أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - عتمة افتراضية - قصة قصيرة















المزيد.....

عتمة افتراضية - قصة قصيرة


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4076 - 2013 / 4 / 28 - 12:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عتمة افتراضيـــــــــــــة
قصة قصيرة
طلعت رضوان
إهداء إلى شهداء ومصابى زلزال يناير 2011
ـــــــــــــــــــــ
يوم 28 يناير2011 فقدتُ عينى اليمنى .
سألنى أصدقائى عن الرؤية بعين واحدة .
قلتُ : ربما تغيّرتْ الرؤية.. بينما الرؤى لم تتغير.
ويوم 19 نوفمبر 2012 فقدتُ عينى اليسرى .
سألنى أصدقائى عن علاقتى بالعالم المحسوس بالنظر، بعد أنْ فقدتُ البصر.
قلتُ : اختلفتْ الرؤية بينما الرؤى أكثر وضوحًا .
قبل نوفمبر2012 وقبل يناير2011 كنتُ أرى ولا أرى .
كنتُ أفتح عينىّ بالدهشة والفرح وأنا أرى القطة الأم ترقد مُستسلمة وصغارها يرضعون من أثدائها .
تكرر المشهد وأنا أرى الكلبة الأم تقف مُنتصبة وصغارها يبحثون عن أثدائها ، فأتخيل أنّ الصغار يسحبون أعصاب الأم وهم يمتصون لبنها .
فى ذاك اليوم اختلطتْ الدهشة بالفرح بسؤال بلا جواب : من أين للكلبة الأم بالطعام الذى يتحول إلى لبن للصغار؟ كنتُ فى مكان صحراوى ، مُخصص لبناء قصور، كما قرأتُ على اللافتات المُعلقة. قال الخفير الذى يحرس الحديد والإسمنت ، أنه ضاعف من كمية الطعام للكلبة بعد ولادتها .
وكنتُ أبتهج وأنا أتأمل وجوه الحمير والجاموس والخرفان والطيور، ولا أعرف سببًا لبهجـتـى . أما البقرة فهى عشقى الأول مع الكائنات الحية.. أتأملها فيُخيّل إلىّ أنها تتأملنى . أغوص في عينيها فأشعر بنظراتها داخلى . بدأ ذاك العشق وأنا أتأمل وجهها لحظة أنْ كانت أمى تحلب لبنها. تلمس أمى الضرع بكفيها برفق . عرفتُ من أمى أنّ ذاك اللمس الرفيق هــــــــــــو (( التحنيـن )) سألتها : (يعنى إيه التحنين يا أمى ؟ ) قالت : (( إحنا يا بنى بنسحب اللبن من البقره وهىّ واقفه.. يعنى بنسحب أعصابها مع لبنها.. يبقا أقل واجب نعمله إننا ( نحنن ) ضرعها عشان نخفف وجعها ))
وأنا فى أولى ثانوى تطوّرتْ علاقتى بالبقرة ، رأيتها تجر ( الساقية ) معصوبة العينيْن . سألتُ والدى عن السبب فقال (( البقره بتجر الساقيه.. والساقيه بتدور فى نفس المكان.. والبقره بتدور مع الساقيه.. يمكن ألف مره فى اليوم.. لو سيبنا عينين البقره مفتحه.. البقره ح تشعر بالدوخه.. ومع كتر الدوران يمكن تنصاب بالجنون ))
وبعد أنْ أصبحتُ طبيب أسنان عشتُ فى القاهرة ، ولكننى أحرص على الحج كل يوم جمعة إلى قريتى لأرى معشوقاتى من الكائنات الحية ، التى تتكلم بلغات غير لغتنا . وأمُتع عينىّ بالفلاحات وهنّ يُساعدن أزواجهن فى الغيطان . وأخزن فى عينىّ خضرة الحقول قبل الرحيل إلى القاهرة .
ذاك ما كنتُ أراه قبل نوفمبر 2012 وقبل يناير 2011 .
أما ما كنتُ أغض بصرى عنه فهو الدم : فى طفولتى كانت أمى تمنعنى من رؤيتها وهى تذبح الطيور. وفى عيد الأضحى يُبعدنى أبى حتى لا أرى الجزار وهو يذبح الخروف .
وأنا على مشارف الثلاثين.. وقفتُ مع صديق ليشترى فرخة من محل طيور حية. سقطتْ عيناى ( سهوًا ) على الفرخة بعد ذبحها . رأيتها تنتفض فى برميل غويط . تعلو وتهبط عدة مرات إلى أنْ أتاها السكون الأبدى .
عندما كانت أمى تذبح الفرخة كنتُ أتوارى خلف الباب المغلق ، كى لا أراها وهى تذبح ، ولكننى كنتُ أسمع صوتها وهى تـُخاطب الفرخة (( اللهم صبّرك علا ما بلاكى ))
تذكرتُ دعاء أمى وأنا أرى الفرخة فى البرميل الغويط تنتفض . فكرتُ أنْ أسأل تاجر الطيور الحية : هل تقول لها (( اللهم صبّرك علا ما بلاكى )) كما كان كل أهالى قريتى يقولون ؟ عندما تأملتُ وجهه تردّدتُ فى سؤاله.
