أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - حللني يا أبونا !!!















المزيد.....

حللني يا أبونا !!!


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4074 - 2013 / 4 / 26 - 17:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حللني يا أبونا....! هي عبارة مسيحية قبطية أرثوذكسية خالصة خاصة بالشعب القبطي الارثوذكسي دون غيره من مسيحيي الكوكب!!! عملية ( الحل) يعطيها الكاهن للمعترف في سر الاعتراف حينما يأتي الارثوذكسي للأب الكاهن يحكي له أمر يجتاز فيه، ثم يطلب منه الحل أي الموافقة والتصديق الالهي من خلال الكاهن على الأمر... حيث يضع الكاهن الصليب على رأس المعترف ويتلو صلاة بسيطة يُبتغى منها إقناع المعترف أن الله قد صدّق على الأمر!!!

وأنا هنا لن أناقش أسرار كنسية سواء سر الاعتراف أو غيره من الاسرار... ولكني سأركز على فكرة بحث القبطي على ( الحل) حينما يقوم بأمر ما!!! ولذلك سأرتدي رداء مسيحي بروتستانتي لنقد هذه الفكرة لأن البروتستانت يرفضون سر الاعتراف للكاهن بمجمله وبالتالي كل ما يجرى في ممارسة عملية الإعتراف!!!

كبداية: الإنسان كفرد مسئول عن أفعاله أمام الله وهذا موثق من أول صفحات الكتاب المقدس حينما قال الله لأدم: (وَاوْصَى الرَّبُّ الالَهُ ادَمَ قَائِلا: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَاكُلُ اكْلا . وَامَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلا تَاكُلْ مِنْهَا لانَّكَ يَوْمَ تَاكُلُ مِنْهَا مَوْتا تَمُوتُ». ( تكوين 2: 16-17) ) وهنا وضع الله أمام أدم خياران لا ثالث لهما هما الطاعة أو العصيان وقد كان أبسط أختبار لإرادته يمكن أن يجتاز فيه...! وأي كانت نتيجة هذا الاختبار... فأدم مسئول عن إختياراته أمام الله... ومن ناحية أخرى فالله دائما متوفر لكل المحتاجين له... فالكتاب المقدس بأكمله لا يورد الحاجة الى وسيط للحديث معه- بل فكرة الوساطة كانت للفداء والكفارة فقط!- فالله يفتح قلبه وذراعيه للجميع ليحادثوه بدالة البنين؛ فكيف لأبن يذهب لوسيط أو سكرتير ليحادث أبيه بالنيابه عنه؟! هذه الفكرة غريبة عن الكتاب المقدس بمجمله... وهي بصورة خالصة أرثوذكسية يُبتغى منها السيطرة التامة على شعب الكنيسة... فالله يذكر الاتي على سبيل المثال لا الحصر:

1. و ادعني في يوم الضيق انقذك فتمجدني (مز 50 : 15)
2. تعالوا الي يا جميع المتعبين و الثقيلي الاحمال و انا اريحكم (مت 11 : 28)
3. و في ذلك اليوم لا تسالونني شيئا الحق الحق اقول لكم ان كل ما طلبتم من الاب باسمي يعطيكم (يو 16 : 23)
4. و انما ان كان احدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء و لا يعير فسيعطى له (يع 1 : 5)
5. فلنتقدم بثقة الى عرش النعمة لكي ننال رحمة و نجد نعمة عونا في حينه (عب 4 : 16)

كل أيات الكتاب المقدس بعهديه تؤكد على أن الباب مفتوح للأنسان أن يدخل الى عرش النعمة ويطلب ما يشاء بلا وسيط ولا حواجز... فأن كان هناك حاجز ممثلاً بحجاب الهيكل... فقد أنشق هذا الحجاب عند الصلب من أعلى لأسفل معلناً أن الله فتح الطريق بنفسه أمام الجميع للتوبة والتمتع به كأب ( و اذا حجاب الهيكل قد انشق الى اثنين من فوق الى اسفل و الارض تزلزلت و الصخور تشققت (مت 27 : 51) ) وهذا دليل واضح أن الله فتح الطريق أمام الجميع بفدائه ودمه، أن يكون هناك دالة وبنوة بينه وبين الانسان! فلا وجود لوسيط أو سكرتير يمنعني من أن أحادث أبي السماوي... فهو موجود ومتاح في أي مكان وفي كل وقت!!

