أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهند حبيب السماوي - مقالات بحثية- الجزء التاسع/ كيف تميز اهدافك عن احلامك ؟















المزيد.....

مقالات بحثية- الجزء التاسع/ كيف تميز اهدافك عن احلامك ؟


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4076 - 2013 / 4 / 28 - 11:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في محاولة منها لإكتشاف أهمية تحديد الأنسان لأهدافه بواقعية،وأثر ذلك على مستقبله الشخصي والمهني، قامت جامعةYale الامريكية بعمل بحث لعينة من خريجي أدارة الاعمال ممن أنهوا دراستهم الجامعية منذ عشر سنوات، فوجدوا ان 83% ممن العينة الذين لم يكن لديهم اهداف محددة سلفا، كانوا يعملون بجد ونشاط كي يبقوا على قيد الحياة ويوفروا لهم ولأسرتهم متطلبات المعيشة فقط.
اما العيّنة التي كان لديهم بالفعل أهداف، لكنها أهداف غير مكتوبة ولايسندها خطط واضحة للتنفيذ، فهي كانت 14% وكانت هذه العينة تكسب ثلاث أضعاف العينة السابقة، وأخيراً وجدت الجامعة أن نسبة 3% من الطلاب، ممن قاموا بتحديد اهداف واضحة وقاموا بصياغتها وكتابتها ووضع الخطط اللازمة لتنفيذها، كانوا يربحون عشرة اضعاف دخل العينة الاولى.
هذا البحث الاكاديمي، وكما يتعرض له الراحل رائد التنمية البشرية في العالم العربي الدكتور ابراهيم الفقي في كتابه" سيطر على حياتك"،يكشف لنا أهمية أن يقوم الانسان الذي يبتغي النجاح في حياته بوضع أهداف واقعية ( set goals ) يسعى بجد لتنفيذها، وضرورة، وهي النقطة المهمة، تمييز هذه الاهداف الواقعية عن الاحلام او ما اطلق عليها شخصيا أسم " الاهداف الوهمية"، وهي التي ستكون موضوع الجزء التاسع من سلسلة " مقالات بحثية".
في هذه السلسلة سيتم التركيز على الاهداف من منظور التمييز القاطع بين اهداف الانسان التي ينبغي ان يعمل على تحقيقها بواقعية ووفقا لمحددات معينة ساتطرق لها ادناه، وبين احلامه التي تبقى في حيز الخيال ولاتنتقل الى الواقع.
أذ وجدنا من الضروري ان نكشف للقارئ حقيقة أن الكثير من الاحلام والهوامات والافكار الوهمية التي تتطاير في خياله معتقدا انها أهداف في طريقها للتحقق هي، في حقيقة أمرها، ليست كذلك، ويجب على الانسان ان يدرك ذلك حتى لا يعوّل عليها حينما يرغب ان يحقق مايصبو له من اهداف في الحياة التي يعيشها، وبالتالي لاتحدث فيصيبه الاحباط ويشعر بيأس وتصيبه حالات نفسية سلبية تؤثر عليه.
يشير الباحثان Dave Feldman و Max Kubota في بحثهما " Hope "الى ان الاشخاص الذين يضعون اهداف لحياتهم هم بالنتيجة سيكونون أكثر سعادة وصحة ويمتلكون عاطفة ايجابية كبيرة مع نسبة قليلة من الكآبة والقلق فضلاً عن تقدير نفسي عالي على حد تعبير الدكتورة Diane Dreher .
لكن تبقى قضية مهمة جداً وهي تحديد هذا الهدف اولا والنظر لمدى واقعيته ثانيا، حيث لن يصبح الهدف هدفا حقيقيا واقعيا مالم يكن متسما بخمس سمات، وهذه السمات كما يحددها بعض خبراء التنمية البشرية هي :
1- أن يكون الهدف محدد Specific فالمفترض ان يكون الهدف محدداً وواضحاً لا ان يستم بالغموض.
2- أن يكون قابل للقياس Measurable فلاينبغي السعي وراء هدف غير ممكن قياسه.
3- أن يكون ممكن الحصول عليه Attainable اذ من العبث ان نبحث عن هدف لايمكن الحصول عليه والوصول اليه.
4- أن يكون واقعي Realistic فلا يمكن لاهداف وهمية او خيالية ان تكون مسعى لنا.
5- أن يكون مزمّن...Timely أي يكون له وقت واضح ومحدود.
الباحث C. R. Snyder مؤوسس سايكولوجيا الامل Hope Psychology أختصر هذه السمات التي يجب ان تتوفر بالهدف وحددها بثلاثة عناصر، اذ يجب، لديه، ان يكون الهدف ذا معنى meaningful وقابل للقياس measurable وسهل الادارة manageable .
مؤوسس سايكولوجيا الامل اشار الى ان الانسان سيكون لديه أمل حينما يكون لديه :
الاول: قابلية لوضع هدف واقعي( أ انا اعرف اين اريد ان اذهب )
الثاني: ان يستطيع تشخيص كيفية انجاز هذه الاهداف ومن ضمنها كيف نبقى مرنين ونطور طرق بديلة للحل (انا اعرف كيف اذهب هناك)