أغض البصر عن الدم وأغض بصرى عن العنف. قبل يناير2011 عرض التليفزيون تقريرًا مصورًا عن المدرس الذى يضرب تلاميذ الابتدائى بعصا غليظة وبكل عنف . بعد رؤية الوجه البائس المُعذب الذليل والجسد المُرتعش المُنتفض للطفلة الأولى ، أغلقتُ عينىّ واكتفيتُ بسماع صوت مراسلة البرنامج . فى عتمتى الافتراضية تجسّد فى شاشة مخيلتى وجه المدرس الذى قبض على شعر الطفلة ، ليتمكن من السيطرة عليها واخضاعها لتعذيبه لها . سألتُ نفسى : لماذا شهوة التلذذ بتعذيب طفلة بريئة ؟ لماذا يخضعها لدرس فى الإذلال ؟ لماذا يجعلها تكره التعليم ؟ هل هو أب ؟ وحتى لو أنه لم يتزوج ولم يعرف معنى الأبوة ، أليس هو إنسان ؟ أليستْ الإنسانية تعنى الرحمة والعطف ونبذ كل أشكال التعذيب ؟ من تلك الأسئلة تولد سؤال أخير ضاعف من بؤسى : هل أنا ساذج لأسأل تلك الأسئلة البدهية ؟ لم أنم ليلتها ووجه المدرس يتجسّد فى شاشة مخيلتى على شكل كائن خرافى جمع قبح العالم فى عينيه الناريتيْن.. لم أنم لأنّ وجه الطفلة المذعورة ظل يُلاحقنى .
وإذا كان الدم والعنف هو القبح المادى ، فإننى رفضتُ النظر أو التعامل مع القبح الذى يكتنز الثروات ويبنى القصور على جثث الأبرياء ، فلما جاءتْ تباشير يناير2011 داخلنى أمل أنّ قصور القبح على وشك أنْ تنهدم . فلما جاء نوفمبر2012 تيقنتُ أنّ قصور القبح تتمدّد .
فى طفولتى وصباى سمعتُ أهل قريتى وهم يسخرون ويهاجمون صيادى الطيور. بعد فقدى لعينى الأولى علمتُ من الحقوقيين الشرفاء أنّ بوزارة الداخلية برنامجًا للتدريب على ( اصطياد عيون المعارضين للنظام )
سألنى أصدقائى : ما العقاب الذى يُقره عقلك ويرتاح له ضميرك لكل الضباط الذين اصطادوا عيون الأبرياء ؟ قلتُ : قبل العقوبة وأهم من العقاب ، أنْ تكون لهم بصيرة الأحرار.
عندما أنزل الميادين وأسمع هتافات أصدقاء الشهداء والمصابين ، وإصرارهم على محاكمة ضباط المجلس العسكرى والإسلاميين على جرائمهم، أتأكد أنّ فقدان البصر عمّق رؤية البصيرة. وعندما تـُشجّعنى إنسانة فنانة على الارتباط بها لتكون زوجتى ، وعندما تقول لى أنّ فقدان البصر أنار طريق الأحرار ، وعندما أسمع أمى فى التليفزيون وهى تقول للمذيع (( اللى عمله أحمد ابنى حاجه حلوه قوى .. أحمد ضحى بعينيه وربنا يديمها ثوره.. عيون أحمد موش خساره فى البلد .. الخساره إنه يروح هدر)) وكرّرتْ أمى أكثر من مرة (( ربنا يديمها ثوره )) ويزداد إيمانى بشعبنا عندما أسمع أمهات الشهداء وأمهات المصابين فى التليفزيون وهنّ نادمات على اختيارهن للمرشح الذى قتل وأصاب أولادهن وغير نادمات على فقد ( الضنا )
أجمعتْ الأمهات أنّ أولادهن كانوا (( عاوزين البلد تكون أحسن.. والناس تكون سِوا بعض )) وعندما أسمع أم خالد سعيد وأم حسن مصطفى صديق خالد سعيد وأم جيكا وأخت الحسنيى أبو ضيف وأخت مينا دانيال ، أتأكد أنّ عينىّ هما الثمن القليل لذلك كتبتُ (( أفضل أنْ أعيش كفيفــًا مرفوع الرأس وبكرامة على أنْ أعيش مبصرًا مكسور العين.. تجار الدين أسوأ من الفلول )) بعدها بأيام أحرجتنى الفنانة فردوس عبدالحميد عندما قبّـلتْ كفى . قلت لها (( دا كتير )) قالــت وهى تـُدلك كفى برفق (( الكتير هوّ اللى عملته إنت واللى زيك من الشباب عشان مصر)) فرحتُ لأنّ فنانة محترمة مع الثورة ، ولكن مشاعر الفرحة اختلطتْ بمشاعر الخجل وهى تقبل كفى . وعندما يكون الأصدقاء هم الدفء فى شتاء قارس البرودة ، والنسيم العليل فى صيف خانق . وعندما أسمع هتافات الشباب (( شهداء تحت الطلب )) وعندما أسمع ندم من انخدعوا فى ضباط المجلس العسكرى وندم من أيّدوا الإسلاميين ، عندما أسمع كل هذا أرى الأمل ولو بعد عشرات السنين ، أمل فى مصر مختلفة ، يصنعها جيل مختلف ، جيل سيقضى على نهب الموارد وعلى قتل المواهب ، عندما يقضى على كل أشكال التمييز.
