أخطر 30 عاماً في حكم مبارك لمصر

خليل البدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4077 - 2013 / 4 / 29 - 12:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كشفت مذكرات الرئيس السابق حسني مبارك أخطر 30 عاما في حكم مصر، منذ اغتيال السادات في حادث المنصة الشهير في 6 أكتوبر 1981 وحتى 11 فبراير 2011، وهو يوم تنحيه عن الحكم بعد اشتعال ثورة 25 يناير.
فقد أكد الرئيس السابق حسني مبارك على حقيقة هامة ذكرها في بعض هذه الأوراق المسربة وهي أنه أكبر مخدوع في التاريخ وأن جميع من كانوا يقفون خلفه خانوه وخدعوه وضحكوا عليه.
و قد أراد مبارك أن يدافع عن نفسه في بعض المواضع عندما قال:
أن السادات كان ينوي إقالته، وهذا الكلام كان يتردد من قبل، لكني ومن باب التحدي نجحت في الوصول لكرسي الحكم رغم الخلافات السياسية ورغم امتهان السادات لي ووصفه لي بأن مخي "تخين" (سميك) وأني بطيء الفهم.
وكشف الرئيس المصري السابق حسني مبارك في مذكراته أخطر 30 عاماً في حكم مصر، منذ اغتيال السادات في حادث المنصة الشهير في 6 أكتوبر / تشرين الأول 1981 وحتى 11 فبراير / شباط 2011، وهو يوم تنحيه عن الحكم بعد اشتعال ثورة 25 يناير / كانون الثاني.
وتتناول المذكرات، التي نشرت بعض الصحف المصرية فقرات منها الثلاثاء 13 مارس/آذار، الماضي العديد من الأسرار التي مرت بها مصر والمنطقة والعالم، وفي تلك المذكرات التي سجلها مبارك لصالح دار النشر البريطانية "كانون جيت" مقابل 10 ملايين دولار، نقرأ التحولات الكبيرة في حياة الرئيس السابق منذ كان طفلاً صغيراً في كفر مصيلحة وشعوره بالفقر المدقع لكثرة عدد أشقائه وراتب والده الضئيل الموظف بالمحكمة.
فقد ذكر مبارك في تلك المذكرات أن والدته رفعت عليه يوما قضية نفقة، بسبب ظروفها المادية الصعبة، فيما حدث التحول النوعي في حياته بدخوله الكلية الجوية العسكرية في العام 1949، مما أدى إلى تحسن أحواله المادية نسبياًِ، غير أن راتبه لم يكن يكفي لشراء بدلة مدنية جديدة فاضطر لارتداء البدلة العسكرية باستمرار، وعندما اكتشف ذلك زملاؤه راحوا يعايرونه بفقره.
كثيرة تلك المحطات التي وقف عندها مبارك في مذكراته والتي سجلها كاتب صحافي كبير تقاضى ثمن كتابتها 250 ألف دولار، أبرزها أنه كان يتطلع إلى اليوم الذي يودع فيه الفقر وينتقل في السلم الاجتماعي إلى طبقة أعلى.
وتناول مبارك في مذكراته علاقته بزوجته سوزان ويؤكد أنها كانت قائدته في الكثير من محطات الحياة، وقد طلبت منه الطلاق مراراً خلال علاقتهما الزوجية، وعندما أصبحت سيدة مصر الأولى بعد تسلمه الرئاسة تخلت عن هذا الطلب.
واعترف مبارك في مذكراته أن الرئيس السادات كان ينوي الإطاحة به من منصب نائب رئيس الجمهورية وأنه كان يمتهنه ويصفه بأنه بطيء الفهم، ولكن اغتياله حال دون ذلك.
ولم يستبعد مبارك تورط الزعيم الليبي السابق معمر القذافي في العديد من الاغتيالات منها اغتيال المعارض الليبي منصور الكخيا وموسى الصدر الزعيم الشيعي اللبناني وأشرف مروان زوج ابنة الرئيس السابق جمال عبد الناصر.
وأوضح مبارك أن أسباب اغتيال منصور الكخيا تكمن في أنه كان دائم المعارضة للقذافي من مصر، وكان يشكل خطراً على حكمه، لذا أراد القذافي إسكاته إلى الأبد، أما الصدر فلأنه انتقد القذافي كثيراً، فدعاه العقيد إلى ليبيا لتناول وجبة سمك وكابوريكا، ثم ألقى بجثته في البحر.