الثالث: ان نؤمن بانفسنا (انا استطيع فعل ذلك )
وهي نظرية جديدة في مفهوم الامل نظر اليه الباحث من حيث اعتبار الامل عملية ادراكية عقلية وليست مشاعر واحاسيس، وقد ربط فيها الباحث بين مفهوم الامل وبين تحديد الانسان لاهدافه، على حد تعبير الباحثة الاجتماعية والسايكولوجية Elana Premack .
هذه السمات تستطيع ان تشكّل بمجملها الهدف الواقعي الذي يجب على كل انسان ان يكون لديه لكي يسعى لتحقيقه في المستقبل، كما يجب حينما يكون لديه مثل هذا الهدف الواقعي ان يعرف جيدا الفرق بين هذا الهدف وبين الحلم !، اذا الكثير من الاشخاص يبقى طيلة حياته وهو يحلم باشياء لن تتحقق بل ويموت وهي لم تزل في خياله يجر عليها حسرات عدم رؤيتها مُنجزة امام عينيه لانها ببساطة ليست اهداف واقعية بل احلام وخيالات وهوامات.
الباحث Craig Jarrow وهو صاحب موقع Time Management Ninja الذي يتابعه المئات من الاشخاص والذي تجد فيه عشرات المقالات التي تتحدث عن الفعالية والمهارات والعادات والتكنولوجيا وتنظيم الوقت، وضع تمييزا واضحا ودقيقا بين الاهداف الاحلام، أذ تساؤل Jarrow في مقالته"عشر اختلافات بين الاهداف والاحلام يجب ان تعرفها":
10 Big Differences Between Goals and Dreams That You Must Know
هل تنتظر من حلمك ان يصبح حقيقة لكي يغير حياتك؟ ويرد على السؤال...انا اسف لاني اقول لك بان الاحلام لاتفعل ذلك فاهدافك هي من تغير حياتك فقط!
وهنا يضع عشر تمييزات قاطعة بين الهدف والحلم:
1- الهدف شيء ما تعمل عليه... بينما الحلم شيء تفكر فيه.
2- الهدف يحتاج لعمل وفعل... بينما الحلم يمكن ان يحدث من غير ان ترفع اصبعك حينما تكون نائما.
3- الهدف له موعد نهائي ووقت محدد... بينما الحلم قد يستمر مدى الحياة ، فبعض الناس يقضون كل حياتهم وهم يحلمون.
4- الهدف لايأتي من غير ثمن ووقت ومال وجهد وعرق... بينما الحلم مجاني.
5- الهدف يؤدي الى نتائج... بينما الحلم لا يؤدي الى اي نتيجة.
6- الهدف يقوم على اساس واقعي ...بينما الحلم شيء خيالي ، انت قد تحلم بانك سوبر مان لكن هذا لن يحدث اما الهدف فهو شيء يمكن تحقيقه ويقوم على وقائع ، وقد يكون الهدف كبيرا لكنه ليس فوق طبيعي.
7- الهدف يغير حياتك... بينما الحلم يلهمك فحسب.
8- الهدف يجب ان يتم التركيز عليه... بينما الحلم لا .
9- الهدف يحتاج لعمل مضني...بينما الحلم يحتاج لخيال فقط وهو سهل ..فكل الناس لديهم احلام لكن القليل منهم لديهم اهداف.
10- الهدف يعمل على توسيع قدراتك ومهاراتك ..بينما الحلم يوسع خيالك فحسب.
ومع تحفظنا الشخصي على بعض النقاط التي نرى انها جزء من الاخرى، فانه يتضح بشكل جلي الفرق الكبير والشاسع بين ان يكون لشخص ما هدف محدد بأطر موضوعية وواقعية وبين ان يكون هذا الشخص غارق في احلامه، وهو فرق لايكون مجاله نظريا فحسب بل ان الباحثون يؤكدون على ان تحقق الاهداف الموضوعة من قبل الشخص يؤدي الى انتاج مادة الــdopamine وهي مادة في الجسم مسؤولة عن الشعور بالمتعة والارتياح، وعلى نحو متبادل فان الــ dopamine يعمل على تنشيط مجموعة من الدوائر العصبية التي تجعل الانسان متلهفا للخوض في غمار تحديات وتجارب جديدة على حد تعبير الباحث والكاتب Hara Estroff Marano .
اما الاحلام فانها تبقى في ذهن الشخص حيّة متوقعا، عن جهل، انه يستطيع في يوم ما ان يحققها غير مدرك انها تفتقر لشروط التحقق والخروج من حيز الخيال والفكر الى دائرة الحقيقة والواقع الفعلي، فــ"الاحلام لاتموت من تلقاء نفسها... نحن من نقتلها ! ونحن نستطيع ان نعيدها للحياة " على حد تعبير الكاتبة Jen Kim ... وهي عبارة جميلة، واجد نفسي مفسرا لها وعلى طريقتي، اذ علينا ان نقتل احلامنا التي ليس لها مستقبل واقعي، وعلينا ان نتعامل معها بمنهج ورؤية مغايرتين بعد موتها.. وهي اعادتها للحياة وذلك من خلال بث الواقعية فيها وتبديل " جنسها" من حلم الى هدف يسعى المرئ الى تحقيقه كي يشعر ان لوجوده في هذه الحياة قيمة ومعنى وفائدة.


