|
الوعي بدلاً من الوهم/ إشكالية الإسم (2)
خسرو حميد عثمان
كاتب
(Khasrow Hamid Othman)
الحوار المتمدن-العدد: 4077 - 2013 / 4 / 29 - 14:37
المحور:
سيرة ذاتية
الوعي بدلاً من الوهم/ إشكالية الإسم (2)
"عندما تأتي الرياح بما لا تشتهي السَفن" 5- أصبح خريجوا الجامعة لعام 1969، وبعدها، مكلفين بأداء الخدمة الإلزامية( الإجبارية) في الجيش العراقي اعتباراً من 1/1/1970 بموجب القانون الذي سُن بعد إستلام حزب البعث للحكم عام 1968، لأجله سافرت من بغداد إلى أربيل لمراجعة التجنيد في اليوم المحدد، منها تم تسفيرنا بالقطار إلى البصرة ومنها بالباصات الخشبية إلى العمارة يوم 3/1/1970. لقد كان أسلوب سوقنا والمعاملة التي تلقيناها من قبل المشرفين على النقل دون مستوى تعامل أىّ قروي مع حيواناته بكثير، مما حفزني أن أمتنع عن تنفيذ أمر الضابط المشرف على النقل من محطة قطارالبصرة بركوب باص خشبي مكتظ حتى سقفه في عز الشتاء للتوجه نحو مركز التدريب في العمارة، وبعد نقاش حاد إنظم معظم من كانوا ضمن الوجبة إلى جانبي ونزلوا من السيارات، لهذا إضطر الضابط المسؤول لمطالبنا بتو فير أعداد كافية من الباصات الخشبية بحيث يحصل كل واحد منا على مقعد يجلس عليه. كان التحول الفجائى من أجواء الجامعة و نمط الحياة المدنية في بغداد إلى التدريب الخشن والنوم في معسكرٍ يُفتح أبوابه للمغادرة والعودة في أوقات محددة عسيراً على الإستيعاب في البداية، لهذا قررت أن أنام في فندق داخل المدينة والحضور إلى المعسكر في أوقات التدريب فقط، وبعدها قررت النوم في المعسكر وكنت ضمن تشكيل الجنود غير المشمولين بالتدريب على السلاح، المعروفون بجندي شغل، ولم أنم في قاعة نوم الجنود إلا ليالي معدودة لأن رئيس العرفاء رمضان كان مسؤولا عن سريتنا قَدْ فرّغ غرفته لي و وجد مكاناً أخر لينام فيه، ولم يفد معه معارضتي لهذا(الكرم)، وكان للأسم الثلاثي الدور الأساسي في قرار رئيس العرفاء. وكانت خدمتي في الجيش لغاية أوائل حزيران 1970حيث تم تأجيلي لغرض تعيني في وزارة التربية- التعليم المهني. 6- أُخلي سبيل حميد عثمان من سجن أزادي القريب من الحدود الإيرانية خريف 1970 بعدما طلب عبدالخالق السامرائي بإسم أحمد حسن البكر مساء يوم 25/10/1970 من كبار مسؤولى الحزب الديمقراطى الكوردستاني المتواجدين في بغداد( عن طريق مكالمة هاتفية مع نوري شاويس بحضوري وبدون أن يستشير أحداً حسب قناعتي ) مغادرة بغداد فوراً وعدم العودة إلى بغداد إلا بعد إطلاق سراح حميد عثمان المسجون في سجن أزادي التابع للديمقراطي الكوردستاني بدون أي مبرر ولكونه لا ظهر له، بهذه اللغة بلّغ عبدالخالق السامرائى الوزير نوري شاويس . بعد إعادته إلى بغداد، مكسور الخاطر، كان مقتنعا بأن العراق يسير نحو مستقبل مجهول و لا يمكن إعتباره مكاناً أمناً لعائلتنا، حتى وإن إعتزل السياسة وإعتكف في البيت حيث توقع بأن يحاربوننا، عندئد، بلقمة الخبز في أحسن الأحوال، لأنه أدرك، حسب قناعتي، بأن الميزان في داخل قيادة حزب البعث العربي الإشتراكي أخذ يميل لجانب تكتل خطر الأساليب والنوايا والأهداف مسنود من خارج الحزب له الهيمنة الكاملة على المؤسسات الأمنية والقمعية للحزب والدولة ومن أولى مهام هذا التكتل تصفية الخط السياسي الذي كان يتزعمه عبدالخالق السامرائي، صاحب النفوذ الأوسع من بين الكوادر والقواعد الحزبية، وعلى الجانب الأخر الصورة المحزنة التي تشكلت عنده من خلال ما وضحه ملا مصطفى البارزاني له، حول ما يحيط به(بالبارزاني) خلال زيارته الخاطفة لحميد