أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - خليل البدوي - قراصنة البحار (يفرخون)، قراصنة الاقتصاد الأمريكي














المزيد.....

قراصنة البحار (يفرخون)، قراصنة الاقتصاد الأمريكي


خليل البدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4076 - 2013 / 4 / 28 - 22:36
المحور: الادارة و الاقتصاد
    



القراصنة قديماً.. كانوا يجوبون البحار قاطعين طرقها بوجوه لفحتها حرارة الشمس وأشعتها، وأعين متربصة عادة ما تكون إحداها معصوبة وسيوف لامعة وأطماع نهمة، يبحثون عن السفن وما تحمل من كنوز وبضائع وأموال..
نعم القرصنة هي عبارة عن سرقة مرتكبة في البحر، أو أحياناً على الشاطئ، من قبل عميل غير مدفوع من أي دولة أو حكومة.
وقد أصبحت القرصنة مصدر خطر داهم خاصة في سواحل الصومال التي تخضع خضوعاً كاملا للقراصنة حيث تجري ثلث عمليات القرصنة في العالم قرب سواحل الصومال.
عرفوا القراصنة على مر التاريخ، وكان هناك آلاف من القراصنة ونشطوا من عام القرن الـ (17) منذ عام " 1650 م " إلى عام " 1720 " وكانت هذه السنوات خاصة تسمى بـ (عصر القراصنة الذهبي).
والقراصنة هم الأشخاص الذين يبحرون عبر البحار والمحيطات بقصد السرقة ونهب الأموال والبضائع ومعظم القراصنة يستهدفون السفن، كما يشنون هجمات على المدن الساحلية، كانت بداية القراصنة بسيطة، فقد هددوا بعض السفن الرومانية عن طريق التجارة اليونانية، وكانت سرقاتهم عبارة عن الحبوب وزيت الزيتون وغيرها حتى تطور الأمر وأصبح على ما هو معروف من كنوز ومدن وقرى وغيرها.
بعد نجاح هجمات القراصنة المتكررة والمزعجة التي اضطرت الحكومات إلى اتخاذ إجراءات قوية وصارمة وقامت بإرسال القوات والسفن الحربية مدججين بالأسلحة حتى يلقون القبض على رؤوس القراصنة وقد خاضوا معهم معارك كبيرة ورهيبة، وبالفعل تم لهم ما أرادوا، وكان ذلك في بداية القرن " 18 "تم إلقاء القبض على أشهرهم، (Blackbeard - اللحية السوداء) و(Bartholomew Roberts - بارثالميو روبرتس)وتم إعدامهم وسط حشد كبير من الناس، حتى يتم الإتعاض من قبل جميع القراصنة في البحار وبذلك انتهت هذه الحقبة من [عصر القراصنة الذهبي] وبدؤوا يتلاشون واحداً تلو الآخر، إلا أنهم أخذوا (يفرخون)، فى أيامنا المعاصرة قراصنة يلبسون البدلات الأنيقة، ويحملون حقائبهم ومؤهلاتهم العلمية والوظيفية العالية ليجوبوا العالم أراضيه وبحاره ومحيطاته، ولكن ليس للاستيلاء على السفن وإنما على الدول، هؤلاء هم قراصنة الاقتصاد.
القراصنة هؤلاء هم قراصنة قرن العولمة وعصر المعلومات، مهمتهم أن يجعلوا اقتصاديات الدول تنهار بعد إقناعها وإقحامها في مشروعات تنموية تنهار تحت وطأتها، يكبلونها بسلاسل من ديون وقروض لا تنتهى فوائدها.
يكشف القرصان الاقتصادي السابق أسرار تلك المهنة الغريبة والبغيضة في ذات الوقت، يشرح ويعرّي لنا الحقائق ويبين لنا كيف توزع الولايات المتحدة "قراصنتها" على دول العالم مما يسمى بالدول النامية ودول العالم الثالث لتجعلها دولاً تدور في أفلاك تبعيتها، تدور في دائرة مفرغة لا تخرج منها أبداً، تزيد فيها معدلات الفقر والمجاعات والديون وتنهب الثروات وتسجن الشعوب خلف أسوار من الحاجة والعوز والجهل والصراعات والاغتيالات أقامتها الشركات الأمريكية ومتعددة الجنسيات فلا تستطيع الفكاك منها.
يكشف حقائق وروايات أتت من أعماق واقع مخفي وغير معلن.. ظاهره المساعدات والمبادئ النبيلة وباطنه احتلال من نوع خاص للثروات الأموال.
حقائق أشبه بحلم مزعج من شدة شرّها وتمكّن خبثها من التلون والاختفاء طوال هذه السنوات.. إنها اعترافات قرصان اقتصادي كتبت بمداد من مستقبل أجيال ودماء شعوب وأحلام أمم.
قراصنة الاقتصاد هم رجال محترفون ذوو أجور عالية، عملهم هو أن يسلبوا بالغش والخداع ملايين الدولارات من دول عديدة في سائر أنحاء العالم.
هذه الحكاية يجب أن تُروى، فنحن نعيش في زمن أزمات رهيبة، وفرص هائلة، وقصة هذا القرصان الاقتصادي بالذات، هي قصة كيف وصلنا إلى ما نحن عليه، ولماذا نواجه حالياً أزمات يبدو تخطيها صعبا؟
هذه القصة يجب أن تُروى لأننا فقط من خلال فهم أخطاء الماضي نستطيع استثمار الفرص المستقبلية بشكل أفضل.
هذه القصة يجب أن تُروى بسبب أحداث 11 سبتمبر، كذلك حرب العراق الثانية، ولأنه بالإضافة إلى الثلاثة آلاف شخص الذين ماتوا في سبتمبر على يد الإرهاب هناك أربعة وعشرون ألفا ماتوا من المجاعات وتبعاتها، في الحقيقة هناك أربعة وعشرون ألفا يموتون كل يوم لأنهم لا يستطيعون الحصول على طعام لسد الرمق.
والأهم من هذا كله أن هذه القصة يجب أن تُروى، لأنه في هذا الوقت بالذات ولأول مرة في التاريخ، هنالك أمة وحيدة لديها القدرة، والمال، والقوة لتغير كل هذا..
أنها الأمة التي ولدتُ فيها، والأمة التي خدمتُ باسمها كقرصان اقتصاد، إنها الولايات المتحدة الأمريكية.
هكذا بدأ جون بركنز قرصان الاقتصاد الأمريكي باعترافاته...ولكنه لم ينته!!