إن الانسان مسئول عن تصرفاته أمام الله وسيعطي عنها حساباً (فاذا كل واحد منا سيعطي عن نفسه حسابا لله (رو 14 : 12) ) فلا وجود لفكرة الوسيط الدخيلة على العقل المسيحي وهي فكرة أُدخلت عليه ليتم التحكم فيه من قبل الكهنة... فغير مقبول أن ينفذ الارثوذكسي أو يقرر أي أمر دون الرجوع للكاهن ( أب الاعتراف) حيث يطلع عليه ثم يعطيه الأذن بتنفيذه!! هذا في الواقع فوق الطاقة...! فكيف يكون الانسان منساقاً هكذا... وكيف يسلم عقله وقلبه وأسراره لأي كان تحت إدعاء أن ينال الرضى الالهي عما سيقترفه من أمور؟! ألم يضع الله العقل في الانسان ليقرر من خلاله ما هو صائب وما هه خطأ أو غير مناسب؟! فلماذا يتقيد بفكرة أن يأخذ حل من الكاهن؟! ولقد تمادى الكهنة الى درجة منع أي فرد لا يمارس فريضة وسر الأعتراف من ممارسة أسرار الكنيسة الاخرى! وهذا معناه أنه لا يمكنه أن يتناول ( سر الافخارستيا... حيث يتناول الفرد جرعة من النبيذ وكسرة خبز لذكرى صلب وموت وقيامة المسيح وكرمز للأشتراك مع المسيح في الصلب والموت) وأيضا لا يمكنه الزواج.... الخ!!! الى هذا الحد وصل التحكم في مصائر ومقدرات الناس زيادةً لتقوية المنظومة المنغلقة في التحكم في عقول الاقباط!!!

نجد رجل يفكر في إقامة مشروع... يذهب ليأخذ الحل من أبونا! فتاة تقدم لها عريس... تذهب الى أبونا لتأخذ منه الحل بل في أغلب الاوقات تأخذ العريس نفسه ليقرر الكاهن هل هو مناسب أم لا لها!! الفتاة تضرب بعقلها ومقدرتها على الاختيار وأراء أسرتها بعرض الحائط ... لتسمع كلام الكاهن المقدس حتى ترتاح نفسياً للأنسان المتقدم لها!!! فهذا معناه أن الله قد وافق عليه!! وياللعجب!!! إمراءة مريضة لا تقوى على الصوم... تذهب للأب الكاهن ليعطيها الحل بعدم الصوم... فتاة ورجل في أول سنة زواج يذهبا لنوال الحل بعدم الصوم في أول سنة زواج! إمراءة حامل أو مرضعة... تذهب لنوال الحل بعدم الصوم... لأن جسم المرأة إن لم يجد الكالسيوم الضروري لتكوين عظام الجنين فهو يذيب من عظام الام حتى يحصل الجنين على الكالسيوم اللازم لتكوين العظام... وحينما ترضع أيضا تحتاج لكالسيوم وأيضا نجد انه حينما لا تتناول الام منتجات الالبان أثناء الصوم فهذا معناه ذوبان لعظامها لتعطي طفلها الرضيع الكالسيوم!!! إذا علم الكاهن هذه الحقائق العلمية وهذا نادر جداً... فأنه يعطي الحل بعدم الصوم. ولكن أغلب الكهنة جهال بالامر ويحرمون عدم الصوم ( ذلك الصوم الارثوذكسي بتناول النباتات وعدم تناول أي منتجات لحوم أو البان طوال فترة طويلة قد تبلغ 55 يوماً في الصوم الكبير!) مما يساهم في تدمير صحة الام!

يا عزيزي القارئ؛ دعني أخلع عني ذلك الرداء البروتستانتي في نقد هذه القضية الدينية الخاصة بالارثوذكس من مسيحيي مصر! وأعود الى ملبسي اللاديني حتى أستطيع أن أنقد الموضوع بكل حرية...!

هل وصل الحد للعقول القبطية أن يتم التحكم فيها بهذه الطريقة... أيّ أنسان يقبل هذا الامر! هذه طفولية ونكوصية يسلم فيها الانسان عقله لغيره حتى يفكر بدلاً عنه!! فطالما أنت أيها المسيحي تعلم أن ما أنت مزمع عليه ضد الكتاب المقدس... فعلام تذهب للكاهن لتأخذ حل لفعله؟! وحينما تكون متأكداً من أن الامر صحيح ومصرح به... فما فائدة أن تذهب لنوال الحل من الكاهن؟! ألا يكفيك إلهك لتصلي إليه للتيقن من الامر؟! أم بسبب أنك لا تسمع صوت أي اله بتاتاً في الصلاة... تريد أن تسمع صوت الكاهن بدلاً من الله؟! أين عقلك وقدرتك على الحكم على الأمور؟!

لقد كان قديماً الشعب المسيحي أغلبه أميّ وجاهل ولذا فمن المنطقي أن يذهب للكاهن ليعلم منه موقف الدين من القضايا التي يمر بها... ولكن حينما يتثقف الانسان ... بل حينما يدرس المسيحية واللاهوت بعمق أكثر من الكاهن نفسه... فما الداعي لعملية الاعتراف وما الداعي لأخذ الحل في إقامة مشروع أو إختيار زوجة... الخ !!! يرد عليك المسيحيون؛ الكاهن وضعت عليه الايادي ( وهي ممارسة عند رشم الكاهن قساً... توضع فيها أيادي كهنة أكبر على رأسه لتسليمه الروح القدس المُسلم من المسيح من عصور!!) فهو مملوء بالروح القدس وهو الذي يمسك الدم والحمل ( إشارة الى سر الافخارستيا حيث يعد الكاهن بعض النبيذ وبعض الخبز ويؤمن الارثوذكس أنه حينما يتم الصلاة عليه أمام مذبح ( منبر) الكنيسة في القداس يتحول الى دم وجسد المسيح حقيقةً ليتناول منهما الناس كرمز للاشتراك مع المسيح في صلبه وموته!!! ومبدأ الاستحالة هذا مرفوض من البروتستانت.) هل هذا الرد كافي؟! هل لكاهن غير مثقف وأحياناً غير متعمق في الكتاب المقدس ( ومنهم الكثير) أن يتحكم في عقول ومصائر أطباء ومهندسين وعلماء وحتى لاهوتيين دارسين للكتاب المقدس؟! ألا يكفيهم عقلهم في الحكم على الأمور... أم أن هذا وسيلة مخفية لتجريم التفكير والحجر على العقل؟!

يا سادة أديانكم تؤدلجكم... فهناك من لا زال يفكر أيدخل الحمام برجله اليمين أم الشمال؟! أيأكل بيده اليمين أم الشمال؟! فويحي من شعب أراد أن يتقدم ويكون في مقدمة الامم وما زال تفكيره بهذا الانحطاط!! ويوهم نفسه أنه حينما ينفذ هذه الامور من تعاليم الدين سيرفعه الله فوق الامم... فهو خير أمة أخرجت للناس... هم ملح الارض... هم نور العالم ... نور للسالكين في الظلمة!! يا سادة أستيقظوا... أفيقوا...أين عقولكم؟!



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإله الظالم !!!
- هل يمكن للأحياء أن يتحكموا في مصير موتاهم بعد موتهم؟!
- الإله العاجز !!!
- هل الله يحتاج الى إرفاق ملاحق لكتبه؟!
- المطاريد الأعزاء !
- مسرحية بعنوان ( في البدأ خلق الإنسان الله!)
- أخطاء علمية في الكتاب المقدس!!!
- الإله الدموي!!!
- الرطن المقدس
- منبع السعادة
- طبقاً للإنجيل: المسيح هو أول من يخالف وصية تحويل الخد الاخر؟ ...
- أسطورة الملاك الشافي في إنجيل يوحنا!!
- جدلية أينشتاين في وجود الله!
- (من الكتاب المقدس ) من قتل أكثر؟ الله أم الشيطان؟!!
- تقويض قصة أدم وحواء في سفر التكوين!!
- الشحاذ... هل أعطيه حينما يسألني؟!
- نداء لوزارة التعليم العالي للإشراف المباشر على كليات وإكليرك ...
- دائرة الخوف المرضي... هل من فرار لا ديني منها؟!!
- الاعمال السحرية والحسد من منطلق علمي لاديني!!
- المنهج الخفي!!


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - حللني يا أبونا !!!