مهند حبيب السماوي
[email protected]

- للاطلاع على عناوين أجزاء السلسة السابقة من مقالات بحثية :
الجزء الاول:
مقالات بحثية - أدمان الفيسبوك
الجزء الثاني:
مقالات بحثية- علاقة الأفلام الإباحية بالكآبة
الجزء الثالث:
مقالات بحثية - الكذب والغش والسرقة
الجزء الرابع :
مقالات بحثية - الفرق بين الحب والشهوة
الجزء الخامس:
مقالات بحثية- كم مرة تمارس الجنس ؟
الجزء السادس:
مقالات بحثية- النوموفوبيا
الجزء السابع:
مقالات بحثية- معنى صورتك في الفيسبوك
الجزء الثامن:
مقالات بحثية- الانسان والهاتف النقال



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مالذي سنحكي لاطفالنا عن التفجيرات الارهابية ؟
- الوفاة الرسمية للقائمة العراقية
- وجه بريطانيا الذي يتجاهله الارهابيون !
- شيعة العراق...سلطة...بلا سيطرة !
- رافع العيساوي ...حسنا فعلت !
- من يحمي فقراء شيعة العراق ؟
- مقالات بحثية / الجزء الثامن- الانسان والهاتف النقال !
- المالكي في المواجهة الاخيرة !
- انهم يحرقون المصاحف !
- عمائم في خدمة السياسة !
- الحمد لله...خسر المنتخب العراقي مرة اخرى !
- التظاهرات السنية وجدل اللامعقول والمعقول !
- لماذا اطلقتم سراح السجينات ؟
- مقالات بحثية/ الجزء السابع - معنى صورتك في الفيسبوك !
- العراق في غيبوبة بلا طالباني !
- قوة ميليشياوية او سلوك ميليشياوي !
- مقالات بحثية / الجزء السادس – النوموفوبيا !
- مقالات بحثية/ الجزء الخامس/ كم مرة تمارس الجنس ؟
- السلفيون..حرام في الاردن...حلال في سوريا !
- الازهر يسقط في حضيض الطائفية !


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهند حبيب السماوي - مقالات بحثية- الجزء التاسع/ كيف تميز اهدافك عن احلامك ؟