كلما تذكرتُ البقرة وهى تدور مُغمضة العينين فى الساقية ، كلما آمنتُ بأنّ هذه المسكينة تعيش حالة من ( العتمة الافتراضية ) وأنا مثلها أعيش فى ( عتمتى الافتراضية) الفلاح كان يخشى على البقرة من الجنون ، وأنا أخشى على نفسى من اليأس والهزيمة.
سأل البعض هيلين كيلر ، ماذا تختارين : الشفاء من البكم أم الشفاء من الطرش ؟ قالت : أختار الابتعاد عن الحمقى . وسألها آخر : ماذا تـُفضلين : الرؤية بعينين أم السماع أم النطق ؟ أجابت : أختار الصديق قبل الطريق .
يزداد إيمانى ب ( العتمة الافتراضية ) كلما تذكرتُ حالى قبل يناير2011، إذْ كان يحلو لى أنْ أغمض عينىّ وأسبح فى الفضاء على أجنحة الخيال ، فكنتُ أرى ما لا أراه بعينىّ المفتوحتيْن ، كنتُ أرى إتساع الكون ، وأجمع بين بشر من جنسيات مختلفة ومن دول تفصلها محيطات ، أراهم وقد اختفتْ بينهم حواجز اللغة والدين والعرق . أراهم متضامنين متعاونين لخلق سعادة دائمة لكل إنسان فى أى مكان على كوكبنا . فى ( العتمة الافتراضية ) أرى أكثر.. كنت أرى الشاعر الفارسى جلال الدين الرومى وأسمعه وهو يقول (( إن لم يكن لك قدم تسافر بها / فسافر فى نفسك . سافر إلى نفسك)) وكنتُ أرى الشاعر الفيلسوف ( أبو العلاء المعرى ) وأتخيله وهو يقرأ شعره ، والمفارقة أننى أحببتُ بيتيْن فى ( اللزوميات ) قبل أنْ أفقد بصرى ، فى هذيْن البيتيْن فرّق بين البصر والبصيرة فقال (( وقد ادّعى بصرَ الغراب ، الخلدُ فى / ظلماءَ ليس غرابُها ببصير/ والمرء فيه بصيرةٌ مخبوءةٌ / ليستْ بغانية عن التبصر)) وتستمر أجنحة الخيال فى حمـلى ، فتطير بى متنقلة من بلد إلى بلد آخر، فأرى عباقرة المكفوفين على مستوى العالم الذين أناروا طريق المُبصرين ، فأتأكد أنّ الخيال حقيقة لا يُدركها البصر ، وإنما هى من إبداع البصيرة . وعندما كنتُ أحكى لأصدقائى عن رحلتى على أجنحة الخيال ، قال لى أكثرهم (( أنتَ أديب.. فلماذا لا تكتب الرواية أو القصة أو الشعر؟ )) كنتُ أبتسم وأقول لهم (( أنا طبيب أسنان.. ولا أملك موهبة الكتابة الأدبية )) وبعد أنْ فقدتُ بصرى ، كانت خطيبتى وكان أصدقائى يقولون لى (( أنتَ تنطبق عليكَ ما قاله الشاعر نزار القبانى وهو يُخاطب طاها حســــين )) كنتُ أشعر بالخجل لتشبيهى بعميد الثقافة المصرية.. ولكنهم أصروا على ترتيل ما قاله نزار (( ارم نظارتيك / ما أنتَ بأعمى / إنما نحن جوقة العميان ))
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناء وتوابع زلزال يناير2011
- العلاقة بين الحضارة المصرية وأفريقيا
- عقوبة الجلد وبداية سعودة المصريين
- الفنان خالد حمزة وفن كتابة السيرة الذاتية
- رد على آخر رسالة من الأستاذ طاهر النجار
- هل تخرج الثورة من غرفة الإنعاش ؟
- صفاء الليثى ناقدة من طراز نادر
- هيكل الأستاذ المقدس وآفة الأيديولوجيا
- تحية شكر وتقدير للأستاذ طاهر النجار
- رد على الأستاذ محمد بن عبد الله عندما سأل : دنشواى أم كفر ال ...
- جمال حمدان وتعريب مصر
- محمد نجيب بين سجن الواقع ورحابة الخيال
- تطور دراماتيكى فى نقابة الصحفيين
- العلاقة العضوية بين الحداثة والديمقراطية
- متعلمون محسوبون على الثقافة المصرية
- الأهرام وحضارة البناء والتشييد
- حوار بين حواء وآدم عام 1915
- الأسياب الثقافية والاجتماعية للتحرش الجنسى
- 9مارس 1932 واستقلال الجامعة
- كارثة تأجير الآثار المصرية


المزيد.....




- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - عتمة افتراضية - قصة قصيرة