وبالنسبة لأشرف مروان، يكشف مبارك أن الدافع الرئيس لاغتيال القذافي له هو الاختلاف على عمولات السلاح بين أشرف وأبناء القذافي، بخصوص صفقة سلاح إلى إحدى الدول الإفريقية.
يذكر أن الرئيس المصري السابق حسني مبارك أنه كان يتشائم من الرقم 7 وهو نفس عدد وزراء الداخلية في عهده ونفس عدد رؤساء الوزارات التي تتابعت خلال حكمه.
وفي مذكراته أيضاً نقرأ محاولة القذافي تهريب المتهمين باغتيال السادات في حادث المنصة، باعتبارهم أبطالاً، لأنهم قتلوا عدوه اللدود (السادات)، الذي ضرب بنغازي بالطيران أواخر السبعينيات.
وكشف الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك في مذكراته التي تنشرها صحيفة روز اليوسف، انه كان يشعر بالتهديد والخوف من عمرو موسى وزير الخارجية المصري أبان النظام السابق و المرشح المحتمل للرئاسة حالياً، وانه قدم لجهاز مباحث أمن الدولة تقارير تخصه وهي التي حددت مصيره.
وكتب مبارك بالمذكرات أن موسى كان وزير خارجية مبارك منذ عام 1991 إلي عام 2001 ، وعندما أنتخب أميناً عاماً لجامعة الدول العربية في مايو 2001 كان بمساعدة مبارك وضغط سياسي كبير منه لأبعاده عن النظام بتعيينه في منصب عربي رفيع، وقال مبارك: " لو كنت ديكتاتوراً لقتلت عمرو موسى بسبب صوته العالي وتحديه الدائم لي وتطاوله علي في بعض الأحيان وتعمده إحراجي بشكل دائم ".
وقال مبارك عن موسى انه المسؤول الوحيد الذي رفع صوته في قصره طيلة 30 عاماً، وهو ما أثار سوزان مبارك التي طلبت التي طلبت يومها من زوجها ضرورة التخلص منه وطرده خارج النظام.
وأضاف مبارك في مذكراته أن سوزان طلبت إحالة موسى للمعاش غير أنه تحدي الجميع وقدم موسى لجامعة الدول العربية بناء علي نصيحة حبيب العادلي وزير الداخلية حتى يظل موسي مشغولاً بالمنصب وهمومه أطول فترة ممكنة لينساه الناس فيها في مصر نظراً للشعبية الجارفة التي حققها موسى خلال عمله كوزير للخارجية ومواقفه الشجاعه من إسرائيل، وكان العادلي قد حذر مبارك وسوزان طبقاَ لحديث مبارك من أنه يملك معلومات تفيد بأن موسي - علي حد تحريات العادلي - يتطلع لمنصب الرئيس وأنه توجد بينه وبين القذافي علاقة مريبة ولم يستطع العادلي وجهازه فك طلامسها، فقرر مبارك "اللعب في المضمون" على حد قوله وذلك بإبعاد موسي لجامعة الدول العربية.
و أثارت مذكرات الرئيس السابق حسني مبارك والتي انفردت إحدى الصحف المصرية بنشر مقتطفات منها في وقت سابق؛ جدلاً واسعاً في الأوساط الإسرائيلية كون مبارك تناول في مذكراته علاقاته الحميمة مع بنيامين بن اليعيزر الشهير بـ فؤاد ، وهو رجل حزب العمل الإسرائيلي، الذي تقلد مناصب كبيرة في حكومات إسرائيل المتعاقبة، من بينها منصب وزير الدفاع ووزير البنى التحتية، مشيراً إلى أنه كان يدفع له راتبا شهريا 25 ألف دولار من ميزانية رئاسة الجمهورية، كونه كان يعمل كمستشار له، وهذا الموضوع لم يعرفه أحد سوى زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق.
وفي مذكراته قال إن العديد من الزعماء في العالم العربي كان لديهم مستشارون سياسيون إسرائيليون ويهود، وكانوا يتلقون رواتب عن ذلك الدور، لذا لم تكن هناك أي مشكلة في العلاقات الحميمة بينه وبين السياسي الإسرائيلي فؤاد ، مؤكداً أن أندريه أزولاي ، المستشار اليهودي للعاهل المغربي السابق حسن الثاني لازال مستشاراً للملك الحالي محمد السادس .
من جانبه، نفى بنيامين بن اليعيزر تماماً تلك الأنباء، واصفاً إياها بأنها نكتة وثرثرة ، مؤكداً أنه لم يتلق قرشاً واحداً من أحد، وأن هذا الكلام نكتة من وحي الخيال.
