أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - العراق: الحكمة قبل القرار..!؟














المزيد.....

العراق: الحكمة قبل القرار..!؟


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 4076 - 2013 / 4 / 28 - 20:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ما دار يوم 23/4/2013 في قضاء الحويجة، وما يدور اليوم في المناطق الأخرى في محافظة صلاح الدين وكركوك، من إشتباكات بين المعتصمين وقوات الجيش، وما نتج عنها من سقوط ضحايا من الجانبين، إنما هو أمر مثير للقلق، ويبعث على الشك والريبة في كل ما ينقل ويقال من روايات حول أصل الأحداث وأسبابها، مصدرها فضائيات وإعلام موجه؛ وجد في أحداث الحويجة وما سبقها من أحداث الفلوجة، وإعتصامات الأنبار وسامراء، فرصة في تأزيم عوامل الأزمة وخلط أوراقها، مما يحث على رسم صورة تضليلية، واضحة في أهدافها ومراميها، في وقت لم تدرك فيه جهات القرار السياسي والعسكري، تداعيات إجراءاتها الأمنية والمتسرعة، التي أقدمت عليها في محاولة منها لتفكيك عقد الأزمة، فإتسمت إجراءاتها الأمنية بنفاذ الصبر والإستعجال، مما أوقعها في حبائل الإنفرادية، وإنحسار إجراءاتها في إطرها الخاصة والمنغلقة، الأمر الذي عمق من عزلتها، وأزاد من إبتعادها عن شركائها في السلطة، وعن باقي القوى السياسية ذات الأهداف المشتركة في دوام العملية السياسية..!!؟


هذا وفي الوقت الذي تأتي فيه دعوة السيد رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة، الى اللقاء والحوار بين جميع ذوي العلاقة من أطراف الأزمة، للبحث في أسبابها، ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة للخروج من براثنها، تتصاعد فيه من جانب آخر، تصريحات غير مسرولة لعدد من النخب من رجالات السلطة في الفضائيات، ومن ممثلي المعتصمين من منصات الإعتصام، كما ومن ممثلي القيادات الأمنية، وجميعها تحمل خطاباً يتسم بالتشنج وكيل التهم والتهديدات المتقابلة، ناهيك عن إرتفاع وتيرة الخطاب الطائفي، الذي ينبعث صداه من بعض القنوات الفضائية بما لا يخدم في تهدئة الأوضاع، إن لم يزد في إشتعال نار الأزمة، والدفع بإتجاه الصدام الطائفي..!؟(1)


فالأزمة التي لا يبدو في الأفق ما يخفض من سعير أوارها، وما يساعد على إخماد إشتعالها، فهي ليست بنت يومها مهما حاول المرء إختزالها في جملة من شكاوى ومن مطالب جماهيرية، بقدر ما تمتد جذورها بعيداً في أعماق " العملية السياسية " وأسس بنائها من جهة، وفي آليات تداول السلطة وطبيعة التحكم بقيادتها من جهة أخرى..!؟


ومما أزاد في الطين بلة، ما أقدمت عليه ثلة من المندسين بين أوساط المعتصمين من جريمة مدانة يوم السبت 27/4/2013، في إزهاقها أرواح خمسة من الجنود العزل، مما فاقم من تعقيد الموقف، وألقى بضلاله على كافة أطراف "العملية السياسية" بمن فيها من يتحمل سلطة الحكم مباشرة أو مشاركاً فيها، للبحث عن مخرج من نفق الأزمة، الذي بات يطبق بخناقه على الجميع..!؟(2)


فإن كانت جميع أطراف "العملية السياسية" قد إرتضت وإتخذت منها خارطة طريق لإدارة البلاد بعد الإحتلال، وتوافقت على التمسك بما يفرضه (العقد) الذي طرحته على الشعب، والمقصود به (الدستور)، فهي قبل غيرها، ملزمة تأريخياً واخلاقيا، بتوفير الأمن والأمان للمواطن العراقي، وتوفير كل أسباب العيش الكريم له في حياته اليومية، في ظل الحرية والعدالة والمساواة..!


وفي ظل الظروف الحالية، بكل ما تبطنه دواخلها ومتشعباتها من أخطار جسيمة، تهدد مصائر العراقيين وتدفع بهم بإتجاه التناحر الطائفي، وتعرض الوطن الى هول ما يبيت له من كوارث التجزئة أو التقسيم؛ فإن الإهابات وحدتها، وإن حسنت، لا يمكنها أن ترأب صدعاً، أو تصلح ذات البين؛ فليس أمام أطراف العملية السياسية مجتمعين، إلا أن يحزموا أمرهم، بعيداً عن دوافع المصالح الشخصية أو الحزبية، والبحث مشتركين عن كل ما يشوب "العملية السياسية" من نواقص وإخفاقات، وعن كل ما يساعد على تجنيب العراق والعراقيين ويلات المخاطر، التي باتت في علم الجميع..!؟


فالنأي بعيداً عن تحمل المسؤولية، كما هو التفرد في القرار، وفي مثل هذه الظروف العصيبة، إنما هما وجهان لعملة واحدة، فالبعيد عن المسؤولية لا يمكن أن يكون بعيداً عن تداعيات وتبعات ما يفرزه القرار المنفرد أو الذي تعوزه الحكمة وينقصه التشاور الإيجابي والرأي المشترك، وليس المتفرد بالقرار بأفضل حال من ذلك..!


وما تداعيات أحداث الحويجة إلا مثل واقعي على المآل الذي إنتهت اليه مسيرة عقد من التجارب والأخطاء والتجاذبات والمناكفات بين أصحاب المصالح المتعارضة، وأحد تجليات الأداء الذي يفتقر الى المشاركة الحقيقية في إتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب، وأحد أمثلته إستخدام القوات المسلحة في غير مكانها الذي أشار اليه الدستور..!(3) _____________________________________________________
(1) ‫ http://www.youtube.com/watch?v=QWAbONduaiI
(2) http://www.shafaaq.com/sh2/index.php/news/iraq-news/56759-2013-04-28-10-10-43.html
(3) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=335573



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: الإنتخابات بين الأمل والتأمل..!!؟
- فلسطين: شهداء في قبضة الإحتلال..!
- سوريا: جامعة الدول العربية؛ عود على بدء..!؟
- سوريا: جامعة الدول العربية في الميزان..!؟
- المرأة: في دائرة العنف..!
- فلسطين: الأسيرُ الشهيد..!(*)
- أبا غانم .. سلاماً...!(*)
- تونس: شكري بلعيد يتهم..!!؟(*)
- سوريا: أبعاد العدوان الإسرائيلي الجديد..!؟
- مكانة المرأة في الشرائع الدولية..!(*)
- العراق: المشهد السياسي بين العقلانية والتراجيديا..!!
- صورة للحزن..!
- مصر: من أجل الديمقراطية؛ حينما تعني اللاء (نعم)...!؟
- مصر: الطريق الى الديمقراطية..!
- العراق : القوات المسلحة ودلالات حيادية السلطة المدنية..!2_2
- فلسطين: شعب ودولة..!
- فلسطين : المجتمع الدولي أمام الإمتحان التأريخي..!
- مصر: الى أين..؟!
- فلسطين : الأمانة العامة في ربيعها العربي..!؟
- فلسطين _ غزة : شدي على الجرح..!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باقر الفضلي - العراق: الحكمة قبل القرار..!؟