|
النقابات العمالية أداة لتصحيح السياسات الاقتصادية
محمود خليفه
الحوار المتمدن-العدد: 4077 - 2013 / 4 / 29 - 20:31
المحور:
ملف حول مشكلة البطالة في العالم العربي وسبل حلها، بمناسبة 1 ايار- ماي 2013 عيد العمال العالمي
ومدخل للعمل اللائق ولتحقيق النمو والنجاح في التنمية
أمين مساعد في الاتحاد العام لعمال فلسطين
بفعل الاحتلال الإسرائيلي وما سبقه من احتلالات، وبسبب الإجراءات والتدابير المفروضة على الاقتصاد الفلسطيني، وفشل وعتم السياسات الاقتصادية والاجتماعية للحكومات المتعاقبة في التنمية والتشغيل، وفي السياسات العمالية والنقابية. وما ترتب على ذلك من تفاقم واشتداد الأزمات والمآزق الاقتصادية، وأثارها على المجتمع الفلسطيني بمختلف فئاته الاجتماعية وطبقاته وبرمته وفي مختلف الأماكن والمواقع والمحافظات. يعيش عمال فلسطين حياة الفقر والبطالة والعوز، ويتعرض للانهيار الصمود الوطني الذي لا بد منه ولا طريق غيره لمواجهة السياسات الاحتلالية الرامية لابتلاع الأرض وتهجير السكان وتهويد القدس. وتتضح محاولات إسرائيل لفرض وقائع سياسية جديدة ترمي إلى تصفية المشروع الوطني ونزعة فرض الاستسلام وحل الأمر الواقع الذي يديم النهب والاستغلال والتمييز. ويواصل الاحتلال سياسة الهضم والقضم للمقدرات والإمكانات الفلسطينية، وفرض القيود على التنمية والنمو، وتعميق النهب الاقتصادي والتبعية والتفتيت الاجتماعي والإنكار وإغلاق الآفاق السياسية وتبديد الآمال. في ظل هذا يعاني العاملون بأجر في مختلف القطاعات الاقتصادية والعاطلون عن العمل، كما تعاني فئات المرأة والشباب والمسنون والأطفال أشكالاً متزايدة من التهميش ومس المكانة الاجتماعية وإعاقة مناحي ومجالات الحياة الكريمة في الصحة والتعليم والسكن وبقية الحقوق الأساسية للفرد وللجماعة. فالتنافس الشديد على فرصة عمل وتدني الأجور عموماً وضعف القدرة الشرائية وارتفاع الأسعار وغياب الرقابة وضعف الدعم الحكومي وغياب التفتيش الصناعي وبيروقراطية الحوار الاجتماعي بسبب ضعف الإرادة السياسة للحكومة ووزارة الاختصاص، وبسبب ضعف التكوين البشري للجان السياسات العمالية والأجور والتشغيل والصحة والسلامة المهنية، واستمرار الإمعان في رفض إقرار القوانين والتشريعات اللائقة بالحماية الاجتماعية والضمان الشامل للبطالة وللعجز والشيخوخة والأمراض المهنية وإصابات العمل، عدا عن غياب وفشل تنفيذ قانون العمل وإغناءه وتطويره باللوائح وبالنظم وبالمحاكم المختصة والتنفيذية الفورية والمجانية للبت في علاقات ونزاعات العمل والامتناع عن إسناد ودعم العامل الذي يشكل الحلقة الأضعف في النزاعات العمالية. هذه السمات تميز بشكل واضح الحالة العمالية الفلسطينية وجبهة العمل وتدفع بالوضع إلى زيادة كبيرة في البطالة وفي اتساع دائرة الفقر والفقر المدقع. إن غياب نقابات عمالية فاعلة وقوية، وموحدة ديمقراطية في علاقتها مع جمهور العمال وتحوز على قوة التمثيل والاستقلالية وتخلص في تنفيذ البرنامج العمالي المستمد من هموم ومشكلات العمال المعاشية واليومية يزيد الحالة العامة سوءاً. لا سيما وأن منظمات أصحاب العمل تعيش ذات الضعف، وتعاني عدم الفاعلية وغياب الإرادة من جهة والتردد في الالتزام بتنفيذ السياسات والقوانين من جهة أخرى. لا بل يقف أصحاب العمل ومنظماتهم البيروقراطية وضعيفة التمثيل صفاً موحداً في مواجهة السياسات المالية والاقتصادية للحكومة، كما جرى في رفض الضريبة التصاعدية على الدخل وتعديل السياسات الضريبية وغيرها. الأول من أيار/ عيد العمال العالمي وعيد العمال الفلسطينيين، عيد النضال العمالي العالمي من أجل مصالح وحقوق العمال في الحياة الكريمة والعمل اللائق، عيد النضال ضد الانتهاكات المتعددة ضد العمال وجبهة العمل الفلسطيني، النضال ضد الاعتقال ومنع التنقل وضد التمييز والعمل الأسود، ومن أجل مساواة المرأة في العمل وضد عمالة الأطفال، والعيد مناسبة للكفاح من أجل الحقوق النقابية العمالية الأساسية في التنظيم النقابي وفي