وأجاب بن اليعيزر عن السؤال عما إذا كان يعتزم مقاضاة صحيفة روزا اليوسف بتهمة التشهير: لا أعرف ما إذا كان المكتوب في الصحيفة منشوراً فعلاً في كتاب، أريد أن أرى الكتاب أولاً، وعلى أية حال الحديث يدور حول ثرثرة ونكتة غير جادة .
وأضافت معاريف أنها سألت بن اليعيزر أيضاً عن الدافع وراء إقدام مبارك على القول بأنه كان يدفع له 25 ألف دولار شهرياً، فقال: لا أعرف، يجب أن أسأله، هو كان صديقي ولا أصدق أنه كتب هذا .


مبارك لم ينس –في مذكراته التي تنشرها جريدة روز اليوسف تباعاً في فصول- قصته مع زوجته سوزان ثابت بريطانية المولد والأصل لأمها الممرضة ليلى ماي بالمر ويكشف أن تصاريح زواج ضباط الجيش المصري من أجنبيات لم تكن مشكلة، حيث اعتاد الضباط منذ عهد محمد علي مرورا بضباط ثورة 1952 الزواج بأجنبيات ومنهن أميرات وهوانم سابقات في أسرة محمد علي، وأنه حصل على التصريح بزواجه من سوزان في أقل من 3 ساعات.
مبارك يخشى بشدة وبكلمات عميقة التأثير على زوجته سوزان لأنها على حد تقديره لن تتحمل العيش دون أن تكون السيدة الأولى في مصر، وأنها قالت له هذا المعنى، ويكشف أن مرضها المفاجئ بالقلب كان بسبب إدراكها أن السلطة والحكم قد زالا.
وكشف الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك أن زوجته سوزان ثابت كانت حادة الطباع، خاصة عندما تغضب حيث يمكن أن تحول حياة من يقف أمامها إلى جحيم، مشيرا إلى أنه كان يهرب من ذلك الجحيم بالعمل لساعات طويلة.
مبارك أرسل رسائل مهمة لسوزان عبر مذكراته أكد لها فيها أنها كانت وستظل السيدة الأولى على عرض حياته وتمنى أن تتوقى لتدير دفة حياة الأسرة كما كانت دائماً، حيث قال: إنها كانت القائد في المنزل وكان علي السمع والطاعة دائما .
وقال في موضع آخر إن سوزان كانت نموذجا للأم المثقفة التي افتقدها في والدته السيدة الفقيرة الريفية، وعندما كبرت سوزان شعر أنها مثل أمه، وكشف أن سوزان عندما تثور يمكنها أن تحول حياة من يقف أمامها جحيما وأنه كان يهرب لعمله بالأسابيع من جحيم سوزان وهي فتاة صغيرة مدللة.
وكشف مبارك فى مذكراته التى تنشرها عدة صحف، أنه دائماً ما يُعاني من الأحلام المُفزعة "الكوابيس" مُنذ تنحيه عن السلطة .
وذكر منها كابوس راوده فجر أول ليلة حضور له أمام الكاميرات بداخل القفص متهماً يوم 3/8/2011, فرأى صدام حسين جاء إليه في منامه يبتسم ابتسامة صفراء ولا يتكلم معه وحبل "المشنقة" لا يزال مربوطاً في رقبته, الأمر الذي جعل مُبارك يستيقظ من غفوته ولم ينم تلك الليلة حتى الصباح .
وتحدث عن حلم آخر يتكرر منذ اندلاع ثورة يناير وهو عبارة عن وجوه من أعمار مختلفة من الطفل إلى الشيخ يأتون إليه جماعات وملابسهم مدرجة في الدماء ويحاصرون سريره ويتمتمون بكلمات غير مفهومة وعيونهم ثاقبة تتركز عليه, حتى انه استيقظ عشرات المرات وهو يصرخ هلعاً من رعب الحلم المتكرر.
الأمر الذي جعل المقربين من مبارك يطلبون منه أن ينام والضوء مضاء جانبه وبجواره صوت خافت لتسجيل قرآنى وان يضع تحت رأسه مصحفا, لكن رغم تنفيذ كل تلك النصائح أكد أن أصحاب تلك الوجوه لا يفارقونه في نومه,
وأشار إلى أن واعظاً دينياً أكد له أن هؤلاء الأشخاص هم أرواح شهداء ثورة يناير

#خليل_البدوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات