المساواة الاشتراكية و العدالة الاجتماعية

اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني

الحوار المتمدن-العدد: 4073 - 2013 / 4 / 25 - 12:45
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

المساواة الاشتراكية و العدالة الاجتماعية
اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني/ مالك ابو عليا
تعرف الماركسية اللينينية المساواة بين الناس على انها تساوي وضعهم في جميع مجالات الحياة الاجتماعية و توفر شروط و امكانيات متساوية لتكوين الفرد و تطويره.
معلوم ان الخصوم الايديولوجيين للماركسية, يحاولون تصوير المساواة الاشتراكية كتسوية لمستويات حياة البشر و اذواقهم و حاجاتهم, غير ان مثل هذا المفهوم المبتذل للمساواة لا يمت بأي صلة للماركسية.
يتميز المفهوم الماركسي اللينيني للمساواة الاجتماعية عن المفهوم البرجوازي, و قبل كل شيء بتناوله الطبقي لتعريف مضمونه, اذ لا يمكن ان يكون ثمة تفسير وحيد لمقاييس المساواة ولا لقواعد العدالة الاجتماعية عند ممثلي طبقة البرجوازيين, ولا تقتصر الماركسية اللينينية لتؤكد المساواة على مجرد المطالبة بتساوي حقوق المواطنين امام القانون, فاقامة المساواة الفعلية ترتبط اولا بازالة الملكية الخاصة لوسائل الانتاج و انقسام المجتمع الى طبقات متناحرة عن طريق التحول الثوري للمجتمع.
ان اقامة الحكم الشعبي يوفر للكادحين امكانية واسعة ليشاركوا في الحياة السياسية, حيث تلبغى جميع اشكال استغلال الانسان للانسان وجميع التناقضات الاجتماعية القائمة على فوارق الجنس و القومية و الاقليمية و العرق و الدين و الطائفة الخ. و على اساس تصفية اللامساواة الاساسية في نظام الملكية الاجتماعية تتكون بنية اجتماعية طبقية لا تناحرية و يترسخ تجانس المجتمع طبقيا.
ان الدولة الاشتراكية تطبق المبدأ الاشتراكي في التوزيع, اي التوزيع حسب العمل, و هذا يحتل مكان جوهري في تحقيق المساواة الاجتماعية, و هكذا تصبح المساواة بين الناس ذات مضمون جديد.
يتواجد جميع اعضاء المجتمع الاشتراكي في اوضاع متساوية من حيث الجوهر و الأساس, اي بالنسبة لملكية وسائل الانتاج, فالكل شركاء في الملكية الاجتماعية الاشتراكية.
و هذا ما يحتم المساواة في الحقوق مساواة سياسية تامة, بصرف النظر عن اصولهم و ما يعتقدونه, و بصرف النظر عن انتسابهم القومي.
ان مبدأ المساواة في الحقوق بين افراد المجتمع يطبق في سياق وحدة حقوقهم وواجباتهم.
مع ان الاشتراكية هي تقدم هائل في ترسيخ مساواة حقيقية, فانها لا تحل هذه المسألة حلا كليا, و في نطاق مبدأ توزيع الثروة المادية لكل حسب عمله, فان ممارسة الناس مختلف انواع العمل و الفروق الفردية بينهم و تنوع الأوضاع العائلية و اختلاف ظروف العمل, تجعل الفوارق الفعلية في مستوى المعيشة و الرفاه امر لا مفر منه الى هذا الحد او ذاك, و في المجتمع الاشتراكي تبقى ايضا بعض عناصر اللامساواة الاجتماعية الناجمة عن وجود اشكال متعددة و متفاوتة من الملكية الاشتراكية, و يظهر ايضا خلل في المساواة الاشتراكية بسبب فروق في المدينة و الريف, بين العمل اليدوي و العمل الذهني, و يتم التغلب تدريجيا على هذه الفروق مع تطور الاشتراكية, الأمر الذي يزيد من مستوى المساواة الاجتماعية.
الحزب الشيوعي الاردني يناضل حثيثا من اجل الاشتراكية, و هو يعلم ان تحقيق الاشتراكية يتطلب نضوج للظروف الموضوعية و تطور وعي الجماهير الشعبية, و نضوج العامل الذاتي الثوري, ان تحقيق الاشتراكية من اجل تأمين حياة كريمة للشعب الاردني يحتاج الى نضال طويل و مرير يخوضه الشعب الاردني الكادح.

#اللجنة_الاعلامية_للحزب_الشيوعي_الاردني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات