أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير حداد - الاحداث كبيرة والرجال صغار














المزيد.....

الاحداث كبيرة والرجال صغار


منير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 4073 - 2013 / 4 / 25 - 09:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بغداد عرصة مربوطة بحبال الى نهر دجلة، كلما شدها الموج عنيفا انفلتت، على مر الحكومات المتعاقبة على السلطة، تحمل وصية مطلقة:
اقتلوا لأدنى شبهة.
ما جعل القدر المحيط بالعراق.. ارض الرافدين المتشحة بالسواد، كبيرا، يتصدى له الصغار.. اولئك الذين هم احط من مستوى الحدث، وأقل وعيا من الاسهام بحوار متصل.. انهم يقطعون سلسلة القول وتتهرأ على السنتهم البلاغة فيعيون عن روفها.
ينتصب الرجل منهم واليا على بغداد، فلا يلقى قبولا من اهلها ولا تلقى منه قبولا، حتى يأتيه كتاب الخليفة:
قل شاكروك وكثر شاكوك، فاما اعتزلت او اعتدلت.
الا انه، لا يعتدل ولا يعتزل ولا يعنى بشكر القلة وشكوى الكثرة، فارضا نفسه بقوة السلاح ولوي الاذرع؛ حتى لو الحق ابادة جماعية بالناس ولم يبقِ سوى بضع ازقة عامرة بالمومسات يحكمها في مدينة خلت من سكانها عن بكرة ابيهم.
تلك بغداد تحت سنابك خيل السلطات المتلاحقة وظلال سيوفها.. ما مر عام وليس فيها جوع، كما قال الشاعر بدر شاكر السياب، لا مشروع يكحل العين التي تآكلها الرمد، منذ 9 نيسان 2003، بعد ان جف النور فيها جراء حروب الطاغية المقبور صدام حسين، والحصار الذي جره على شعب العراق بسبب غزوه دولة الكويت الشقيقة، وما خلفه سقوطه من ارهاب مريع.. فبأي آلاء ربكما تكذبان؟
متى تضع الحرب التي بدأها صدام حسين على الشعب العراقي اوزارها؟ فاوارها ما زال مستعراً برغم سقوطه المدوي.. سقط لكن فعله ما زال قائماً، والمرء منسوب الى فعله.
حكومات كثيرة، جاءت باسم الشعب، لكنها عملت على اضعافه، كي تقوى، مثلما قال السيد المسيح.. عليه السلام: كثيون سيأتون باسمي ويضلون كثيرين.. ستسمعون بحروب واخبار حروب، لا تقلقوا لن تقوم الساعة.
نعم.. عيسى بن مريم يطمئن الانسانية الى ان الساعة لن تقوم، لكن ساعة العراقيين تقوم كل لحظة، على هوى حكامها، وآفة الرأي الهوى، في ما تقول حكمة الامام علي: لا رأي لمن لا يطاع.
لذا يلجأ الحكام الى فرض آرائهم بالقوة؛ كي يمرروا هواهم، ضاربين الراعي الذي تتبدد بغيابه الرعية؛ لأن الناس على دين ملوكها؛ فان كان الحاكم اهوج، شاع هوجه في الناس نقمة، وان كان تأملياً، شاعت تأملاته في الناس نعمة.
ما حدث بعد سقوط الطاغية المقبور صدام حسين، في 9 نيسان 2003، اننا وجدنا الطاغية مرة اخرى، في الطرف الآخر من الجرح، تنكأه الاحداث، فيدمى.. مرة ومرات الى الابد... جاعلا الانسان العراقي قربانا للسبت، بدلا من ان يجعل السبت قربانا لانسانية العراقي.
متى تحل على دفة الحكم سلطة تعنى بشكر الشعب وتأرق لشكواه؛ فلا تلزم الشاكي بالشكر؛ دأبا على ما كان الطاغية يجبر الشعب عليه من تهليل ونفاق طويا على بطون خاوية واذلال مهيناً.. شرع حسناوات العراق الشريفات، في الجامعة، للطلبة العرب، يسقطون حرمتهن، امام الدولارات التي يغدقها عليهم ويشح بها على شعبه.. والجوع كافر.
والمشكلة تتكرر، فاقتصاد العراق، لن يكفي تقاعداً لثلاث دورات مقبلة من اعضاء مجلس النواب، وسيظل العراق على هامش الرئاسات الثلاث كما كان على هامش العرب، يستنزفون اقتصاد العراق، نظير خدمات لا يقدمونها لصدام، مثلما تستنزف الرئاسات الاقتصاد الان، من دونما خدمة، سوى الموت الذي يصدرونه من تحت قباب مجالسهم الثلاثة الى الشارع، يفرجون احتقانات تأزمهم بالتنفيس عنها انفجارات في الساحات العامة، يتبادلون من خلالها لوي الاذرع.
فتعود بغداد مجرد عرصة مربوطة بحبال متهرئة الى شواطئ دجلة، يميد بها الموج العاتي فتنفلت، وشعبها جائع على مر السنين؛ لأن الصغار.. الصغار من سنافر رجالها يتصدون للاحداث الكبيرة، يقيفونها على مقاسهم، فتضيق من حول الشعب حد الاختناق، وتدعيما لاستحكامهم من السلطة، ينفذون الوصية، بالقتل لادنى شبهة.



#منير_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكيم رابح وحيد في الانتخابات
- دولتا الكويت والعراق تؤسسان لحضارة الروح
- البريطانيون يكذبون والعراقيون يوهمون انفسهم بصدق جهاز كشف ال ...
- انفراط الدولة مجلس عشائر خيبة انتخابية لاحقة
- قبل ان يتربعوا على مجالس المحافظات دعايات المرشحين تكتظ بالف ...
- سنان الشبيبي بطل قومي بانتفاء الكولنيالية
- في عيد البعث المالكي يغتال باقر الصدر ثانية
- اقتحام الجرائد..
- القضاء المصري يحمي قمة الثورة من سفح الاخوان
- لعن الله حب الولد
- 150 ضابطا عراقيا استشهدوا لأجل الكويت
- تأجيل الانتخابات مسخ للحكومة
- المالكي يتفنن في صنع الاعداء
- اقتحام العدل تهميش لدولة آفلة
- كل يتأمل عدوه مغنيا على ليلاه
- موقف العراق يهان عربيا بدفاعه عن المجرم الاسد
- في ذكرى 11 آذار
- دور الاستخبارات في استتباب الامن المفقود
- في ذكرى انتفاضة آذار المالكي والبعث يخضعان لاشتراطات الكرسي
- ذوو الجباه السود حولوا احلامنا الى كوابيس


المزيد.....




- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...
- شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه ...
- الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع ...
- حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق ...
- بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا ...
- وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل ...
- الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا ...
- وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني ...
- تأثير الشخير على سلوك المراهقين


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير حداد - الاحداث كبيرة والرجال صغار