|
ثورة اكتوبر والديالكتيك الاجتماعي
سلام ابراهيم عطوف كبة
الحوار المتمدن-العدد: 1170 - 2005 / 4 / 17 - 14:35
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
لا يتجرأ حتى ألد أعداء الاشتراكية على نكران تأثير ثورة اكتوبر الاشتراكية الكبير على مصير الانسانية . انها أيقظت الملايين من الناس والشعوب في العالم لخوض نضال نشيط في سبيل التقدم والعدالة الاجتماعية!. اما اعوام الاضطهاد الستاليني والانتعاش البيريوي والليسنكوي* والركود والجمود العقائدي وتفشي التبقرط الحزبي، فلم تستطع إن تقضي على روح اكتوبر ومثلها الكامنة في نفوس المواطنين السوفييت . وجاء تفكك الاتحاد السوفيتي ونهوض المشاعر القومية العدائية نتيجة حتمية للثورة الديمقراطية البرجوازية المضادة بقواها من بيروقراطية حزبية ، وبورجوازية ظل، ورأسمال اجنبي ... الا إن راية التجديد الاصيل لا زال شعار الحزب الشيوعي في روسيا الاتحادية وكل القوى والحركات والاحزاب الماركسية واللينينية في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق! وتثير احداث عام 1917 في روسيا الاهتمام الخاص لا لدى الباحثين وعلماء الاجتماع في روسيا فحسب ، بل وعند كل القوى التحررية والتقدمية في عالم اليوم ،عالم العولمة والثورة المعلوماتية .. والى جانب دراسة ثورة اكتوبر موضوعيا يواصل بعض المؤرخين في الغرب تأويل أحداثها محاباةً. مضى اكثر من (88) عاما على قيام ثورة اكتوبر الاشتراكية. ويتمسك مؤرخون بارزون اليوم بحدوثها عن طريق الصدفة! لان ثورة شباط عام 1917 هي التي اطاحت بالقيصرية واحكمت ازالة التناقضات الاجتماعية الرئيسية في روسيا! الا إن البلاشفة ومن منطلق ارادوي بحت ساروا قدما لارتكاب الغلطة التاريخية أكتوبر!… نعم قضت ثورة فبراير (شباط) على القيصرية ومهدت السبيل للتطور الديمقراطي والاجتماعي في روسيا... الا انها أججت التناقضات الاجتماعية والقومية الحادة. وظل الكادحون يقدمون قرابين على جبهات الحرب العالمية الاولى في سبيل المصالح الخاصة والرأسمال الكبير ، وسادت الفوضى وتفشت البطالة . وحتى حزيران عام 1917 اغلقت (568) مؤسسة ابوابها في روسيا وتدهور المستوى المعيشي للمواطنين وانخفض عموم مستوى الحياة الاجتمااقتصادية . ولم تحل مسالة الارض والاقطاعيات الكبيرة! ودخلت روسيا في ازمة متجددة على قاعدة من التناقضات الاجتماعية والقومية. لم يقم بثورة اكتوبر ويفجرها سوى عمال المراكز الصناعية الذين شكلوا العماد الاجتماعي الرئيسي للبلاشفة . اما فصائل الحرس الاحمر فكانت القوة الضاربة للثورة. لم تكن ثورة اكتوبر انقلابا لزمرة بلشفية فوقية اعتمدت على حثالة البروليتاريا او الرثة منها، وعلى الجنود والبحارة الجبناء ! فقد ايقظت ثورة شباط الميول الثورية في الجيش وعند الجنود، واشاعت التنوير الاجتماعي والسياسي للكادحين والعمال والفلاحين والبحارة والجنود واصحاب المهن البسيطة وصغار الموظفين ، وتشكلت اللجان الثورية الذاتية لتنظيم ادارة الامور بدقة في صفوف الجنود ولمواجهة الارتدادات المتوقعة والنشاط الرجعي المحتمل للحكومة المؤقتة في بتروغراد . لم يلعب لينين بحنكة في العقول المتخلفة للناس كما يدعي رئيس الحكومة المؤقتة (كيرينسكي) ولم يوظف الدعاية البلشفية للتحكم بجهل الكادحين وجرهم كالخراف بشعارات وديماغوجية واستعراضية وميكافيلية ! كان لينين قائدا ملهما محتقرا للغطرسة والتعجرف والتعالي والولائية والوصولية والصهيونية والماسونية والاكليروسية لكنه ادرك موضوعية الاحداث بعقلانيــة وبصيرة ثاقبة وعلمانية غير مهادنة واهمية الزمن لانه سيف ذو حدين ! وتوصياته عبارة عن تعاليم آنية واستراتيجية في آن واحد .... عززوا