثمانية رواتب في حين باقي أفراد دائرته دائرته الحرمان؟؟ وهل يعقل أن يحصل غالبية الأجانب على خمسة إلى عشرة رواتب يعملون في البحرين بعقود خارجية تتضمن الكثير والكثير من المزايا لا يحلم بها سيد القوم في بلدهم مثل الاشتراك في ناديين صحيين والدراسة والعلاج محلياُ وخارجياً لأفراد أسرته ، عدا عن مخصصات السفر السنوية والأجازات المطولة وتوفير جميع مستلزمات السكن وتفاصيله بدأًًً من التنظيفات والصيانة والأمن إلى برك السباحة ، أخيراً وليس آخراً قطة اليفة أو حتى كلب بمواصفات معينة ولي تجربة شخصية في ذلك.
تقول السكرتيرة ب.و.ن.س: أعمل في بنك وطني تجاري منذ سنوات ، تبادلت مع سكرتيرة أخرى الوظيفة والقسم ولا أحب أن أشير إليها أو أقلل من شأنها من حيث الكفاءة والقدرات والشهادات والجمال ، أترك هذا الحكم للآخرين ولكن من عسف المتنفذين أنني لم أحصل على البونس كليةً في حين هي تحصل على ثمانية رواتب كبونس - اللهم لا حسد - فأين الإنصاف والعدل وتضيق الفوارق بين الموظفين؟!! وينطبق عليهم المثل العراقي: " سبعة كدادة ومرة هدادة ".
أن مثل هذه الحالات المجحفة كثيرة - الحرمان لنصف الموظفين تقريباً والدلال لنصفهم الآخر – و لا يشجع على الإبداع والابتكار بل بالعكس يزيد من حدة الأحقاد الاجتماعية وتداعياته المتعددة وردود الفعل المتنوعة والتي لا نعرف مداها ويتعاكس مع المشروع الإصلاحي لجلالة الملك والذي حفظ حق التشكيل والتنظيم النقابي وفق المرسوم الملكي رقم 33 بشأن تأسيس النقابات والصادر بتاريخ 24/9/2002م. إن عدم تعاون بعض المؤسسات المالية مع نقابة المصرفيين وعدم اعترافهم بالنقابة جهاراً نهاراً هو بمثابة عرقلة المشروع الإصلاحي وعدم الاعتراف به ضمناً ، وهل إصدار قانون العمل الجديد وما يتضمنه من تفرغ نقابي يسد مثل هذه الثغرات والتشوهات في الجسم المصرفي والذي يساهم بحوالي 20% في الناتج القومي ؟؟ وهل سماع محافظ مؤسسة نقد البحرين لملاحظاتنا هذه سيحل الإشكال؟؟؟
إن المطلوب هو تشكيل لجنة مشتركة من جميع أطراف الإنتاج الثلاثة – المستثمرين ممثلة بجمعية المصرفيين وغرفة تجارة وصناعة البحرين، والمستخدمين ممثلة بنقابة المصرفيين والاتحاد العام لنقابات عمال البحرين والدولة ممثلة بمؤسسة نقد البحرين و وزارة العمل – وبمشاركة مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالحقوق عامة والحقوق العمالية خاصة وتحت إطار البرلمان بغرفتيه بهدف تنظيم وتشريع وتقنين البونس في القطاع الخاص أسوة بما هو مطروح في القطاع الحكومي. إن مثل تلك الخطوة ستحفظ حقوق الجميع وخاصة العاملين في القطاع المالي والمصرفي.
فهل نستفيد من التجربة الأردنية في تثبيت الحقوق المكتسبة - الغير قابلة للنقض أو التغيير أو التحايل أو الالتفاف - وفق الآليات الدستورية المعتمدة و المعهودة في دولة القانون والمؤسسات الدستورية ، أم تظل الأمور عالقة كالمعتاد مبني على المجهول وهو مبني للمعلوم مع الاعتذار لسيبويه ؟؟!!!
خليل زينل – مصرفي ونقابي 14/4/2005م
#خليل_زينل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنور ياسين يسطعُ نوراً في البحرين
-
معاودة البونس ولكن في القطاع المصرفي
-
50 نخلة 50 دانة 50 شمعة للبحرين بمناسبة الذكري الخمسين لتأسي
...
-
قراءة في الانتخابات العراقية
-
شاهِدُ عَصْرٍ عَلى عَََتَبَة شاهِدِ قبْرٍ
-
صوملة العراق هدف - المعادون للامبريالية- 1-2
-
قراءة نقدية اولى فى مشروع برنامج المنبر الديمقراطي التقدمي
-
حصرايل تستقبل فـرج اللـه الحـلو بالوفاء
-
بين ثورات العراق الوطنية و تسليم السلطة المطلوب : كنس الدكتا
...
-
المنـــــبر يحتفي بعمالــــه في عيدهــــــم
-
شــــموخ كالنخـــل .. شــــموع كالنحـــل - الجزء الاول
-
كتابة على صفحات الطفولة
-
للشهادة طعم الحياة - مهداة الى روح الدكتور هاشم العلوي في ذك
...
-
شــــذرات من عالم المال والكوبونات .. بمناسـبـة عيد الاضحى
-
فى ذكري على مدان
-
لك الله يا جار الله
-
أحفــاد فهــــد
-
المصرفــيين يحـتـفـون بالمصرفـيون
-
القراءة فضاء المعرفة .. نضج التجربة
-
أخضركالنعناع أحمركالتفاح ُمزهر رغم الجراح
المزيد.....
-
تأكيد المواقف الديمقراطية من الممارسة المهنية وعزم على النهو
...
-
وزارة المالية العراقية : موعــد صرف رواتب المتقاعدين في العر
...
-
“اعرف الآن” وزارة المالية تكشف حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين
...
-
مركز الفينيق: رفع الحد الأدنى للأجور في الأردن: استثمار في ا
...
-
تعرف على موعد صرف رواتب الموظفين شهر ديسمبر 2024 العراق
-
تغطية إعلامية: اليوم الأول من النسخة الأولى لأيام السينما ال
...
-
النقابة الحرة للفوسفاط: الامتداد الأصيل للحركة النقابية والع
...
-
مركز الفينيق: رفع الحد الأدنى للأجور في الأردن: استثمار في ا
...
-
وزارة المالية بالجزائر توضح حقيقة زيادة 15% على رواتب المتقا
...
-
اصابة مدير مستشفى كمال عدوان وعدد من العاملين بقصف مسيّرات ا
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|