المفاوضات الجماعية وفي عقود العمل الجماعية والفردية، ومن أجل حوار اجتماعي وسياسات عمالية تسهم فعلاً لا قولاً في الحد من مشكلات البطالة والفقر وتدني الأجور والغلاء الفاحش ومن أجل الضمان الاجتماعي الشامل وتأمين الصحة والسلامة المهنية وتطوير التشريعات والقوانين. في الأول من أيار نرقب وننتظر قرارات الحكومة العتيدة وإرادة وزارة الاختصاص ونتطلع لدور النقابات العمالية ومنظمات أصحاب العمل، في تعديل وتطوير وتغيير السياسات الرسمية والممارسة العملية، وإرادة تطبيق القرارات الاقتصادية التي تعطي شيئاً يسيراً مما هو مطلوب من حقوق العامل ومصالح الفئات الاجتماعية المهمشة والدنيا من الشباب والنساء والخريجين الجدد والمتعطلين عن العمل عموماً. لقد انتظر العامل الفلسطيني قرار الحكومة حول السياسات المالية القائمة على التقشف وحماية المال العام من الفساد والهدر وإقرار الضريبة التصاعدية على الدخل. كما انتظر تحسين ظروف وشروط وبيئة العمل، وانتظر تحسين سبل وأساليب التدخل والرقابة على الأسعار، وجودة ومواصفات المنتج الفلسطيني والرقابة على الاستيراد. لقد حصد العامل كما حصد المجتمع الفلسطيني الرياح بفعل ضغط وتعنت أصحاب العمل وضعف إرادة الحكومة وانحيازها إلى أصولها وموقعها الطبقي والاجتماعي. لأن الحكومة الفلسطينية تمثل صاحب العمل والمشغل الأكبر في المرحلة الراهنة. وفي أيار العمال ومن أجل الخلاص من الواقع المزري الراهن، يتحمل عمال فلسطين ومنتجيها ونقابييها المسؤولية الوطنية والاجتماعية النقابية والطبقية كاملةً في رفض هذا الواقع النقابي الضعيف، والتمرد على استمرار تحويل العمال ونقاباتهم إلى واجهات شكلية لا تمثيل ولا دور عمالي لها. إن مصالح العمال وحقوقهم الأساسية والمعاشية لن تصان ولن تتحقق إلا بنضال نقابات عمالية جماهيرية قوية، موحدة ومستقلة، تشكل قيادة حقيقية لهم وتلتزم بالنضال اليومي للدفاع عن مصالحهم ولتحقيق أهدافهم. وفي أيار العمال، على عمال فلسطين ومنتجيها ونقابييها رفض حالة الشرذمة والانقسام المستفحلة في الحركة العمالية داخل الوطن في الضفة وغزة، والإعلان الفوري عن البدء بتوحيد نقاباتهم وحركاتهم العمالية في اتحاد وموحد وديمقراطي وبانتخابات شاملة من أدنى إلى أعلى ووفق قاعدة التمثيل النسبي الكامل. وعلى الحركة العمالية رفض التهميش والتغييب المتعمد عمالياً والمعتمد رسمياً تجاه عمال فلسطين وتجاه أبناء الشعب الفلسطيني ومنظماته الشعبية ونقاباته العمالية والمهنية في بلدان المهاجر والشتات وفي جميع الأماكن. على عمال فلسطين ومن أجل احتفالهم بعيدهم رفع الشعار العمالي العالمي المختبر والناجح "يا عمال فلسطين، ليس لكم إلا سواعدكم ونضالكم" من أجل تغيير السياسات الاقتصادية الرسمية القائمة، ومن أجل نقابات عمالية مستقلة عن الحكومة وأصحاب العمل تكافح من أجل الحقوق والمصالح العمالية الشاملة، لأن حرية وكرامة العمال لن يحققها إلا نضالهم وكفاحهم أنفسهم وبالتنسيق والتوحد مع الحركة العمالية الموجهة وفي مختلف أصقاع العالم فمصالح العمال واحدة وموحدة ويا عمال العالم وشعوبه الفقيرة توحدوا وتوحدوا.
#محمود_خليفه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حلقت بشكل غريب وهوت من السماء.. فيديو يظهر آخر لحظات الطائرة
...
-
من ماسة ضخمة إلى أعمال فنية.. إليك 6 اكتشافات رائعة في عام 2
...
-
بيان ختامي لوزراء خارجية دول الخليج يشيد بقرارات الحكومة الس
...
-
لافروف: أحمد الشرع وصف العلاقة بين موسكو ودمشق بالقديمة والا
...
-
20 عامًا على تسونامي المحيط الهندي.. إندونيسيا تُحيي ذكرى كا
...
-
من أصل إسباني أم إفريقي أم شرق أوسطي؟ كيف يعرف المقيمون الأم
...
-
مستشار خامنئي: مسؤولون أتراك حذروا إيران من إثارة غضب إسرائي
...
-
الحكومة المصرية تفرض قيودا على استيراد السيارات الشخصية
-
-الإمبراطور الأبيض-.. الصين تكشف عن أول طلعة جوية لطائرة من
...
-
الجيش الإسرائيلي: القضاء على قياديين 2 في -حماس-
المزيد.....
|