أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - في البحث عن صهيوني عربي














المزيد.....

في البحث عن صهيوني عربي


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4073 - 2013 / 4 / 25 - 13:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثقافة العربية السائدة تفرض علينا أن نتخذ من حيث المبدأ موقف عداء وكراهية إزاء قضايا عديدة من دون أي عرض مخلص لنقاش موضوعي وبحث جاد وراء الأسباب. على سبيل المثال، نحن نرجم الشيطان الرجيم ونلعنه بصفة لحظية ويومية، بينما لا نعرف على وجه الدقة ماذا فعل تحديداً بحقنا "نحن" اللاعنين الحاليين وجعله يستحق كل هذه الكراهية. ومثل الشيطان الرجيم اللعين وأحياناً أكثر، ربما لا تلعن أو تكره الثقافة العربية السائدة حالياً أكثر من قضية "الصهيونية". ومن جملة الأسباب التي تسوقها الثقافة العربية بدأب حثيث ودون كلل أو ملل لتبرير هذه الكراهية: أن يهوداً بقيادة رئيس المنظمة الصهيونية العالمية ثيودور هرتزل وضعوا بليل أسود مخططاً لإقامة دولة وطن(ية) لليهود على أرض فلسطين، بينما هذه الأرض- حتى لو كانت حقيقة من دون دولة وطن(ية) في ذاك الوقت- لم تكن كما زعم هؤلاء اليهود "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض". على هذا المبدأ تأسست الحركة اليهودية الصهيونية وبدأ الصراع العربي-الإسرائيلي.

إذا نحينا مرارة الصراع جانباً لبعض الوقت، سوف تتضح وضوح الشمس حقيقة قد ظلت منسية في حمئة الصراع: نعم، لقد نجح هؤلاء اليهود "الصهاينة" بالفعل في مخططهم الأسود وأسسوا من الصفر دولة وطن(اً) لهم على أرض فلسطين، رغماً عن أنف شعبها الفلسطيني ومعه جميع الشعوب العربية الشقيقة. وقد عجزت حتى الآن كل الحروب والأعمال العدائية والتخريبية الفلسطينية والعربية ضد الحركة الصهيونية منذ نشأتها عن أن تصد أو تفشل مشروعها الأساس لإقامة دولة وطن(ية) من الصفر، التي أصبحت حقيقة على أرض الواقع في نمو وازدهار مطرد بينما لا يزال الطرف الآخر في هذا الصراع غير متحدين على أي مشروع على الإطلاق. في قول آخر، كان لدى الصهاينة تصوراً على الورق لمشروع وأنجزوه على الأرض بكفاءة واقتدار بينما كان ولا يزال يتخبط أبناء الأرض الأصليين-الفلسطينيين- من دون أي تصور أو مشروع متماسك ومتفق عليه وقابل للتطبيق.

في الحقيقة التاريخية، لم يكن الفلسطينيون يملكون دولة وطن(ية) تخصهم من قبل، وهم إلى اليوم عاجزين، حرباً وسلماً، عن إقامة مثل هذه الدولة. هم، الأمر الذي يلتمس لهم بعض العذر، لم يرثوا عن آبائهم دولة وطن(ية) مكتملة الأركان- مهما شابها من فساد واستبداد وظلم- وأضاعوها بحماقاتهم وصراعاتهم العرقية والطائفية والمذهبية والأيديولوجية الكريهة والمتخلفة فيما بينهم. المأساة الحقيقية والخطيئة التي لا يمكن أن تعذر أو تغتفر أبداً هي تدمير دولاً أوطان(اً) كانت قائمة وأحياناً مزدهرة بالفعل. هذا أصبح حال الدول الوطن(ية) العربية حالياً في العراق وفي سوريا وفي مصر وفي اليمن وفي تونس التي تجري الآن تصفيتها على قدم وساق، وبكراهية وحقد ورغبة في الانتقام كما لو كانت هذه الدولة الوطنية هي الشيطان الرجيم اللعين عينه.

في الوقت الذي اختلق "الصهاينة" غصباً ومن الصفر دولة وطن(ية) لهم على أرض لم تكن ملكهم، على الطرف الآخر "العرب" يقوضون بأيديهم أنفسهم وبدم بارد وتشفي غريب دولهم الوطن(ية) القائمة على أرض آبائهم والمتوارثة عامرة عنهم. بغير ذلك التدمير الوطن(ي) الذاتي لا يمكن أبداً تفسير الاقتتال الجنوني والمسعور الدائر حالياً بين السوريين والذي خلف حتى الآن أكثر من 80.000 قتيل وملايين الجرحى والمشردين والنازحين- ربما أكثر من ضحايا جميع المواجهات السابقة مع الأعداء "الصهاينة"؛ ولا يمكن تفسير السعي الحثيث الخبيث والضار من قبل جماعة الإخوان المسلمين في مصر لاحتكار الدولة الوطن(ية) المصرية كلها في بطونهم المتسعة المتسخة بأفكار سوداوية متخلفة حتى لو أدى ذلك، من جملة جرائم أخرى بحق مؤسسات الدولة، إلى طرد حوالي 3.500 قاض ورئيس محكمة دفعة واحدة؛ كما لا يمكن أيضاً تفسير التناحر والاقتتال الطائفي على حساب الوطن منذ سنين طويلة بين الطوائف في لبنان، وبين الشيعة والسنة والأكراد في العراق. على هذا النحو، بينما كان ولا يزال "الصهاينة" يبنون ويجودون وطناً لهم، كنا نحن "العرب" ولا نزال نخرب أوطاننا بأيدينا ونبكي على أطلالها. مع ذلك- للمفارقة السخيفة- نريد أن نعين الفلسطينيين على أن ينشئوا لهم دولة وطن(اً) فوق أرض فلسطين التاريخية!

لو كان إنقاذ دولتي الوطن(ية) من الهلاك يستلزم أولاً أن أكون صهيونياً، أنا منذ اللحظة يشرفني أن أكون "صهيوني- لكن عربي".



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا بكره إسرائيل وبحب الدولة الوطنية
- في حب إسرائيل
- إيران القنبلة النووية
- مصر تحت الاحتلال
- للزوجة نصف ثروة الرجل
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (4- تركيا)
- بين القانون والقرآن والسلطان
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (3- قطر)
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية (2- طائر النار)
- الإسلام السياسي في ميزان السياسة الدولية
- الدولة العربية في خطر
- أفاعي إسلامية تبكي الدولة!
- السياسة بين الطائفية والعلمانية
- بين العري والنقاب
- لصوص لكن إسلاميين
- اتركوا الرئاسة قبل أن تضيعوا كل شيء
- عودة الجيش المصري إلى الحكم
- تحرش جنسي بميدان التحرير!
- استمرار استعباد المرأة بسلطة التطليق والتوريث
- أنا ضد الشريعة


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - في البحث عن صهيوني عربي