سليم سبت رمضان
الحوار المتمدن-العدد: 4076 - 2013 / 4 / 28 - 15:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الفرد بين المسؤلية الاجتماعية والنزعة القبلية
ســــــــــــــليم سبت رمضـــــــــــــــان
ما ذالت القبيلة - تفعل فعلها وتترك اصداءها في الاوساط الجنوسودانية ، رغم من ان المسئولية الأجتماعية هي مسئولية مشتركة , فالفرد منذ ولادته لا يعي ماهيته ، فبتمرحل الانسان بيلوجياً يبدا رحلة التنقيب عن ذاته ، فيبدأ بالأسرة ومن ثم العشيرة والقبيلة والمجتمع ، فيبقي بيت القصيد هو مابين (النرجسية القبلية وتجليات المجتمع .)
*صناعة الموت : ان العنف القبلي وسفك الدماء الذي يحدث بين القبائل الجنوبية ، يصعب معرفة جزورها تاريخياً لأنها مستديمة ، لعبت فيها الفروقات العنصرية دوراً خبيثاً - ولكن السؤال الذي يعجز الكثيرين الرد عليه حتي الحكومة نفسها هو:
لماذا لم تقدم النخبة الحاكمة حلاً ؟ وماذا فعل رجال الدين حيال الامر ؟وهل لدي المثقف الجنوبي ادني فكرة عن كيفية معالجة هذا المعترك ؟
ربما يكون السبب هو العجز عن المشاركة في لبنات السلطة والموارد ، في وقت تتصاعد فيه العنف القبلي حول أطماع السلطة والثروة المتمثلة في الوزارات والكراسي السيادية .
لعلي اجد السبب في ديمومة روح العنصرية تكمن في الأفكار المنمطة والمهلومات المعلبة التي يغرسها المجتمع بل حتي الساسة في أذهان شبابهم حتي يتأبطون شراً ضد القبيلة الاخري ، واسـتـنشد بواقع الحال بمثال ان قبيلة فلان تتفوه عن القبيلة الاخري بانها أرتكبت كذا وهي كذا .....الخ ، فينتج ضدها العنف الداخلي المبطن ، وهو تكوين معلومات سلبية عن تلك القبيلة المضادة وهي معلومات يتلقاها من كبار قبيلته عن القبيلة الاخري ، فيثير عنده غريزة الانتقام ليعرضه علي المسرح الاجتماعي الشبابي في صراع خارجي بلغة [بول تورنيار] الذي بدوره قسم العنف الخارجي الي ثلاثة صور
_ العنف الساخن ,والعنف البارد ,العنف الفاتر الذي يكون بمثابة المشروعية لإطلاق العنان للعنصرة والجهوية وسيظل المجتمع يعيش في تراجيدية الواقع المرير اذا لم يتعالج من جمرته الخبيثة ، فالقبلية ماذالت تدافع عن نفسها لان سماتها تتعارض وتختلف مع المجتمع المدني لان المجتمع يطالبه ان يتجرد من كل ما يعيق تقدمها ,اذاً نحن بحاجة لحركة اصلاح عقلي تجاه القبيلة ولسنا بحاجة الي ما حدث بين الهوتو والتوتسي في رواندا أو مثل أحداث الأنتخابات الكينية حتى نعي بأن القبلية مُــضرة وآفة أجتماعية خطيرة.
نقطة توضيحية :المثقفون لايمثلون طبقة اجتماعية متجانسة قائمة بذاتها ، ولا ينحدرون من طبقة اجتماعية بعينها ولا يعكسون اتجاه فكري واحد ، لذلك كثيراً من الاحيان لا تنصب حراكهم في المصلحة العامة ، لأن العلاقة بين المثقف والسلطة و القبيلة علاقة جدلية نرجسية [موت الضمير ]
ان دور المثقف الان لا يختلف عن دوره في الماضي فالمثقف هو مرادف للساحر البدائي قديماً الذي كان يملك كل الاجابات للاسئلة المحيرة حيث كان يفسر لقبيلتة اسباب تأخر المطر وكيف ينجح الصيد وكيفية تجنب الفشل وهاكذا المثقف اليوم هو رائد لمجتمعة يقوده قيادة فكرية ليست قبلية او عسكرية وحتي يحقق هذا الدور يجب ان يخرج من جلده والا سوف تنشأ ثقافات بديلة تجذب المجتمع بعيداً عن اعتداله نحو فكرها المتطرف لان الكل ينشدون عبارات مثل [ معاً لمحاربة القبيلة والجهوية ]ستظل في الاخر عبارت خالدة ونحن سوف نموت لان الهوية والانتماء سواء كانت مستحدثة ام تقليدية في حد ذاتها انتكاسة الي القبلية كبديل علي غياب الوطن بمكوناته الحديثة , وان من يوهمون انفسهم به بان القبلية سوف تحل بواسطة التعليم , علي دربهم اسأل ؟اين انتم من التعليم ,كم عاماً ستظلون حتي يتعلم المجتمع الجنوبي فرداً فردا فبالرغم من تعلمكم فان جهويتكم موجودة وتعصبكم وصل حد التقئ للاسف حتي الاحزاب السياسة كانت وطئة ومارست القبلية السياسية وفلسفة اضهاد الاخر في سبيل حب السلطة والمال وممارسة دورة الوكالة بانهم الادري دون تفويض وهذا ما يؤدي الي اضطرابات سياسية بين انحياز وتأييد لجانب سياسي نتيجة للتمثيل القبلي في السلطة . وهنالك خيطاً رفيع ما بين المتعلم والمستنير فالمتعلم هو ما انغلق علي منهجة الاكاديمي متأثراً بافكاره المنمطة وغالباً ما يقع ضحية لروح القبيلة اما المستنير فهو الزي يتعامل مع الواقع بابجدية ظاهرة مخلصاً الانسانية عالماً بهمومة عاكفاً علي حلها
القبيلة والدولة :______
صحيح ان الدولة هي السيادة وهي السلطة الاعلي في الاقليم تسعي لرفاهية الفرد والمجتمع قاطبة والي ....الخ ولكن بجانب تلكم الاشياء يبقي البركان المهدد الاقوي للدول هو الازمات الداخلية احدهما القبلية في وقت تعي فية الحكومة جيداً مخاطرها ولم تحرك ساكناً واصبحت محاربة القبلية شعاراً يرفع في مناسبة املاً تتغني به فتكتفي بالتوبيخ ليس الحسم تنقش القشور دون الوصول الي اللب فلم تستيطيع الدولة ان تقضي على التناقضات بين الجماعات التي تغذيها ممارسات الاستبداد التمييزية التي اعتمدها الزعماء الجدد فكثرة المحسوبية والفساد المتصاعد. فهذه ما يسمي بالقبيلة ضد الدولة ,فالسلطة اصبحت حجر عثرة امام جنوب السودان فمن جهه القبلية ومن جهة اخري قضاية الفساد والاحزاب والي اخره ولكن الاكثر ايلاماً هو تغافل الدولة عن عوامل تهديد كيان الوطن وغياب الدولة عن القالب المدني باعتبارها مظلة للمجتمع تعكس الوانها وليست بوطقة ينصهر فيها القبيلة والقبائلية ومن هنا كان واضحاً ان الصراع بين القبلية والدولة لم ينتهي فمن هو المنتصر الاجابة لكم.سؤال بسيط لماذا غفلت وتقاعست الدولة عن خلق مجتمع جديد متجانس ؟
ان الفكر القبلي مازال يمثل منهج التعامل في المجتمع الجنوبي علي اساس انها من الاولويات لذلك تبقي مسألة القبيلة والدولة بمثابة شوكة حوت باعتبارها ترفض الاندماج الا وفقاً لمصالحها فالكل يرد ان يري نفس في الحكم رغماً من عدم وجود كفاءات فيبقي مشروعة الدولة المدنية في صراع دائم مع القبيلة
كلمة _لا وقت محدد للقيام بالثورة ضد القبلية لان اللحظة المناسبة دائماً تفوت ، وهذا ما علمنا التاريخ عن العنصرية ونتائج حروباتها وفوات لحظة فك صمام الآمان ، وحينها لا ينفع الندم ، فاذا كان شعار الانسان (كن ذاتك) فان شعار الفكر هو ( أن تتغيـّر عما انت عليه لكي تحسن اداة العلاقة بينك وبين الآخر).
#سليم_سبت_رمضان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