عثمان، خلسة، وهو في سجن أزادي. بدا واضحاً، لحميد عثمان، بأن من يمكن وصفهم بالحكماء من الجانبين قد عُزلوا تماماً وتم تحويلهم إلى واجهات أو رموز غير فاعلة ومعزولة عن طريق إحاطتهم بعناصر تعرف كيف تحجب عنهم المعلومات الصادقة وما يُدَبَرْ في العلن و الخفاء، وتُنَفِذْ أجندات، لقلة الخبرة أو الوقوع تحت مؤثرات أو مغريات أخرى، ستؤدي بالعراق، حتماً، إلى مستقبل مجهول. ونتيجة لهذه القناعة كان والدي مصراً على أن نهاجر من العراق فوراً. تمكنتُ من ثنيه على التنفيذ الفوري، حفاظاً على سلامتنا، والإنتظار إلى أن يتحين فرصة مناسبة لمغادرة العراق بأمان. كخطوة أولى قررنا أن نبتعد عن مسرح الأحداث نهائيا، تنفيذاً لذلك إنتقلت العائلة إلى أربيل وتركت أختي تانيا دراستها في كلية الحقوق في جامعة بغدار، وإنقطعتُ بدوري عن عملي الذي كان في مكتب الرسم والتصميم العائد للتعليم المهني في بغداد. خلال بحثي عن عملٍ بديل من بين ما كان يُعلن عنه في الصحف المحلية، قدمت على عملٍ كنت أتوقعه بعيداً عن الأنظار، تبين فيما بعد بأن العمل كان في مكان لم أكن أتوقعه، مقر الدائرة الصناعية في ديوان وزارة التخطيط، إلتحقت بالعمل، بسبب وضعنا المادي، وحاولت أن أكون في الظل وبقيت عدة أشهر على هذا الحال إلى أن كُشف أمري وعلِمَ بالموضوع عبدالخالق السامرائي، بهذا أصبحت بين حجري الرحى، من طرف يُحاول عبدالخالق، بخلقه الرفيع، إخراج حميد عثمان من صومعته وبالمقابل كان لدى حميد من المبررات، بقناعتي، بأن يكونا متباعدين. وأنا في خظم هذه المعمعة كان رئيس المهندسين سعدالدين الصابونجي، الذي كنت أعمل في مجموعته، يُعاملني أمام الأخرين بأسلوب يصل حد المهانة أحيانا، وكنت أتقبل منه دون معارضة في بادئ الأمر، لكنني تحسباً أن يكون الأمر جزأ من سيناريو الجزرة والعصا عندما إستمر الحال مع سعدالدين، نبشتُ في خلفيات سعدالدين وتبين بأنه كان مفصولا سياسيا بتهمة الشيوعية وأُعيد إلى الوظيفة بعد عودة البعثيين للحكم عام 1968، عندها عرفت السبب، وأخيراً قررت الإستقالة من هذه الوظيفة أيضا، بعد أن أسمعت سعدالدين كلاماً لم يكن يتوقعه، والبحث عن عمل أخر بعيدا عن بغداد هرباً من دماثة خلق عبدالخالق السامرائي ومن سوء معاملة سعدالدين الصابونجي متذكراً المثل العراقي : عرب وين طمبورة وين.
(يتبع)
#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)
Khasrow_Hamid_Othman#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الوعي بدلا من الوهم/ إشكاليات الإسم (1)
-
الوعي بدلا من الوهم/ الوجه الأخر للصورة
-
ذكريات من مدينة تتلاشى ذاكرتها( فاصلة 2)
-
ذكريات من مدينة تتلاشى ذاكرتها(فاصلة)
-
ذكريات من مدينة تتلاشى ذاكرتها (8)
-
ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (7)
-
ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (6)
-
ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (5 )
-
ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها (4)
-
ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(3)
-
ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(2)
-
ذكريات في مدينة تتلاشى ذاكرتها(1)
-
إعادة صياغة الذات
-
ميثاق شرف!
-
التمهيد لتأسيس لغة كوردية رسمية
-
الفارغون رقم 2
-
26// بين عامي 1984 و 1987
-
حورية ومعلقاتها على أبواب معبد(1)
-
ما كنت أحلم به (12)
-
تعقيبا على مقال…بمنظور غير سياسي(8)
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|