أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - إيها أكثر فعلا سياسيا.. البراءة من المذاهب أم البراءة من المذهبية














المزيد.....

إيها أكثر فعلا سياسيا.. البراءة من المذاهب أم البراءة من المذهبية


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4077 - 2013 / 4 / 29 - 15:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



كنت أود أن أضع توقيعي مع مجموعة المثقفين التي اعلنت أنها لم تعد منتسبة للمذهبين ولا معنية بمترتباتهما وذلك لسببين أولهما إنني لا أؤمن بالمذهبية, ليس لكونها مثارا للفرقة والتمزق فحسب, وإنما أيضا لما في المذاهب من خروج على العقل والمنطق. ولم أكن بحاجة إلى أن يتدهور الوضع السياسي إلى هذا الحد لكي أعرف طبيعة المنزلاقات التي تؤدي إليها هذه المذاهب, ويكفيني ان اعبر على التاريخ عبورا سريعا ثم اقف أمام إشكالات الوضع الحالي لكي أتعرف على الوحش الحقيقي الذي صنعته.
لكني مع ذلك أجد أن بإمكان المثقف أن يلعب دورا وطنيا وسياسيا أخطر فيما ظل يتكلم ضد الطائفية من داخل طائفته فيسقط بالتالي مقدما حجة أنه معادي للطائفة أو خارجا عليها أو لا علاقة له بها.. وأذكر أن بعضهم من الطائفة التي أحمل هويتها بالولادة قد هاجمني بحجة إنني معادي للشيعة, أو خارجا على صفوفها, لكن إجابتي التي لا شك أخرسته: إنني بالهجوم على الطائفيين من أبناء (الطائفة) التي أنتمي إليها بالولادة إنما أدافع عن أبناء هذه الطائفة ذاتها, على الأقل كناس وبشر, وإن لم يكن كفقه وتاريخ.
وأجزم أن تبياني لموقفي بهذه الطريقة قد أضعف حجته وأفشل مخططه لدفعي حتى أكون خارج مديات التغطية والتأثير..
إن علينا أن نسأل ما هو دور المثقف الآن, هل هو الإهتمام بتلميع هويته الخاصة أم إمتلاك وسائل وسياقات التأثير التي تضاعف قدرته على إيقاف التدهور.. إسأل نفسك: ماذا سيكون تأثير كلام الشيخ (الطفيلي) ضد تورط حزب الله في القتال لصالح بشار لو أنه نزع العمامة وأعلن خروجه الكامل على (الطائفة.. فقها وبشر) ؟ أنا أضمن لك أن تأثيره السياسي سيقل كثيرا. ولا أنكر إنني حاولت في مرات أن أتخاطب مع أحد الأخوة المفكرين بشأن إعلانه الخروج من المذهب لأقول له: كنت أتمنى أن تكون قد أعلنت موقفك العلماني الديمقراطي المتحضر بعيدا عن ذلك, لأن تأثيره عندها, وفي الإتجاه السياسي المطلوب الآن, كان سيكون بالتأكيد كبيرا ومباشرا لو أنك بقيت تعبر عن آرائك وأفكارك التنويرية من داخل الطائفة ذاتها, إذ أن كل ما نحتاجه نحن (السياسيون) في هذه المرحلة, ليس الصراع مع تلك المذاهب كمذاهب وإنما إبعادها عن عملية بناء الدولة.
لا احد بإمكانه أن يقف ضد هذا التحول التقدمي في حياة المثقف, فهو له الحق في تحولاته الفكرية وفي طريقة تقديمه لذاته, غير إن أهدافه السياسية من جهة أخرى, وفي مقدمتها الآن محاربة الطائفية ورجالها الشرسين, ستكون أسهل لو أن أمثاله من الرجال ظلوا يتحدون الطائفية والطائفيين في عقر دارهم وداخل حلبتهم.. خارج تلك الحلبة لن تكون هناك مباريات عادلة ولا متكافئة فوحوش الطائفية سيعلنون نصرهم نتيجة إنسحاب الخصم نفسه من المباريات وسيصفق الجمهور لمن ظل فيها.. تصور ما الذي تتمكن عمامة بيضاء أن تفعله في ساحة الأنبار لو أنها ظلت تحارب الطائفية والقاعدة والتكفيرين من داخل ساحة الأنبار وذلك بالمقارنة مع رجل قرر أن يخلع عمامته البيضاء ويعلن أنه لم يعد سنيا. وأجزم أن المفكر السياسي يعرف ما هو المطلوب في كل مرحلة لكي يبرمج دعواته بالإتجاه الذي ينتج فعلا.
من حق المثقف أن يتبرأ من عبثية المذاهب, لكنه إذا شاء أن يكون ذا فعل سياسي أكثر تأثيرا, عليه أن يعلم أن العمل من أجل الدولة العلمانية المتحضرة, ومحاربة تجار الطائفية من داخل الطائفة, سوف يجعله أكثر تأثيرا على عامة الطائفة مما لو كان خارجها, وسوف يجعل ذلك إمكانية محاربته من قبل الطائفيين مسألة صعبة.
إن المثقفين على الجانبين يحتاجون إلى خلق مساحة تبشير وتنوير متداخلة مع العامة من الطائفتين, وليسوا بحاجة إلى تأسيس نادي منعزل لهم, وهم بحاجة أن يحددوا مهامهم المركزية في كل مرحلة ثم يحددوا أفضل الوسائل لتحقيقها. وكما مع الدولة العلمانية فنحن غير ملزمين أن ننجر إلى الفخ الذي ينصبه رجال الدين السياسيين لنا والذي يؤكد على أن العلمانية كفر وإلحاد, وذلك بأن نعلن إلتزامنا بالعلمانية السياسية فحسب وليس بغيرها من العلمانيات, وهي علمانية معنية بفصل الدين عن الدولة وليست معنية بفصله عن المجتمع. وذلك بطبيعة الحال لا يقف ضد رغبة الشخص في ان يلتزم بما يشاء, لكن حينا تكون هناك مقارنة بين الإختيار الفكري الذاتي الطليق وبين مستلزمات الفعل السياسي المنتج فإن العمل من أجل الهدف لا بد وإن يتم من خلال إختيار الوسيلة الأكثر إنتاجا.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحويجة وأخواتها
- الثورة السورية... بين قوانين الطبيعة وقوانين السياسة
- مرة أخرى/ رجل الدين الصحيح .. علماني
- التاسع من نيسان.. جردة حساب سريعة
- الأغلبية السياسية.. الحل الصحيح في الزمان الخطأ
- رجل الدين الصحيح ... علماني
- السقوط بالتقسيط
- الوطنية والعمالة.. بين المعنى المخابراتي والمعنى الأخلاقي
- أصل المشكلة .. الإسلام السياسي.
- مرة ثانية... أيامنا كلها كربلاء وأيامهم كلها لندناء
- هل تقوم الحرب الأهلية وهل يتقسم العراق
- أيامنا كلها كربلاء وأيامهم كلها لندناء
- العلمانية عراقيا....... (2)
- صلح الفرسان ... ناس بلا وطن أم وطن بلا ناس
- الرجل الذي كسر قرن الثور
- العلمانية... عراقيا
- مرة أخرى... تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا
- تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا.
- الطائفيون وتظاهرات الأنبار
- إزاحة المحمود.... بين إتقان القيادة وإتقان المعارضة


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - إيها أكثر فعلا سياسيا.. البراءة من المذاهب أم البراءة من المذهبية