#خليل_البدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاغتيال الاقتصادي للأمم (اندونيسيا مثالاً)
- الحصاد المر في خنق الإعلام الحر
- هذه ليست طريقة للحياة على الإطلاق
- ثمنه بالملايين واسمه قد يقود للقمة أو الهاوية
- الحجر الكريم (ألماس) في الأساطير
- علي عبد الله صالح الذي ضاقت به الأرض ذرعاً
- طائرة بدون طيار
- شرارة الحرب الأهلية تنطلق من الحويجة!!
- برنارد مادوف نموذجاً في النصب والاحتيال
- أسرار العقيق!!
- الشاكرات , Chakras
- الكهرباء في العراق لا تصعق المختلسين
- بلقيس التي حققت مصلحة الجماعة على مصلحة الفئة
- أنهر البصرة الكثيرة المتفرعة من دجلة العوراء (شط العرب) (الج ...
- وصف لأنهار البصرة المتفرعة من دجلة العوراء (شط العرب)
- الچذب مو مال أبو واحد!!
- أنا قادِمٌ لأُحرِّرَكْ من قَلَمَكْ هيَّا استَدِرْ لأقتُلَكْ ...
- الشيطان يقول: أغلب المسؤولين أساتذتي!!
- لا تخلوني أحچي مو لساني متبري مني!!
- لا تخلوني ألطم على راسي..واشگ هدومي


المزيد.....




- -خفض التكاليف وتسريح العمال-.. أزمات اقتصادية تضرب شركات الس ...
- أرامكو السعودية تتجه لزيادة الديون و توزيعات الأرباح
- أسعار النفط عند أعلى مستوى في نحو 10 أيام
- قطر تطلق مشروعا سياحيا بـ3 مليارات دولار
- السودان يعقد أول مؤتمر اقتصادي لزيادة الإيرادات في زمن الحرب ...
- نائبة رئيس وزراء بلجيكا تدعو الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات ...
- اقتصادي: التعداد سيؤدي لزيادة حصة بعض المحافظات من تنمية الأ ...
- تركيا تضخ ملايين إضافية في الاقتصاد المصري
- للمرة الثانية في يوم واحد.. -البيتكوين- تواصل صعودها وتسجل م ...
- مصر تخسر 70% من إيرادات قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - خليل البدوي - قراصنة البحار (يفرخون)، قراصنة الاقتصاد الأمريكي