المبادرة ! خفضوا يوم العمل إلى (8) ساعات في جميع مجالات العمل الماجور ! كل السلطة للسوفيت ! الصلح الفوري- مسالة الارض- الرقابة العمالية على الانتاج! …قاوموا الجيوش البيضاء والتدخل الاجنبي ! الشيوعيون اعداء الارهاب ... لا يعرفون التردد وانصار ثابتون للمجتمعات المدنية دعموا استيلاء السوفييتات على السلطة بالطريق السلمي المدني. وعندما قررت الثورة المضادة خنقهم بالقوة العسكرية لم يكن امامهم من سبيل سوى الانتفاضة المسلحة ! الشيوعيون بارعون زمن السلم والحرب. وهم قادة وتلامذة فن الانتفاضة المسلحة!. الارهاب شرك وفخ الرأسمال الكبير والاجنبي للتحولات الديمقراطية . اما العمل الثوري الشيوعي ابان اكتوبر عام 1917 فتركز على اعتقال المناوئين لوقف اعمالهم الضارة وعزلهم عن المجتمع في محاكمات عادلة علنية . ومع ذلك تصاعد الارهاب بالاعدامات الجماعية لخيرة المناضلين وبوحشية من قبل الحرس الابيض والاغتيالات ضد قادة البلاشفة ..... ولم يسلم منها حتى (لينين) نفسه . ولم يخلو النشاط الشيوعي في حينه من شحنات سلبية ايضا أساءت إلى سمعة البلاشفة وابعدت قسم من الناس عن الثورة. من جديد اكتوبر 1917 ثورة شعبية اشترطت المسار الموضوعي الكامل للتطور الاجتماعي . وعندما يشار لها يأتي ذكر (لينين) هذا القائد الفذ. وقد مهدت اكتوبر لبناء اكبر دولة اشتراكية في التاريخ- الاتحاد السوفيتي- ويناضل الحزب الشيوعي في روسيا الاتحادية لاستعادة الامجاد الاشتراكية. ولكن هذه المرة خالية من الشوائب البورجوازية والشحنات السلبية والعقائدية الجامدة! * ( بيريه) نسبة إلى وزير الداخلية في حكومة ستالين أواخر الاربعينات وبداية الخمسينات . اما ليسنكو – فهو عالم بيولوجي روسي بيروقراطي بالغ في تبني العلوم الروسية الصرفة بمواجهة علم الاجانب! وكان رمز للعنصرية الاكاديمية!
** كبة مهندس استشاري في الطاقة الكهربائية وباحث علمي وكاتب وصحفي . وهو عضو في 1- نقابة المهندسين في كردستان العراق 2- جمعية المهندسين العراقية 3- نقابة الصحفيين في كردستان العراق 4- جمعية اصدقاء المجتمع المدني 5- جمعية البيشمركة القدامى
وقد نشر العشرات من دراساته في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية داخل العراق وخارجه .
#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العراق – معسكر حجز واسع ومنسي
-
التصاميم قاعدة قرارات الاستثمار والتمويل الكردستانية العراقي
...
-
التشيع الشعبوي ضحية أزمات وعهر النخب الشيعية والماسونية
-
الحكومة التركية وعقلية القرن التاسع عشر
-
كلاديس مارين نجمة وضاءة في سماء تشيلي والعالم
-
السلطات تنفي عمالنا الأوائل إلى مدينة السليمانية
-
عمال الطاقة الكهربائية في العراق وكردستان
-
عمال الطاقة الكهربائية في العراق وكردستان
-
مهما بلغ بك الفقر لا تطرق ابواب الشيخ ومولانا - العقلية الصد
...
-
عشائرية ، طائفية ، فساد ، ارهاب في حقبة العولمة
-
طورانية التشيع التركماني
-
شركات النفط الأجنبية والراحل ابراهيم كبة
-
اخش الاحمق.. ولا تخش العاقل!- إرهاب الدولة والإرهاب الدولي –
...
-
اخش الاحمق.. ولا تخش العاقل!- إرهاب الدولة والإرهاب الدولي-
...
-
الحرب سلام السادة ورغيف من طين_ ثقافة السلام في العراق وكردس
...
-
المعلوماتية والحرب والجيش في العراق
-
جرائم البعث ضد الانسانية - تهجير الأكراد اجراء منسي !* وجريم
...
-
الى محمد الدوري مع التحيات - استذكار ، العقوبات المعدلة – ال
...
-
طيف الطاقة الكهربائية في العراق ... بين الشعوذة والسياسة- ال
...
-
الانفاليات وتحديات إنقاذ كوكب الأرض
المزيد.....
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|