أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن الجنابي - خطاب الكراهية المنفلتة














المزيد.....


خطاب الكراهية المنفلتة


حسن الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 287 - 2002 / 10 / 25 - 03:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 

 

من المؤسف حقاً أن تنشر صحف المعارضة العراقية مقالات لاتقل بؤساً وتخلفاً وعدوانية عن "نقيضتها" المنشورة في صحافة السلطة. فالمقالات "المعارضة" التي تتناول شخص عدي ابن صدام حسين، على سبيل المثال لا الحصر، تضيف، في أغلب الحالات، صفة "الكسيح" أو "المعوق" بعد ذكر اسمه للحط من قيمته وتجريده من انسانيته. ولم يخجل بعض الكتاب، ممن تؤنسهم الشتائم، من الصاق كلمة "الخصي" تعبيراً عن العجز الجنسي الذي يعتقد أن عدي يعاني منه بعد تعرضه لمحاولة الاغتيال الشهيرة في اواسط التسعينات، وامعانا في الخوض في بحر الكراهية المنفلتة، واللغة المتخلفة، والبذيئة التي يفترض أن يترفع عنها المعارض باعتباره بديلا ارقى لما تمثله السلطة من انحطاط وتوحش وهمجية. وإذ أوافق على فكرة أن الجانب الهمجي في شخصية عدي الاجرامية يغلب على جانبها الانساني، وأتمنى لو أنه قتل في تلك المحاولة وتخلص الناس من شروره، لكن كونه كسيحاً ومعوقاً أو عاجزا جنسيا، لا يدل على انعدام انسانيته، ولا يصح استخدام ذلك للحط من قيمة الخصم او العدو السياسي مهما كان حجم الغضب والسخط ضد ممارساته.
 فالانسان عرضة للعوق الجسدي والاصابة التي قد تخلف هذه العاهة أو تلك، فضلا عن امكانية حدوث ذلك بشكل طبيعي للمواليد الجدد. ولايخلو أي مجتمع من المعوقين، والعاجزين جسدياً، وكبار السن، والمصابين بأمراض مستعصية. أما في المجتمعات المقموعة، كمجتمعنا، فإن نسبة هذه الفئة من السكان كبيرة جداً نتيجة لحروب الدكتاتور، وسياساته الاجرامية القائمة على القمع اللامحدود، وبتر اعضاء الجسد، والصدمات الكهربائية، والتعليق في السقوف، والركل، واللكمات، واستخدام الغازات السامة وغير ذلك مما برعت به السلطة الطاغية وخبّره المعارضون العراقيون بشتى الوانهم وانتمآتهم السياسية. والمعارض الذي يلجأ لاستخدام لغة الكراهية والاستعلاء القبيحة هذه يهزأ، بالنتيجة، بضحايا الحرب والدكتاتورية من المعوقين، والقاصرين، والمشردين، والايتام، والارامل. ويعجز عن بناء مجتمع التكافل الذي يوفر الطمأنينة والامن والمساواة لافراده غير المحظوظين، وخلق الشروط الانسانية للعيش الكريم مما تفرضه القيم الدينية والخلقية والاجتماعية التي جبل عليها المجتمع العراقي الذي عرف قيم التعايش والمحبة والتآزر بين فئاته ومكوناته المختلفة.
لقد الفنا خطاب السلطة العراقية البائس، والمتخلف، والطائفي، المتميز بالاستعمال الكثيف للشتائم، والقذف، والعبارات النابية، والقبيحة، التي تنتقص من قيمة الخصوم، والتشفى بفقرهم، وسبل معيشتهم، والاستهانة بمعتقداتهم، وطقوسهم، وغير ذلك مما يحاسب عليه القانون في الدول الديمقراطية باعتباره اعتداءاً على حقوق الافراد، وتمييزا ضدهم.  ولكي يكون المرء صادقاً في معارضته ومخلصا لقيم العدالة، وبديلا شرعيا للسلطة القائمة، عليه أن يمنع تسرب هذا الخطاب السقيم الى صحف المعارضة، ويتجنب مبادلة الشتائم، ومشاعر البغض والكراهية، ويلتزم بقيم اخلاقية مترفعة عن الصغائر، تعتمد برنامجا انسانيا يستمد مقوماته من تجارب الخير والتسامح والتكافؤ.
إن معوقي الحرب، والضعفاء، والمعوزين، والعاجزين يستحقون كل رعاية واهتمام لمساعدتهم في العيش الكريم في عراق المستقبل، وعلى كتاب الصحافة المعارضة أن ينتبهوا لهذا الجانب الحيوي، عند الكتابة، وعدم الانسياق وراء الضغينة والكلام البذيء الذي اختص به اعلام السلطة.


Dr Hassan Janabi
P.O.Box 4905
North Rocks, NSW 2151
Australia
[email protected]



#حسن_الجنابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم الاهوار
- الاستبداد والتنمية في العراق
- الطغاة وهوس السلطة - العراق نموذجا
- ملاحظات حول العمل الحزبي المعارض
- ألحرب ضد الارهاب تتحول الى عقيدة سياسية
- المواطن ومحيطه في الدولة المستبدة
- إشكالية المناخ والبيئةوالديمقراطية السياسية


المزيد.....




- شاهد.. ركاب يقفون على جناح طائرة بعد اشتعال النيران بمحركها ...
- سوريا.. القلم الأخضر بيد أحمد الشرع عند توقيع الإعلان الدستو ...
- كالاس: وشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إلا ...
- الاتفاق بين دمشق والأكراد.. ماذا عن التفاصل والآثار المحتملة ...
- سوريا.. محافظ اللاذقية يعزي سيدة من الساحل في مقتل نجليها وح ...
- شيخ الموحدين الدروز الحناوي: لم نطلب الحماية من أحد ويجب إعط ...
- طهران: العقوبات الأمريكية الجديدة دليل على الخداع وخرق القا ...
- حريق ضخم في أحد مباني المعامل المركزية لوزارة الصحة المصرية ...
- محامو الطالب الفلسطيني محمود خليل يطالبون بالإفراج الفوري عن ...
- اكتشاف قد يحدث ثورة في علاج داء الثعلبة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن الجنابي - خطاب الكراهية المنفلتة