محمد صادق
الحوار المتمدن-العدد: 4073 - 2013 / 4 / 25 - 12:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في هذا الكَون الشاسع والزمن الواسع , سَتَكتَشف أمراً عجيباً غَريباً , وهو أن إنسان الشرق الأوسط هو الأنسان الوحيد في هذا الكَون , الذي يكون إمّا أبوهُ شهيد , وإمّا أخوه شهيد , أوعَمّهُ شهيد , أوخالَهُ شهيد وفي بعض الحالات جميعَهُم شُهداء , وأبناء وبنات هؤلاء أغلَبَهُم يَتامى وأرامل ثم شُهداء , والامر المُؤسف والمُحير هو إنَّ قاتِلي هؤلاء جميعاً شهداءٌ أيضاً , والله عجيب أمر هذه الأُمة الشَهيدة .
ومعَ هذا تبقى تتَفاخر هذه الأُمّه بأنها خير الأمم , ومن المُؤَكَد إنها تّحتَفظ بعَرشها في هذا المجال بأعلى الأرقام والنسَب في قائمة عدد الشُهداء , والأرامل , واليتامى , والأسرى , والجرحى , والمُعَوَقين , والمَرضى , والمُهاجرين , والكُسالى , والمِلَلِ والطَوائف , كما وهي نائمة وغارقه في سُباتٍ عميق ومُرتاحة جداً في ذيل جميع قوائم الأحصائيات العالمية في كافة مجالات التطور والتَقَدّم والرقي .
هي الأمّه الوحيدة في هذا الكون الشاسع التي تمتلك كل كنوز الكَون , فهي تَمتلك جميع مفاتيح أبواب الجنة , ومفاتيح أبواب جَهَنَّم وأسرابٌ من الملائكة , وكل دعوات الميامين من شيوخ ودعاة لهذه الأمّه مَقبولة من الباري تَعالى وهي الأُمّه الوحيدة التي تَمتَلك بواطن الأرض من كنوزٍ وذهبٍ أصفر وذهبٍ أسود , وتمتلك كل مُتَطَلَبات الحياة فوق الأرض وَتَحتَها , ورغم كل هذا وذاك هم يَبقون أسرى الشيطان , والجهل والتخلف وسوء الحال , وقد أضافوا الى الطبيعة والجغرافيا أنهاراً من الدماء توازي انهار الماء التي منحَهُم الله ضمن ما مَنَحَهُم , وحقاً يُؤلِمُني جداً حال هكذا أُمّه .
هي الأمه الوحيدة التي تُعلن الجهاد ضد نَفسِها , تُحَلّل القتال ضد أبنائها , توزع مفاتيح الجنة على شهداء طائفتها , وتَفتَحُ ابواب جَهَنَّم لقَتلى الطائفة الأخرى , وكل طائفَةٍ بشُهَدائها وأرامِلِها وأيتامِها فَرِحونْ .
هي الأُمّه الوحيدة التي تَعشق التاريخ بجنون , وتَعشَق رجالات التأريخ بِشجون , وتَعشَق حوادث التاريخ بفنون , هي تلبسُ لباس التاريخ , تأكل من فضلات التاريخ , تُفَكّر بفَصلٍ واحدٍ من التاريخ , وتبكي فقط عندما تَشُمُّ عطر التاريخ , ومن أجل فصل واحد من التاريخ . تُلغي التاريخ كُلَهُ , الجغرافيا كُلَها , كل العلوم , وكل البشر , وكل المُستَقبَل .
وتبقى هذه الأمه هي الوحيدة التي لاتبني السماء ولاتَبني الأرض , فهي لازالت مُعَلَّقَةٌ بين السماء والأرض
ويبقى دعائي الى الله أن يَرحَمَ أطفالَ وأراملَ هذه الأمّه ..........
#محمد_صادق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