محمد باني أل فالح
الحوار المتمدن-العدد: 4075 - 2013 / 4 / 27 - 01:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لكل المطلعين على تاريخ العراق الحضاري والمعاصر نادر ما يجد أشارة من قريب أو بعيد لمدينة الحويجة التي هي في الأساس كانت قرية بسيطة تابعة للواء كركوك والى يومنا هذا يتميز ناسها بالبساطة والألفة والمحبة والمفردات الجملية التي تتميز عن غيرها من مدن العراق ولم يدخل أبنائها يوما في سجال سياسي أو تصادم مع السلطات المتعاقبة على الحكم فكانت تغفو على بساط الفطرة وبساطة العيش وتجنب نفسها متاعب القلق السياسي الذي يجاورها منذ عشرات السنين فكانت مدينة سلام طيلة سنوات عديدة حتى أن الكثيرين يختلط عليهم مكانها على الخريطة بسبب سلميتها وحياديتها عن كل الصراعات السياسية .
بالأمس ساد جمالها الأخاذ رعونة الحمقى الذين عاثوا فسادا بكل بقاع الأرض ليزفوا خرابهم إلى مدينة الحويجة الهادئة الآمنة الوديعة بكل ما فيها من أشجار ونخيل وبيوتات تغفو على نسائم ريح الشمال لقد أختارها الإرهابيون ملاذا لهم هذه المرة وهم يعلمون بأنها لا تصلح حتى ممرا لعربات خرابهم الممزوجة بسلاح القتل و لا يمكن أن تكون خيامها وكرا لجمعهم التكفيري بحق أبنائها الأبرياء الذين لا يعرفون طعم الحقد وشهوة القتل وطريقة التكفير النقشبندية لقد أستباح دعاة الفتنة ورعاع الحقد الطائفي سكون مدينتهم وعذريتها وعاثوا فسادا في أزقتها الجميلة ونالوا من بياض ثوبها الأنيق المطرز بوشاح المحبة والسلام لقد أراد الإرهاب أن يجعل من شبابها نعاج لطائفيتهم المقيتة وأن تكون مدينتهم ممرا لمجازرهم القذرة بحق الأبرياء من أبناء هذا الوطن الجريح وما أن أعلنت الحكومة عن ملاحقة عزة الدوري وقرب القبض عليه حتى هاجت حفيظة زمر الضلالة من مجاميع إرهابية وزمر نقشبندية وراحت تتكالب في عدائها للقوات المسلحة من الجيش والشرطة لفك الحصار عن رمزها الهارب عن وجه العدالة الذي لابد وأن يمثل يوما أمامها لينال جزاءه العادل ولابد للشر من الهزيمة التي تذهب به إلى نهايته الحتمية فكانت الحويجة وجهتهم الخائبة هذه المرة دون أن يكون في حساباتهم بأنها مدينة خالية من نعاج القاعدة التي يمكن قيادتها بسهولة كما في بقية قبائل الغربية وغيرها من جحوش الإرهاب
#محمد_باني_أل_فالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