أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي ديوب - قصة موت معلن في اللاذقية!؟














المزيد.....


قصة موت معلن في اللاذقية!؟


علي ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 1171 - 2005 / 4 / 18 - 10:26
المحور: حقوق الانسان
    


في رواية ماركيز الشهيرة بعنوان " قصة موت معلن" ما يصلب الروح على خشب الرعب و العجز و الخور، و يسجن العقل في قفص الترقب و الذل و الخساسة.. و ذلك من خلال سرد حكاية شابين يعلنان عن عزمهما على قتل الشاب(س)- جهارا نهارا، و على مرأى و مسمع جميع أهل البلدة الموطوئين بنعال القهر و حوافر القوة المنفلتة من أي عقال... و تتحول البلدة كلها إلى عراء، لا ظل فيها يظل أو مأوى يؤوي الشاب الذي ينتظر حتفه الداهم، و المؤكد. و لا حام يحميه من هذه النهاية التي لا راد لها، و التي تكشف عن أن البشر، في البلدة، بكل تنوعاتهم، ليسوا سوى هياكل حنطها التسليم بالعجز، فتدلت رؤوسها- المطأطئة بالاستكانة و صمت القبور- مثل رؤوس عيدان الثقاب المحترقة... و لا يبقى ثمة أثر لحياة إلا للسكاكين التي يشحذها المجرمان، ببرود، و تريث. ربما لقناعتهما بالقدرة المطلقة. ربما للاستمتاع أكثر بلذة القتل.. و ربما.. و ربما؛ و لكن لم العجلة؟! و هل ثمة مهرب لأحد من عقابهما!؟؟
جريمة الاعتداء التي وقعت على الشاب شادي دليلة- الابن الوحيد للدكتور عارف دليلة، الخبير الاقتصادي، و الناشط الإنساني الجريء- داخل بيته باللاذقية، تذكر بقصة موت معلن، تلك. و ربما تدفع ماركيزاً آخر في اللاذقية لتأريخها يوماً ما- يوم ترتفع الرؤوس المطأطئة، و تخرج الأجداث من القبور الكتيمة... و حتى ذلك اليوم، سيبقى الصمت سيد الخوف، و تتصنع الأفواه المقفلة وقار الحكماء.
و جمعيات حقوق الإنسان، ما جمعيات حقوق الإنسان.. إنها تتكاثر في بلدنا، و لكن على طريقة تكاثر الأيمان، التي يقسم بها كل من الوالي، و نزولا حتى القاضي، بالحفاظ على " شرف الأمة"، في قصة عزيز نسين التي تحمل عنوان( التنكة)! أم أنهم اكتشفوا أن الاعتداء لم يقع بحق بشر؟ جائز!
نزولا عند طلب كريم، من أخت كريمة ممثلة الاتحاد الأوربي، سيتم الافراج- بين يوم و ليلة- عن النائبين( الرلمانيين) رياض سيف( و هو صديق أعتز به) و مأمون الحمصي... و لكن أحدا في الغرب أو الشرق- اللهم غير الغلابى أمثاله- لم يطالب إسمياً بالإفراج عن عارف دليلة؛ فهل من المعقول أن يتم الإفراج عنه بلا ثمن؟ ترى ألأنه لا يوجد من يدفع فدية الرهينة دليلة، ثمنا عينيا، تم الاقتصاص منه عبر ثروته الوحيدة- ولده الوحيد؟
إذا كانت جمعيات حقوق الإنسان، و ممثلة الاتحاد الأوربي يقدمون صيغة مجتزأة و غير نزيهة، في فهمهم العملي عن الديمقراطية، و هم في مرحلة الترويج و الدعاية؛ فما عساها أن تكون بضاعتهم حين تسود السوق، بلا منازع!!
في القرية الماركيزية، كما في اللاذقية السورية، تنوع بشري يشمل المهرج و المجرم، الحكيم و الأحمق، العملي و العاشق، الكذاب المرح و الصادق الجاد، القاسي و الرحيم، الغليظ و اللطيف... هذه حقيقة البشر الجوهرية في كل مكان، و حين تبدو أنها انمسخت إلى نسخة واحدة، فإنما تكون لبست لبوساً تموه به حقيقتها، و تتقي هجمات أعدائها. و في مثل هذه الحالة لا يعكس المظهر السائد سوى السكاكين و شاحذيها، يصولون و يجولون في الساحات و البيوت و المشافي أيضا(!!؟؟)، و أما في الملاجئ فبقية من القامات المنكسرة و رؤوس عيدان الثقاب المحترقة.



#علي_ديوب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فكرة- لبنان تموت إذا استبدت به كراهية الغير-
- بالشكر تدوم النجوم


المزيد.....




- اليونيسف: 90% من سكان غزة لا يحصلون على المياه
- برنامج الأغذية العالمي: باكستان تواصل عرقلة دخول شاحنات المس ...
- لازاريني: انهيار الأونروا سيحرم جيلا كاملا من أطفال فلسطين م ...
- اعتقال نحو 100 متظاهر مؤيد لفلسطين بعد اقتحام برج ترامب في ن ...
- نيويورك: وقفة في برج ترامب تندد باعتقال طالب بجامعة كولومبيا ...
- ألمانيا تحقق مع مشتبه بهم في تهم تتعلق بالعمل القسري والاتجا ...
- ليبيا: الأمم المتحدة تحذر من المعلومات المضللة وخطاب الكراهي ...
- الأمم المتحدة: حرب السودان هي أسوأ أزمة إنسانية وهناك 30 ملي ...
- يونيسف: 1.3 مليون طفل دون الخامسة بالسودان يعيشون في بؤر الم ...
- -لم نعد أمريكا بعد الآن-.. شاهد كيف علق سيناتور أمريكي على ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي ديوب - قصة موت معلن في اللاذقية!؟