|
ابن تيميّة شيخ الاسلام الأعرابي
ماجد عبد الحميد الكعبي
الحوار المتمدن-العدد: 4075 - 2013 / 4 / 27 - 19:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ولد ابن تيمية في منطقة ( حرّان ) الوثنية والمعروفة قديما بمدينة ( الأعراب ) . وقد وضح مؤلف كتاب ( صابئة حران و اخوان الصفا ) : محمد عبد الحميد الحمد ، سبب تسمية المدينة بلقبها الثاني استنادا الى وصف المؤرخ البيزنطي (مارسيلنوس اميانوس: 330-400م ) لأهلها الذين ( لم يقبض اي منهم سكة محراث ، ولم يزرع شجرة على الاطلاق ، بل لم يسع اي منهم الى العيش من الحراثة ، بل كانوا يتجولون فوق سهب لانهاية لها ، لا بيت لهم ، ولا سكن ولا قانون ). و يقول الكاتب الفرنسي ميشيل تارديو في كتابه ( صابئة القران وصابئة حرّان : ترجمة سلمان حرفوش ): ان حران لها منزلتها الاثيرة في نظر المستشرقين ، اولا : لان اسوارها كانت مقر معبد الاله البابلي(سين)- القمر – وثانيا: لان الكتاب العرب افاضوا في تناول عقائد وشعائر سكانها ، فكان لها قصب السبق وظلت على مدى الايام مدينة الصابئة. وينقل الحمد – ايضا – رواية عن سبب تسميتهم بالصابئة مفادها : ان المأمون أجتاز مدينة حران سنة 218هـ ، فتلقاه الناس يدعون له ، وفيهم جماعة من الحرانيين وكان زيهم لبس الاقبية ، وشعورهم طويلة ، بوفرات كوفرة (قرّة جد سنان بن ثابت ) فأنكر المأمون زيهم ، وقال لهم : من انتم ؟ هل من اهل الذمة ؟ فقالوا : نحن الحرانية . فقال : أنصارى أنتم ؟ قالوا لا .. قال : فيهود انتم ؟ ..قالوا : لا. فمجوس انتم ؟ قالوا : لا ..قال لهم : أ فلكم كتاب أم نبي ؟ فجمجموا في القول . فقال لهم المأمون : فانتم اذن الزنادقة عبدة الاوثان وأصحاب الرأس ايام الرشيد والدي . وانتم حلال دماؤكم ولا ذمة لكم . فقالوا : نحن نؤدي الجزية . فقال لهم : انما نأخذ الجزية ممن خالف الاسلام من اهل الاديان ، الذين ذكرهم الله عز وجل في كتابه . فانتم لستم من هؤلاء ، فاختاروا أحد أمرين : اما ان تنتحلوا دين الاسلام أو ان دينا من الاديان التي ذكرها الله في كتابه ، وإلا قتلتكم عن اخركم ، فاني انظرتكم الى ان ارجع من سفري هذه . ورحل المأمون يريد بلاد الروم . فماذا حدث بعد ذلك للحرانية ؟ انهم غيروا زيهم ، وحلقوا شعورهم ، وتركوا لبس الاقبية وتنصر كثير منهم ، ولبسوا الزنانير ، وأسلمت منهم طائفة ، وبقي منهم شرذمة على حالهم وجعلوا يحتالون ويضطربون حتى انتدب لهم شيخ من اهل حران فقيه . فقال لهم : قد وجدت لكم شيئا تنجون به وتسلمون من القتل.فحملوا اليه مالا عظيما من بيت مالهم الذي احدثوه منذ ايام الرشيد لهذه الغاية فعدوه للنوائب ، قال لهم الشيخ : اذا عاد المأمون وسألكم عن دينكم فقولوا له : نحن الصابئون ، فهذا اسم دين ذكره الله في القران ، فانتحلوه فانتم تنجون به . هذه اول اشارة الى واقعة تاريخية هي انتحال الحرانية لاسم الصابئة ومن انتحل منهم الاسلام وخشي العودة ، والارتداد عن الاسلام اعلنوا الاسلام ، واتخذوا الاسماء الاسلامية غطاء ، وهذه هي التقية عند الحرانية . ويشير الحمد – اعتمادا على صاحب كتاب الجزيرة الحراني الذي اسلم وحسن اسلامه – الى خطورة سلوك الصابئة الحرانية الذين يظهرون الاسلام تقية ، و الذين ظلت نساؤهم على دين ابائهن ، وكانت الديانة الحرانية تؤخذ عن طريق الام . وبعد هذه الاشارات والتلميحات التاريخية المهمة نطرح بعض التساؤلات حول علاقة ( تقي الدين (يظهرون الاسلام تقية ) وابن تيميّة (ظلت نساؤهم على دين ابائهن) بثقافة مدينته الحرانية. - لماذا يميل ابن تيمية الى بني امية عامة والدفاع عن الأعرابية ميسون وابنها يزيد ؟. ( مع مراعاة ان ابن تيمية و ميسون ينحدران من منطقة الجزيرة السورية الأعرابية). - لماذا اعتنق ابن تيمية مذهب ابن حنبل الذي سجنه المأمون العباسي المعتزلي والذي اجبر – في الوقت نفسه - اهل حران على تغيير معتقدهم ؟ - ما سبب انتقال مجلس التعليم في عهد المتوكل ( 232-247هـ والذي يلقب بمحيي السنّة ) من (انطاكية المسيحية) الى ( حرّان الوثنية). - ما علاقة فكر ابن تيمية التجسيمي بالأفكار التي كانت منتشرة في حران مثل ( الادراك للذات الشخصية هو الرؤية المباشرة لله تعالى ). - لماذا يصرح ابن تيمية انه من الخطأ التماس شفاعة النبي (ص) او زيارة ضريحة ؟ أما السؤال الاعظم والذي يحتاج الى بحث وتدبر فهو : لماذا يعاد انتاج فكر ابن تيمية في نهاية القرن الثامن عشر في جزيرة الأعراب من جديد ؟ تحت مسمى ( الوهابية) والذين قطعوا سبيل قوافل الحج وخربوا القباب و الاضرحة المزخرفة لأكثر الاولياء قدسية ( دون ان يستثنوا ضريح النبي (ص) نفسه وحطموا الحجر الاسود في الكعبة ( كما يقول نيكلسون). و اخيرا : - ما علاقة الفكرة الوهابية التي تقول : ان هيكل الرسول ( ص) الفاني ابعد ما يكون عن الصعود الى السماء ، اذا استقر في ضريح المدينة بفكرة الحرانيين عن أتباع الجيوش السماوية أي ( القوى او الملائكة ) ؟.
#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يزيد أمير الأعراب ..
-
الاستشراق وقصص الحكواتية والأعراب
-
اللحية السفليّة تثير السخريّة ..
-
ثقافة بني اميّة تريد : ( اسقاط حكومة عبد الزهرة )!!
-
شواهد من خطب الاسلام العربي .. عبد الملك السعدي انموذجا
-
شواهد من خطب الأعراب المعاصرة...العلواني مثالا
-
موقع (الحوار المتمدن) يرفع (الاكراد ..هم أعراب الفرس! ) بعد
...
-
شعبذة الكتابة و طرمذة الاسلوب
-
وا أسفاه يا سعيد ! .. لقد صدق المستشرقون ولو كذبوا.
-
قطعان الأعراب جريا ..خلف ( يوحنا الدمشقي) ..ومرورا ب (لورنس)
...
-
الايديولوجيا وتزييف الوعي : مسلسل وادي الذئاب انموذجا !..
المزيد.....
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
-
ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|